الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البكيني والحرب المُقدسة

تامر البطراوي

2016 / 8 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بالأمس طالبت المحجبات بحجقها في غزو البارات بإحدى الدول العربية ، واليوم عادت لتطالب بحقها في دق أبواب شواطئ "البكيني" بفرنسا لتكتمل مسيرة الفتوحات المُقدسة والتي ترجع إرهاصاتها لظهور حجاب وحيد وعلى استحياء بإحدى شواطئ الدول العربية بالسِتينات ، إلى حالة شيوع النقاب بشواطئ إحدى الدول العربية التي كانت تُصنف على أنها واحدة من أشهر الشواطئ السياحية بالعالم "شرم" ..
بداية إذا كنت تَقْطُن إحدى الدول العربية عليك المسارعة باستنكار "البكيني" لتُصبح وسطياً مُهذباً وإلا أعلنت فِسقك واستوجبت اللعنات ، عليك الإعلان بضراوة بأنك لا ترضاه لأهلك وإلا فأنت ديوث مُخنث تتنزل عليك اللعنات من السماء صباً صباً ولن تجد ريح الجنة.. لعل هذا الإرهاب الفكري ومن وراءه ما هو أعظم وأفدح يُفسر تلك الثقافة الشعبوية التي انعكست ملامحها في تلك الصورة المُقززة من الأزياء والسلوكيات الغير أخلاقية المُتفشية بالمجتمعات المُؤمنة بطبعها ..
بادر ضحايا الإرهاب الفكري بمهاجمة فرنسا على إثر مراجعة الشرطة الفرنسية لمرأة تواجدت بالبوركيني بإحدى الشواطئ الفرنسية وأن ذلك مُخالفاً للقانون ، واعتبروا أن تلك الممارسات ما هي إلا صورة فجة لحريات مزعومة تتشدق بها تلك الدول الآثمة المتآمرة على الإسلام والمُسلمين..
ومن الجانب الآخر انطلق الفِدائيون العُزَّل لمقاومة زحف الإرهاب الفكري بتبرير حظر "البوركيني" بمبدأ المِثل بالدول الإسلامية التي تفرض ثقافتها وقوانينها الحجاب وتحظر "البكيني" ، فهي الديموقراطية التي تمنح الأغلبية حق التشريع العِلماني أو الإسلامي ، بينما اعتبر آخرون أن كِلاهما قد يقع في مخالفة دِستورية بتقنين يُقييد حُريات ومُعتقدات الآخرين والأصل إباحة كُلاً من "البكيني" و "البوركيني"..
بادئ ذي بدء.. رُبما نتفق على أن الحماية مبدأ يسود على الحُرية والحُرية مبدأ يسود على الديموقراطية فنتفق على المناطق اللاحقة ، فالحرية التي تمس حماية المواطنين مرفوضة ، والديموقراطية التي تمس حُرية المواطنين مرفوضة ، ليس من الحرية السماح بتداول السلاح والمتفجرات بيد الصِبية ، ولا من الديموقراطية تشريع قانون تُباركه الأغلبية بتقييد الحياة الخاصة للمواطنين..!!
فإذا كان الحجاب خرافة دينية ، وإهانة إنسانية ، وتمييز عنصري ، وشارة سياسية ، وردة حضارية.. فالحق أن يُجرمه القانون لا البوركيني فقط..! الحجاب إهانة للمرأة فهو يقوم على فكرة أن النساء غير المُحجبات فاسقات، وأنه يجب عليهن تغطية أجسادهن بالكامل.. الحجاب تمزيق للوطن فهو تقسيم للمجتمع إلى حِزب المُحجبات العفيفات وحِزب السافرات المائلات المُمِيلات ذوي رؤوس البُخت المائلة.. الحجاب شارة تحزب تحت ألوية أحزاب الإسلام السياسي ضمن مشروع أكبر ضد المجتمع المدني بالهيمنة السياسية على المجتمعات وطمس ثقافتها إلى مسخ بدوي متخلف يقوم على استعباد المرأة.. وبناءً عليه فالحق أن بلاء الحجاب الذي ابتُليت به المجتمعات العربية هو المخالفة الحقيقية لدستور البشرية..
وللحديث بقية.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال