الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دربونة من عكد - الحكيم - لتسقيط الخطيب سيد جابر الآغائي الغريفي ...

ذياب مهدي محسن

2016 / 8 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مخطوط كتاب ( درابين وعكود الاطراف الاربعة النجف / 1916 / 2016 )
رأس السطر : الخطيب سيد جابر الآغائي الغريفي البحريني 1921 / 2008 -
هو خطيب مثقف ثقافة عالية نتيجة لجهود ذاتية ومطالعات عامة وتتبعات عميقة ، فضلاً عن دراسته لمبادئ ومقدمات العلوم العربية والإسلامية كالنحو والمنطق والفقه والأصول ، ثم انعطف بثقله وجهوده وطاقاته المبدعة إلى المنبر الخطابي ، وما يطلق عليه تعسفاً بالمنبر الحسيني !؟ وهو احد اساطين أعلام الخطابة ومن مشاهير الخطباء الذين يستعذب الجمهور أسلوبهم ، كان يجيد الارتجال ويتفنن في طريقة العرض والانتقال من موضوع لآخرومن فكرة لثانية ، ويحدث في خطابته موجة من الفوضى والاضطراب والاستفزاز بما يطرحه من نقد سياسي واجتماعي وحتى ديني لاذع وبجرأة متناهية ، واشتهر الآغائي بتوظيف النكتة توظيفاً ناجحا ، وهو محسوب على المدرسة التاريخية الثورية ، ويحاول الاستفادة من وقائع التاريخ المادية لمعالجة مشاكل الواقع ، اتهم بانحيازه اليساري من قبل المرجع ووعاضه وجلاوزته في حينها ... وكانت له شعبية كبيرة وواسعة وخاصة مابين المتعلمين والمثقفين ، فلقد تعرض للاضطهاد خلال حقبة الخمسينات والستينات من المرجعية الشيعية اكثر من السلطة الحاكمة حينذاك !! وتعرض الى حملة انتقادات ، لدرجة أنه بلغ الأمر بمحاولة الاعتداء عليه ، وذلك خلال محاربته للكثير من القضايا السياسية الحساسة التي كانت تقحم على الصعيد الديني والعقائدي وكشفه عن المسكوت عنه في موضوعة المرجعية وأموال الوقف والأخماس وعلاقتها مع دول معادية للعراق كإيران وامريكا ..
- احداث عاصرتها منها حينما بدأت تنامي مرجعية السيد محسن الحكيم وهيمنة الحكيميين على الحوزة ؟ والمؤسف أن هؤلاء تعاملوا بأنانية جافة جداً مع كل الأطراف التي لم تنحنِ لهم . وكأن الحكيميين اصبحوا في عقليتهم أنهم أوصياء على المذهب وقيميين على شؤون الناس وكان رهانهم الوحيد في قمع كل من لا يتصاغر ويتملق لهم باتهامه بالشيوعية !؟ وروجوا عادة سيئة وهو أن أحدهم لا يدخل مجلساً حسينياً إلا خلال محاضرة الخطيب وهي خطوة مدروسة . بحيث لجأ الخطيب أن يعج بالصلوات لا ستقبالهم ثم يتبعثر المجلس ؟ وإذا ما رفض أحد الخطباء هذا التعامل فهو شيوعي . ولم يسلم من اتهامهم هذا أي شخص يعارضهم من كل الأصناف . علماء ، خطباء ، كسبة ، مهنيين ، سياسيين ، مثقفين ، وغيرهم .. وكانت نتيجة هذا أن ظلم عدد كبير من الشخصيات ( حتى كبار رجال الدين العلماء ) أذكر منهم مثلاً :
1- السيد العلامة حسين الحمامي وهو من تلاميذ الآخوند الخراساني 2- الشيخ فاضل القائييني من تلاميذ النائييني 3- الشيخ علي كاشف الغطاء 4- الشيخ عبد المهدي مطر 5- السيد عبد الصاحب العاملي 6- الشيخ العلامة موسى دعيبل 7- السيد عبد الرضا الحلو 8- السيد يوسف الحلو، وكما نسبوا تهمة البعثية إلى بعض هؤلاء أمثال :
1-الشيخ محمد رضا المظفر 2- السيد العلامة محمد البغدادي وهو من تلاميذ الآخوند الخراساني وهناك العديد من غيرهم ممن غابت أسماؤهم عن ذهني حالياً . أما على صعيد الخطباء فكان ضحية هذه التهم مجموعة من كبار الخطباء وأذكر أسماء بعض منهم أمثال :
1- السيد حميد جريو 2- السيد عبد الصائغ 3- الشيخ محمد حسن الفيخراني 4- السيد عبد الأمير القابجي 5- الشيخ محمد الشبيبي 6- الشيخ محسن عوينه 7- السيد جابر الآغائي الغريفي موضوعنا ..
إن السيد جابر الآغائي خطيب جرئ بشكل عجيب ومتشدد في رفضه لهذه الألاعيب التي تفرض على البسطاء من باب العجيج بالصلوات على المنبر حينما يدخل صبيّ أو مدلل ينتمي للمرجع الفلاني أو محسوب على حاشية المرجع الكذائي و.و.و. لازلنا بهكذا ثقافة للقطيع يستعملها هؤلاء مع الرعاع والكلام نسبي . نعم ان السيد جابر كان يتجاهل ذلك تماماً فحسب وإنما يطلق تعليقات حادّة لتنبيه البسطاء بهذه اللُعب . وزاد في الطين بله أنه كان متعاطفاً مع الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم ( رحمه الله ) في حين كان الحكيمييون يكرهون الزعيم قاسم ايّما كره ، لم يكن الزعيم عبد الكريم قاسم شيوعيا ، كان عراقيا فقط ، والده سني وأمه شيعية ، ويتذكر بعض اهلنا في النجف وخاصة ممن يحضر تشييع جنازة والدته حينما توفاها الله وجاء بجنازتها إلى النجف وبزيه المدني ويصحبه أخوه حامد قاسم وكان الخادم المشرف على تشييعها ودفنها هو ( السيد ناجي الرفيعي ) وقد صلى عليها عالم أسمه ( عباس المانع ) إن الزعيم قاسم مظلوم وقد تكالبت عليه قوىً كبرى لإطاحة به وساهمت زعامات عدة في تدميره وتدمير العراق لاحقاً وكان طليعتهم جمال عبد الناصر وشاه إيران وملك الأردن والمرجعية السنية والشيعية بقيادة السيد محسن الحكيم ووعاضه وحزب البعث وجهات أخرى . لذا فقد تشنجت الأمور بينه وبين آل الحكيم واستصدروا فتوى موقعة من السيد الحكيم تحرّم الاستماع إلى قراءته إلا أن هذه الفتوى كانت ذات مردود عكسي نظراً لضعف شعبيتهم بل وحتى كره الجمهور لهم واستمر السيد الآغائي في مجالسه بستثناء من كان مستفيداً منهم أو من المتزلفين لهم . وقد استمر هذا الوضع والقيل والقال حتى تدخل المرحوم ( الحاج صالح الجوهرجي والمرحوم الحاج عبد الرزاق الصائغ والسيد جواد الدزفولي والميرزا عباس الكرماني والسيد عبد الحميد البغدادي ) وهم من وجوه النجف في العراق الاشرف . تدخل هؤلاء في مسعىً إصلاحي وانتهى بنجاح باهر وهو أن يعقد مجلس عصراً في الصحن الحيدري في موقع صلاة الجماعة للسيد الحكيم ، وبالطبع فإن السيد سيحضر للصلاة . وفعلا تم ذلك حيث حضر السيد محسن الحكيم في وقت مبكر ليستمع إلى حديث الآغائي وختم السيد جابر مجلسه بالدعاء للعلماء والمراجع وخص بالدعاء السيد الحكيم وانتهت هذه الزوبعة ... واستغر لكم ولي .
ملاحظة ؛ اعتمد في مدونتي هذه ، على ذاكرتي وما عاصرته خلال خمسة عقود من السنين ، وعلى المصادر الشفويه و مقالات منشورة على النت ... وكذلك بعض وثائق خاصة مثلا كتب السيد محمد حسن الكشميري وغيره من مدوني الذاكرة النجفية .. وارجو لمن يملك بعض من هكذا تاريخ مسكوت عنه ان يسعفنا به من اجل توثيقه ومن بعد ذلك نستعد لطبع كتابنا هذا ولكم الشكر والتقدير سلفا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال