الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات العصا والجزرة

عطا مناع

2016 / 8 / 16
المجتمع المدني


بقلم : عطا مناع

نحن نتحدث عن انتخابات محليه في زمن الانقسام الذي مس البنيتين التحتية والفوقيه للمجتمع الفلسطيني، ولذلك نجد فصائل منظمه التحرير ألفلسطينيه تدير ظهرها للاستحقاق الوطني وتتشبث بالعشائريه والقبلية علها تكون قشه الإنقاذ التي تحفظ ماء وجهها.

السؤال الذي يسبب الصداع لحركة فتح أولا واليسار الفلسطيني الذي قرر أن يخوض الانتخابات بقائمه موحده .... ماذا لو فازت حركة حماس؟؟؟؟ كما هي العادة سيخرج البعض على القاعدة السياسية لهذه الفصائل ويقول إنها ألديمقراطيه، والبعض الآخر سيغرق في النقد الذاتي واستخلاص العبر.

في علم النقاط استطاعت حماس أن تحقق نجاحاً ملموساً قبل بدء الانتخابات، فها هو الحج عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس في زمن حماس يخرج إلى الناس ويقول انه لن يكون رئيساً لقائمة فتح وإنما لقائمة نابلس للجميع التي شكلتها حركة فتح.

ما يجري في أوساط حركة فتح ينسحب على اليسار الفلسطيني العاجز عن تشكيل قوائم نظيفه ذات لون واحد تتماهى مع عمقه الثقافي وبالتالي فهو يغطي عجزه بالقفز في الهواء والوقوع في شرك العشائريه والمستقلين.

يستطيع المتتبع أن يرى بالعين ألمجرده ألازمه العميقه لدى فصائل منظمة التحرير ألفلسطينيه وهذا أعطى حماس مساحه واسعه للتحرك ومن خلال شخصيات تحالفت معها في انتخابات سابقه كالشيخ عدلي يعيش الذي وبوجوده على رأس قائمة نابلس للجميع كأن تقدم لحركه حماس حبة حلقوم.

حبة الحلقوم هذه تحدث عنها غسان الشكعه عضو اللجنة التنفيذيه لمنظمة التحرير ورئيس بلدية نابلس سابقاً والذي فال بالفم المليان انه لن ينتخب قائمة نابلس للجميع ويتوقع لها الفشل، ومن المهم أن لا نقفز عن تصريحات الشكعه التي تعبر عن حالة عدم رضى وإعلان مباشر انه مناهض للكتله التي شكلتها حركة فتح.

في الجانب الآخر في يد حركة حماس العديد من الأوراق التي تعتمد على العصا باستخدام القوه المباشره في إدارتها للانتخابات، وبلا شك فقد تابعتم فض حركة حماس اجتماع انتخابي لحركة فتح في غزه بحجة عدم الحصول على تصريح وكأن الاجتماع الانتخابي بحاجة لتصريح؟؟.

إذن : ستعمل حماس كل ما في وسعها لضرب حركة فتح في مقتل، ستصدر الفتاوى وستدفع الناس لحلف اليمين وستضخ كما السلطه أرقام فلكيه من الدولارات من اجل حسم الانتخابات، وستستخدم القوة بأوقح أشكالها، قوه ستعجز عن استخدامها السلطه المبادره بالإعلان عن الانتخابات حيث وضعت نفسها تحت المجهر إلى جانب انشغالها في ترميم الأوضاع ألانتخابيه في وسط القاعدة الفتحاويه.

إنها معادله معقده أتمنى أن لا تدق مسماراً أخيراً في نعش منظمة التحرير ألفلسطينيه التي تلاقي غضباً غير مسبوق من أنصارها، معادله تعكس حاله التخبط في صفوف فصائل ألمنظمه، هذه الفصائل التي انتقلت من حالة الصراع الديمقراطي إلى التناقض التناحري حيث كان للسلطة دوراً رئيسياً في توسيع الفجوة بين هذه الفصائل.

أمام فتح وحماس هناك ما يسمى بتحالف اليسار الذي يعيش إشكاليات تتماهى مع أزمة فتح، وفي اعتقادي فشل اليسار في التميز بين البعد الاستراتيجي والبعد التكتيكي في نسج العلاقات ألوطنيه، وتصديق هذا اليسار انه يخوض معركه ديمقراطيه وبالتالي عليه أن لا يترك الساحه لأصحاب الانقسام، واعتقد انه مطب آخر يقع فيه اليسار الفلسطيني الذي عجز عن مواجهة الانقسام يجديه وعجزه عن أن يكون حيادياً ليدخل اللعبة من أوسع أبوابها ليكون كما حمالة الحطب.

يبقى المواطن الجالس على المدرج يراقب مجريات العملية التحضيرية للانتخابات المحليه باهتمامات متفاوته والذي يحلم بخدمات تحفظ له كرامته، هذا المواطن الذي نجح في الفصل ما بين البعد الخدماتي والسياسي بعكس الفصائل، مواطن مدرك تماماً للعبة ألانتخابيه وعلى يقين أن العصا والجزرة مجتمعتان ستكون من نصيبه وحده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين


.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال




.. الاحتجاجات تتصاعد.. الاعتقالات في أميركا تتجاوز ألفي طالب


.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل




.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال