الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (I):

بشاراه أحمد

2016 / 8 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


القسم التاسع:

يقول لبيب هنا (في موضوع آخر له) إن الأديان بشرية الهوى والهوية, دون أن يميز ما بين دين وآخر, بل ودون أن يعدد هذه الأديان التي يتحدث عنها ويصنفها أو يبين ما يدل على مصداقيته في ذلك كلياً أو جزئياً, وهذا – في أدبيات ومفاهيم الدراسات العلمية لا يُعتدَّ به ولا يُعتبر,, لأنه كلام مرسل أشبه بالخطرفة إن لم يكن إدعاءاً كاذباً وجهالة وبهتاناً. لذا فإننا هنا سنناقش ما قاله بإعتباره رأياً وفكراً لإخوان لنا في هذه البسيطة من حقهم أن يعبروا عن آرائهم ومعتقداتهم في حدود الحرية المسمحوح لهم بها بعيداً عن إختياح مشارب غريهم,,,

ومن ثم, ليس من حقهم التجني على الآخرين والتطاول على مقدساتهم, فإن فعلوا ذلك فهم - بكل المقاييس - وفي كل القوانين والأعراف والمباديء والمعايير الإنسانية والأخلاقية معتدون مجرمون "إرهابيون", ومروجون للفتنة والتدابر والأحقاد بين الناس ... خاصة إذا ما حاولوا التشويه والتحريف والإدعاءات الكاذبة التي لم ولن يستطيعوا إثباتها بالأدلة والبراهين. فهؤلاء إستثمروا ظلام جهلهم وجهالتهم في مقومات الآخرين بلا وازع من ضمير أو رادع من أمير.

وبالتالي وجب على العقلاء التصدي لهم ليس لتغيير مفاهيمهم, - فهم أحرار فيها ما دام أن الذي خلقهم أعطاهم الخيار فيما يتعلق بذواتهم, ولكنه لم يعطهم الخيار ولا السلطان في التجني والتعدي على خصوصيات ومقدسات الآخرين – ولكننا – من منطلق المسئولية الأخلاقية - لحماية العامة والبسطاء من شرهم وإضلالهم المتعمد لهم, سنتصدى لهم بالحجة والحق والبرهان والتحليل العلمي المنضبط ليعرف القراء الحق من الباطل بتقديم الأدلة والإثباتات التي زهد فيها أو غبن فيها المدعي لأنه لا يملك حجة مقنعة ولا سلطان سوى الغواية والغوغائية والغفلة والغبن في فشل إدعاءاته ومساعيه التي كلفه بها وليه إبليس المحدث في وجدانه.

سنناقش فيما يلي أفكار وإدعاءات كبيرهم أو من كبرائهم في الغي والبهتان, وهو الكاتب سامي لبيب, الذي صال وجال في ساحة وجدها خالية (أو ظنها كذلك) إلَّا من بعض أقرانه من الذي يقولون قبل أن يفهموا المسألة التي ينحازون معها أو ضدها بحاكمية وسلطة وسلطان الهوى وهيمنة الجهل وقيد الباطل,, مضحين بالحقيقة ما دامت تتعارض مع أهوائهم. وسنؤكد أكثر وأكثر أن هذا الذي سنناقش ما كتبه من إدعاءات (منهجه الأساسي فيها) مبني على دعائم ثلاث (الهوى, والشنآن, والحكم المسبق). لذا كان إنحرافه عن الحق والحقيقة كاملاً شاملاً. ومن ثم, نراه قد أطَّر هذا الموضوع بمفاهيم مغلوطة وأحاطه بسياج من أحكام مسبقة ملفقة عامودها الفقري هو الشنآن والعدوان فقال:
1. تناقضات فى الكتابات المقدسة,
2. تناقضات قرآنية,
3. الأديان بشرية الهوى والهوية.

هذا القول من لبيب لا يؤخذ به بلا تحليل وتدقيق ومراجعة,,, إذ أن القول هو "خبر", ومعلوم أن الخبر (يحتمل الصدق, والكذب, ومنه "البهتان, والإختلاق, والتحامل..."), فالفيصل لقبول أي قول وتمريره هو (الأدلة والبراهين على صدقه), وبدون ذلك يكون خطرفة وهزيان وإدعاءات مغرضة فارغة من المضمون والمحتوى. لذا سنعالج نصوص هذا الموضوع على محورين إثنين لا ثالث لهما:
1. الأول: من وجهة نظر الكاتب نفسه, وذلك لتصحيح أو تأكيد القول أو الإدعاء بشفافية وتجرد,
2. والثاني: مناقشة الفكرة والمفهوم من وجهة نظر إسلامية (من القرآن الكريم مباشرة), وما نقوله سيكون تحت رقابة ومتابعة القراء الكرام بإعتبارهم شريك أصيل معنا في المعالجة بالحوار.

ثانياً: في قول لبيب: (... تناقضات فى الكتابات المقدسة ...), نقول عنه بأنه قد حاول خلط الماء بالزيت, ووضع البيض الفاسد مع البيض السليم الطاذج في سلة واحدة, وهذا خلط معيب إن صدر من العامة, الذين قد يوصف فاعله منهم بالأخرق و/أو السفيه, فما بالكم بمن يدعي انه باحث أكاديمي, ومفكر. فهل (التعميم والتعويم والتضليل...) من شيم الباحثين الأكاديميين, أو حتى من بين المعايير البحثية التي تقتضي المنطق والموضوعية والأمانة العلمية والشفافية والحياد؟؟؟

أليس الواجب أن يوضح للقراء الكرام مفهومه عن الأديان إبتداءاً, وأن يصحح هذا المفهوم معهم قبل أن يخوض في الحديث عنها إن كان ينشد الموضوعية ويعمل في إطار الشفافية والأمانية العلمية المحايدة؟؟؟
إذاً فما باله يتبنى هذا الأسلوب الهمجي والتحيز العنصري الأعمى بالحديث عن أمور يجهلها تماماً, فيبني على هذه الغفلة والتغفل, والسطحية الفاضحة المخزية إتهامات وإفتراءات في حضور وهيمنة أنظمة رقابية كاملة ودقيقة ومعجزة, وهو لا يملك حيال ذلك كله سوى أفكاره وتصوراته الهزيلة المهيضة, وتكهناته البالية المريضة المتداعية التي يسيِّرها ويحكم قيادها هوى شاذ غث وشنآن مدمر وضوابط أخلاقية منعدمة تماماً وجهل بمقتضيات ومتطلبات النقد ومعايير ومقيدات البحوث العلمية والدراسات الأكاديمية التي يدعيها ولا يعرفها.

أليس الواجب – في المقدمة – أن يضع في إعتباره التعرض مثلاً, أو إستيعاب الآتي:
 ما هي الديانات والأديان إبتداءاً؟
 أهي فقط تلك الديانات الكبيرة ذات الأتباع الكثيرون – بغض النظر عن صحتها أو إختلاقها وإفكها - والواسعة الإنتشار في العالم وعبر التاريخ, المستمرة حتى الآن أو حتى تلك المنقرضة التي أصبحت تاريخاً وأساطير لا أكثر ...؟
 أهي تلك المصطلحات التي تطلق على كل من الشِّيع, والطوائف, أو الملل, أو المذاهب,,, ؟

 أهي الدين السماوي الموحى من الخلاق العليم المتضمن, اليهودية, والمسيحية, والإسلام) كوحدة واحدة؟
 ثم, من هم الصابئة, وما منهجهم العقدي,,, أهو دين أم تقليد؟
 هل تَوَجُهُ الملحِدين يمكن أن ينسحب عليه مصطلح (دين),, بمعنى هل توجههم الإلحادي godlessness يعتبر عقدي, ولهم دين محدد ومرجعية حقيقية – من وجهة نظرهم – واضحة ولها أصول, وأدلة وبراهين ومبررات واضحة ومقنعة للعامة ويمكن تفنيدها أم مجرد هروب من الواقع بمفهوم ومنهجية النعامة؟؟؟

 هل العلمانيون لهم دين أم هم ملحدون بالنظر إلى مسماهم اللاتيني secular؟؟؟
 وهل اللاأدريون لهم عقيد أو دين ومرجعية وثوابت توحدهم, ولهم إله يعبدونه؟؟؟

لماذا لم يقم لبيب ورهطه بتوضيح هذه المسائل الهامة قبل أن ينخرطوا في شطحاتهم المخزية, أهو تجاهل لجهالته, أم تجاوز لخباثته ودعمه لمنهجية التعميم والتعويم التي ينتهجها دائماً؟؟؟
فهل يعلم أن الأديان في العالم تبلغ 1000 دين عبر التاريخ, ولكل منها أتباع من البشر؟؟؟
ثم,, هل سأل نفسه: من هو صاحب الحق في إطلاق مصطلح (دين) على توجهات كل مجموعة ميزت نفسها أو ميزها آخرون من البشر منضبطة كانت أم غير منضبطة بضوابطهم التي إبتدعوها بأهوائهم وشطحاتهم وخيالاتهم, أهو حق عام مطلق أم مقيد وفق ضوابط ومعطيات ومقتضيات معينة مثلاً كالرياضة والفنون والآداب, ثم العلوم بأنواعها؟؟؟

هل أخذ في إعتباره وحساباته الديانات التالية ونظر في مناهجها ومرجعياتها وثوابتها (إن وجدت), بإعتبارها أديان كبيرة – على الأقل من حيث الأتباع – ثم عمل على تقييمها؟ مثلاً:
1. النصرانية, التي يبلغ عدد أتباعها بليونان,
2. الإسلامية, حيث يبلغ عدد أتباعه بليوناً ونصف البليون تابعاً
3. والهندوسيّة, التي يعتنقها تسع مائة تابع,
4. البوذية, والبالغ عدد معتنقيها ثلاث مائة وخمسون مليوناً,
5. الدين الصيني التقليدي, الذي يعتنقه مئاتان وخمسة وعشرون مليوناً,

هذا بالإضافة إلى الديانات المحلية البدائية التي يتبعها حوالي مائة وخمسون مليون نسمة, بالإضافة إلى الاديان التقليدية الإفريقية التي يتبعها حوالي خمسة وتسعون مليون من التابعين, ثم الديانة السيخية، التي يتبعها حوالي ثلاث وعشرون مليوناً, وأخيراً مجموعة اللادينية, وهم (العلمانيون، والصابئة، والملحدون، واللا أدرييين)، والبالغ عددهم حوالي ثمان مائة وخمسين مليوناً.

ثم هل هو مُلم بأنواع الديانات السماوية (ذات الدين الواحد) التي لها كتب وأنبياء ورسل,, هي:
1. أبو الحنفية والأنبياء إبراهيم الخليل, صحف إبراهيم من الصحف الأولى,
2. اليهودية (بني إسرائيل), ونبيهم ورسولهم موسى بن عمران, وكتابهم التوراة,
3. النصرانية من (بني إسرائيل) ونبيهم ورسولهم عيسى بن مريم, وكتبهم (التوراة والإنجيل),
4. الإسلام الكامل الشامل, وأنبيائه ورسله من لدن آدم وآخرهم وإمامهم محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين, وكتابه (صحف مطهرة فيها كتب قيمة) وهو القرآن الكريم, أخر عهد السماء بالأرض وبين يدي الساعة.

هذا بالإضافة إلى أن هناك الصابئون الذين أمرهم موكول إلى الله تعالى يوم القيامة, فمن إتبع منهم الحق في عهده فهو من السعداء, ومن خالفه وإتبع هواك وكان أمره فرطاً فهو من الأشقياء.

هذه الأديان أغلبها الأعم أديان إفك, ووضعية من تأليف البشر وفق أهوائهم,, - ما أنزل الله بها من سلطان -, وقد أسماها الله تعالى (طاغوتاً), وينبغي على المؤمن أن يكفر بها كلها أولاً قبل أن يؤمن بالله الواحد الأحد, لأنها متضمنة في منهجها كثير من الشرور والآثام التي لن يرضى عنها الله تعالى, وهناك دين واحد فقط لا ينتمي لها بصلة لا من قريب ولا من بعيد, - رغم محاولة ليبب وأمثاله إيجاد علاقة مختلقة لتشويهه بمجرد ذكره معها أو ضمه إليها إفكاً وبهتاناً – هو الذين الوحيد الذي يقبله الله تعالى وهو دين جميع الأنبياء والمرسلين – دين التوحيد الذي أوحاه الخالق سبحانه وتعالى وإرتضاه للبشر ديناً صاغه بنفسه ولا ولن يقبل غيره معه أو من دونه – لأنه الخير كله والصلاح والإصلاح الذي أراده الله تعالى لسعادة ألبشر كافية ورقيهم وتحضرهم, ولكن جعله قسمان متلازمان لا ينفصلان عن بعضهما:
1. القسم الأول: أصل العقيدة والثوابت الأساسية, كالعدل والقسط والحدود والحرام والحلال,,, هذا جعله واحد في كل المراحل الزمانية التي مرت على البشر من لدن آدم وحتى محمد الخاتم,
2. القسم الثاني: التشريع والمنهاج, وهذا قد جعله مختلفاً لدى كل أمة بإختلاف ظروف حياتها والبيئة التي تعيش فيها ومستوى الثقافة والتجارب التي بلغتها من الأمم السابقة لها عبر التاريخ, ولكن في إطار الثوابت التي حددها الشرع في القسم الأول.

فَنَوَّع في الشرائع والمناهج والأنبياء والرسل كل حسب مقتضيات حياتها وظروفها وإستعداداتها الفطرية المتطورة (رحمة ورأفة وتسهيل للعباد), لذا كان الأنبياء بالآلاف يأتون بوصايا في إطار التشريع الأساسي القائم في عهدهم. فأكثر الأمم أنبياءً ورسلاً هم بنو إسرائيل, ومع ذلك بلغ بهم الغي والفسوق والعصيان – رغم ذلك – مبلغه, إلى أن عبدوا الأصنام و "البعل" و "العجل" من دون الله تعالى, وإشتهروا بقساوة القلوب, وبقتل الأنبياء والرسل الذين كان آخرهم زكريا ويحيا ثم قصدوا المسيح عيسى نفسه لو لا أن رفعه الله إليه ونجاه من شرهم العميم الذي فاق كثيراً ما فعله بهم فرعون وآله من قبل, بل ولم يسلم النبي الخاتم - الذي بشروا به - من شرهم العميم وسعيهم لقتله والقضاء على دينه لو لا أن عصمه الله من الناس,, كل الناس.

كل هذه الحضارات والثقافات والتوجهات والمعتقدات العديدة والكثيقة والأديان السليمة منها والسقيمة,,, قد إختزلها سامي لبيب في دين واحد فقط بغنجهيته عبر سطحيته وشطحاتاته الفارغة, فوضعه هدفاً إستراتيجياً وخصماً فريداً له وللمحبطين معه, فوجه نحوه كل ما يحمل من شر وخبث وعدوان ومثالث أخلاقية وعقدية ووجدانية ليختصه بكل دنيئة ودنو يفرزها وجدانه, بعد أن يسلبه (في ظنه) كل تميز وتفرد وشموخ وعلو, وهو لا يدري أنه في الحقيقة والواقع يضع نفسه أدنى بكثير مما يرجوه له, وفي نفس الوقت يدفع به للعلا من شاهق سامق إلى علو وسمو أعلى وأرفع وأوثق وهو لا يدري ولا يتوقع,, لذا قدر الله له السقوط من برجه الوهمي إلى وادٍ غائر سحيق حقيقي.

يجب أن يعلم والذين معه من رهط ومُطبِّلين أنَّ الدين "الحق" هو دين واحد فريد بالرغم من تعدد وتنوع الأنبياء والمرسلين والصحف والكتب والوصايا والوحي,, ومع إختلاف الشرائع والمناهج,, وهو حصرياً (الإسلام), للخلق كله, وقبله للجن, ثم لآدم وبنيه إلى أن تقوم الساعة. وما دون ذلك فإن أي دين – مهما بلغ من أتباع ومتبعين ومروجين – فهو دين إفك و (طاغوت) لم يأذن به الله تعالى ولن يقبله من أحد من العالمين, لأنه رَدٌّ, وبالتالي فإن عمل صاحبه لا شك في أنه محبط - كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً. لذا فإن متبعه يكون خادعاً لنفسه فموبقها وموردها المزالق المهالك في الحياة الأبدية الحقيقية يوم الدين.

من هذا التقسيم نجد أن الله تعالى سمى جميع الأنبياء والمرسلين والصالحين والمؤمنين والشهداء والصابرين والمحسنين (مسلمين), فلا إيمان مقبول عند الله تعالى من أحد إن لم يكن قد أسلم أولاً ثم يُصَنَّف بعد ذلك حسب عمله ودرجة إيمانه وقربه من الله تعالى وإخلاصه له. فالكلام لا يتم توثيقه وتأكيده وإعتماده سوى من خلال آيات الله بكتابه الكريم, فلنأخذ نماذج منه فيما يلي:

فصفوة الخلق من البشر هم أولي العزم من الرسل الذين أولهم نوح, وآخرهم وخاتمهم وإمامهم محمد بن عبد الله, بالإضافة إلى كل الأنبياء والمرسلين الذين قبلهم وبعدهم - قبل محمد الخاتم – إنما هم كلهم مسلمون,,, فمثلاً.
1. في نوح عليه السلام: قال تعالى وفي سورة يونس: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ 71), (فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ «« وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ »» 72). وهذا تأكيد صريح بأن نوح عليه السلام وأتباعه الذين آمنوا به مسلمون.

2. وعن إبراهيم الخليل في حواره مع الملائكة الذين أرسلوا إلى قوم لوط - في سورة الذاريات: (قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ 31), (قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ 32), (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ 33), (مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ 34), (فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 35), (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا «« غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ »» 36), (وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ 37), أيضاً نبي الله لوط والذين آمنوا معه هم مسلمون على قلتهم.

وعنه في سورة البقرة قال: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 127), (رَبَّنَا «« وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ »» «« وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ »» وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 128), (رَبَّنَا «« وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ »» إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 129).

فكان ثمرة هذا الدعاء إمام الأنبياء والمرسلين ورمز وشعار المؤمنين والمسلمين هو حفيده (آخر ذريته من ولده إسماعيل), فكان خاتم الأنبياء والمرسلين وآخر ذريته ونهاية إصطفاء آله هو النبي الأمي الخالد: (دعوته الصادقة, وبشارة إخوانه موسى وعيسى) محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسليم.

ثم قال الله للمؤمنين من أمة محمد: (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ 130), («« إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ »» 131), (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ «« فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ »» 132), (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ «« إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ »» 133), وهذا تأكيد صريح بأن أبناء إبراهيم مسلمين, وأيضاً أبناء يعقوب وصاهم أبوهم بألَّا يموتوا إلَّا وهم مسلمين, ولما إستنطقهم أكدوا له إسلامهم بقولهم (... نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ «« إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ »» ...).

وقال لهم أيضاً: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ 134), وبين أن إدعاءات أهل الكتاب ليست صادقة, قال: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا - «« قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ »» 135).
ثم قال للمؤمنين أصحاب رسول الله: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ «« وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ »» 136), وهذا يعني كما قلنا من قبل إن كل أتباع الأنبياء والرسل من لدن آدم وحتى محمد الخاتم هم في الواقع (مسلمون), لم يشذ أحد منهم ولا أتباعهم الصادقين عن هذا المسار الموحد المباك.

3. وفي سورة الأعراف, حكى الله حوار فرعون مع السحرة بعد أن آمنوا برب موسى: (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ 123), (لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ 124), (قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ 125), (وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا «« وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ »» 126), فحتى سحرة فرعون فضلوا الموت على الإسلام بدلاً عن الحياة على الكفر.

وقال الله عن موسى: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا «« إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ »» 84).
وعن فرعون, قال: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ «« وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ »» 90), ولكن هذا الإيمان لم يأتِ في وقته المناسب وبالتالي لم يقبل منه.

4. وعن محمد الخاتم, قال تعالى في سورة القصص عن قومه المكذبين المعاندين: (فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 50), (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 51), (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ 52), (وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا «« إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ »» 53).

وفي سورة الحج, قال للمؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 77), (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ «« هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا »» لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ 78), إذا تسمية (مسلمين) أطلقها إبراهيم الخليل على أمة محمد التي ألحقت بالأنبياء والرسل والصالحين. ألم يقل الله تعالى لهم (لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا؟؟؟).

وفي سورة الأنعام, قال: (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ 160), (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 161), (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 162), (لَا شَرِيكَ لَهُ «« وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ »» 163). فما دام أن كل الأنبياء والمرسلين من لدن آدم هم (مسلمون), فإن قول النبي محمد في هذه الآية: («« وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ »»), فهذا دليل مادي يؤكد على أن النبي محمد ترتيباً هو (أول الأنبياء والمرسلين), وبعثاً هو (خاتم الأنبياء والمرسلين).

فأنظر هنا إلى مخاطبة الله للمؤمنين في سورة الشورى مؤكداً هذه الحقيقة التي ميز الله بها نبيه الخاتم محمد عن بقية أولي العزم من الرسم, قال: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ ...):
- (... مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا ...), بالنسبة للنبي والرسول نوح كان الدين وصية,
- (... وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ...), وبالنسبة للنبي الخاتم كان الدين وحياً,
- (... وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ...), وبالنسبة لإبراهيم وموسى وعيسى كان الدين أيضاً وصية.
- فبعد هذا التفصيل, قال لأولي العزم من الرسل جميعاً: (... أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ...),
ثم قال لهم: (... كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ 13).

هذا بالإضافة إلى أولي العزم من الرسل, فهناك الكثير ممَّا جاء في كل الأمم السابقة, إذ أن كل من آمن بنبيه ورسوله الذي بعث فيه كان (من المسلمين), فهناك المزيد من الآيات أيضاً تؤكد هذه الحقيقة وتدعمها وتفصل مواقف أخرى عديدة للأنبياء والمرسلين وأتباعهم الصالحين المصلحين.
نخلص من تلك الحقائق بأن دين الله واحد- (وليس ثلاثة ولا أربعة) كما يظن البعض -، من لدن آدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء وإمام المرسل محمد صلى الله عليه وسلم.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

(أ): قال سامي لبيب في مقدمة موضوعه هذا ما يلي:
أولاً,, قال: (... عندما نقول ان الأديان إنتاج فكر بشرى فلا يكون قولنا هذا متعسفاً أو إدعاء بل حقيقة يمكن تلمسها بدون عناء بداية من دراسة الأساطير والقصص التى تدعى وتروج لوجود كائنات ميتافزيقية خرافية كإله وشيطان وجن وعفاريت وملائكة دون أن تقدم أى إثبات على وجودها بالرغم من عظم القصص المروية وذيوعها من خلال ميديا هائلة روجت لها ...).

نرد عليه في هذا الإدعاء الساذج فنقول له وبالله التوفيق:
1. أنت تكذب وتدلس يا سامي, لأنك لم تذكر صراحة أي الأديان تقصد؟؟؟ فعدم تصنيفك لهذه الأديان التي قلنا إنها تزيد على الألف دين عرفه الإنسان عبر التاريخ, وتتعمد "بخبث غبي" وضعها كلها في مستوى واحد لهو دليل مؤكد على أنك إما مخبول حقيقةً, أو أنك مع الخبل - كذاب أشر, لأن مثل هذا الإدعاءات – في الدراسات الأكاديمية تعتبر مرفوضه فكراً ومنطقاً لأنك - لم تخضعها لدراسة موضوعية وتجري عليها إما تصنيف نوعي وفق معايير علمية متفق عليها, أو على الأقل توصيف منهجي وفق تحليل منضبط هادف,,, إذ أن هذه الأديان يستحيل – وهي بهذا العدد, والكم, والتنوع التاريخي والثقافي والعقدي – أن تخلوا من إختلافات جوهرية وتباينات فكرية ثقافية عقدية واضحة ومتمايزة. وهذا الجهل والسطحية هما الذين حرقا أوراقك في مهدها.

2. ألا يوجد – ولا حتى دين واحد أو أديان قلائل - من بينها يمكن أن تثتثنيه من هذا التعميم والتعويم المخل والمخزي لك ككاتب يدعي انه مفكر أو باحث علمي وهو ينتهك معايير ومقتضيات العلم في كل فقرة,, بل وفي كل عبارة أو شبه جملة من تخرصاته المشبوهة التي لم يتحرج من سفورها فيخفِ عورها المميز الذي يقدح ويخدش في مصداقيته مخلفاً جرحاً غائراً وفكراً حائراً جائراً؟؟؟

3. فعندما تقول مثلاً: (... عندما نقول ان الأديان إنتاج فكر بشرى...), فإنك تضع نفسك على المحك, إذ أن تحايلك الساذج لا يرقى إلى مستوى الخبث – على خبثه – لأن خبثك نوعي وليس فكري لذا فهو ينحدر بسعيك إلى مهاوي الغباء والخواء.

نعم كل الأديان الإفك التي ذكرناها مصنفة "شرعاً" ومنطقياً وموضوعياً بأنها أديان إفك إختلقها سفهاء البشر وفق أهوائهم بما فيه توجهك ذاته, وقد رفضها القرآن الكريم كلها وتوعد أصحابها بسوء المصير ثم السعير. ولكنك بخبثك وبهتانك وإفكك تقول عبارة (... ان الأديان إنتاج فكر بشرى ...), وأنت في داخلك تقصد ديناً واحداً فقط تحديداً هو (الدين الإسلامي المجيد) وإستخدامك لكلمة "الأديان" بصيغة الجمع هي للتمويه الخبيث حتى تتستر خلفه كستار أو "جُنَّة".

بدليل أنك – لسذاجتك وضحالة فكرك – قد أسقطت كل هذه الأديان وإنفردت بالإسلام وحصرت شرَّك وبهتانك فقط في آيات الله البينات المبينات المعجزات ظناً منك أنك تستطيع تمرير هذه الخزعبلات المخزية لك ولمن معك,,,, ولكن هيهات هيهات.
وفي الحقيقة أنت لا تدري انك بهذا السلوك قد ميزت الدين الإسلامي وأبعدته من دائرة تلك الآلهة الكاذبة المكذوبة وهذا مكر الله تعالى بك (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكريم), وقول تعالى: (ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى).

نعم هذه حقيقة, فإن الدين الإسلامي هو الوحيد الذي يقف في طريق مشروعك الإفك الضال المضل, فأنت تريد أن تنصِّبَ ربك المفترى إلهاً خالصاً من دون الله تعالى, ولكنك قد كشفت ستره وأظهرته على حقيقته من خلال تطاولك على القرآن الكريم, ولكن هذا القرآن قد توعد أعدائه والخائضين فيه بالخسران المبين والخزلان في الدارين الدنيا والآخرة, وها هو ذا قد نفذ توعده فيك والساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور. فمن البديهي أن تحاول إضعاف وطأته على قلبك ووجدانك فتضاعف خسرانك وخزلانك أضعافاً مضعفة, كما سنرى عند تفنيد كل كلمة وحرف ممَّا جرحته يديك وسوده قلمك وفكرك.

4. ثم فلننظر إلى قولك: (... فلا يكون قولنا هذا متعسفاً أو إدعاء ...), وأنت في الواقع تنتهج التعسف بأدنى مساقطة وسقطاته معك وبك لتصل إلى أقصى بهتانه وعدوانه, فإن لم يكن كل هذا - الذي تفعله وتتمادى وتتمارى فيه - تعسفاً وإدعاءاً فما هو ذلك التعسف والإدعاء إذاً؟؟؟ ..... ألا تستحي من نفسك يا هذا؟؟؟ أليس حقاً وصدقاً (يكاد المريب أن يقول خذوني؟؟؟) ..... ألا تتحوط وتتقي إنعكاس شرك على مصداقيتك وقيمك وإنسانيتك (إن وجدت)؟؟؟

5. ورطتك أمام القراء تكمن في إدعاءك الكاذب بقولك: (... حقيقة يمكن تلمسها بدون عناء ...), فالآن أنت مطالب بإلتزام الموضوعية في إظهار هذه الحقيقة حتى يتلمسها القراء الكرام بعناء أو بدون عناء, كما تدعي,,, لا تظن أنك تستطيع الهروب من مواجهة الحق والحقيقة إلَّا مزعوراً خانساً مقهوراً مستسلماً, لأننا لن نتركك إن لم تؤكد ما إدعيته أو تعترف بالسفه والخزلان بعد أن نثبت للقراء الكرام مستوى الأخلاق التي تعاملهم بها.

6. وقولك: (... بداية من دراسة الأساطير والقصص التى تدعى وتروج لوجود كائنات ميتافزيقية خرافية كإله وشيطان وجن وعفاريت وملائكة ...), إنما يدل حقيقة على سذاجة الفكر وبلادة التفكير, ثم يؤكد عندك خصلة خلط الأوراق جهلاً وجهالة, ففي كل مرة تؤكد بعدك البعيد عن فهم وإستيعاب لغة الضاد, ومعاني ومعطيات المفردات, فمثلاً ما علاقة "الأساطير" بالقصص؟, وما علاقة (الكائنات الميتافزيقية الخرافية وإلإله الإفك), بالشيطان والجن, والعفاريت؟؟؟ ..... وما هي المعايير التي تتبعها لتثبت أن هذا الكيان أو الكائن من الطبيعة أو مما وراء الطبيعة كما تأفكون بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير؟؟؟

وكيف يمكن لعاقل مفكر أن يخلط الحقيقة بالخيال؟؟؟ وما هي المعايير التي يمكنه بها إقناع العقلاء من الناس بهذا التخريف والخلط الذي يدل على السفه خلقاً والخبل عقلاً, والخلل فكراً ووجداناً؟؟؟ ..... فهل تستطيع أن تثبت ما تدعيه أمام القراء أم تشهد على نفسك بالسفه وتؤكد للناس خطرفاتك وشطحاتك؟؟؟ فإن لم تستطع,, فقط دع الأمر لنا لأننا نملك الأدلة والبراهين على ما تعانيه من تلبس ظاهر, وأنك متأثر بالخرافات و الكائنات الميتافزيقية الخرافية وإلإله الإفك الإغريقية والفرعونية التي أذهبت قراتها عقلك وشلت تفكيرك,,,, وسنقوم بتفصيل كل ذلك لاحقاً بإذن الله تعالى.

7. إدعائك بأنه لا توجد إثباتات على وجود الله, والملائكة والشيطان, والعفاريت,,, بقولك: (... دون أن تقدم أى إثبات على وجودها بالرغم من عظم القصص المروية وذيوعها من خلال ميديا هائلة روجت لها ...). هذا كلام مرسل لا معنى له,, وخطرفات خائبة سنحبطها بتقديم الأدلة والبراهين التي تؤكد وجودها ولنثبت عملياً انك تخطرف وتهزي لا أكثر ولكن قبل ذلك, عليك أن تصف للقراء الكرام كيف وصلت إلى قناعة مؤكدة بأن الذين أنكرت وجودهم "بهواك وإفكك" أنهم غير موجودين فعلاً ولا توجد أدلة تثبت وجودهم كما تدعي؟؟؟ ..... فإن عجزت عن ذلك تكون كذاباً أشراً مفترياً مدلساً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للعلم ومزيد من المعرفة
بشاراه أ؛مد ( 2016 / 8 / 26 - 09:02 )
أخي عماد جمال

تحية طيبة وإحتراماً,,, وبعد

دعني أقدم لك هذا الحوار الغريب مابين الأستاذ طلعت خيري وبين سامي لبيب المنشور في الحوار المتمدن تجده في الرابط التالي,,

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=288945

أرجوا الإطلاع عليه لمزيد من المعرفة والإحاطة, وهو مطروح للسادة القراء الكرام أيضاً
كما نود أن نعبر لكم عن هذه التعليقات المسئولة الداعمة التي نسأل الله أن يجزيكم عنها بما تستحقونه وزيادة.

تحية طيبة لك ولهم

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah