الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمني وأخرون في نفس وضع محمد رغم 14 قرنا مسافة

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 8 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شعارنا حرية -- مساواة -- أخوة

إذا أخذنا فكر سيد القمني الحق كنموذج نسانده في خطوطه العامة الداعية للحرية و الكرامة الانسانية وللدولة القانونية المدنية المحايدة التي لا تتلبس بالدين ، يقابله ما قال الفيلسوف الانجليزي برتراند راسل في الموضوع وهو ما معناه "أن المثقف لا يجب أن يلتفت لمن سيعارضونه بسبب أنهم وجدوا أفكاره خارجة عن المألوف لديهم ، لأن كل الأفكارالمألوفة اليوم يقول برتراند راسل كانت غير مألوفة فيما قبل"
لكن الغريب فيما يحصل الآن للقمني وغيره أن يكون اليوم أشبه بالبارحة رغم أن اليوم ليس هو البارحة من جهة و من جهة أخرى نعلم أن الكون في حالة تغير و تطور دائم .و بالتالي لا يمكن ان يكون وضع الأمس في أي نقطة من الارض أو الكون هو نفسه اليوم نظرا لتغير إحداثياته الهندسية ولأن العوامل البيئية والفيزيائية والكيميائية والبيولوجية هي أيضا تتغير بدلالة الزمن .
إذن أن يكون سيد محمود القمني اليوم ، و في مصر البلد المختلف جغرافيا عن شبه الجزيرة العربية التي كان بها "كفار" قريش المعارضين لأفكار محمد الجديدة عليهم آنذاك و التي كانت تجادلهم بالعقل و المنطق ، ويَلقى معارضة شديدة من "كفار" آخرين يسمون أنفسهم بأسماء الوحوش كأنهم ممثلين لكفار قريش القدامى و بعد كل هذه المسافة من الزمن 14 قرنا ، أليس هذا وجها أشد من وجوه الغرابة الأغرب من الغرابة نفسها إذا أخذنا بعين الاعتبار التطور المذكور أعلاه ؟
يبدو الوضع و كأن المصيدة قد أطبقت على عقول هؤلاء حتى أصيبت بالعماء العقلي و انعدام المروءة و عدم الإعتراف للإنسان بحريتي التفكير و التعبير اللتين لا يكون الإنسان إنسانا اليوم إلا بهما . فصارت تريد إبعاد ما يسمونها "شبهة الكفر" عنهم عن طريق الهروب للامام و رمي الآخرين بها في جو تتخلله رائحة فكر داعش التي ازكمت الأنوف في كل مكان وخاصة في الشرق الاوسط و شمال افريقيا لنشر رسالة واحدة وحيدة و بسيطة مفادها أن الاسلام ارهاب و تخريب و أن محمدا هو ابو الإرهابيين و أحد قطاع الطرق ، و حاشا ما قالوا أو يقولون ، لإرهاب العالم و تحقيق القهر والغلبة إحدى الركائز الاستبدادية للخلافة التي إبتدعها وأسسها على مراحل بيت السلطة القديم بعد وفاة محمد و ضدا على رغبته و استغلها بيت السلطة الجديد و غدق الاموال على شيوخه من بيت مال من يسميهم مسلمين غصبا كي يسلب حقوقهم الطبيعية و يبرر بها وجوده الذي يقول انه كان من اجل تحقيقها في تناقض خلال شمس النهار وبوجه معدني لا يخجل و هو يظهر كي يخاطب الناس من احدى الزوايا التي لا يعرفها إلا هو خشية غدرة غادر من اجل تكرار ممل لنفس دوامة إعادة انتاج الاستبداد و الاستعباد الديني ومنع الحق في التقدم و الازدهار و النماء.
ها هو المشهد العام .
في هذا الجو قال سيد القمني الذي لا يطمع في سلطة أو جاه أو مال ، في إحدى محاضراته منذ مدة قريبة لممثلي قريش الحاليين في مصر ، ما معناه "أنه لن يتراجع ،حتى لو هددوه بالقتل ،عن مناهضة قوى الاستبداد و الفاشية الفكرية و الظلام و التخلف وأن هؤلاء سيخسرون يوميا أمام ماكنته الخطابية والفكرية "
نفس الشيء رد به محمد في القرن السابع الميلادي على من يسمونهم "كفار قريش" القدامى في شبه الجزيرة العربية حينما جاؤوا اليه ليعرضوا عليه المُلك و المال والسيادة حسب الرواية التي يُرجح ان تكون صحيحة و هو ما معناه "أنه حتى لو وضعوا الشمس في يمينه و القمر في يساره ، لن يتخلى عن الأمر الذي دعى إليه العرب (أي الدعوة لترك عبادة الأصنام التي كان يصنعها العرب القدامى ويعبدونها و الدعوة للمحبة والسلام و عدم الاعتداء على الغير أوقتل الأبرياء من الابناء و غيرهم أو سلب أموال الغير الغنائم..الخ) حتى يظهره الله او يَهلَك دونه " .
و هذا يعني أن محمدا لم يكن طامعا في سلطة أو مال أو جاه و إنما كان هدفه شيء آخر تماما فيه نهضة وتقدم العرب القدامى عبردعوتهم في شبه الجزيرة العربية لتشغيل العقل و لتوحيد الله و توحيد جهودهم و التخلي عن الحروب بينهم وتحقيق السلام عن طريق الاخلاق الفاضلة.و لذلك أصر على موقفه بسبب أنه كان على يقين وثقة تامة بصحة دعواه و منطقيتها .و هذا يبرر دعوته لهم نهارا جهارا في مكة دون خوف .
تشابه موقف القمني و اخرين من جهة و موقف محمد من جهة أخرى أمام قوى الظلام ونكران العقل من المعارضين يعني أن هؤلاء الممثلين اليوم لما سمي "كفار قريش" القدامى في شبه الجزيرة العربية ، لم يفهموا أو تظاهروا بعدم فهم رسالة الإسلام الحقيقية و صدقوا أو تظاهروا بتصديق كل رواية تخدم اغراضهم الطامعة في أو الخادمة للسلطة و الثروة حتى لو كانت ضعيفة في مصطلحات فقه بيت الاستبداد و العبودية القديم الذي تأسس بإسم محمد بعد وفاته و خلافا لفكره و حتى لو اصطدمت بالعقل أوبالمنطق او بمعلومات العلم الحديث.و كل من هددها فكريا و نشر الحقيقة خدمة للعقل والتقدم و النهضة صار هدفا لنيرانهم بمصطلحات مراوغة أو منعدمة في الثراث الديني إبتدعوها إبتداعا تتناقض مع الحرية الموجودة فيه مثل "إزدراء الأديان" و"إنكار معلوم من الدين بالضرورة" وزعزعة العقيدة " و"الكفر" وو.... الخ .
في الواقع هم ضحايا لمن لا ندري و يستفيد من حالة تشرذم سكان و دول المنطقة بسبب الدين و من حالة تخلف المنطقة التي لا تعيش اليوم في جزيرة على كل حال.و لا تعيش أجواء القرن السابع الميلادي حيث تواضع وسائل النقل والمواصلات والتواصل والإعلام.
لذلك من العيب والعار أن يُتهم المفكرون بقامة محمود سيد القمني بالإتهامات التي اوردنا نماذج منها اعلاه و التي تعني أن القيمين على الدين بمبرر الخوف عليه يجعلون حجته ضعيفة حينما يلجأون للارهاب الفكري و تكميم الافواه بشتى الطرق كالتهديد و القضاء و كان الاسلام ارهاب .و يجعلون دون أن يدرون أمثال سيد القمني في نفس موقف محمد في القرن 7 الميلادي أمام من يسمونهم "كفار قريش" رغم اختلاف الزمان والمكان .
ولذلك وللتخلص منه قصد فسح الطريق أمام النهضة و التقدم بفصل الدين عن السلطة السياسة تجب إدانة و محاربة هذا السلوك المطنب في التخلف و الاستبداد و المؤسس للعبودية و كبح الحقوق والحريات .
لأننا نوجد في حضرة القرن 21 .و الله خلق الجميع متساوين و كرماء وأحرارا في الفكر والكلام .
و تحياتي للجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقارنة ضعيفة
شاكر شكور ( 2016 / 8 / 24 - 23:37 )
رغم ان الهدف من المقالة هو هدف تنويري منصف إلا ان مقارنة حال المفكر سيد القمني ومعارضيه مع حالة محمد وأهل قريش هي مقارنة غير ناجحة بإعتقادي ، محمد في مكة ظل يشتم آلهة قريش لمدة ثلاثة عشر عام دون ان يقيده أحد او يُزج في السجن ، وكانت ردة فعل ضده مجرد الشكوى عند قبيلته اوعند عمه ابو لهب حيث كانت الحرية الدينية وحرية الفكر وحرية الرثاء والهجاء قائمة في قريش قبل الإسلام ، وكل ما واجهه محمد هو انه اتهم بسرقة اساطير الأولين وهذه حقيقة ثابتة ، ومع هذا فقد خان محمد ربه في قصة غرانيق العلى حيث اراد الأنظمام الى فريق معارضيه بخلاف سيد القمني صاحب المبدأ الذي لا يتغير ، سيد القمني يواجه الآن انياب الوحوش الإسلامية المفترسة التي لا تعترف بحرية الفكر وحرية الأديان كما كان في زمن قريش ، علما بأن سيد القمني لم يفكر يوماً بالهروب والهجرة بل واجه معارضيه وجها لوجه دون خوف وليسى كما فعل محمد عندما وضع الفتى علي في فراشه وهرب ، لهذا اقول ان عبدة الأوثان في زمن محمد كانوا اكثر اخلاقا وتسامحا من عبدة إله محمد المتكبر ، تحياتي وإختلاف الأراء لا يفسد للود قضية


2 - مقال غير منطقى
على سالم ( 2016 / 8 / 25 - 01:53 )
بالطبع تشبيهك سيد القمنى بمحمد فى بدايه دعوته غير منطقيه بالمره , القمنى لم يمسك سيف وكان رئيس عصابه من قطاع الطرق والقتله مثل المدعو محمد والذى كانت حرفته هى قطع الطرق على القوافل وسرقتها وقتل رجالها مع الاحتفاظ بالنساء من اجل النكاح والليالى الملاح , محمد كان ارهابى ومجرم ويعشق سفك الدماء وكان مدمن للغزوات لبسط نفوذه وامتلاك ارض ليس من حقه, محمد نشر دعوته بقوه السيف وارهاب الناس وايضا بالمؤلفه قلوبهم واغرائهم بالنساء , المقارنه يجب ان تكون منصفه


3 - محامى الشيطان
emad.emad ( 2016 / 8 / 25 - 09:47 )
ارى ان الكاتب اتخذ دور محامى الشيطان لتبرير افعال داعش
ومحاوله تبريه الاسلام من افعالها
حيث ان عباره هؤلاء لا يمثلون الاسلام
اصبحت غير مجديه وغير مقنعه
طبقا لما يراه الكاتب
لابد ان يكون سيد القمنى واتباعه جيشا لعزو بلاد المسلمين
هل هذا فكر سيد القمنى وفرج فوده قبله ؟؟؟؟


4 - مع فوارق بسيطة
مع فوارق بسيطة ( 2016 / 8 / 26 - 19:53 )

مع فوارق بسيطة
__________

القمنى قال كلام غريب شوية عن موضوع كلامك

قال انه لا يستسيغ معاشرة عجوز عند 60 سنة لأمرأة صغيرة حتى و لو كانت عند او فوق السن القانونى .. يعنى و لو عمرها 30 سنة مثلا

أكيد الناس السوية .. اللى زى حضرة الكاتب كدة ، توقن ان الرجل الاهبل بتاع 51 سنة .. لما يِريِلْ على طفلة 6 سنين لازم يكون ابن ـــــة شاذ

شُفت إزاى رغم 14 قرنا مسافة ؟

دى مصيبة سودة يا جدعان

.....


5 - تنويري؟
ماسنسن ( 2016 / 8 / 27 - 00:05 )
قال المسلمون عن القمني أنه كافر وزنديق وسكير وزاني إلخ وهذا كله لا قيمة له

عندما رشح القمني لجائزة ملك آل سعود أعتقد أن هذه إهانة لكن تُمرر

أما أن يقارن القمني بمحمد من كاتب يدعي التنوير أظن أنه على أصحاب العقول أن تتساءل عن أهداف هذا التنويري وإلا فلنقارن نوال السعداوي مثلا بعائشة : ألم تتكلم نوال عن الجنس وعائشة أيضا؟! ولنقارن فرج فودة بهتلر : ألم يكن فرج يهدف إلى تأسيس مجتمع قوي ومتماسك؟ألم يكن هتلر يهدف لذلك أيضا؟؟ ولنقارن خليل عبد الكريم وكامل النجار بمحمد مرسي فكلهم إنتموا للإخوان؟؟ أهذا منطق تنويري؟؟

أيها الكاتب : عيب عليك ! عيب !




اخر الافلام

.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام


.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى




.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي