الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تحزن يا ابن شفيعه

قحطان محمد صالح الهيتي

2016 / 8 / 1
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


أي دمعـة حزن لا لا.
أي جرح فى قلب لا لا.
أي لحظة حيرة لا لا.
حتى نار الغيرة لا لا.
-
عدت واستمعت الى أغنية عبد الحليم حافظ (أي دمعة حزن لالالالا)، وأنا اقرأ ما كتبه أبن جارتي الغالية شاكر شفيعه، وما رأيته في الصور المرافقة لما كتب في أثناء تواجده في بناية اعدادية هيت للبنين.
-
وتذكرت وأنا أقرأ ما كتبه أياما خلت. تذكرت بيتنا في القلقة، وجارنا الطيب سحاب أبو اشعيب وعمتنا المحبوبة ام اشعيب. تذكرت ذلك البيت الذي ضم من البنات ستاً كل ُّواحدة منهن كانت (ست البنات) وتحمل كلٌ منهنّ أسماً على وزن شفيعه. وضم من الأولاد ثلاثة: شعبان ورميض وعويد.
-
تذكرت أم شاكر. تذكرت التي كانت أسما على مسمى؛ فقد كانت شفيعة لنا عند أهلنا وعند الجيران عندما كنا نتخاصم ونتعارك ونختلف ونُخطِئُ. عرفتها أختا وجارة ً وأمّاً لشاكر. عرفتها كريمة صابرة مُحتَسبة؛ فحقَّ لشاكر أن يفتخر بها وأن يتشرف باسمها.
-
ومثلما تذكر شاكر أيام دراسته في الإعدادية، تذكرت أنا وسيتذكر معي الكثيرون ممن درسوا فيها أيام دراستهم. وحزنت وحزن معي المحبون على حزن شاكر وعلى ما رأيناه من خراب وتدمير ونهب وسلب لهذا الصرح العلمي الذي لا يمكن أن ننساه، ولكن علينا ألا نذرف الدموع، بل علينا أن نغني كما غنى عبد الحليم؛ فلا لا للدموع، ولالا للحيرة أمام فعل مغول العصر، ونعم نعم للعمل فهو خيارنا وواجبنا. وعلينا أن نشعل نار(الغيرة) في نفوسنا وألا نقول لالا لأننا اليوم بحاجة الى (غيرة) النشامى لا إلى (غيرة) العشاق.
-
حزنتُ حُزنَ شاكر على ما جرى للمدرسة، ولكني فرحِتُ أيما فرح حين رأيت هذا الإنسان الذي يتطلع الكثير من عشاق المناصب والكراسي لأن يحمل عنوانه الوظيفي (مدير) ليتباهى به، وليسرق ويرتشي في ظله.
-
فرحِتُ حين رأيت شاكر المدير بدشداشته (مشلحا) وهو ينظف مع بعض الطيبين قاعة وصفوف المدرسة ومرافقها الأخرى، ويجمع المتبقي من سجلات وأضابير المدرسة التي في سطور الأوراق التي تضمها الكثير مما يعنينا: درجاتنا وسلوكنا وغيابنا وحضورنا. أي إنسان هذا؟ وأي مُربٍ فاضل؟ وأي مدير؟
-
لا تحزن يا ابن شفيعه لأنك بما قمت به ستَحْيَى علما، وستبقى رمزا يشار اليه بالبنان، وسيذكر التاريخ أن شاكرا مدير المدرسة أول من حمل المكنسة ليَكْنُسَ الصفوف من دنس داعش من أجل أن تستمر الحياة.
-
لن أخاف بعد اليوم على الأجيال القادمة طالما أن في مدينتي من الأخيار الطيبين الكثيرمن أمثال شاكر، ولن أحزن بعد اليوم، وأقول وقولوا معي: لا تحزن يا ابن شفيعه فكلنا معك.
-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية