الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روج آفا تاريخ الشعوب المنتصرة والدولة المكلومة

صلاح الدين مسلم

2016 / 8 / 13
القضية الكردية


أضحى انفجار قامشلو الإرهابيّ الجبان الذي وقع ضمن سلسلة مآسي الشعب المتطلّع إلى الأمن والسلام، هذا الشعب الذي أثبت أنّه راسخ، ثابت، مناضل، على الرغم من كلّ صولات الصهر والإبادة، على الرغم من أنّ سوريا باتت مرتع الموت في كلّ بقعة من بقاعها، وأثبتت روج آفا للعالم أنّها مرتع الأمان والسلام وقوّة المجتمع، رغماً أنّ الهجمات العدائيّة من كلّ حدب وصوب لم تتوقف على هذه البقعة الدمويّة، وعلى الرغم من أنّها المنطقة التي انهالت عليها المطامع وتوجّهت بوصلة الثورة إليها،
إنّ تلك القِوى العدائيّة المعاديّة للشعوب لم تهدَأ لحظةً إلّا وضعت كلّ إمكاناتها لإفشال أيّ مشروع مجتمعيّ، فهذا الانفجار هو عداء سافر من الدولة ضد المجتمع، وهو تكاتف دولتيّ ضدّ المجتمع، فكلّ الدلائل ويوماً بعد يوم تتّضح لتبيّن لنا صورة هذا العداء السافر، ويوماً بعد يوم تتوضح معالم هذا الحرب المقنّعة التي أسفرت عن كلّ هذا العداء.
فلم يلبث أن تمّ الإعلان عن هذا الانفجار حتّى بدأت السيناريوهات المفبركة، وبدأت الفيديوهات الكاذبة تنشر سمومها، وهناك من يوضّح موقفها الشاتم، فتلك الفصائل التي أفصحت عن غِلّها قد بدأت روح التشّفي تستشري فيها، وكأنّها تريد أن تنقضّ كالوحش الكاسر على هذا الجريح المطعون الذي لم تُشفَ جراحُه بعد، هي لغة شخص لا يمتلك شيئاً، هو المفلس الذي فقد كلّ شيء، حتّى أنّه تخلّى عن كرامته المهدورة، وتخلّى عن كلّ ما يمتّ إلى الأخلاق بصلة، فبدلاً من أن يعزّي ذوي الجرحى ويعلن الحداد لثلاثة أيّام حتّى تتوضّح الصورة آثر أن يطلّق سمومه وعلقم افتراءاته عبر تصريحات لم يُدلِ بها بهذه السرعة المتسارعة التي لم نرها في أيّ انتصار للشعوب في معارك الشرف والكرامة، فروج آفا تاريخ الشعوب والدولة دون منازع.
إنّه اختراق أمنيّ كبير في قامشلو، وتفجير عظيم لا مثيل له، رغم التشديد الأمنيّ الكبير من قبل الأسايش وقوى الأمن الأخرى، والدليل على قوّة أمن الإدارة الذاتيّة هو قلّة الانفجارات بل ندرتها في المناطق التي لا يتواجد فيها النظام الدولتيّ الذي لا يأمن جانبه قطّ، ليس هذا النظام فحسب، بل أي نظام دولة قوميّة في الشرق الأوسط، فلا يأمن جانب هذه الحيّة الخبيثة التي ستظلّ المجتمعات الديمقراطيّة تبحث عن الحلول التي تقيها من لدغ هذه الدولة أبداً.
فهذا التفجير أظهر حقيقة الدول التي لن تكفّ عن معاداتها، وستظلّ تستبدل الأدوار فيما بينها، وتنتقل من مكان إلى آخر ومن تحالف إلى تحالف آخر، فها هي حلب تقع بيد النظام من جديد بعد مهزلة الانقلاب الأخيرة في تركيا، فكأنّ هذا الانقلاب تجدّد لعهد جديد، كانت نتائجه حلب، وتفجير قامشلو المدوّي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و