الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقل ... عندما يسقط

رمسيس حنا

2016 / 8 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لم يكن و لن يكون إغتيال القس الفرنسى جاك هامل – و البالغ من العمر 86 عاماً، أثناء الصلاة فى كنيسته ببلدة سانت إتيان دو وفراى بمدينة رولان بمقاطعة نورماندى يوم 26 يوليو 2016،على يد إثنين من الشباب أحدهما يبلغ من العمر 18 عاماً – هو أول أو اّخر مظهر من سلوك العنف و الإرهاب اللذان يجتاحان العالم و اللذان يجدان فى الفكر الدينى الإسلامى التربة الخصبة التى يرعاها رجال الدين حتى و لو حاول البعض منهم إستنكار الفعل بإرتداء عباءة التقية. فأعمال العنف قتلت و هجًّرت و ما زالت تقتل و تهجِّر مسيحى العراق و سوريا و ليبيا و أى بلد يكون فيه الإسلام هو دين الأغلبية أو الدين الرسمى للدولة أو أى مكان يُمثل فيه الإسلام بأقلية من المؤمنين و يُطلق فيه العنان لرجال الدين أن يقولوا ما يعن لهم من خُطب حنجورية لبث الكراهية و الحقد على الاّخر و بالتركيز الخاص على المسيحيين. فقد قتل الإرهابيون القس روفائيل موسى كاهن كنيسة مار جرجس بالعريش فى 30 يونية 2016، كما تم إغتيال القس مينا عبود فى يونية 2013 و لم تتوقف الإغتيالات عند حد القسس بل إمتدت لتطال رؤساء الكهنة؛ فقد إغتال الإرهابيون أسقف شمال سيناء الأنبا قزمان فى 3 مارس 2012. أما فى العراق و سوريا فحدث و لا حرج عما يرتكبه الأرهابيون الدواعش من عمليات عنف و إرهاب و قتل و نهب و سلب و تخريب و حرق يندى لها الجبين.

و لم نسمع عن حادث واحد ضد راباى أو حاخام إسرائيلى مثلاً يستعجل حكومته فى إزالة المسجد الذى يعتبر واحد من الإثنين اللذين يجب أن يُشد لهما الرحال. و لم نسمع عن محاولة واحدة من الأشاوس و الأبطال الإرهابيين لتفجير نفسه فى كتيبة أو فصيلة فى جيش الدفاع الإسرائيلى أو على الأقل ضُبط و هو يحاول ... مجرد محاولة ... و لم نسمع كلمة واحدة من أحد من صبية الدواعش أو غيرهم من رجال الدين العلماء ينبث ببنت شفة عن أو يدعوا الى تحرير القدس حتى لو لمجرد ذر الرماد فى العيون كما يقول المثل.

بينما نجدهم أشاوساً و أبطالاً على كل من يعرفوه أنه أعزل أو لا يُتوقع منه حمل السلاح. فهم يجلدون النساء فى وضح النهار ولا يخجلون ... و لا تخجل شعوبنا المؤمنة من و جهها القبيح ... يقتلون الأطفال و يقطعون رؤوسهم ... و يمثلون بجثثهم و الكل يصمت و يصلى فى سره و جهره "أن ينصركم الله فلا غالب لكم" (سورة اّل عمران اّية 160) ... و لا تخجل شعوبنا المؤمنة من و جهها القبيح ... يركبون نسائنا عياناً جهاراً و لا تثور نخوتنا و لا شهامتنا و لا رجولتنا العربية لشرفها الذى تتشدق به على الأمم؛ و لِم لا و نخوتنا و شهامتنا و رجولتنا العربية و الإسلامية لا ظهور لهل إلا فى وسط ضعيف و بسماح مقنن من قِبل أجهزة مخابراتية تستخدمها كعرائس الموبيت شو (Muppet show).

و لكن تثور نخوتنا و رجولتنا و شهامتنا العربية على إمرأة عجوز لمجرد أنها مسيحية لشبهة علاقة بين إبنها و إمرأة مسلمة. نرى نسائنا يُركبن من أمة لا إله إلا الله من رجال القاعدة، و داعش، و جبهة النصرة الإسلامية، و حركة الفجر الإسلامية، و الجبهة الإسلامية السورية، و تجمع أنصار الإسلام، ... الخ فلا تثور حميتنا و نحن نفشخ عن نواجزنا فى ضحكات بلهاء و نصلى لهم "اللهم أنصر إخوتنا فى سوريا" ... و نثور و نهتاج لأننا رأينا بعض الناس يربون حيواناً (الخنزير) لأن رؤية مثل هذا الحيوان تصيبنا بعدوى الدياثة... فتدفعنا رجولتنا الى قتل كل الخنازير على أساس أنها الخطوة الأولى لتحرير أولى القبلتين.

تذهب نسائنا و بناتنا الى الدعارة الشرعية التى شرع لها رجال الدين العلماء العظماء تحت أسماعنا و أبصارنا و يسقط عقلك عندما يشهرون فى وجهك صحيح البخارى فى كتاب الطب باب هل يداوى الرجل المرأة أو المرأة الرجل ... و يشهرون فى وجهك صحيح مسلم كتاب الجهاد و السير باب غزوة النساء مع الرجال و باب عدد غزوات النبى و فى كتاب النكاح باب نكاح المتعة فندفن رؤوسنا ليس فى الرمال بل فى الطين تيمماً صعيدا طيباً؛ و يسقط العقل و يتمرغ فى وحل الفتاوى الصادرة من علماء و فقهاء المسلمين.

نسائنا و بناتنا يُرسلن رغماً عنهن أو يذهبن طوعاً ليُنكحن و يُركبن بكل فخر و إعتزاز و عزة و لا يخجلن وفى نفس الوقت يشعرن بالعار و الخجل إذا سقط خمارهن أو حجابهن أو كشفن عن وجوههن أو شعورهن ... و يسقط العقل فى مستنقع هذه العفة و الطهارة و الإستقامة ...

نسائنا و بناتنا يكشفن عن بل يفتحن أرجلهن و فروجهن للإرهابيين بتكبيرة (الله أكبر) و يأبين أن يفتحن عقولهن أو يسألن كيف يمكن أن يتم زواجهن و طلاقهن ست أو سبع مرات فى خلال ثنتا عشر ساعة (https://www.youtube.com/watch?v=s1waYYiwgxQ). و يسقط العقل عندما يحاول أن يدقق فى الفرق بين الدعارة و الزواج أو للدقة جهاد النكاح أو زواج المتعة أو عندما يحاول ان يفهم أن إجتمعاع رجل و إمرأة لأى ضرورة يكون الشيطان ثالثهما (حديث رواه أحمد و الترمزى عن إبن عمر).

هذا الطغيان الغاشم للإرهاب و العنف لا يعنى إطلاقاً مبلغ القوة التى وصل اليها الإرهابيون بقدر مدى الدعة السلامية التى تصل الى درجة الجهل بما يعتمل فى عقل الإرهابى و توجهاته الفكرية التى تتسبب فى إنهيار التركيب النفسى السوى لشخصيتة فيكون العنف هو النار التى تنطلق فى الهشيم. بمعنى أن الإرهابيين يمارسون أعمال العنف الأرهابية فى وسط يتخيلونه من الضعف بحيث لا يمكن الرد عليهم. كما أن ممارسة الإرهاب و العنف يعنى سقوط العقل التام تحت سيطرة غيره و بالتالى فقد العقل السوى سيطرته على سلوك الشخص الإرهابى فيجنح للعنف بخطى متسارعة ليدمر الاّخر و يدمر نفسه. إنها حالة الفشل و اليأس من محاولة إيجاد معنى لحياته فيفرّغ الاّخرين من معنى حياتهم. و لا يستطيع صبية مثل هولاء أن يرتكبوا ما يرتكبوه ما لم تكن هناك قيادة على درجة عالية من الذكاء و غباء فى أحط درجات البوهيمية جعلت من أمثال هؤلاء الشباب مجرد عرائس متحركة.

كل هذا العنف و كل هذا الإرهاب نشارك فيه جميعاً بصورة أو بأخرى ... بتركيزنا على العنف أو الإرهاب الفردى أو الشخصى و التغاضى عنهما كسلوك جمعى ... نشارك فيه بصمتنا ... بمحاولات إيجاد مبررات له ... بالتغاضى عن كشف و فضح أسبابه ... بمحاولة تبرئة مصادره ... بمهادنته ... بالخوف من مجابهته ... بإلقاء كل تبعيته على مخابرات دول أخرى ... لا أنكر ضلوع مخابرات إسرائيل و أمريكا و دول أوربا فى ظهور و وجود الإرهاب و العنف فى منطقتنا الموبوءة ... و لكن ما كانت لهذه المخابرات أن تنجح دون وجود التربة و المناخ و العقل الجمعى المريض الذى لم يعد صالحاً لأى غرس إيجابى. و الأمثلة على ذلك واضحة حتى للعين المجردة. من الذى خلق حماس؟؟ من الذى أوجد القاعدة؟؟ من الذى غرس جبهة النصرة؟؟ و من الذى يحمى السعودية

و العنف هو سلوك يتضمن إستخدام القوة البدنية بقصد إيذاء أو إتلاف أو تدمير أو قتل شيئ أو شخص و هو أيضاً يعنى التوحش و الشراسة و القسوة و الهمجية و السادية. و فى القانون فإن العنف يعنى الممارسة الخارجة على القانون للقوة البدنية او الترهيب أو التخويف بإستعراض اى قوة. و فى علم النفس و طبقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن العنف هو الإستخدام المتعمد للقوة البدنية أو السلطة تهديدأً أو فعلاً ضد الشخص نفسه أو ضد شخص اّخر أو ضد جماعة أو مجموعة أو مجتمع، و الذى ينجم عنه أو يكون هناك إحتمالية كبيرة أن ينتج عنه أصابة أو موت أو ضرر نفسى أو سؤ فى نمو أو سؤ تطور الشخصية الموجه ضدها العنف سواءاً كانت الشخصية حقيقية أو إعتبارية.

فالعنف الذى هو ركيزة الإرهاب هو سلوك يتعلمه الشخص و ليس غريزة. و السلوك الإرهابى ليس وليد اللحظة و لكنه ينجم بعد تفكير و روية فى حضور عقل فقد كل مقومات التفكير السوى السليم و أصبح الدين هو كل ما يمكن تقويم و تقنين و إقامة الإنسان به. و عندما يقدس العقل نص أو أى شيئ على الأرض فإنه يتنازل عن سلطانه على نفسه و يتوقف عن التفكير و يستسلم تماماً "للمقدس" فيشعر بالرهبة أمام هذا المقدس. و شعور العقل بالرهبة و الخوف أمام شيئى (أمام المقدس) يتفه و يسفه الحياة فلا وجود و لا معنى للحياة بدون المقدس ... فعبارة "فداك أبى و أمى يا رسول الله" هى تصوير دقيق لسقوط العقل فى وهدة "المقدس" و إنهياره أمامه. كيف يكون ذلك؟؟

على أن الباحثين و المتخصصين و الدارسين على حد سواء إختلفوا فى محاولاتهم لوضع تعريف كونى دقيق جامع شامل للإرهاب مما أدى الى وجود تعريفات مختلفة لللإرهاب فى مؤسسات البحث العالمية. ففى الفصل 22 من القانون الأمريكى، القسم f(d)2656 يُعرف الإرهاب بأنه العنف العمدى بدوافع سياسية الذى ترتكبه جماعات دون الوطنية أو يرتكبه عملاء سريين ضد أهداف مدنية أو أهداف غير حربية و غير قتالية بهدف التاثير على جمهور أو جماعة من الناس. اما مكتب التحريات الفيدرالى (FBI) فقد عرف الإرهاب على أنه هو الأستخدام غير القانونى للقوة او العنف ضد شخص أو ممتلكات بغرض تخويف أو إجبار الحكومة أو المدنيين أو أى قطاع من أجل تعزيز أو تحقيق أهداف سياسية.

و لكن التعريفين السابقين للعنف و الإرهاب لا يمكن أن يغطيان العنف و الإرهاب الإسلامى و ربما لم يتناوله أحد لأنه من صميم تكوين الفكر الأسلامى كل ما هنالك أنه متنوع و متعدد و متشعب فى جميع الإتجاهات و يختلط بالعنف و الإرهاب السياسيين، ذلك أن الإسلام دين و دولة. فإذا ما كانت الدولة مؤسسة على الشريعة الإسلامية كما تنص دساتير بعض الدول فلا مجال أن يكون العنف سياسياً بل هو عنف و إرهاب دينى يهدف الى تحقيق ماّرب و أطماع سياسية و تحقيق تميز إجتماعى و إقتصادى لجماعة بعينها. فالصرعات السياسية التى قد تتسم بالعف و الإرهاب قصيرة المدى لإمكانية حلها بالطرق الدبلوماسية حيث يكون العقل حراً و متيقظاً و يكون له المقدرة على المناورة فيبدع فى إمكانية تقديم تنازلات و إيجاد الحلول. أما الصراعات الدينية قد تخبو و تستكين لفترة ومن ثم يمكن أن تستيقط لأتفه الأسباب. فمن المفترض أن يكون الدين هو مصدر السكينة و الهدوء و التأمل و التمعن و الصبر و التعاطف مع مخلوقات الله. و لكن يسقط العقل عندما يرى أن الدين هو مصدر الإستفزاز و التوتر و القلق فى نفسية المؤمن و تعاظم ذاته و أنانيته. فيكون منظر شخص جائع يأكل لقمة عيش يسد بها رمقه الملازم له بأطول فترة قد تفوق أضعاف فترة صيام المؤمن يكون منظر هذا المسكين الجائع مصدر إستفزاز لمشاعر المؤمن الرقيقة الحانية. كيف للمؤمن الذى يصلى و يرفع يديه و ناظريه يستمطر مراحم اله فإذا مرت به إمرأة حتى و لو مدثرة بخمار من رصاص يجد عقله و فكره يسقط فى نصفها الأسفل و لم تستطع صلاته أن تحصف عقله من السقوط.

فالمقدس فى عبارة (فداك أبى و أمى يا رسول الله) هو "رسول الله" الذى لا وجود له الان و لا يوجد له صورة أو تخيل فى عقل أى مؤمن و لكنه يوجد كتراث ميتافيزيقى و ثقافة غير ملائمة لزمكان القرن الحادى و العشرين حاضرة فى عقل المؤمن. ولأنك لا يمكن أن تتخيل صورة لهذا المقدس فهو ليس كمثله شيئ و من هنا يتحول الرسول الى كائن ميتافيزيقى مثله مثل الإله الذى ليس كمثله شيئ. فهو إذاً فى مرتبة الإله إن لم يكن الإله نفسه، و يكفى أن الأثنين موجودان على قدم وثاق فى مكان واحد. فالله و محمـد فى العقل المريض صنوان لا يفترقان؛ فلا وجود للإله بدون محمـد و لا وجود لمحمـد بدون الإله و يكفى أن ندلل على ذلك برؤيتها مكتوبة على الرايات و الأعلام بطريقة تجعلك تقرأها قرأتين صحيحتين فـ"الله محمد" أو "محمد الله" لا يفترقان فى المعنى بغض النظر عن موقعهما فى المقولتين. ففى الجملة الأولى يكون محمـد خبراً لله و فى الجملة الثانية يكون الله خبراً لمحمـد و لذلك فإن مجرد صورة كاريكاتير للرسول يمكن أن تحيل المؤمن الى قنبلة. و يسقط العقل تحت سنابك الامعقول.

و عندما يتنازل العقل عن سلطانه على نفسه فبالتأكيد تنهار القيم الأخلاقية السامية التى أنتجها العقل السوى و يتحول الإنسان الى صورة حية للجحود و الوقاحة تجعله يقدم أبيه و أمه فداءاً لِما لا وجود له و إن كان له وجود فهو وجود طبيعى لتحول المادة ... فهو بعض من تراب و بقايا عظام كأى كائن حى يموت فيخضع لعمل الطبيعة فى تحول الكائن الى المادة بالفساد و التحلل (decay and decompsition). و يسقط العقل فى قبر الرسول عندما يراه جالساً أو قاعداً مع الله فى عرشه و هو "المقام المحمود" لرسول الإسلام؛ و من ثم يسقط العقل فلا يستطيع أن يفرق بين مصطبة القبر و عرش الله .

فالإنسان الوقح الجحود الذى يقدم أبيه و أمه قرباناُ لما لا وجود له لن يتورع أن يقتل الاّخرين ظاناً أنه بذلك يداهن المقدس الذى بداخله و لكن فى الولقع هو يفدى أبيه و أمه و يخلصهما من وطأة المقدس الذى يلح عليه بطلب التضحية بهما كفدية و لتخفيف الأحساس بالذنب لإستعداده أن يقتل أبيه و أمه اللذين قدما و ما زال يقدمان كل شيئ من أجله فإنه يتوجه بالقتل لشخص اّخر فيه بعض من صفات أبيه. ماذا فعل القس جاك هامل أو القس روفائيل موسى، أو القس مينا عبود أو أسقف شمال سيناء الأنبا قزمان – غير إشتراكهم جميعاً فى كلمة "أب" التى يُعرفون بها حتى بين المسلمين أنفسهم – يستفز المشاعر المرهفة لأولئك اللذين سقطت عقولهم فى وهدة " فداك أبى و أمى يا رسول الله ".

فهل لنا أن نحذر الأباء و الأمهات من سقوط عقول أبنائهم فالدور قادم عليهم فى طابور (فداك أبى و أمى يا رسول الله). إنها حلقة مفرغة خبيثة تجعل الإبن يستعذب و يتلذذ بقتل والديه و تجعل الأب يستهين بقتل إبنه أو بنته. أليست هى الرغبة الداخلية الكامنة فى نفس و عقل الإرهابيين اللذين قتلا القس جاك هامل البالغ من العمر 86. فالرسالة هنا موجهة لوالدى الإرهابيين. وإلا ماذا فعل هذا القس ضد الدين الإسلامى أو ضد رسول الإسلام أو ضد أى مسلم إستفز به المشاعر الأيمانية للإرهابيين غير أنه قدم بعضاً من أرض كنيسته لبناء الجامع ؟؟؟ إن حالة الرجل العجوز كانت أحرى أن تثير فى نفس الشابين النخوة و الشهامة لمد يد المساعدة لأى عجوز يعبر الشارع. هذه من قيم الأخلاق السوية التى يبدعها الأنسان ذو العقل الحر؛ و لكن الشابين ذى العقل الدينى المشوه يمارسون البطولة و الفروسية على شخص ضعيف. بنفس الطريقة الداعشية. فالدين قد شوه الإدراك و حصر العقل فى الأنانية و كراهية الاّخر. فهو سلوك يعلمه رجال الدين على منابر الجوامع و فى اللقاءات المغلقة و المفتوحة و الخاصة و العامة. و هذا يعنى أن العنف و الإرهاب جريمتين تكتمل أركانهما بوجود عاملى سبق الإصرار و الترصد؛ و لكن عندما يسقط العقل فقل على الإنسان السلام.
دمتم بخير.
رمسيس حنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انها ثقافة إطلاق الغرائز والعنف لذا هى تتواجد
سامى لبيب ( 2016 / 8 / 4 - 18:31 )
تحياتى استاذ رمسيس حنا
مقالك رائع كالعادة لأجده ممزوج بمشاعر إنسانية منزعجة من هذا الإرهاب والقبح ليغلب هذا على المقال
صحيح ما قدمته ان الثقافة تنتج ارهاب وتوحش وصحيح ايضا تحليلك لفكرة محمد الإله فهو تعاطى الإنسان مع الميتافزيقا للبحث عن وجود من لحم ودم .
أرى الأمور نتاج ثقافة تفتح المجال على مصراعيه لإطلاق الغريزة المتوحشة فى الداخل الإنسانى فالإنسان يحمل تحت جلده نزعة نحو العنف والتوحش أفلحت الحضارة الإنسانية على مدار آلاف السنين فى تقليل منسوبها ولكن لم تفلح فى وأدها .
الإسلام يمثل ثقافة تسمح للتابعين بإطلاق الغرائز فى العنف والقتل فى سبيل الله كذا تفتح المجال للغريزة الجنسية أن تنطلق بتوحش عن طريق إغتصاب السبايا وهكذا من ممارسات.
أرى ان هناك بشر بشعون ولدوا وسط ثقافة بشعة فممارسوا البشاعة وتلذذوا بإطلاق غرائزهم العنيفة ليجدوا مظلة تظللهم وتمنحهم اللذة فى التوحش بضمير مستريح .


2 - عندما يتخذ العنف مظهراً جماعياً
رمسيس حنا ( 2016 / 8 / 5 - 16:26 )
مودتى و إحترامى الأستاذ الفيلسوف السامى اللبيب
إن المشكلة تكمن فى مظاهر أصبحت من صميم مكونات العقل الدينى المشوه. فعندما كان إثنان يعتديان على شخص واحد كان التوبيخ و الملامة و إستهجان الفعل يصب عليهما من المجتمع. و لكن ما يحدث الاّن شيئ قميء و مقزز و مزعج: فالأبناء يكفرون أباءئهم و يغتالوهم .. و الأمهات فقدن إحساسهن بالأمومة .. فهن يلدن أبنائهن لمجرد تقديمهم قرباناً و تقرباً للإرهاب .. و تتفاخر الأم بأن إبنها قَتَل و قُتِل و لا تزرف دمعة على إبنها المقتول .. و شباب يجتمع على رجل عجوز و يقتلونه .. و أستاذ طبيب فى كلية طب و نائب فى البرلمان يطالب بختان البنات .. و نواب البرلمان يجتمعون على زميلهم و يضربونه بالأحذية لمجرد أنه التقى سفير دولة أجنبية يعتبرها البرلمان من ألد أعداءه و لا يستجرى هذا البرلمان أن يلغى معاهدة السلام بين دولته و بين الدولة العدو .. و أناس قرية بكاملها (300 شخص) يجتمعون على إمرأة مسنة فيسحلوها و يجردوها من ملابسها .. و المحافظ و الأمن (يزغردون فى عبهم) و ينكرون و لا يستنكرون ما حدث .. ألا يستدعى هذا رالخوف و الإنزعاج على الغلابة و المساكين و هم الضحايا؟ دمتم


3 - خلل قيمي في كل المجتمعات العالمية
ليندا كبرييل ( 2016 / 8 / 5 - 18:21 )
تحياتي أستاذ رمسيس حنا المحترم

تحليلك لا يبتعد عن الصواب، لكني أسأل
إذا كانت الثقافة الإسلامية قد شوّهت الإدراك والوعي، فكيف نفسر العنف الحاصل في المجتمعات العالمية التي لا علاقة لها بالثقافة الإسلامية
كل المجتمعات العالمية (والتي تتبنّى النظام العلماني أيضا)تعاني الآن من اختلال القيم، وتنتشر الجرائم بشكل مفزع
السموم تنتشر في العالم أجمع،لكنها تظهر بصورة أوضح في البيئة العربية الداعشية

تفضل الاحترام والتقدير


4 - الأستاذة الفاضلة ليندا كبرييل
رمسيس حنا ( 2016 / 8 / 6 - 07:13 )
كل إمتنانى و تقديرى لشخصك:
تفسير ظاهرة الإرهاب و العنف يبدأ بالأسباب و الأغراض/المبررات و الأهداف (targets) و طريقة تفكير الأفراد المتورطين و حالتهم النفسية فى إطار ثقافتهم. إن أى حركة إرهاب أو عنف (سياسية أو إقتصادية أو مجتمعية) تنتهى بتحقيق أهدافها أو القضاء عليها فى الأطر القانونية المتفق عليها مجتمعياً. و لذلك فإن هذا النوع من الحركات الإرهابية يمكنها أن تتساوم و تقدم تنازلات.. و لكن الإرهاب و العنف الدينى هو حالة مطلقة لا نهاية لها لأن الدين مطلق. و مطلق واحد هو الذى يجب أن يسود فى النهاية. و هذا شيئ مستحيل لعدم الإتفاق على العناصر المكونة للمطلق الواحد (كما فى حالات المذاهب فى الدين الواحد). فالمشكلة هنا عدم الإجماع على صورة محددة و متعارف عليها لهذا المطلق الواحد لأننا نعيش فى عالم نسبى؛ فالقاعدة الأساسية التى ينبغى أن تسود فى التعاملات الإنسانية هو التعامل مع النسبى بما هو نسبى (د. مراد وهبة: مُلّاك الحقيقة المطلقة). فكل شيئ على الأرض نسبى و بالتالى ينتفى المطلق عليها حتى لو وجد الإله نفسه على الأرض لأنه فى هذه الحالة سوف يتحول الى نسبى فلا ينبغى الصراع من أجله. دمتم بخير.

اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية