الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون وثقافة الاديان الاخرى

صباح ابراهيم

2016 / 8 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يصل عدد المسلمين في العالم الى اكثر من مليار و نصف انسان مسلم ، منتشرين في شعوب مختلفة و متوزعين على حضارات و بلدان كثيرة في بقاع العالم شرقها و غربها . اغلب الشعوب الاسلامية متدنية الثقافة .
ثقافة المسلم و حبه للاطلاع و القراءة و تثقيف الذات تهبط في ادنى مستوياتها عند عامة الناس من الشعوب الاسلامية . نستثني المثقفين والجامعيين و الاساتذة منهم . لكن كلامنا ينحصر في عامة الشعب المسلم من المليار و النصف من الذين يملئون الكرة الارضية وبلدانها . تلك الشعوب التي يعم فيها الامية والجهل والتي لا تعرف شيئا عن دينها الاسلامي اولا، و تجهل بشكل كامل عقائد بقية الاديان السماوية و الارضية ثانيا .
وهذه الامة الجاهلة تشكل نسبة كبيرة جدا من تلك الشعوب الاسلامية التي تعد نفوسها بمئات الملايين من البشر الجاهل. تنحصر المعلومات التي يتلقفها عامة الشعب من غير المثقفين عن الاديان مما يسمعونه من شيوخ المساجد من كان يرتاد المساجد منهم ويستمع لخطب الشيوخ ، او من المحاضرات والندوات التلفزيونية . وما يحشى به ادمغة وعقول المسلمين المستمعين لهم هو ما يروق للشيخ ان يفرغ ما في جعبته للناس من معلومات اجتهد في قرائتها او درسها من اساتذته .
المبدأ العام الذي يسير عليه كافة رجال الدين و الشيوخ هو ما تعلمه من القرآن و الاحاديث ، فهذه هي المصادر التي يثقف منها . وهذه فيها نصوص بعضها تدعو بالمعاملة و المجادلة الحسنة و غيرها تحض على كراهية الاخر و الحب في الله والبغض في الله ، اي كل من يُعتبَر غير مسلم فهو كافر يستحق ان يتعامل معه المسلم بالكره والبغضاء في الله . اما المتشددون منهم و المغسولة ادمغتهم بالحقد و السموم وامراض الكراهية ، فهلاء يعتبرون كل من هوغير مسلم شيطانا رجيما يستحق الموت عدوا للاسلام ولايجوز السلام عليه ولا التعامل معه . لكن الحاجة الى غير المسلم في الحياة اجبرت المسلم المتشدد والمتطرف ان يخفي حقده اثناء التعامل مع غير المسلمين و الاجانب و يستفيد من خبراتهم و صناعاتهم و حضارة الاخرين و ثقافاتهم ليستمر في الحياة ، فيتعامل معهم برياء كاذب و يخفي كراهيته لمصلحته هو او مصلحة الدولة او المجتمع .
بنظر المسلمين المتطرفين ان الاسلام نسخ كل الاديان والكتب السماوية السابقة لأن اصحابها مثل اليهود والمسيحيين قد حرفوا كتبهم التي قال عنها القرآن انها هدى و نور . وليس لهم من دليل على هذا الادعاء المتوارث من جيل الى جيل الا ما جاء في القرآن ان الاقدمين حرفوا الكلم عن مواضعه و هذا لا يعني قطعا ان النصوص في الكتب محرفة، انما كان اليهود يقرؤون التوراة و يفسرونها لمحمد بطريقة محرّفة . فاتهموا بالتحريف ، وطبل رجال الدين و زومروا لهذا و فسروه على مزاجهم بأن التوراة والانجيل محرفة ، وهم كاذبون . لا يملكون دليلا واحدامن الكتب الاصلية (الغير محرفة) ليحتكموا لها ، لكن افواههم الكبيرة تتسع لكل ماهو كاذب .
ان كانت التوراة والانجيل هي كتب الله المقدسة التي قال عنها القرآن فيها هدى و نور ، فلماذا يستطيع الله ان يحفظ القرآن فقط من التحريف و لا يتمكن من حفظ التوراة والانجيل ذات الهدى و النور ؟
يدعي المسلمون انهم وحدهم يحتكرون الحقيقة المطلقة ، وكل ما يقوله غيرهم فهو بعيد عن الحق لانهم كفرة و من المغضوب عليهم ومن الضالين ، ويصفهم بهذه الصفات في كل صلاة . المسلم يعتقد انه وحده من يقول الحق لأنه مؤمن بوحدانية الله و برسوله و بكتبه ، ولكنه لا يدري اين تلك الكتب التي يعتبرها غير محرفة المسلمون يدينون بدين الحق وهم خير امة اخرجت للناس بالرغم ان 72 فرقة من المسلمين مصيرهم الى نار جهنم بشهادة محمد نبي الاسلام ، فاي حق هذا واي اسلام يؤمنون به مصير اصحابه الى سعير جهنم وبئس المهاد ؟
جميع الاديان يعتبرها المسلمون اديان منسوخة و اصحابها ضالين و كفرة او مشركين لأنهم رفضوا الاعتراف بنبوة محمد اسوة بأعمامه و اهله المقربين في مكة ويؤمنون تحت تضليل شيوخهم ان كتبهم محرفة ، وكل الاديان غير مقبولة عند الله عدى الاسلام ، (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين).
هذه النظرية و التثقيف بها من قبل شيوخ المسلمين و منظريهم وعدم تشغيل العقول و دراسة كتب الاديان الاخرى و الاطلاع على عقائدهم ، تقود عامة المسلمين الى الجهل و الضلال و الكراهية للاخر الغير مسلم . فلابد من القراءة و التثقيف والاطلاع لمعرفة صحة الاديان الاخرى من عدمها وعدم الاعتماد على اكاذيب و تلفيقات شيوخ الاسلام الذين ينهلون من مصدر واحد فقط .
لا يجوز ان تقاس صحة الاديان الاخرى بمسطرة القرآن او الحديث ، و الاسلام جاء بعد مئات السنين من انتشار المسيحية و اكثر من الفي سنة بعد اليهودية .
يقول القرآن : (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ) ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ؟
فلماذا لا يؤخذ بهذا النص و يكفّر الاخرون مخالفين نص القرآن ؟





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - صباح ابراهيم
وليد حنا بيداويد ( 2016 / 8 / 5 - 11:46 )
تحية وبعد
المسلم ومنذ صغره يرضع الحقد ممزوجا مع حليبه، يرضع الكره ضد الاخر ، يلقن دروسا فى الحقد ان غير المسلم هم كفرة وانجيلهم وتوراتهم محرفان، يبحث هذا المسلم عن اقرب فرصة ليفجر نفسه ليدخل الى الجنة وينكح من الحوريات ليل نهار ويشرب من الخمر الحلال المحرم على الارض ويبقى عضوه منتصبا لايسوف من الاستعمال الخارجى والداخلى.. هكذا يلقن المسلم الاعتداء على الاخرين ويطالبهم بالجزية او التهجير لان الههم الصحراوى قد منح الارض هبة لهم وهم وحدهم يحق لهم العيش .
يقفل دماغ المسلم والمقصود منهم طبعا ودائما اتباع الوهابية السلفية اصحاب الدشاديس القصيرة واللحى النتنة الذين لولا الصابون والمعقمات التى صنعها الكفار الذين هم بطبيعة الحال هم افضل حالا عند ربهم لتحول هؤلاء الى جراثيم كبيرة متحركة فى الشوارع ولكن الحمد الله ان هذا الصابون قد نظف اجسادهم غير قلوبهم النتنة
مشكلة هؤلاء انهم لا يقراؤون رغم ان الملاك الدجال قد اوصاهم بالقراءة والعلم ولكنهم حلفوا برب الكعبة ان لايفعلوا ذلك
وانا هديتى لهم هى
https://www.facebook.com/answers.to.suspicious/videos/522528874610832/
تحيتى لك اخى صباح

2 - الاخ وليد حنا بيداويد
صباح ابراهيم ( 2016 / 8 / 5 - 16:21 )
شكرا لتعليقك و اضافتك حقيقة دين الارهاب لخير امة اخرجت للناس
تحياتي لك

3 - لايجوز لك الاستشهاد ببعض القران ورفض البعض
عبد الله اغونان ( 2016 / 8 / 5 - 19:16 )

منهجية غريبة الاستشهاد ببعض الايات أو جزء منها وغض الطرف عن ايات بينات محكمات
كلماتك هنا تحمل معنى التكفير للمسلم فلم تلوم من يكفرونك؟
ها تعتبرني مثلا مؤمنا مع أني أومن بنبوة عيسى عليه السلام وطهارة مريم البتول
الران المقدس هو الكتاب الذي ناقش الأديان من يهودية ومسيحية وحتى الدهريين والمشركين
وهو شيئ لانجده في كتبكم
طبعا جل المؤمنين من العوام من يهود ونصارى ومسلمين ممن ليس لديهم تخصص يتلقون تعليمهم الديني عن الكهنة والقسس والفقهاء ومن تعلم منهم يمكنه معرفة ذلك بنفسه
فمتى ترجمت الأناجيل عن لغاتها الأصلية الى اللغات المتداولة ؟
جل المسلمين يحفظون أحزابا من القران وأحاديث نبوية وبعضهم يحفظون القران عن ظهر قلب بمافيهم القاصرين والعميان والأميين وغير العرب مما لايتوفر عند اليهود والنصارى
نبهناك مرارا الى أن الوصف بالضلال لايخص النصارى واليهود بل وصف به بعض المسلمين العصاة / في القران المقدس وعن النبي صلى الله عليه وسلم
ووجدك ضاااااااااااااااااااااااااااااالا فهدى
كما عندنا متطرفين فعندكم متطرفين في الاعتقاد والسياسة بدلالة حروب الكنيسة واختلاف الفرق المسيحية الى أكثرمن72 فرقة
الى يومنا

4 - المسلمون ونظرتهم للأديان الاخرى
شاكر شكور ( 2016 / 8 / 5 - 21:42 )
اؤيد قولك استاذ صباح : (عدم تشغيل العقول و دراسة كتب الاديان الاخرى و الاطلاع على عقائدهم تقود عامة المسلمين الى الجهل و الضلال و الكراهية للاخر) ... معظم الخطاب القرآني الذي يطعن بالمعتقد المسيحي مستنبط من افكار هراطقة مكة كمعتقد المريميين والنصارى ، ويقوم شيوخ الإسلام بإسقاط تلك المعتقدات على المسيحية لعدم إطلاعهم على كتب التفاسير المسيحية ، وغالباً ما تصل الوقاحة في بعض المجادلين من الشيوخ والأفراد الى حد خلق تفسير من عندهم بما يلائم امنياتهم في الغاء الآخر وفرض التفسير لطاعته من قبل المسيحيين كتفسيرهم وتأويلهم لكلمة السيف الرمزية في الإنجيل ، لكن من حسن الحظ توجد وسائل اعلامية في الأنترنت والفضائيات توضح وتقوْض خطة هؤلاء خاصة حين يكتشف المسلم هناك تدليس في جزء معين في قول الشيوخ حينئذٍ يسقط الكل بنظره ، وهذا ما يحدث الآن في التنكر للأحاديث من قبل القرآنيين والتحرش بالقرآن لرفع القدسية عنه وجعل احكامه لا تصلح لكل زمان ، فثقة المسلم انعدمت في شيوخ الإسلام لكثرة الفتاوى واستهزائهم بعقول الناس كفضيحة رضاع الكبير ونكاح الزوجة الميتة ، تحياتي للجميع

5 - ماجئت لألقي سلاما بل سيفا
عبد الله اغونان ( 2016 / 8 / 6 - 02:01 )

التفسير أي تفسير ينطلق من النص لامن خارجه ترفضون التفاسير الاسلامية وتلزموننا بتفاسيركم دعونا من كل التفاسير وتعالوا نتعامل مع لغة النص أي نص مقدس توراة انجيل وقران
لنأخذعبارة المسيح المشهورة
ماجئت لألقي سلاما بل سيفا !!!!!
أي تفسير يحاول أن يخدعنا بأن كلمة السيف رمزية فالعبارة على لسان المسيح تقول
بأن مهمته ليست من أجل السلام بل الحرب ويرمز السيف ليس للحب والتسامح بل للقتاااااااااااااااال
من يدعون القرانيين لاأحد يعتمدهم ولايتعدون مواقعهم في الأنترنيت ويتم الرد عليه
رضاع الكبير حالة خاصة لصبي نشأ مع من تكفل به الى أن أصبح شابا فتم ذلك لهذه الحالة
بالذات ولم يتكرر
أما نكاح الجثة فهو حماقة قالها الشيخ الزمزمي المغربي دون سند من قران ولاحديث
ولاعقل ولااجتهاد اذ المعروف أن الزوجة التي ماتت لم تعد زوجة ولم يعد الزوج زوجها
هههههههه

6 - ماجئت لألقي سلاما بل سيفا
شاكر شكور ( 2016 / 8 / 6 - 07:56 )
عن اذن الأخ صباح ، ليس ذنبنا يا سيد أغونان إن كانت امة إقرأ لا تميز الرمز وماهو من المجاز وماهو من الاستعارات والكنايات ، وهذه كلها اساليب ادبية معروفة للجميع لكنها غامضة للمتكبرين ، عبارة متى 10: 34 (ماجئت لألقي سلاما بل سيفا) السيف هنا رمز الأنقسامات حين تنشطر العائلة الواحدة بين مؤيد لتعاليم السيد المسيح وبين المعارضين لها وتكملة الآية أصلا تفسر نفسها حيث تقول : فاني جئت لافرق الانسان ضد ابيه والابنة ضد امها والكنة ضد حماتها ، فهل السيد المسيح استعمل السيف لكي يفرّق العائلة ام قصد سيف الكلمة التي هي ستفرقهم ؟ و(لوقا 12: 51) يوضح معنى السيف بمعنى الإنقسام حيث يقول (-أتظنون أنى جئت لألقي سلامًا على الأرض؟ كلا، أقول لكم بل انقسامًا- ) ، وهذا ما يحدث للعابرين المتنصرين حين يطردون ويضطهدون من عوائلهم عندما يتبعون السيد المسيح ، فلو كان السيد المسيح قد قصد سيف القتال لما قال لتلميذه : فمن يأخذ بالسيف ، بالسيف يهلك- (متى 26: 52) ، نحن لا نتجادل لكي نكسب معركة الحوار بل غايتنا فتح الأذهان لحقيقة رسالة السيد المسيح السلمية التي توجت بطلب الغفران حتى لمن علقوه على الصليب ، تحياتي للجميع

7 - الاخ وليد حنا بيداويد
صباح ابراهيم ( 2016 / 8 / 6 - 09:21 )
شكرا لتعليقك واضافتك
المشكلة في عوام المسلمين عدم القراءة والتتبع والبحث عن الحقيقة ، فهم يصدقون كل ما يقوله لهم شيوخ الجهل و الكذب ، و بذلك يزداد عدد الكارهين للاخر و الذين يكفرون الناس بتصديقهم لكذب الدجالين .
تحياتي لك

8 - الرد على عبد الله اغونان
صباح ابراهيم ( 2016 / 8 / 6 - 10:08 )
عبد الله يقول : عبد الله اغونان

منهجية غريبة الاستشهاد ببعض الايات أو جزء منها وغض الطرف عن ايات بينات محكمات

تعليق : هناك بعض الايات مناسبة و بعضها غير مناسبة و محكمة ، فهل كلام الله متباين فيه جيد و غيرجيد ، الاختلاف في الايات دليل واضح ان القرآن من تأليف غير الله .

9 - الى ابراهيم الثلجي
صباح ابراهيم ( 2016 / 8 / 6 - 14:51 )


يا رجل اكتب تعليق يفيد القارئ

التعليق اسخف من كاتبه

اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك



.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا