الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاعات الساونة في كلية الفنون الجميلة

حيدر عباس الطاهر

2016 / 8 / 12
كتابات ساخرة


قاعات الساونة
في كلية الفنون الجميلةً
في لقاء جمعني مع احد الاساتذة المتقدمين للأختبار التنافسي للدراسات العليا ،
لفت نظري وضعه المضطرب ووجه الشاحب وثيابه المبتلة ، فتقدمت نحوه السلام عليكم استاذ الحمد لله على السلامة ، فاجابني بصوت خافت ، الله يسلمك .
فانتابني الشك ، فسألت نفسي هل انا في كلية الفنون الجميلة ذات التاريخ الناصع مصنع الابداع وملهمة ، عمالقة الفن امثال محمد غني حكمت ،واسماعيل فتاح الترك وغيرهم الكثير .
ام انني في احد باحات حمامات السوق او قاعات الساونة ، والسبب الحال الذي بدى عليه الاستاذ .
فدفعني فضول المهنة لمعرفة حقيقة الامر !
استاذ ما الخطب ؟
فاجابني انه احد المتقدمين لأجراء الامتحان التنافسي للفوز بمقعد الدكتوراء ، كونه من الحاصلين على الماجستير ، قبل سنوات واراد ان يكمل مسيرته العلمية ، وهو يحمل في ذاكرته ايام الداراسة الاولية ودراسة الماجستير، وما تحمله من ذكرى طيبة في داخله .
وكيف إن الامور قد تغيرت ، وتحولت من اجراء اختبار علمي وفق الضوابط والشروط وما متعارف عن المؤسسات التعليمية العراقية من رصانة وحسن اداء ، وما الت اليه الامور ، وكأن تفسير الاختبار التنافسي ، فهم خطأً ، وفسر بوضع الطلبة في زنزانة مفرغة من الهواء وتكديسهم ، بأعداد كبيرة وصل الى 40 شخص .
على الرغم انها تفتقر لوسائل التكيف والتبريد الملائمة ، معتمدة على مكيف هواء مغلوب ً على امره و مراوح هواء صغيرة ، لم يراعا فيها درجات الحرارة التي فاقت الخمسين درجة ، وما زاد الطين بلة انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعة من وقت الامتحان المحدد بثلاث ساعات ، توجب على الطالب الاجابة على ثمانية اسئلة ، فلسفية مطولة ،بان عليها حرص من وضعها ، وفي حقيقتها لا تتوافق مع طبيعة المكان وسوء الخدمات التي يفترض ان تقدم بأتم وجه ومعدة بشكل جيد سلفاً ، كل هذه العوامل القت بضلالها على الطلبة المتقدمين للأختبار .
الامر الذي اثار الكثير من التساؤلات
عن الاسباب التي تقف وراء سوء الاعداد والتنظيم ؟
وكذلك من يتحمل اخفاق العديد من الطلبة المختبرين لعدم توفير جو ملائم لأداء الاختبار ؟
وهل الامر مقصود ام هو يدخل في خانة الفوضى التي تشهدها العديد من المؤسسات ؟
الامر يحتاج الى وقفة لما له من انعكاسات سلبية على سمعة وتاريخ المؤسسات التعليمية العراقية العريقة ، ومحاسبة المقصرين
حيدر عباس الطاهر[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -البقاء على قيد الحياة في 7 أكتوبر: سنرقص مرة أخرى-


.. عائلات وأصدقاء ضحايا هجوم مهرجان نوفا الموسيقي يجتمعون لإحيا




.. جندي عظيم ما يعرفش المستحيل.. الفنان لطفى لبيب حكالنا مفاجآت


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر محمد عبد القادر يوضح إزاي كان هن




.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت- الشاعر محمد عبد القادر -