الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جامعة البحرين و جنرال إلكتريك .. أما بعد

موسى راكان موسى

2016 / 8 / 23
التربية والتعليم والبحث العلمي





عرضت جريدة الوسط اليوم (22 أغسطس 2016) ما تم تبادله في اللقاء [ أو ما يفترض به أن يكون قد تم تبادله في اللقاء ] ، الذي جرى قبل أربعة أيام (18 أغسطس) بجامعة البحرين ، بين (( رئيس جامعة البحرين رياض يوسف حمزة )) و (( وفد شركة جنرال إلكتريك )) ــ أما عنوان هذا اللقاء كما عرضته جريدة الوسط هو : جامعة البحرين تبحث تطوير التعاون مع (( جنرال إلكتريك )) .

إن كلمة (التطوّر) تدل على العفوية و المحايدة في الإنتقال من طور إلى آخر ، في حين أن كلمة (تطوير) فهي تدل على فعل القهرية و التوجيه في الإنتقال من الطور المنبوذ إلى الطور المرغوب ــ فإن موضوع البحث كما هو واضح ليس (( التعاون )) ، بل هو (( تطوير التعاون )) ، و هو على ما يبدو يتوافق مع (إستراتيجية التغيير) التي ما فتئت تتداول منذ تولي الثوري (( رياض يوسف حمزة )) منصب رئاسة الجامعة ! ؛ لكن ، يبدو أن لهذه (الثورية) حدود معينة ، تتماثل مع الحدود القديمة : فكما أن بحث (( التعاون )) لم يُعرض على مجلس الطلبة ، فإن بحث (( تطوير التعاون )) هو أيضا ما لم يتم عرضه على مجلس الطلبة [ دون أن يغيب عنا أن جلسات مجلس الطلبة لا تزال سرية ، و تحت الوصاية الشمولية الإستبدادية لعميد شؤون الطلبة ! ] .

* مشكلة (البيروقراطية المسخة) من المشاكل التي لا تقتصر في البحرين على جامعة البحرين ، إذ تحتل موقعا رئيسيا ضمن مجمل المشاكل ؛ فهي بجانب (البلادة) المتأصلة في طبيعتها ، ممسوخة بحكم طبيعة الظروف الإجتماعية [ ينصح بالرجوع إلى سلسلة (شيء عن التجنيس في البحرين) بالحوار المتمدن ، لمزيد من الفهم ] ــ و يُخشى أن تتضمن (إستراتيجية التغيير) التي يُبشر بها الثوري (( رياض يوسف حمزة )) الإستناد على فهم و تحليل (تكنوقراطي) ، خاصة و أن خلفية الرئيس الثوري تدل على نزعة تكنوقراطية مُتأصلة ؛ ففي حين تتسم (البيروقراطية) بـ(البلادة) ، يتسم (التكنوقراط) بـ(الغباء) ، دون أن ننسى أن الظروف الإجتماعية تزيد سوءتهما بالمسخ [ و الحديث هنا يتجاوز شهادات و إنجازات البيروقراطية و التكنوقراط ، ليصل إليهما من خلال الفهم و التحليل الإجتماعي ؛ الذي يدغمهما ] .


# تعليقات الرئيس (( رياض يوسف حمزة )) في هذا اللقاء [ أو ما يفترض أنه كذلك ] :
في البدء لا يفترض أن يفاجئنا قول الرئيس الثوري : (( إن الجامعة على استعداد للمضي بهذا التعاون لتنويعه و تعزيزه لما فيه خدمة الطلبة )) ، إذ أن (( ما فيه خدمة الطلبة )) و (( مصلحة الطلبة )) تتكرر دون مراعاة لمقدار الفجاجة أو مستوى الفظاظة التي تتسم بها المشاريع التي يقرها أو يخوض فيها السلطويين بجامعة البحرين ؛ بالنسبة للطلبة بشكل عام ، فقد أمست عبارات (( ما فيه خدمة الطلبة )) و (( مصلحة الطلبة )) تعبير عما هو (( ضد مصلحة الطلبة )) .

لنركز بالقول الآتي للرئيس الثوري في اللقاء نفسه [ أو ما يفترض أن يكون كذلك ] : (( إن جامعة البحرين منفتحة على التعاون مع الشركات و المؤسسات في مختلف القطاعات و ترحب بالتعاون الذي يصب في تطوير روح البحث العلمي كونها المزوّد الرئيس لسوق العمل البحرينية ، بالخريجين المؤهلين على أعلى المستويات العلمية ، و المتمكنين من المهارات المطلوبة في سوق العمل ، خصوصا و أن برنامج كليتي الهندسة و تقنية المعلومات و قسم الكيمياء في كلية العلوم ، حازوا الإعتمادية الأكاديمية من قبل المجلس الأمريكي لإعتماد برنامج الهندسة و تقنية المعلومات ، و الجمعية الكيميائية الكندية ، ضمن عدد آخر من البرامج الأكاديمية في الجامعة التي حازت ، و التي تسعى لحيازة الإعتماديات التي تجعل من خريجي جامعة البحرين خيارا أكثر حضورا و أولوية في سوق العمل ، و في الدراسات العليا على السواء )) .
بعد هذا ألا يحق لنا القول بأن (( ما فيه خدمة الطلبة )) هو ربما ما وقع فيه الرئيس الثوري سهوا ، إذ كان يقصد (( ما فيه خدمة سوق العمل )) ؛ أما بخصوص السذج الذين يعتقدون أن (( سوق العمل )) هي كناية عن الإنخراط في الإقتصاد في فضاء رحب من المساواة و الحرية ، فيستوجب قرصهم بالواقع : إن (( سوق العمل )) كناية عن تركيز الوضع الإجتماعي في الميدان الإقتصادي ــ إنه لمجون أن يجري الحديث عن (تكييف الطلبة) و (تكييف نمط المعرفة المُعطى لهم) لدعم و تعزيز (( سوق العمل )) و على المكشوف دون أدنى معارضة ، أن الحديث هو حديث عن (إعادة إنتاج النمط الإجتماعي العام في الميدان الإقتصادي لصالح الأطراف المُسيطرة) أو (إعادة إنتاج النمط الإجتماعي العام في الميدان الإقتصادي بما يضمن بقاء الأطراف المُسيطرة مُسيطرة) ؛ في المقابل فإنه من المؤسف أن الحديث عن (( تكييف سوق العمل )) غائب تماما عن التداول ، حتى في الأوساط المحسوبة على اليسار .
الجدير بالذكر أن جامعة البحرين بها كلية للآداب ، فهي لا تقتصر فقط على (كلية الهندسة) و (كلية تقنية المعلومات) و (قسم الكيمياء في كلية العلوم) ؛ إن التركيز المُفرط على التخصصات الجامدة من قِبَل السلطويين في جامعة البحرين يتوازى مع التركيز المُفرط على البيانات و المعلومات الجامدة [ التي لا تعكس حقيقة الحياة الجامعية الفعّالة ] في التعاطي مع الجهات المختصة و المعنية بالتعليم الجامعي ، بهدف التضليل و التعمية ــ إذ يبدو أن (( تطوير روح البحث العلمي )) يشترط به أن يكون خاضع و مكيّف لـ(( ما فيه خدمة سوق العمل )) ؛ و قد أشار الرئيس الثوري في البدء إلى (( سوق العمل البحرينية )) ، و يا لها من سوق تلك التي تلقي بما يقارب الـ7000 عاطل عن العمل سنويا ممن يتم تسجيله في وزارة العمل فقط ! [ ينصح بالرجوع إلى سلسلة (شيء عن التجنيس في البحرين) بالحوار المتمدن ، لمزيد من الفهم ] .


# أما فيما يتعلق بشركة (( جنرال إلكتريك )) ، فيكفي أن نعرف عنها أنها (شركة صناعية تكنولوجية متعددة الجنسيات) ، و أنه وفق تقييم فوربس Forbes تعتبر ثان أكبر شركات العالم ؛ مع العلم أنها عبارة عن تكتل ، أي تجمع شركات ــ و لا يخفى على أحد الرؤى المعادية للشركات المتعددة الجنسيات ، سواء يمينية كانت أم يسارية ، و التي تكاد كل تلك الرؤى تتفق أن هم تلك الشركات هو أولا و أخيرا (الربح) ؛ و ما تلك الأعمال الخيرية أو العلمية إلا قناع تختفي خلفه لتحقيق (الربح) أو للتعمية على تجاوزاتها .

أيا تكن مصلحة (( جنرال إلكتريك )) من وراء (( تطوير التعاون )) ، فإن مصلحة سلطويي جامعة البحرين [ التي منها خدمة مصالح الأطراف المسيطرة في (( سوق العمل )) ! ] أعظم ؛ فتصنيف الجامعة تراجع بدرجات مهولة على إثر الأحداث التي عمت البحرين بما فيها الجامعة نفسها في 2011 ــ و على إثر ذلك يحاول سلطويي الجامعة الإستماتة للعودة إلى تصنيف ما قبل 2011 على الأقل ؛ المضحك في ذلك أن السعي السلطوي لتحصيل النقاط و الإرتقاء في التصنيف يعلو على جودة نمط التعليم و السمو بالحياة الجامعية ، و هو ما يجري عبر التحجج بالشكليات المصطنعة و التركيز على البيانات و المعلومات الجامدة التي لا تعكس حقيقة الحياة الجامعية الفعّالة بالنسبة للجهات المعنية و المختصة بالوضع التعليمي الجامعي [ أي ممارسة التضليل و التعمية معها ] .

لنعد إلى (( جنرال إلكتريك )) ، فبعيدا عن المُعاداة المبتذلة ، فإن من الممكن استخراج (مصالح مشتركة) أو (مصالح مؤقتة) مع (( جنرال إلكتريك )) أو سواها مع طلبة الجامعة مباشرة ، دون المررو بسلطويي الجامعة ؛ بالتالي فإن من الممكن أن تقوم (( جنرال إلكتريك )) أو سواها بالضغط على سلطويي الجامعة [ بالتالي الضغط على الأطراف المسيطرة على (( سوق العمل )) ؛ و هو ما يعني الدفع تجاه تغييرات خارج الجامعة كذلك ] لتحقيق (التغيير الحقيقي) أو (التغيير الجذري) لتجويد نمط التعليم و للسمو بالحياة الجامعية ــ يبدو هذا القول كنوع من أنواع الطوباوية الطلابية ؛ ليكن ، لكن لن نعرف حقا حتى نجرب ، أوليس ؟! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام