الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف قاطعنا الدخان الإسرائيلي

عطا مناع

2016 / 8 / 21
المجتمع المدني


بقلم : عطا مناع

مسكينه هي الشعوب العربية وبالتحديد الشعب الفلسطيني، لقد أصبح الواحد منا مثل " حمار الفرح" وحمار الفرح يا سادتي يستخدم فقط لنقل الماء والحطب.

المواطن في عالمنا العربي فاعل ومفعول به لا رأي له، مرة ينادونه بجلالة المواطن المحترم وذلك في ظل حاجتهم له، وأخرى ينطبق عليه ما قاله الحجاج لأهل العراق : أني أرى رؤوسا قد أينعت، واني لصاحبها.

يبدو أنني خرجت عن النص، ما المانع، فكل ما يحيط بنا خارج النص، الموالاة خارج النص، والمعارض أيضا ، فعلى سبيل المثال أصابنا الصداع من اتهامات حماس للسلطة بالتنسيق الأمني الذي يجاهر به عباس لنكتشف أن حماس تمارس أبشع أنواع التنسيق الأمني مع الاحتلال .

أذن والحديث لحركة حماس: لا تنه عن خلق وتأتي بمثله، عار عليك إذا فعلت عظيم، وما ينطبق على التنسيق الأمني ينسحب على مناحي الحياة وبالتحديد في الممارسة العمليه.

في الممارسة العمليه طالعتنا الجدران بشعار" قاطعوا دخان التايم القصير والطويل" كان ذلك في زخم الانتفاضة الأولى عام 1988 ، لم يتوانى الشعب الفلسطيني حينها عن مقاطعة الدخان الإسرائيلي وكل السلع الاسرائيليه الموجودة في أسواقنا.

كانت التكلفة المالية لشعار ألمقاطعه صفر، والاهم من الشعار هو الالتفاف الشعبي حول شعار المقاطعه والقيادة الوطنية الموحده للانتفاضة التي ولدت من رحم الناس، كان الناس يطبقون بنود بيان ألانتفاضه بحذافيره وعن طيب خاطر، يفتحون أبواب محلاتهم التجارية لثلاث ساعات فقط وعن طيب خاطر وفي غالب الأحيان يدفع المواطن الثمن الباهظ لهذا الشكل من المقاومة الذي ارتقى للعصيان المدن في مدينة بيت ساحور الفلسطينية.

إذا حاولنا المقارنة بين الأداء الجماهيري بين الأمس واليوم نتأكد أننا نعيش جدلية ألملهاه والمأساة في آن، أفكر اليوم في سلطة الشعب المتمثلة بالقيادة الموحده للانتفاضة التي طالبت العملاء وروابط القرى بالتوبة في المساجد والكنائس وبعضهم فعلوا، بمعنى كانت هناك لغة حتى مع روابط القرى، هي اللغة التي نفتقدها اليوم في ظل التحول الذي نتج عنه السلطة الفلسطينية ومولوها الغير شرعي إمارة حماس في غزه.

قد يغضب البعض وبالتحديد من يرفع شعار المقاطعه ومناهضة التطبيع من هذا الخطاب، فالأمي في بلدنا يعرف أن مؤسسات المقاطعه تستهلك سنوياً مئات الآلاف من الدولارات على طباعه أوراق لا يقرأها احد هذا ناهيك عن جيش العاملين في هذه المؤسسات.

في زمن المقاطعه الحقيقي والغير ممول من الخارج، عاش شعبنا الوجع والفرح، كانت جنازات شهداءنا أعراس حقيقية، كان الشعب الفلسطيني يجوع مجتمعاً وكان يكفيه ما يسد به رمقه، كان الدم الفلسطيني خط احمر، وكان الحلم الفلسطيني بعيداً عن المنطقة الرماديه.

في زمن المقاطعه الحقيقي لم تكن ربطة العنق ولا امتهان ولا تضليل، وكانت قيادة الشعب بسيطة كشعبها لذلك فقط قاطعنا وقتها دخان التايم الإسرائيلي القصير والطويل على حد سواء.
نشتاق لتلك الأيام ونحن نرى الفنان التونسي صابر الرباعي يغني في المنطقة الخضراء" مدينة الروابي". ونشتاق أكثر ونحن نعيش وجع الإضراب عن الطعام للإخوة البلبول وبلال الكايد وغيرهم من أسرانا البواسل الذين شكلوا رأس حربه رفضنا نحن أن نكون حاضنتها.

نشتاق لتلك الأيام التي نبذت ألاستزلام والاستقواء والإفساد، ونشتاق للصخرة التي تكسرت عليها كل المؤامرات يا جبل النار، نشعر بوجعك يا جبل النارفالقاتل والمقتول فلسطيني، والدم المسفوك في حاراتك القديمة التي لقنت الاحتلال الدرس تلو الدرس فلسطيني، الجاني فلسطيني والمجني عليه كذلك، وبقي لنا أن نستعيد البوصلة ونتمسك بالشراع الذي قد يقودنا لشاطئ الأمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة


.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء




.. ميقاتي ينفي تلقي حكومته رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين السوريي


.. بمشاركة قادة سياسيين.. آلاف الماليزيين يتظاهرون في العاصمة




.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر