الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترجمة علوم الدين اليوم ب sciences جهل كبير

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 8 / 11
التربية والتعليم والبحث العلمي


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة
من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا

كتبت عبارة "دراسات حول الإسلام" في غوغل google باللغة الانجليزية studies about islam لأرى ما جد في المجال .
للأسف فوجئت في أول رابط ضغطت عليه (الرابط الأول أسفل المقال) يقول في بدايته كتعريف للدراسات الاسلامية ما يلي (أنظر النص ، الترجمة من عندي)
In a Muslim context, Islamic studies is the umbrella term for the Islamic sciences (‘Ulum al-din), both originally researched and as defined by the Islamization of knowledge. It includes all the traditional forms of religious thought, such as kalam(Islamic theology) and fiqh (Islamic jurisprudence), but also incorporates fields generally considered secular in the West, such as Islamic science and Islamic economics.
"في سياق إسلامي ، الدراسات الإسلامية هي المصطلح المخصص للعلوم الحديثة الإسلامية (علوم الدين) ، كلاهما في الأصل مطلوبتان و مُعَرَّفتان عن طريق أسلمة المعرفة ، ككل الأشكال التقليدية للفكر الديني مثل "الكلام" (اللاهوت الإسلامي) و الفقه (معرفة أو مجال الفتاوى) .و لكنها (أي الدراسات الاسلامية) تتضمن أيضا مجالات تعتبر عند الغرب غير مرتبطة بالدين مثل العلم الاسلامي (يقصد هنا العلم العربي أي ما تمت ترجمته للعربية من الهند والسند و اليونان حسب ما يقال) و الإقتصاد الإسلامي .
يمكن الاشارة الى ان الذين يقولون أنهم ترجموا أعمال اليونان كذابون .لأن أرسطو صاحب الآلة المنطقية l’organon ، رغم أن صاحب المصطلح هو ديوجين قبله ، و صاحب بدايات المنهج العلمي الحديث في شكله البدائي و صاحب تصنيف الكائنات الحية الى نباتية وحيوانية عاش في القرن الرابع قبل الميلاد. و غريب الصدف أنه تأسيسا على ما حدث بعد 11 قرنا من أرسطو أي في القرن 7 الميلادي يأتي من يقول أنه نقل علوم اليونان دون أن نرى أي تأسيس على ما كتبه اليونان في المجال العلمي المتقدم كثيرا آنذاك على ما ساد في شبه الجزيرة العربية التي من المفروض لو نقلت عن اليونان لكانت أفضل بعد 11 قرنا و بعد 25 قرنا أي اليوم .فهل هذا حاصل اليوم؟
فما هي المفاجأة ؟
المفاجأة في النص المترجم هي تسمية علوم الدين ب sciences التي تعني علوم حديثة عالمية محايدة غير مرتبطة باي دين أو مذهب .
و المشكل الآخر هو ان الكاتب حين يقول علوم الدين فهو يقصد ، ونحن نفهم لأننا ألفنا هذا الخطاب الناقص ، علوم الدين الاسلامي .لكنه لا يحدده على انه الدين الاسلامي.ولا يحدد هل يقصد الاسلام السني ام الشيعي.و لا يحدد عن اي مذهب يتحدث في هذه التسميات . و كأنه يترك لنا الواجب كي نخترق جمجمته بالليزر و نطل على دماغه لنبحث عما يقصد.
في تعريف العلم الحديث (أنظر الرابط أسفل المقال و النص أسفله ، الترجمة من عندي) نجد ما يلي :
"هي مجموع المعارف و الدراسات ذات القيمة العالمية المميزة بموضوع و منهج و مبنية على ملاحظات موضوعية حقيقية و برهنات صارمة".
La science est l ensemble des connaissances et études d une valeur universelle, caractérisées par un objet et une méthode fondés sur des observations objectives vérifiables et des raisonnements rigoureux.
يمكن إضافة أن مصطلح "العلم الحديث" يعاكس تماما مصطلح الرأي أو وجهة النظر من قبيل تلك الآراء أو وجهات النظر التي نجد في التفاسير الدينية على شكل أن القضية الفلانية على 10 آراء أو قيل فيها 7 أقوال دون أدلة ملموسة أو أساس منطقي أو التي يتم تذييلها ب "والله اعلم" .
إن الفكر الديني ينطلق من ضرورة الإيمان أي الاقتناع بالمجهول الذي يسميه غيبا (بمعنى غائب عن معرفة البشر) الذي يجب تصديقه قبل الوصول لليقين والمعرفة الكلية .و يعتبر ما يقول حقا مطلقا بمعنى حقيقة مطلقة لا غبار عليها .ثم يؤسس على هذا الايمان سلوكا مطلوبا بطاعة رجال الدين و السلوك وفق ما يملون على الناس تجاه سلطة ما دينية او سياسية .بمعنى اخر تتغيأ المعارف الدينية السيادة على الناس وربما سرقة حقوقهم من خلال ذلك السلوك على اساس ان خالق الكون يدعم ذلك .
بينما الفكر العلمي الحديث ينطلق من المعلوم ليصل للمجهول او الغيبي بنفس المعنى السابق .و لا يقول أنه في مجال الحقيقة المطلقة بل في مجال الحقيقة النسبية المحتمل ان تتغير المعطيات حولها كل لحظة مما يوجب التعديل في الفرضيات المفسرة للظواهر الكونية .و بالتالي تتكون المعرفة و تنضبط شيئا فشيئا عبر الزمان .
هنا نرى ان المعرفة العلمية الحديثة لا علاقة لها بالسيادة على سلوك الناس سياسيا او دينيا.لأن هذه العلوم الحديثة بطبيعتها تتغيأ المعرفة لا السيادة.و هي محايدة بالنسبة للدين.
لذلك لا يمكن تسمية معارف او معلومات الدين التي لا دليل علمي حديث حولها بالعلوم الحديثة و ترجمتها ب sciences . لأنها خارج مجال العلوم الحديثة و خارج تعريف هذه الاخيرة كما بيننا هنا ببساطة شديدة .
ما يدرس في الاديان لا يمكن تسميته بغير المعارف الدينية او معلومات الدين. و من يسمون "علماء" في هذا المجال لا يمكن تسميتهم بغير العارفين بمعلومات الدين فحسب للتفريق بينهم وبين علماء العلم الحديث.
ما يمكن تسميته بالعلوم الحديثة للأديان sciences des religions هي تلك العلوم الحديثة التي تدرس الظاهرة الدينية بحياد تام كظاهرة إجتماعية طبيعية بشرية تاريخية عن طريق الملاحظة والتجريب و قياس السلوك و سبر اغوار علم النفس الخاص بكل ديانة او سلوك خلال الطقوس او الممارسات الدينية قصد الوصول لقوانين مفسرة للظاهرة في كل دين مثلا.

روابط :
https://en.wikipedia.org/wiki/Islamic_studies
https://fr.wikipedia.org/wiki/Science








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتفق معك تماما
ملحد ( 2016 / 8 / 11 - 20:12 )
اتفق معك تماما
تحياتي

اخر الافلام

.. فرنسا -غارقة في المجهول-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان، من س


.. هل فرنسا قادرة على تشكيل -ائتلاف حكومي-؟ • فرانس 24




.. -مواجهات محتدمة- وإطلاق الغاز المسيل للدموع في ساحة الجمهوري


.. رفع علم فلسطين على جسر موستار الأثري بالبوسنة والهرسك




.. عاجل| 10 شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي على جباليا النزلة