الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام السياسي عاهة المجتمعات الإسلامية

صادق إطيمش

2016 / 8 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تصف المصطلحات الطبية الإنسان الذي يعاني من عاهة مزمنة او من نقص في تركيب الجسم الذي يؤثر على الفعل الطبيعي لذلك الجسم بالإنسان المُــعَــوَّق. وما نحاول البحث فيه الآن هو مدى انطباق هذا التعريف للإنسان المعوق على مجتمع بكامله، اي هل يمكننا ان نصف مجتمعاً بكامله معوقاً، او مشلول الحركة بسبب عاهة اصابته او نقص في تركيبته الإجتماعية ؟
من وجهة نظري اعتقد بوجود هذا التشابه بين الجسم المعوق والمجتمع المعوق. والمجتمع الذي ارغب ان اشير إلى شلله وعوْقه في هذا المجال ، وبشكل خاص ،هو المجتمع الإسلامي وذلك لأنه مصاب بعاهة بشعة هي عاهة الإسلام السياسي. قد تنتشر هذه العاهة في المجتمعات الإسلامية المختلفة بهذا الشكل او ذاك او بهذه الحِدَّة او تلك ، وتبعاً لقوة الإنتشار وشدته تتوقف درجة العوْق ، تماماً كما في الإنسان الذي يمكن تثبيت النسبة المئوية لعوقه تبعاً لشدة العاهة التي يعاني منها. إن اختلاف شدة عاهة الإسلام السياسي في المجتمعات الإسلامية لا تؤثر على صفة هذه العاهة التي تخلق مجتمعات معوقة حينما تحل بها بهذه الدرجة او تلك. وكما لكل عاهة اعراضها الداخلية والخارجية، فإن لعاهة الإسلام السياسي اعراضها ايضاً والتي يمكن تدبرها وعلاجها بنجاح يعتمد على سرعة الإجراءات المضادة التي قد يمارسها المجتمع ضد هذه العاهة، تماماً كما تمارس المضادات الحيوية فعلها تجاه بعض الأمراض التي تؤدي إلى العاهات والعوق.
الإسلام السياسي عاهة على المجتمعات التي يحل بها، إسلامية او غير إسلامية، وقد لا تبرز آثاره المهلكة على المجتمعات غير الإسلامية،كما على المجتمعات الإسلامية التي لم تزل تعاني من التخلف، خاصة تلك المجتمعات غير الإسلامية التي بلغت مرحلة متقدمة في مكافحة مثل هذه العاهات التي لم تختف تماماً بعد، كما اختفت لديها بعض الأمراض التي كانت مزمنة وخطرة في نفس الوقت. الإسلام السياسي عاهة العصر الحديث الذي تعيشه البشرية وتعيش اعراضه التي يتميز بها هذا المرض الخبيث والتي نراها اليوم ماثلة امامنا ، إذ ان :
** عاهة الإسلام السياسي تتصف باعراض التخلف الفكري الذي يشكل قوام انتشار هذه العاهة التي تسعى لعزل المجتمع الذي تصيبه عما يحيط به من تنوع واختلاف ، وتعمل على تحجيمه ضمن اطروحات بائسة مشوهة تجعل من دياره سجناً واسعاً ومن افكاره سلاسل لا تسمح له بفتح عقله حتى على القريب مما حوله، تشغله بآت مجهول ولا تنقذه من حاضر أليم. هذا العوق الفكري الذي يصيب به الإسلام السياسي المجتمعات التي يحل بها، يمنع اي تحرك نحو الغد لأفضل والمستقبل الأمثل ، إذ ان غد الخطاب الفكري للإسلام السياسي هو غد الحوريات الذي لن يصله الإنسان إلا عبر قتل الآخر المختلف او إذلاله او تسييره وخنوعه لكل ما يأتي به ضمور العقل وغياب الوعي . ولا مناص من التأكيد هنا على ان عاهة الإسلام السياسي هذه تقود إلى الشلل العقلي الجمعي فعلاً، وما هذا الشلل إلا عاملاً من عوامل العوق الإجتماعي.
** عاهة الإسلام السياسي ارتبطت وما زالت مرتبطة بالعنف والقتل والقسوة ، اي انها مرتبطة بالجريمة في معظم تصرفاتها ضمن المجتمع الذي تتواجد فيه، مع شدة وانخفاض مستوى الجريمة هذه تبعاً لشدة وانخفاض حدة هذا المرض في هذا المجتمع او ذاك. فالمجتمع الذي يتربى بناته وابناءه في تكايا وزوايا فقهاء الشياطين من منظري الإسلام السياسي وناشري خطابه على شرعنة الجريمة بحق الآخر المخالف وإباحة ابشع الطرق في القضاء عليه وإراقة دمه او، في حالة الرحمة والرأفة به، إذلاله إلى اقصى درجات الإذلال وإشعاره بالنقص والدونية، إن مجتمعاً كهذا لا يمكن وصفه بغير المجتمع المريض والمعوق الذي لا يقوى على الحياة مع مجتمعات القرن الحادي والعشرين اليوم.
** عاهة الإسلام السياسي تتميز بشكل لا نقاش فيه باعراض الكذب والخداع والمراوغة التي لا حدود لها سواءً في تنوعها او في مجالات توظيفها داخل المجتمع الذي تحل فيه هذه العاهة. وحينما تنتشر اعراض هذه العاهة في المجتمع فإنها تخلق في الواقع اجيالاً جبانة تتصنع المذلة والطاعة والمراوغة حينما تكون في حالة الضعف ، والبأس والشدة والجريمة حينما تمتلك اسباب ووسائل هذه الجريمة، وكل تاريخ هذه العاهة يشير إلى ذلك بوضوح لا لبس فيه. عاهة الإسلام السياسي هذه خلقت من الكذب والخداع والمراوغة مبادئ دينية سمتها التقية حيناً والضرورات تبيح المحظورات حيناً آخر، كل ذلك لتجعل من المجتمع بعيداً عن التعامل مع المعطيات التي حوله بالعلم والمعرفة والتلاقح مع المجتمعات الأخرى، إذ ان مثل هذه المفاهيم لا تشكل الأجواء التي تنمو فيها وتتكاثر جرثومة الإسلام السياسي التي تنشر عاهته ومن ثم عوقه على المجتمع الذي تحل فيه.
** عاهة الإسلام السياسي هذه تعكس شرعنتها للإحتيال من خلال تسلطها السياسي الذي تسعى إليه بكل الطرق الملتوية والكاذبة حتى إذا ما تمكنت من ذلك توغلت جراثيمها بالنهش في الجسد الإجتماعي باسم الدين او باسم الأخلاق وما هي في الواقع إلا بعيدة عن كل الأخلاق التي تدعوا لها الأديان. لذلك فإن الخراب الذي تجلبه على المجتمعات التي تتسلط عليها سياسياً هو خراب اجتماعي اخلاقي بالدرجة الأولى، إضافة إلى ما يصيب المجتمع من تدهور إقتصادي وثقافي.
** وينسحب هذا الخراب الجرثومي الإسلاموي بشكل خاص على الوضع الإقتصادي الذي يتسلط عليه مجموعة من اللصوص التي لا تضع في كل حساباتها وخططها البعيدة والقريبة الأمد سوى سرقة المال العام مشرعنة بملكية المال العام للدولة التي هي ملك الجميع، وما يعنونه بالجميع طبعاً هو جميع اللصوص المتسلطين على هذا المال العام. وهنا يبرز العوق الإقتصادي للمجتمع الذي تظل طبقة لصوص الإسلام السياسي تزيده شللاً وعوقاً باسم الدين وباسم الأخلاق وياسم الشريعة وذلك كلما طال بقاء جراثيمها تنهش في جسم المجتمع الذي تحل فيه.
** جرثومة الإسلام السياسي جرثومة خبيثة تتنكر للوطن والمواطنة، إذ ان جل عملها يتركز على ما تسميه عائدية المذهب ومرجعية العقيدة التي تظل تنخر في المجتمع الذي تحل فيه حتى تحيله إلى هزال لا يقوى على شيئ ولا يستطيع التواصل مع العيش الحضاري إلا بالقدر الذي يسمح به الولي على كل التابعين مهما كانت علاقة هذا الولي بشيئ اسمه الوطن او المواطن. لذلك رأينا ونرى ان عصابات الإسلام السياسي التي عاثت في وطننا العراق انواع الجرائم وتسببت بكل الموبقات التي حلَّت بمجتمعنا تجعل من شريكها في الجريمة الأفغاني او الشيشاني اقرب لها من العراقي حتى ذاك الذي يدين بنفس الدين الذي تدين به، ناهيك عن تابعي الأديان الأخرى في الوطن الواحد. إنها جرثومة خبيثة فعلاً.

أحزاب الإسلام السياسي، حاملة جراثيم شلل المجتمعات وعوقها، فشلت في العراق فشلاً لا مثيل له في كل المجالات وجعلت من المجتمع العراقي مجتمعاً مشلولاً ومعوقاً بكل ما في هذا الشلل والعوق من معنى. أحزاب الإسلام السياسي بالعراق فشلت لأنها ، إضافة إلى عدم كفاءتها السياسية ، لا تمتلك بُعد النظر في حركة التاريخ الذي وضع أمامها التجارب التي لم تستطع إستيعابها ودراستها بشكل يمكنها من إستخلاص العبر والدروس من هذه التجارب ، ولو أنها قامت بذلك بجدية تنطلق من ثوابت العلم والمعرفة في مثل هذه الأمور، لا من أهواءها الجانحة إلى السلطة والإثراء واللصوصية ، لما وجدت غير التنحي عن الحكم كوسيلة تضمن لها الحفاظ على القليل المتبقي من ماء الوجه الذي تبدد بشكل لا تستطيع معه بذكر أي حزب من أحزاب الإسلام السياسي بين المواطنين ، إلا وارتسمت علامات الإستفهام على وجوههم حول السرقات والرشاوي والمحسوبية والتهديد والتزوير والإكراه ومحاربة الرزق وفرض الأتاوات والتجارة بالفتاوى الرخيصة وإشغال الوظائف بدون تأهيل وغير ذلك الكثير مما يجري بالعراق اليوم منذ أن سلط الإحتلال الأمريكي على جسده جراثيم أحزاب الإسلام السياسي ولحد يومنا هذا.

الدكتور صادق إطيمش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماهو الاسلام السياسي.
احمد حسن البغدادي ( 2016 / 8 / 3 - 23:18 )
تحية أستاذ صادق.

كثيراً مايستخدم الكتاب العرب مصطلح الاسلام السياسي، وكأنه اسلام مخترع جديد ليس له علاقة بالإسلام أبدا .

وهنا نقول:

ان استخدام مصطلح الاسلام السياسي، هو مغالطة، وهو من الخطورة اكثر مما عليه الاٍرهاب الاسلامي، من مفخخات وقتل الأبرياء من نساء واطفال ومدنيين عزل في الاسواق، اعمال جبانة،
ان دلت على شيء، فإنها تدل على مدى خسة وبشاعة وافلاس العقيدة الاسلامية.

لماذا نقول مغالطة؟

لان الاسلام هو حزب سياسي اكثر مما هو دين،

فالاسلام يطرح نفسه، بانه دين ودولة، أليس كذلك ؟
اي ان الاسلام دين وحزب سياسي لحكم العالم.

ثم نسال:

أليس الاسلام السياسي هدفه هو تطبيق الشريعة الاسلامية ؟

أليس تطبيق الشريعة الاسلامية هو هدف الاسلام أيضاً ، وهو جوهر الاسلام.

ثم، أليس جميع الأحزاب الاسلامية تستمد تعاليمها من القران والحديث وسيرة محمد ؟

لماذا تفرقون بين الاسلام والإسلام السياسي ؟

ان التهرب من مواجهة الحقيقة، يودي الى نتايج عكسية، تزيد من تطرف المسلمين، وتطيل من عمر الاٍرهاب . وذلك بأيهام الجماهير بان سبب الاٍرهاب هي الأحزاب وليس تعاليم الاسلام.

لامفر من الموجهة .

تحياتي


2 - اين الحل؟
nasha ( 2016 / 8 / 4 - 01:47 )
الاستاذ صادق اطميش المحترم
مقالك شرح للواقع والنتائج المترتبة ويصفها بدقة وبمصداقية عالية ولكنه لا يتطرق الى الحلول ، ماهي الحلول لهذه الامراض الاجتاعية؟
لا يكفي تشخيص اعراض المرض للشفاء دون علاج.
بالنظر الى حساسية الموضوع ولكونه يخص عدد هائل من البشر ولكونه ايضا يمس الموروث والتراث فلن يُسمح للعلاج ان ياتي من خارج المجتمعات الاسلامية.
كلنا يعرف تماما ان السلاح والقتل والتدمير لن يحل المشكلة حتى لو اجتمعت الدول والشعوب ضد الاسلام السياسي في هذه الحرب.
المسلمين حصرا وتحيدا مطالبين بحل جذري للمشكلة.
انها مشكلتكم يااستاذ صادق والحل بيدكم. انتم المسلمين اول واكثر من يعاني من الاسلام السياسي .
انتم المسؤلين في الوقت الحاضر عن تعريض السلام العالمي للخطر والمسؤولين عن تعويق مسيرة الحضارة البشرية.
تحياتي


3 - انه فعلا كريم بامراضه وعاهاته
محمد البدري ( 2016 / 8 / 4 - 04:22 )
ولماذا الاسلام السياسي، لم لا يكون الاسلام ذاته؟ اليس هو الذي خرجت منه الافكار السياسية التي تتبناها الجماعات الارهابية؟ واعتقد بعد مد الخطوط والمستويات علي استقامتها ان كل مجتمع ادعي عروبته وقال بالعروبة فهو تلقائيا حامل لذلك السرطان المسمي اسلام، رغم ان حقائق التاريخ تقول بان مرض العروبة وبالتالي سمها الزعاف -الاسلام- وافد من خارجها ومنذ ذلك اليوم والعاهات والعجز وعدم القدرة علي ان ندخل اي عصر من عصور الحضارة اصبح صفة سائدة وليست متنحية. ومع اي انتكاسة بعد ان دخلنا الحداثة بفضل عصر الاستعمار التقليدي ينضح الجسد بكل الافرازات السامة التي يحملها الاسلام في قرآنه -الكريم-.


4 - مقال جرئ
emad.emad ( 2016 / 8 / 4 - 08:54 )
يصف امراض المجتمع المسلم بسبب اسلامه
لكنه وضع كلمه سياسى
خوفا من ان يتعرض لقضيه ازداء الاسلام
القضيه واضحه
محاولات البعض مثل الام البحيرى وعدنان ابراهيم
لجميل الوجه القيبح لهذا الدين
لكن حتى هذه المحاولات كان مصيرها الفشل وسجن اصحابها
المسلمون يردون الاسلام بوجهه القيح


5 - شكر وتقدير
الدكتور صادق إطيمش ( 2016 / 8 / 4 - 11:29 )
شكراً جزيلاً للأساتذه المعلقين. ما تفضل به الأستاذان الكريمان احمد البغدادي ومحمد البدري يستحق النقاش العلمي الهادف فعلاً إذ ان طروحاتهما، التي احترمها جداً، قد لا تصب فيما اسعى إليه من طرح هذه المشكلة ليس من الناحية الدينية الصرفة، بل من ناحية توظيف الدين، وهنا الدين الإسلامي بشكل خاص، ، لنشر الرعب والجريمة في المجتمع. وحينما استعمل مصطلح: ألإسلام السياسي، فإنني احاول ان اميز بين قناعات الكثيرين من الناس الذين يعتنقون هذا الدين عن قناعة شخصية خالصة لا يرجون من ذلك غير ما يعتقدون به وبما يقدم لهم هذا الإعتقاد من ثواب أخروي، على وجه الخصوص، وبين اولئك الذين لا ينطلقون من قناعات دينية، بل من اهداف جلها سياسية مصلحية تستغل الجهل السائد لتمرير القناعة بالجريمة من خلال الدين، وهذا ما تبيحه بعض النصوص الإسلامية التي تستند عليها هذه التوجهات. وفي هذه الحالة ارى ان احترام قناعات الآخرين في تدينهم لا يجب ان تُخلط خلطاً عاطفياً ، سواءً اتفقنا مع قناعاتهم ام لا، مع مرتكبي الجرائم عن عمد وبسلاح نفس الدين هذا. فالمسألة إذن هي موقف من قناعات صادقة وباطلة يقتضي الأمر تشخيصها بدقة وحذر،مع التحايا


6 - الي احمد حسن البغدادي
محمد البدري ( 2016 / 8 / 4 - 11:46 )
تطبيق الشريعة الاسلامية هو بالفعل هدف الاسلام لانه القانون الذي ارتضاه الله (اله بني اسرائيل المسروق وقت ان كان اسمه يهوه او الوهيم - جمع اله)، وهو جوهر الاسلام. وبدراسة انثروبولجية للقبائل العربية الرحل البدوية نجد ان ما يسمي الشريعة (الغراء) ليست سوي قوانين قطاع الطرق سلبا ونهبا اما للقوافل أو للقبائل المجاورة. معتمدين وضعية المرأة بما هو اسوا من زمن جاهليتهم وتقسيم الغنائم وفرض الاتاوات وقمع الفرد ولاءا لاصنام كانت تعبد عندهم.
وللاسف فقد اعتبر كثيرين ان العروبة باسلامها نمطا حضاريا وهوية وبالتالي مرروا فكرة حكم العالم بالشريعة والقرآن كما يتطلبها الاسلام هكدذا ظلموه المواطن مرتين مرة بقبول العروبة ثم بتجنيده لمحاربة الحضارة الحدثة ليهدمها لصالح الشريعة اي لصالح فلسفة قطاع الطرق. شكرا لك وللفاضل المحترم الاستاذ صادق إطيمش


7 - ما الحل
الدكتور صادق إطيمش ( 2016 / 8 / 4 - 11:50 )
اعتذر اولاً لعدم استطاعتي التعرف على الإسم الكريم للمعلقة او المعلق، شاكراً المساهمة والتوضيح ومؤكداً عليه في نفس الوقت. ليس هناك من يستطيع ان يضع الحلول السحرية والسريعة لمشكلة قائمة منذ مئات القرون ويزداد اثرها اليوم من خلال الجرائم التي يرتكبها الإسلاميون بكل تجمعاتهم واحزابهم. انها فعلاً مشكلة المسلمين الذين يؤمنون بدينهم هذا ولا يسعون بجد إلى تخليصه من جميع ما يشير فيه إلى العنف الذي رافق كل الأديان ، إلا ان البعض استطاع الخلاص منه. ولو تتبعنا الطرق التي تخلصت منها بعض الأديان من توظيف العنف لوجدنا ان العلم والمعرفة بالدين وتاريخه وعلاقته بالتطورات الحادثة من حوله شكلت السبل الأساسية لهذا الخلاص. وهذا بالضبط ما تحتاجه مجتمعاتنا الإسلامية اليوم، إذ انها متخلفة بكل شيئ، وإن فقهاء السلاطين والشياطين في آن واحد يسعون لتركيز هذا التخلف لكي يستمروا باستغلالهم للآخرين البسطاء من الناس والركوب على اكتافهم. إذن إن اول ما يجب ان ندعوا له للخلاص من هذه العاهات والأمراض الدينية هو نشر العلم والمعرفة في المجتمع وبناء اجيال تعي وتحلل ما تسمع وما تقرأ، مع اطيب التحيات


8 - داعش والأسلام السياسي ليسا الإسلام دينا
صادق البلادي ( 2016 / 8 / 4 - 18:00 )
إن التبسيط والنظر بعين واحدة ، ونسيان تقييم الأمور تاريخيا ، وإهمال سمة المرحلة التي نعيشها تقودنا الى إعتبار داعش والإسلام السياسي أنها هي الدين الإسلامي. البابا فرنسيس ليس
شاهد زور عندما أكد مجددا خلال مشاركته في مهرجان الشبيبة الكاثوليكية الدولي في كراكاو
وفي مؤتمره الصحفي في طائرة العودة على وجوب التمييز بين الإسلام وإرهاب داعش.
كثير من الإخوة المعلقين يؤكدون على أن داعش هي الإسلام الحقيقي .هل رأي البابا فرنسيس ناجم عن جهل أو تضليل أو مجاملة ونفاق عندما يقول أن في الإسلام إرهاب كما يوجد في المسيحية أيضا إرهاب؟ هل يشك أحد منا أنه درس المقارنة بين الأديان وتعرف على لاهوت التحرير ؟ ونرى أن الساسة والباحثين في المعاهد العلمية ومراكز الأبحاث السياسية يؤكدون على ضرورة التمييز بين الإسلام والإسلاموية ismus .
الكثيرون من المعلقين تخلوا عن الدين مؤخرا ، هل كان تفكيرهم وتصرفهم ، هم وأهلهم، كان داعشيا في السابق؟


9 - الاسلام والاسلام السياسي
طلال الربيعي ( 2016 / 8 / 4 - 18:59 )
الاستاذ العزيز د. صادق إطيمش المحترم
كما يذكر الزملاء الاعزاء أعلاه, ان التفرق بين الاسلام والاسلام السياسي لا بعني الكثير, لان الاسلام على عكس الديانات الاخرى هو دين ودولة, وهذا يسمح للاسلام ان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ويكمم افواهنا ويخرق حرياتنا الشخصية ويفعل بنا ما يشاء ويريد, متعكزا على قدسيته وكأن الدين اكثر قداسة من الانسان نفسه.
ان الغرض من استخدام مصطلح الاسلام السياسي, برأيي, هو لاظهار ان المشكلة مع الاسلام لا تكمن الى حد كبير في اسلام العبادات الذي ينظّم طقوس وعبادات المسلم او في الاسلام الروحي الخاص بعلاقة الشخص بربه.
ان الخلل الكارثي, في حالة العراق مثلا, هو ان الدستور العراقي ينص على اعتبار الاسلام دين الدولة, وهذا يعني بالضرورة ايضا أن اسلام داعش هو ايضا دين الدولة, وخصوصا فان البرلمان العراقي قد اصدر قبل ايام قانونا يمنع التكفير, وهو كلمة حق يراد بها باطل, لاني اعتقد ان هذا القانون هو ليس لصالح الملحدين واللامتدينين او منتسبي الديانات الاخرى, بل هو لصالح عصابات داعش ورفع اسلامها الى مصاف الاسلام الرسمي او اسلام الدولة.
يتبع


10 - الاسلام والاسلام السياسي
طلال الربيعي ( 2016 / 8 / 4 - 19:07 )
وهذا يناقض ما تدّعيه الدولة, نفاقا ورياء, بمحاربتها لداعش وتجفيف منابع الارهاب, وهو ادعاء سخيف بحد ذاته, فتجفيف المنابع لا معنى له في حالة تطابق اسلام الدولة مع اسلام داعش, بوحود هذا القانون او عدمه, وان كان اصدار هذا القانون قد عزز تطابق اسلام الدولة مع اسلام داعش وجعلهما كلاهما في واقع الحال, وليس نظريا فقط, اسلاما واحدا
اذاً مشكلتنا هي مع الاسلام السياسي وليس مع اسلام العبادات والطقوس او مع الاسلام الروحي.
واني في الحقيقة لا استطيع ان اتفق ان المشكلة تكمن في -فقهاء السلاطين- او الاحزاب الاسلامية وكيفية تطبيقهم للاسلام, فهؤلاء بطبقون حرفيا مبادئ الاسلام السياسي, اي الجانب السياسي في الاسلام. لذلك ان توجيه اصابع الاتهام الى هؤلاء فقط يعني اعطاء صك غفران مجاني للاسلام (السياسي), ونحن دوما, للتأكيد فقط, نتحدث عن الاسلام (السياسي), وليس عن اسلام العبادات او الاسلام الروحي.

يتبع


11 - الاسلام والاسلام السياسي
طلال الربيعي ( 2016 / 8 / 4 - 19:09 )
الموضوع معقد ويحتاج الى كلام اكثر وقد تتوفر لي الفرصة لمعالجته بتفصيل اكبرلاحقا وايلاء اهتمام مناسب الى موصوعة الحلول باعتبارها مسألة ملحة بل ومصيرية, وما يتضمنه ذلك من برامج وادوات وكيفية تعبئة الجماهير من اجل تبنيها والعمل بكل عزم من اجلها.
مع كل المودة والاحترام


12 - افكار مهمة للأساتذة المعلقين
الدكتور صادق إطيمش ( 2016 / 8 / 4 - 19:41 )
شكراًر للصديق الدكتور صادق البلادي على مروره وتعليقه الهادف والذي اراد من خلاله ايصال فكرة مهمة إلى القارئ حول فصل الدين بالشكل الذسي يؤمن به الكثير ايماناً سلمياً خالياً من الكسب الذاتي لأهداف غير دينية، وبين من يوظف الدين بالعنف لأهداف غير دينية جلها سياسية، وهنا تكمن المشكلة الأساسية والمتعلقة بوجود نصوص إسلامية مقدسة يستند عليها الإرهابيون باعتبارها نصوص ابدية، وهنا ايضاً تكمن اهمية دور المسلمين بنشر الوعي والثقافة بحيث تستطيع الأجيال القادمة تخليص الدين من العنف على اساس فهمه وتفسير نصوصه بما يخدم السلام الإجتماعي والتطور الحضاري المنطلق من احترام الإنسان اولاً وقبل كل شيئ.
كما اشكر الأستاذ طلال الربيعي ايضاً على مداخلته القيمة وإشارته إلى كثير من النقاط الهامة المتعلقة بخصوصية الإسلام وادعاء بعض فقهاءه على انه يعني ديناً ودولة. وحينما اقول بعض فقهاءه فإن ذلك يعني ان بعضهم من يرى غير ذلك وارغب ان اشير هنا إلى الكتاب القيم للفقيه الأستاذ جمال البنا المعنون : الإسلام دين وأمة وليس دين ودولة. مع اطيب التحيات


13 - يجب الضرب على جذر المشكلة.
احمد حسن البغدادي. ( 2016 / 8 / 5 - 13:34 )
تحية اخرى للاستاذ صادق، وللإخوة المعلقين.

انني ادرك تماماً بان هناك الكثير من المسلمين يعتقدون ان الاسلام هو طريق الخير والرحمة، كما يتحدث لهم شيوخ الاسلام.

وبصدد ذلك،
يقول مصعب حسن، في كتابه ؛ ( ابن حماس )

(( ان الاسلام لايكشف عن انيابه مرة واحدة، بل يأخذ الموءمنين به على درجات،
أولى هذه الدرجات، هي انك ان تلتزم بالصلاة والصوم،
والثانية هي، ان تقوم بمساعدة المحتاجين والفقراء،
وبعد ان تبلع الطعم، يقومون بتدريسك كيف تكره غير المسلمين، وأنهم متامرين على هذا الدين العظيم، الذي كله رحمة، استنادا الى آيات قرانية واضحة، قاطعة الدلالة، ))

ثم يقول مصعب حسن؛

( ان اخر درجات هذا السلم، هو القيام بعمل ارهابي، ليبرهن المسلم على إيمانه في الجهاد في سبيل الله)

ويقول؛

(( قلت لوالدي؛

انظر، كيف كنت إنساناً طيباً ، وتحولت الى ارهابي))

ويقول؛
(لذلك تركت الاسلام.)
ملاحظة: هذا الكتاب متوفر الان مجاناً على الانترنت.

تعليق.

من رايي ، بانه لايمكن معالجة الاسلام، الا بفضح الاسلام وتعريته امام المسلمين، ليعرفوا مدى بشاعة العقيدة الاسلامية، ومن ثم حظر الاسلام، تماماً مثل حظر النازية.

تحياتي ...

اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran