الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله للمسلمين فقط

وليد يوسف عطو

2016 / 8 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في ماليزيا اتخذ تصور المسلمين عن حقهم في استخدام كلمة( الله )حصريا لهم لوحدهم اشكالا عبثية .فالسؤال عما اذا كان يحق للمسيحيين استعمال كلمة (الله ) العربية في اللغة الماليزية للتعبير عن الالوهة , وصلت الى المحكمة .وناقشتها بمنتهى الجدية . وادت الى صراعات دامية بين السكان .

في البداية نقول ان كلمة (الله ) تشير الى (اله), او (الاله ). وهي تسمية ليست اسم علم . وكان العرب يستخدمونها قبل الاسلام . كما كان هنالك اسماء مركبة ترد فيها كلمة الله مثل (عبدالله). فكلمة الله ليست كلمة ذات اصل اسلامي .ويستخدم المسيحيون الى جانبها كلمتي (الاب )و (الرب ). تستخدم كلمة (الله)في اللغة الماليزية من قبل المسيحيين والمسلمين معا

في اواخر2009 ومطلع 2010نشب خلاف بين احدى المحاكم والحكومة , مالبث ان تطور الى مظاهرات غاضبة .في باديء الامر سمحت المحكمة للصحيفة الكاثوليكية ( ذا هيرالد )بان تسمي الاله المسيحي باللغة الماليزية (الله ) . لكن الحكومة التي يسيطر عليها الاسلاميون اعترضت على ذلك . وقالت ان للمسلمين وحدهم حق استخدام كلمة الله للتعبير عن الالوهة .

وكانت الحكومة الماليزية قد صادرت قبل ذلك عشرة الاف نسخة من الانجيل المكتوب باللغة الماليزية , والذي ترد فيه كلمة الله .ان هذا الصراع يدل على مدى سعة اسلمة المجتمع الماليزي والتضييق على الحريات الفردية.

يبدو ان الحكومة الماليزية والجماعات الاسلامية تريدان منع المسيحين من التحدث عن ربهم . ويبدو انهم يخافون اطلاق اسم الله نفسه عند المسيحيين والمسلمين لانه يمكن ان يلغي الفوارق ويسهل على المسلمين الانتقال الى المسيحية .

وصل الصراع الى الشارع وتم تحطيم مكتب صحيفة ( ذا هيرالد ). ثم تبع ذلك حرق عدد من الكنائس . وفي يونيو – حزيران 2014 وصل النزاع بين الحكومة الماليزية والكنيسة الكاثوليكيةالى ذروته . اذ ان المحكمة العليا اكدت بصورة نهائية بان المسيحيين لايحق لهم اعتبارا من تاريخ صدور الحكم تسمية الاله ب ( الله ).

وبعد اعلان الحكم اعرب النشطاء المسلمون عن ابتهاجهم .وكان الكثير منهم يرتدون قمصانا كتب عليها (الله للمسلمين فقط ).

في يناير – كانون الثاني من عام 2014 هزت عملية اغتيال ضد منتسبي صحيفة (تشارلي ايبدو )الفرنسية العالم اجمع .لقد اوصل المتطرفون المسلمون رسالة الى المجتمع الاوربي بان الاسلام . يعتبر حماية الدين من القذف والنقد اهم من حرية التعبير عن الراي . وما كان المحتجون انذاك يريدون فرضه في الغرب ايضا , كان في العالم الاسلامي مفروضا في جميع الاحوال , سواء اكان هنالك قانون ضد التجديف او لم يكن . ذلك ان انتقاد الاسلام بحد ذاته , او انتقاد مؤسس الدين الاسلامي او القران محرم ويعاقب عليه بمنتهى القسوة.

في كثير من الا حيان يكون هذا المصير من نصيب مفكر مثل علي داشتي في ايران ونصر حامد ابو زيد ونوال السعداوي من مصر.هؤلاء وغيرهم تجراوا على خرق المحرات بان ارادوا وضع القران في سياقه التاريخي ونزع صفة الاطلاق عن الشريعة واعادة النظر في حياة محمد . وقد تعرض عدد من العلماء حتى في المانيا الى التهديد بالقتل واضطر بعضهم الى النشر باسماء مستعارة مثل العالم ( كريستوف لوكسنبرغ ).

في ربيع 2011 هجم مئات المسلمين على قرية مسيحية في البنجاب واجبروا السكان على الفرار . وكان السبب اتهام اثنين من السكان بالاساءة الى القران . بان نزعوا بضع صفحات منه .اما المسلمون الزاحفون كالبحر الهادر فلا يسالون عن صحة هذا التهمة .

في عام 2013 زحف 3000 مسلم في حي مسيحي في لاهور واشعلوا النار على اكثر من 100 منزل واحرقوا الدراجات الهوائية والناريةوالمفروشات .اعتقلت الحكومة 150 مشاغب واعفت اربعة من كبار الموظفين من مناصبهم لانهم لم يسيطروا على الموقف .
المصدر :
كتاب ( باسم الله :اضطهاد المسيحيين في العالم الاسلامي )- تاليف العالمة الالمانية :ريتا بروير





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - مجتمع لا يملك ثقافته الخاصة
nasha ( 2016 / 8 / 9 - 07:25 )
اللغة بحد ذاتها فلسفة .
الله كتعبير او مصطلح اصلا ليس عربي او اسلامي ولا ماليزي فبأي قانون تافه حكمت هذه المحكمة الماليزية منع استخدام اللفظ على غير المسلمين؟
ينطبق على المتزمتين العنصريين الاسلاميين مقولة (رضينا بالهم والهم ما رضي بينا).
لاحظ تفاهة الثقافة الماليزية التي تستعير كلمة اجنبية اصلا مستعارة .
ربما لا يفهم معظم الماليزيين المعنى الذي تدل عليه لفظة الله ومع ذلك يحتكرونها.
انها العنصرية والكراهية بالاضافة الى فقدان الثقة بالمعتقد نفسه لهشاشته والخوف عليه من الضياع.
تحياتي

2 - الاستاذ ناشا المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 8 / 9 - 07:35 )
اهلا بك في بيتك الثقافي اخي ناشا ...

كان مقصدي من نشر مقالي هذا هو ان المعجزة الاقتصادية الماليزية يعادلها تزمت ديني اسلامي متشدد لامعنى له ..

اتفق معكم في التحليل ..

نلتقيكم على سلام ومحبة...

3 - لو كان الله فقط حكر على المسلمين لهانت
مروان سعيد ( 2016 / 8 / 9 - 18:30 )
تحية للاستاذ يوسف عطو وتحيتي للجميع
استاذنا الاسلام احتكر كل شيئ من اسم الله الى جميع الانبياء من ادم الى عيسى وادعى
انهم اسلام واحتكر الكرة الارضية كلها بادعائه ان الدين عند الله الاسلام وغير دين هو كافر زنديق يجب ان يقاتل او يدفع الجزية عن يد وهم صاغرون
حتى الجنة يازلمة حجزوها واخذوا جميع حور العين ما تركولنا حورية واحدة
انه دين عنصري اناني مادي لاينتمي الى الروحانيات ابدا
ومع كل المودة والاحترام لحضرتك

4 - لفظة الله
شاكر شكور ( 2016 / 8 / 9 - 18:34 )
تحياتي وأحترامي استاذنا الباحث وليد عطو، نعم ان لفظة (الله) هي مجرد لفظ وليست كلمة حيث يشير هذا اللفظ الى الرب الإله الخالق وليس اسمًا من أسماء الخالق ، هذه اللفظة استعملت من قبل اليهود والمسيحيين قبل الإسلام فهي لفظة مشتقة من الوهيم العبرية وآلوهو او الاها السريانية ، وتستخدم لفظة الله كقاسم مشترك للناطقين بالعربية للدلالة على الخالق وفي سورة العنكبوت 46 جاء فيها عبارة (إلهنا وإلهكم واحد) وهذا يدحظ تدليس الماليزيين المسلمين بإحتكار هذه اللفظة ، المسيحي الذي يستخدم لفظة الله لا يعني بها الله بالمفهوم القرآني بل يعني بها بالمفهوم الذي ورد في الإنجيل لذلك تعتبر عبارة (إلهنا وإلهكم واحد) شرك بالله لأن الإلهين مختلفين وعلى الأقل في الزواج والطلاق والجنة والتسامح والتواضع ، لذا فأن محاولة احتكار لفظة الله هي بمثابة تحقير وأزدراء للأديان الأخرى وهذا الفكر مستنبط من القرآن نفسه الذي يطعن بالمعتقد المسيحي وخاصة قضية الصلب والفداء ، وهذا ما يشجع الغوغائيين من حرق الكنائس واضطهاد المسيحيين وقطعا الإله الذي يفرق ولا يجمع فهو ليس إله بل من زمرة الشياطين ، اكرر التحية

5 - كيف تفكر هذه العقول
على سالم ( 2016 / 8 / 9 - 19:39 )
الاستاذ وليد مقالك يثير علامات الشفقه والتساؤل والتعجب من هذا القطيع البشرى , هذه الدول المسماه اسلاميه ولاتعرف اللغه العربيه لغه القرأن , ما اكثرها من دول بل انها تشكل الغالبيه الكاسحه من تعداد المسلمين فى هذا العالم الاغبر , كيف يؤمن هؤلاء البؤساء بمعتقد دينى وهم لايعرفوا او يفهموا لغته , هذه كارثه ومصيبه بمعنى الكلمه , انت تذكرنى بحوار كان مع باكستانى مسلم ومتعصب سلفى منذ سنوات , كان سؤالى الاول له بالانجليزيه , هل تفهم العربيه ؟ اجاب بالنفى , سألته هل تفهم الذى تقوله اثناء صلاتك الاسلاميه ؟ اجاب ايضا بالنفى , سألته هل تحفظ القرأن ؟ اجاب الحمد لله احفظه كله , سألته هل تفهم مالذى فى القرأن , اجاب لا ولكنى أأمل من الله ان يعيننى على فهم هذا القرأن والذى اجهل كل شئ فيه ؟؟ انهم جميعا مثل الببغاء يرددوا اشياء لايفهموها , هذه كارثه كونيه بدون جدال

6 - الاستاذ والاخ مروان سعيد المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 8 / 10 - 14:01 )
شرفتني اخي الكريم ..

الاسلام بحسب القران هو دين التوحيد اي الحنيفيةقبل اي خلافات - كتاب قس ونبي -

احتاج محمد الى سند شرعي من الانبياء الذين سبقوه ليعطي الشرعية للقران وللاسلام

اله القران هو اله قبيلة المسلمين مثلما تحدث عنه الدكتور سيد القمني

اسعدني حضوركم..

نلتقيكم على خير دائما ومحبة.....

7 - الاستاذ شاكر شكور المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 8 / 10 - 14:08 )
اسعدني حضوركم اخي الطيب ..

شروحاتك اضافت الكثير الى مادة المقال المتواضعة..

نلتقيكم على خير ومحبة وسلام دائما.

8 - الاستاذ علي سالم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 8 / 10 - 15:33 )
اضحكتني حاثة الباكستاني الغبي ..

اتفق معكم في التحليل ..

نلتقيكم في حوارات فكريةجديدة ..

اسعدني حضوركم.

9 - الله كلمة مُرّة بمرارة العلقم
بارباروسا آكيم ( 2016 / 8 / 10 - 20:33 )
بالنسبة لموضوع حقوق الملكية الفكرية لكلمة ( الله ) ..
عن نفسي أَقول : طـُز بالله وبكل مايتعلق به وهو لا يـساوي عندي بصلة ، ولكن لما إِفتعال المشاكل وتبعات تلك المشاكل على السلم الأَهلي وأَمن البلدان بسبب قضية سخيفة لا تستوجب كل هذه الجلبة ؟

بالمناسبة المسلم بالذات كأنسان لايملك الحق بالإعتراض على إِقتباس أَي مصطلح أَو نَص من القرآن ..كمصطلح ( الله ) مثلاً ،

لماذا؟
لأَنهم ينسبون هذا الكتاب - القرآن - الى الله ، وبالتالي الله وحده من له حق الملكية الفكرية وان كان له شكوى من استخدام إِسمه فعليه هو بذاته - بنفسه -التقدم بشكوى رسمية الى المحكمة ، علماً أَن كاتب القرآن لم يضع أَي شروط أَو حقوق للملكية الفكرية ..
أَليس الأَولى أَن يعترض هو بدل أَن يستعين بالبلطجية أَو يستعين بالمحاكم ؟

يعني هو الله أَو هكذا يفترض .. أَن يكون قادراً على الدفاع عن نفسه والمفترض أَن يغضب هو على إستخدام إِسمه فبالتالي ينزل هو بنفسه الى ساحات المحاكم لكونه هو موضوع الحكم القضائي !

10 - الاستاذ بارباروسا آكيم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 8 / 11 - 13:58 )
اسعدني حضوركم وتعليقكم الجريء جدا ..

اتفق معكم في التحليل..

ملكية كلمة الله تعود الى الله نفسه وليس الى المسلمين ..

الماليزي لايحق له الاعتراض على كلمة عربية ..

ختاما نلتقيكم على معابر فكرية جديدة ..

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على



.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah