الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربة أنطولوجية

تامر البطراوي

2016 / 8 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


منذ الأزل والإنسان يوظِف فِكره في تفسير ماهية الوجود ، فيما يُعرف بالفِكر الأنطولوجي ، والذي تبلور عنه ثلاثة إتجاهات رئيسية ، إختلفت بإختلاف نسب إعمال الوظائف الذهنية لإستقراء واستنباط المعرفه ما بين الحِس والحدْس وهو جدل أبيستمولوجي قديم ، فالماديين غلبوا الحِس بينما المثاليين غلبوا الحدْس أما الثُنائيين فقد مزجوا ما بين كِلاهِما ، الماديون والمثاليون مدرستان يطلق عليهما المدرسة الأحادية ، أما المثالية فتفترض أن الوجود غير مادي في الحقيقة وإنما روحاً فقط أو أرواحاً منبثقة من روح مطلقة وما تدركه تلك الكائنات إنما هي مجرد أفكار ، على النقيض من ذلك ترفض المدرسة المادية التجريبية (أحد أشكال الفكر الأحادي) فرضية وجود مكون روحي بالكون وتفترض أن الوجود مجرد مادة فقط لها طاقه مصاحبه ولا يتضمن أي مكون رُوحي ، ومع ذلك فالمدرسة المادية تفسر الوجود بقوانين طبيعية تسير حركته ، أما حياة الكائنات الحية فناتجة عن ترابط الأعضاء الوظيفية للكائن بشكل سليم يؤدي إلى حياة الكائن ، فمشاعر وأفكار الكائن الحي ما هي إلا عبارة عن إنعكاسات سلوكية متطورة ، وبفناءه المادي يفنى الكائن ويتحول إلى صور أخرى من المادة والطاقه ، أما المدرسة الثانية فهي المدرسة الثنائية وتشتهر بالثنائية الديكارتيه ، وقد حاولت التقريب بين المدرستين السابقتين بالفكر الأحادي وافترضت أن الوجود بما فيه الإنسان يتكون من مُكونين أساسيين وهما المادة والروح ، وأن الروح هي ما تمنح الحياة والحركه للجسد وتتحكم في حركته وتمثل جهة الشعور بالجسد بما تحويه من عقل هو مركز الروح ، الميتافيزيقيين من الثنائيين منهم من يرى أن روح الكائن الحي هي هبة من الروح المطلقة للوجود ويسمونها بالمادة الحية المفكرة أو الوعي المطلق ، أما اللاهوتيين فيرون أن روح الكائن الحي هي هبة من الإله خالق الكون ، أما المدرسة الثالثة والأخيرة فهي المدرسة التعددية والتي ترى أن الوجود ليس مادة ولا روح وإنما يتألف من عدد لا نهائي من المكونات أو الجواهر المختلفة.
وبالرغم من أن المدارس الثلاثة تطرح وجهات نظر متباينة ، إلا أن معرفه نسبيه سابقة نتجت عن قدرات نسبية الإدراك ستُحِيد بالرأي إلى رأي دون آخر ، لتظل المعرفه المدركه والغائبه نسبيه إلى الحقيقة المطلقه ، ويبقى إمكان الإتفاق على التمييز بين ما يمكن تسميته مادة وهو كل ما له كُتلة وحجم أو لامادة وهو ما ليس له كتلة وحجم وكلاهما تابع للآخر.

البطراوي، تامر(2016). فلسفة علم السياحة، دار المعارف، الأسكندرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو