الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكانة الدين في مجتمعاتنا العربية بعد تطبيق العلمانية

عبدالعزيز عبدالله القناعي

2016 / 8 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مكانة الدين في المجتمعات العربية بعد العلمانية

الغالبية من الشعوب العربية قد سمعت او قرأت عن معنى العلمانية ودلالاتها الفكرية والمنهجية والتي ترتكز غالبا على فصل الدين عن السياسة في المفهوم الجزئي، وفصله عن الدولة والمجتمع في المفهوم الشامل، والغالبية ايضا من المثقفين والمفكرين بعد عصر النهضة العربية الأولى والي اليوم قد نادوا بهذه الفكرة والمبدأ لما تصنعه العلمانية من تقدم تاريخي وحضارة بشرية قوامها الانسان والعقل والعلم والحريات.
كما وأن الكثير من المفكرين والمثقفين، وخصوصا اصحاب التوجهات الاسلامية، من تناول علاقة الدين بالعلمانية، فمنهم من تناول ضرر العلمانية على الدين بكونها بوابة الي الالحاد والتحرر ومحاربة الأديان، وبعضهم من حاول دمج بعض التعاليم العلمانية بالدين او اعتبار الدين الاسلامي دين يتشابه مع العلمانية في مجالات متعددة.
لكن القليل من المفكرين والمثقفين، وخصوصا العرب والمسلمين، من تناول موقع الدين بعد العلمانية، وهو افتراض يقوم على فرضية وصولنا كشعوب ومجتمعات عربية الي تطبيق العلمانية والانتهاء من الديكتاتورية العربية والوصاية الدينية. بمعنى ما هو موقع الدين الرسمي والمؤسسة الدينية في مجتمعاتنا العربية بما تحمله من دعاة ووعاظ ومراكز دينية وكليات للشريعة والفقه وموظفي اللجان الخيرية والأحزاب الإسلامية؟...، وهي بلا شك كبيرة العدد والموظفين والتابعين وتستغل مباني ضخمة سواء خاصة او حكومية تمثل في النهاية مصدرا للرزق والمعيشة.
ما دفعني الي كتابة هذا المقال هو رسالة تلقيتها من سيدة فاضلة اشارت الي كوننا كعلمانيين بأننا نتكلم وندافع وندعو الي العلمانية في مجتمعاتنا ولكننا بالمقابل نغفل عن نقاط مهمة في تقديم الحلول لما بعد العلمانية. وقد اشارت كمثال اذكره كالتالي بتصرف: تقول السيدة انا صيدلانية وقد وضعت نفسي في مكانة رجل الدين او الفقيه او الواعظ، فعندما يأتي يوم ويقال لي ان الصيدلية كلها لا وجود لها وكل ما تعلمته خاطئ ولسنا بحاجة الي الطب والدواء، فما هو موقفي. تقول بالتأكيد سوف أدافع عن مصدر رزقي وأمنع أي تعدي على صلاحياتي ومكانتي في المجتمع. ثم تردف قائلة بأن رجل الدين سيكون موقفه هكذا أمام العلمانية التي تهدد مصدر رزقه ونفوذه ومكانته في المجتمع.
في الحقيقة لا يمكن أن أخالف السيدة في مخاوفها وتساؤلاتها عن موضوع لم يتم التطرق اليه في مجتمعاتنا بشكل كاف ومجدي. فعلينا اليوم كعلمانيين أن نركز بشكل أكبر على موقع الدين ومؤسساته بعد العلمانية بعد ان تشبعت مكتباتنا العربية بالكتب والدراسات والمقالات التي تتناول دور الدين وإعاقته للتقدم او أهمية العلمانية في تطوير مجتمعاتنا وفي تحرير العقل العربي من قيود الاستبداد ومكامن الجهل والتطرف والتعصب الديني.
لا يمكن ايضا ان نركز على العلمانية كمنظومة متكاملة نريد تطبيقها في مجتمعاتنا العربية دون ان نفهم أن العلمانية واقع حداثي، يتطور تدريجياً منذ عشرات السنين، في كل مناحي الحياة، وهو، بموازاة العلمانية السياسية، يضع المجتمعات على طريق التقدم والسلم الاجتماعي. فعلمنة الواقع الاجتماعي إذاً هي ما تفرض التغيرات الاجتماعية، بمعنى أن توجهات المجتمع العلمانية لا يمكن ان تصب في خانة توليد التوجهات الدينية في المدارس والجامعات، بل سوف يتقلص التوجه الي كليات الشريعة والفقه مقابل التوجه الي التخصصات العلمية والفلسفية والصناعية، ليبقي لدينا الجيش العرمرم من الدعاة والوعاظ والذين على الحكومات حصرهم في اماكن الدعوة والافتاء الرسمية وإيقاف توظيف المزيد منهم والاكتفاء بما لدينا مع مراقبتهم قانونيا وتشريعيا لمنع أي تعدي على الافراد. كما وأن علمنة المجتمع تستدعي إلغاء تدريس الدين بصورة اجبارية في مؤسسات التعليم ليكون فقط خيارا فرديا. فمجتمعاتنا ولأنها دينية التوجه فإنها بالتالي تصنع وتخلق الامتداد الديني في مؤسسات الدولة، فلا يمكن ان تنجب نساؤنا فولتير وجون لوك وسارتر وهيغل طالما ان ثقافتنا متشددة دينيا وتمنع الفلسفة والحريات. وطالما أن علاقات الانتاج الاقتصادية والفكرية مازالت علاقات ريعية استهلاكية فإنها بالتالي لن تنجب سوى نسخ الصحابة والتابعين والاموات في التاريخ الاسلامي.
اما كيفية شكل المؤسسة الدينية في مجتمعاتنا العربية بعد تطبيق العلمانية وما هو دور ومكانة رجل الدين فيها؟..فهذا ليس من السهل الإجابة عليه، لغياب مراكز البحث العلمي المتخصصة ، ولأننا ومنذ قرون بعيدة مازلنا أسرى النمط الديني في السياسة والمجتمع وحتى الاقتصاد. فالمشوار أمامنا طويل لتمكين العلمانية في مختلف مجالات الحياة، وربما أكون متشائما بالقول بأننا نبتعد أكثر عن العلمانية ونقترب أكثر من نقطة الصدام الديني مع الحضارة البشرية. ولكن يمكننا دائما أن نزرع الأمل وأن نفكر جميعا بصوت عال ونحذر ونقدم الحلول فربما يأتي اليوم الذي تستوعب فيه الشعوب وتدرك أن خلاصها لن يكون بالدين وإنما بالإنسان والعلم والفلسفة والحريات.
فما هو دور الدين الحقيقي في مجتمعاتنا بعد العلمانية.. في الواقع لن يكون دورا معزولا عن الفضاء الاجتماعي كما يدعي كهنة الدين حين يحاربون العلمانية، نظرا لما يمثله الدين من حالة انسانية بشرية تجد في الدين ملاذا وخلاصا لآلام النفس والغيب والمجهول. ولكن طريقة التعاطي مع الدين هي الفيصل في تحديد دوره ومكانته. ففي الغرب لم يختفي الدين او الاديان المختلفة ولم يغب دور القساوسة والكنائس في الفضاء الاجتماعي، فهناك الجامعات المسيحية ذات التعليم اللاهوتي التي تخرج سنويا قسيسين ورهبان وغيرهم. ولكن ما حدث هو تقنين الدين في المجال الاجتماعي، بمعني اقتصاره على جهات معينة، غالبا ما تكون مؤسسات مسيحية خاصة وليست حكومية تقوم بالدور التبشيري ضمن قوانين الدولة وليس التعدي على علمانية الدولة. فعلى الصعيد الاجتماعي الثقافي، هناك دور مهم للجمعيات والمؤسسات الدينية، من تقديم إشباع للحاجات الروحية والنفسية للأفراد، وصياغة وتوجيه مطالب الجماعات الخاصة والأقليات، والحث على الوعي في القضايا الاجتماعية، إضافة إلى دورها في الحد من الجريمة والعنف بحكم موقف الدين من هذه الأمور. وهذه الأمور جميعها تحمل ميزانيات واقتصاديات لها مداخلها ومخارجها الخاضعة للرقابة الحكومية والشعبية ايضا.
لقد ولد دور الدين الجديد والمؤسسات الدينية في الغرب بعد صراع مرير مع رجال الكنيسة واندلاع ما سمي بالحروب الدينية والمحارق وانطلاق ثورة الإصلاح الديني والثورتين الإنجليزية والفرنسية، والقيام بمراجعات فكرية وفلسفية لدور الدين في الحياة العامة، وفي تدبير أمور المجتمع والسياسة. فتراجعت سلطة رجل الدين، لتفسح المجال نحو الموضوعية والعلم في ابتكار الحلول الناجعة في تدبير حاجيات الفرد داخل تنظيم محكم هو شكله وأساسه هو الدولة.
أما في مجتمعاتنا العربية، ونظرا كما أسلفت سابقا بهيمنة الدين على مفاصل الدول والمجتمعات، فما زلنا أسرى التناقضات والتأويلات والتفسيرات المختلفة، فلم نتوصل الي آلية تضع الدين في مكانه الصحيح، ولم نتقدم ايضا بوجود الدين كما نرغب حضاريا وعلميا. ان القطع مع الدين لا يعني بالضرورة عزله عن الفضاء الاجتماعي ولكن يعني بالتأكيد عزله عن المجال السياسي والقانوني والتشريع للمحافظة على مفاهيم ومبادئ الوطنية والمساواة والحريات. إن تزايد دور المؤسسات الدينية ومشايخ الدين ينبع من جهل المجتمع وتخلفه التاريخي ووقوفه في الماضي، وبالتالي تضخمت التجارة الدينية وصرفت الشعوب اموالا طائلة على الدجل الديني والغيبيات والمعجزات. فنمط الانتاج لدينا مقولب ومهنة رجل الدين من أغنى المهن ماديا واجتماعيا.
فمكانة الدين ومؤسساته ورجاله بعد العلمانية لن تكون مكانة مهيمنة بل مكانة روحية يحظى بها كل دين في كل مجتمع علماني، وبالمقابل سوف تختفي التجارة الدينية ومشايخ المعجزات، فالشعوب المتعلمة هي الشعوب التي تقضي بنفسها على الوهم والخرافة الدينية لتحافظ على دينها نقيا وخاليا من الموروثات البالية.
لذا فكل ما نحتاجه حتى تتقلص اعداد رجال الدين وكليات الشريعة والمراكز الدينية هو البدء بتوجيه الاجيال الجديدة نحو المفاهيم الحداثوية والقيام بتغييرات سياسية واجتماعية تطال التعليم ومؤسسات الحكم وتعزيز الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان، فهو الشرط الأساسي للقضاء على التطرف والتكفير والكراهية، والخطوة الأولى لبناء مجتمعات علمانية .. فالتغيير في جانب وإهمال جوانب أخرى هو كمن يحرث في الماء أو كمن يحارب طواحين الهواء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ عبدالعزيز القناعي المحترم
nasha ( 2016 / 8 / 8 - 08:43 )
المسألة معقدة جدا وليست سهلة بالاضافة الى ان تطبيق التجربة الاوربية على المجتمعات الاسلامية على الاكثر لن تنجح.
لان بنية الدين الاسلامي بنية سياسية تشريعية سلطوية وليست بنية روحانية وعظية .
نقطة واحدة فقط هي لصالح التغيير وهي التكنولوجي وسهولة الاتصال وتبادل المعومات .
اذا فلت العالم من التصادم المدمر بين الاسلام والعلمانية فسيكون بفضل التكنولوجيا فقط.
تحياتي


2 - لماذا تقليص أعداد رجال الدين..1
عبد القادر أنيس ( 2016 / 8 / 8 - 10:29 )
في خاتمة المقال نقرأ: (لذا فكل ما نحتاجه حتى تتقلص اعداد رجال الدين وكليات الشريعة والمراكز الدينية هو البدء بتوجيه الاجيال الجديدة نحو المفاهيم الحداثوية والقيام بتغييرات سياسية واجتماعية تطال التعليم ومؤسسات الحكم وتعزيز الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان، فهو الشرط الأساسي للقضاء على التطرف والتكفير والكراهية، والخطوة الأولى لبناء مجتمعات علمانية .. فالتغيير في جانب وإهمال جوانب أخرى هو كمن يحرث في الماء أو كمن يحارب طواحين الهواء. )
سؤالي هو: (لماذا يجب أن -تتقلص اعداد رجال الدين وكليات الشريعة والمراكز الدينية-)؟
هل المشكلة في رجال الدين وكليات الشريعة أم في الدين ذاته؟ طبعا في الدين، وإلا فنحن نهرب من مواجهة الحقيقة ونعمل على تنشئة الأجيال على الكذب.
وبالتالي، ألا يجب أن تتعرف الأجيال الناشئة على حقيقة الدين، على تناقضاته، على لا علميته، على معاداته للإنسان من حيث حقه في حرية الاعتقاد والفكر والمواطنة وما تعنيه من المساواة بين المواطنين مهما اختلفوا دينا وعرقا وجنسا وطائفة؟
يتبع


3 - لماذا تقليص أعداد رجال الدين..2
عبد القادر أنيس ( 2016 / 8 / 8 - 10:39 )
وبما أنك عرجت على التجربة الأوربية، فيجب أن نعلم أن المواجهة الدامية هناك تسبب فيها رجال الدين الذين رفضوا دائما حق الناس في الحرية وبلوغ سن الرشد.
أما مثال الصيدلية فهو مثال مشوَّه ومشوِّه للحقيقة. الصيدلية لا تشرف على تخريج الإرهابيين ولا تحرض الناس على كراهية الصيدليات الأخرى وزبائنها كما تفعل (الصيدليات الدينية) المتحاربة. الصيدلية مفتوحة للجميع مهما اختلفوا، وبضاعتها متاحة لمن أراد وليس لها أتباع مجبورين على التعامل معها وإلا صُنِّفوا في عدا الكفار لتستباح دماؤهم. وأيضا لو نحن خُيرنا بين حالة اكتشاف لقاح يقضي على كل الأمراض مما يؤدي إلى القضاء على الأغلبية الساحقة من الصيدليات، فنحن لن نتردد وسوف نختار اللقاح.
تحياتي


4 - عزيزي nacha
عبدالعزيز القناعي ( 2016 / 8 / 8 - 11:39 )
شكرا على مرورك والتعليق

اتفق معك بأن الأمر ليس سهلا لكنه ايضا ليس مستحيلا، نحن هنا لا نقول باستنساخ التجربة الاوروبية ولكن باستلهام آلياتها الفكرية والاجتماعية والعمل بالتدريج على تغيير مجتمعاتنا والذي لن ينجح الا ببناء الوعي الذاتي في اهمية التغيير اولا وهو ما نعول عليه.

التجربة الاسلامية سلطوية لانها لم تتعرض للطرق الشديد ولا للنقد الكامن في الأصول وذلك لغياب بيئة الحريات والنخب المثقفة التى تقدم التضحيات.

تحياتي لك


5 - الي السيد عبدالقادر انيس
عبدالعزيز القناعي ( 2016 / 8 / 8 - 11:46 )
شكرا على مرورك والتعليق على المقال.

لاشك ان الاشكالية في الدين تماما، ولكن حاملي هذا الدين هم غالبا السبب الرئيسي في اعاقة الوعي بخطورة الدين في المجال العام، لذا فتقليص دورهم وايقاف كليات الشريعة ومراكز الفقه هي الخطوات الاولي في ايقاف الارهاب الاسلامي توازيا مع تهيئة الوعي الجمعي بأهمية نقد الدين والحفر في اصوله لمعرفة درجات خطورته.. نحن لن ننجح في التغيير الا مع نقد الفكرة الرئيسية للدين وهي الله كما فعلت الشعوب الاوروبية في انسنة الدين.

مثال الصيدلانية لم يكن على دورها المجتمعي ولكن على مصدرها للرزق كما يفعل رجال الدين في الاسترزاق من الدين.

اجيالنا لن تفهم العلمانية الا باستخدام منهجها التاريخي وصيرورتها في ايقاف النزيف الديني.

تحياتي لك


6 - أستاذ عبدالله
جلال البحراني ( 2016 / 8 / 8 - 15:10 )
شكرا على هذه الدراسة القيمة
1- منذ سنوات عدة كنت بكوالالمبور ماليزيا زيارة عمل، بإحدى نشرات الأخبار التي شاهدتها، وفد من رجال الدين معهم شباب من المسلمين، سألوا مهاتير محمد، لماذا شبابنا المسلم يتخرج و لا يحصل على وظيفة كما شباب البوذيين و الهندوس، و نحن بلد ذات غالبية مسلمة و نحن من يوصلكم بالانتخابات! رد مهاتير محمد قال: أنتم تدرسون علوم الدين، حتى لو ذهبتم لمصر أو العراق تدرسون الدين بينما البوذيين و الهندوس يدرسون الطب الهندسة علوم الكمبيوتر إلخ، عندما تأتي الشركات الأجنبية لماليزيا هي توظف هكذا تخصصات، أما أنتم فأين أضعكم بهذا الكم. كم مسجد لدينا؟!
بعد عدة سنوات رجعت لكوالالمبور للعمل أيضا، أثناء خروجي للمطار يستغرق الطريق حوالي ساعة، أخذت جريدة للقراءة، من ضمن المواضيع، مجموعة من منظمات شباب المسلمين تطالب الحكومة بعدم دعمهم في التعليم أو الوظائف أو الزواج لأنهم مسلمين!! يقولون باختصار: لا نريد الحكومة تدعمنا لأننا مسلمين نحن شباب ماليزيا نريد أن نعتمد على أنفسنا... تخيل!!!


7 - أستاذ عبدالله-2
جلال البحراني ( 2016 / 8 / 8 - 15:11 )
2- منذ فترة نشرت الصحف الخليجية أن الكويت استجلبت 1000 شرطي بنغالي،( بتويتر سموهم الكويتيين مرتزقة كما لدينا،هههه)!
السؤال، هؤلاء الشرطة وبالأخص عموم العمال البنغالية لدينا بالخليج ألا تلاحظ تغيير بنمط سلوكهم ونمط حياتهم إذ ((اختلفت وسائل إنتاجهم)) ببلدهم هم فلاحين عموما القلة من تعمل بمصانع الملابس، لازالوا يعتمدون وسائل إنتاج بدائية، عند استقدامهم هم (ثور الله ببرسيمه) كما نقول، ثم تعلمهم المصانع والشركات هنا بالخليج احترام الوقت والعمل ورعاية الآلات إلخ. الكثير منهم حتى معتقداته الدينية تتغير، يبدؤون بالشرب في البحرين وهم لم يعرفوا الشراب بحياتهم هناك!!
أما التغيير الأكبر الملاحظ على هؤلاء العمال البنغالية فهم من يعمل بأوروبا، اليونان إنجلترا إلخ، يتغيرون 350 درجة
الخلاصة: ليس وسائل الإنتاج أو الفكر هو من يغير البشر بل هما مجتمعين.


8 - كيف نقلص دور الدين؟
عبد القادر أنيس ( 2016 / 8 / 8 - 15:31 )
شكرا مرة أخرى على رحابة صدرك وتفتحك للحوار البناء. أعود مرة أخرى لتوضيح رأيي حول ما أسميته أنت تقليص (اعداد رجال الدين وكليات الشريعة والمراكز الدينية). لأتساءل: كيف يجب أن يتم ذلك؟
طبعا القرارات الإدارية القمعية غير مجدية. عندنا حاربت الدولة المشعوذين والرقاة فاختفوا ظاهريا، لكن الناس يبحثون عنهم ليستهلكوا بضاعتهم ولو في قرى نائية أو في الدهاليز المظلمة تماما مثل البحث عن المخدرات وتعاطيها رغم القمع الذي يتعرض له مروجوها.
لا أحد يمكن أن يساهم في تقليص دور الدين التخريبي من مستهلكيه. الناس عندما يرشدون يتوقفون تلقائيا عن التهافت على الدين بعد أن يكتشفوا أن هناك مصادر أخرى أنجع في حل مشاكلهم.
الاتحاد السوفييتي قمع رجال الدين ودرس الإلحاد في مدارسة 70 سنة وعندما انهار عاد المكبوت.
لا شيء مثل الحرية في هزيمة الأديان. المعركة المنصفة بين أهل الدين وأهل الفكر والعلم في أجواء الحرية لا بد أن تنتهي إلى هزيمة الظلامية. هذا ما تخبرنا به التجربة الغربية مع الدين. وكانت النتيجة في صالح الممارسة الحرة للفكر والاعتقاد، بما في ذلك الاعتقاد الديني.
خالص تحياتي


9 - الي السد جلال البحراني
عبدالعزيز القناعي ( 2016 / 8 / 8 - 18:50 )
شكرا على مرورك

صحيح جدا فمخرجات التعليم الديني تكون عبء على الدولة اذا كانت هاته الدولة تسعي للعمل والانتاج فيكون رجل الدين فائض او عبء عليها ولهذا ناديت بتوجيه الاجيال الي التخصصات العلمية بدلا من الدينية في سبيل التحول الي العلمانية وهذا بالطبع يتطلب حكومة تهتم بالعلمانية ولا تحاربها كما نفعل نحن في مجتمعاتنا الخليجية والعربية.

التجربة البنغالية في الكويت لا تعدو عن استخدام العمالة كمجرد عمالة تشغيلية وبمعنى ادق خدم للحكومة وللشعب.. ولم نستفد بشكل كبير منهم في الامور الفكرية بقدر ما استفادوا هم من اجواء الخليج وهو ما صنع بالمقابل مجتمعات خليجية اتكالية ضعيفة الانتاج.

تحياتي


10 - الي السيد عبدالقادر انيس
عبدالعزيز القناعي ( 2016 / 8 / 8 - 18:56 )
تحية مرة اخرى

اتفق معك بعدم جدوى القرارات الادارية فهي تصنع التغيير الفوقي وتترك البنية التحتية معرضة للإنهيار مع اى تغيير فوقي، وبالتالي التغيير يجب ان يكون في الوعي الجمعي من خلال اساليب التعليم والاعلام والحريات وهو ما هو مفقود لدينا وبالتالي استمرينا في التناقضات الفكرية والسياسية.

تجربة الاتحاد السوفيتي السابق تجربة نجحت وفق ظروفها السياسية والاقتصادية ولكن مع العولمة وتفوق الحريات والرأسمالية سقطت فكرة الدولة الإلحادية مقابل الحرية البشرية وحقوق الانسان..نحن نعيش في الوطن العربي تحولات ومخاض المرحلة التاريخية في مواجهة موروثنا الديني وتفوق الاسلام السياسي والذي لن يسقط الا بمواجهة تاريخية كما حدث في الغرب.

تقبل تحياتي


11 - مساهمة الدولة
nasha ( 2016 / 8 / 9 - 01:39 )
الساهمة المؤثرة الوحيدة التي تتمكن الدولة من عملها هي وقف دعم الدولة المالي والمعنوي للمؤسسات الدينية وتركها تمول نفسها بنفسها دون تمويل من موارد الدولة والضرائب.
اي خصخصة الدين وتحويله من القطاع العام الى القطاع الخاص.
بحيث ان الراغب في تعلم الدين او الراغب في اي خدمات دينية عليه ان يدفع من جيبه.
تحياتي

اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت