الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلاميون والخوف

الطيب طهوري

2016 / 8 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تأملات

يخاف الإسلامي على نفسه من الآنكسار، كأنما هو كأس زجاجية أو جرة فخار موضوعة فوق حائط ما..يخاف من أية هبة ريحية تواجهه قوية كانت أوخفيفة..ما إن تفتح باب النقاش معه ويعرف أنك تختلف معه في قضية ما، أو تنتقد فكرة ما يراها حقيقة مطلقة،حتى يبادر إلى استعمل لغة الشتم تارة ولغة الاتهامات المجانية تارة أخرى..لايناقش الفكرة مباشرة..يلف ويدور ويختلق قضايا أخرى هامشية محاولا إنساءك الفكرة الأساس التي طرحتها للنقاش..
في القضايا الهامشية التي يختلقها يلجأ إلى الدين مباشرة..لا يقول لك: قال العقل..يقول: قال فلان وعن فلان..لا يهم إن كان القول الذي يستشهد به منطقيا أو غير منطقي..المهم أنه قول ديني، أو قول رجال دين..يتعصب الإسلامي للقول الذي استشهد به إلى حد السخط عليك ، وربما الدعاء عليك.. ترى، لماذا هو كذلك ؟..
بالتأكيد هناك عوامل كثيرة جعلته هكذا..أول هذه العوامل الخوف..يعيش الإسلامي طوال حياته معرضا للخوف..في المسجد يمتلئ بالخوف من عذاب القبر وجهنم الآخرة..في حلقات الذكر يتعرض للخوف من مغريات الدنيا..في الحزب الإسلامي الذي يناضل فيه..في المذهب الديني الذي ينتمي إليه يربى على أساس أن الآخر المختلف عنه ومعه يدبر له المكائد ليقضي على دينه أو مذهبه..يعيش الخوف أيضا من المستبد الذي يحكمه..كل ذلك الخوف يفقده الثقة في نفسه..يفقده القدرة على التأمل والتفكير الحر ..وأن يفتقد القدرة على التفكير الحر والتفاعل مع المختلف عنه وقبول التعيش معه والاطلاع على فكره وتجارب حياته يزداد ضعف فكره..يتكلس عقله..تجف مخيلته..يعجز عن الإحساس بجمال الحياة..تبدو له الدنيا /بكل ما فيها من جمال ومتعة، سوداء..
لا نعجب بعد كل الذي ذكرت أن يحرص أشد الحرص على تغطية جسد الأنثى ..الأنثى باعتبارها ينبوع حياة ..ينبوع حب وسعادة..لانعجب أيضا ونحن نراه يميل أكثر إلى تغطيتها بالسواد..لانعجب ونحن نراه ينظر بكثير من الحقد إلى الأنثى غير المحجبة..
يخاف الإسلامي من المستقبل أيضا..لا تعجب إن رأيته يتاجر بكل شيء من أجل الغنى..يتاجر حتى بآيات قرآنه رقية يسميها شرعية وأحجبة وتجويد قرآن في رمضان إن كان صوته جميلا..يغش..يحتكر السلعة..يحتال على من يراه غير مسلم ، لأنه يعتبر المجتمع الذي يعيش فيه مجتمع جاهلية جديدة ( وفق تصوره هو للإسلام)..بكل الخوف الذي يعيش يصير شخصا يمارس التدين بشكل مفرط ليضمن لنفسه الجنة( هكذا يعتقد)..يستعمل كل الطرق، شرعية وغير شرعية ليضمن لنفسه الخروج من الفقر ، إن كان فقيرا، والبقاء في الغنى إن كان غنيا..هذا السلوك يطلق عليه بعض المفكرين اسم سلوك الخلاص الذاتي .. يخاف من المجهول، لا يغامر..يخاف من التفكير خارج إطار الجماعة..التفكير الفردي يفتح عليه باب جهنم..يخاف من السؤال (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)..تعود على التلقين وقال ،وجاء في ،وحدثنا فلان عن فلان، في المساجد وفي مختلف الدروس الدينية التي يتلقاها في المؤسسات التعليمية..حتى دروس المواد الأخرى يربطها، بشكل أو بآخر بالدين..يحكم على ما تعرضه عليه من آراء وأفكار، صحة أوخطأ، بمقياس الدين..
المريض يحس ببعض الراحة إذا رأى بجانبه مرضى كثيرين( إذا عمت خفت)..الإسلامي يحرص أشد الحرص مستعملا كل الوسائل ليضم إلآخرين ممن لم ينخرطوا بعد في عالمه إليه، كيما يحس ببعض الراحة من ذلك الخوف الذي يحاصره من كل الجهات ويلازمه في كل الأوقات..من يخرج عن إطار جماعته/ القطيع يستعمل كل الوسائل لإعادته إليها/ إليه..
الإسلامي بهذه الحياة الضيقة القاتمة يرى في كل مختلف عنه، خاصة إذا كان من مجتمعه، عدوا لدودا يجب إسكاته، إن لم يسكت يتهمه بالزندقة والكفر ومعاداة الدين ويطلب منه التوبة..إن لم يتب يحكم عليه بالردة ويهيج عليه العامة ليقتلوه..
الإسلامي بكل ماتقدم لايبدع فكرا..لا يبدع علما..لا يبدع فنا..الفكر والعلم والفن حياة..وهو ضد الحياة..
الإسلامي من ثمة لا يبني حاضرا..لا يبني مستقبلا..لا يشارك المجتمعات الحية في بناء حاضر البشرية ومستقبلها..
الإسلامي بكل المواصفات التي ذكرت غدار..داعشي بالضرورة..متى امتلك بعض النفوذ وبعض القوة وبعض السلاح غدر ومارس داعشيته..عندما لا يمتلك قوة النفوذ أو قوة السلاح ينظاهر بما يسميه الإسلام الوسطي ( ما الإسلام الوسطي؟)..
تحت شعار الإسلام الوسطي ذاك يعمل على الانتشار الجماهيري أكثر،مستغلا جهل الشعب وعاطفته الدينية ويأسه وعجزه ، تحضيرا للمستقبل الذي يرى أنه سيكون له حتما، وأنه سيستعيد فيه الخلافة ويطبق إسلام القرن السابع وما بعده ( متجاوزا بذلك كل ما وصلت إليه البشرية عبر تجاربها ونضالاتها التاريخية من حقوق إنسانية)، إسلام فتح الأمصار ونشر الإسلام فيها، إسلام الخيارات الثلاثة: الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو الحرب، وفي الحرب طبعا يكون القتل والأسر والعبيد والجواري والاستيلاء على أو طان الغير،إسلام قطع اليد ( يد السارق الفقير ،ورجم الزاني( الفقير أيضا)..هل قطعت عبر كل تاريخ المسلمين يد سارق متنفذ؟..هل رجم زان متنفذ أيضا؟( معظم الخلفاء الأمويين والعباسيين والعثمانيين كانوا يتصرفون في أموال المسلمين العامة وكأنها أملاكهم الخاصة..كانوا يزنون أيضا..الكثير منهم كانوا يقيمون في قصورهم حفلات الرقص ويشربون الخمر)،
كل الإسلاميين الذين وصلوا إلى السلطة أنشأوا ما يسمى يهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولدأوا إلى مراقبة الناس في الشوارع والحدائق العمومية و..و..مركزين على علاقة الأنثى بالذكر أكثر ( الفيس في الجزائر، الإسلاميون في السودان، في باكستان ،حركة طالبان، القاعدة وأخيرا داعش).. مركزين أيضا على تحجيب النساء، حيث تبدو المرأة غير المتحجبة في خطابهم وكأنها سبب كل الشرور في هذا العالم..منهم من فكر في تخصيص حافلات وأسواق وأرصفة وشواطئ للنساء ، ومدارس وجامعات ومستشفيات أيضا، حتى لا يكون هناك اختلاط بين الذكر والأنثى..لم يفكروا في الفلاحة والصناعة والسياحة والتنمية البشرية وتكوين الإنسان الواعي القاد رعلى التنظيم والنضال الحي ،الذي يتحمل مسؤوليته الاجتماعية ويجعل ضميره بقظا حيا ..تفكيرهم في معظمه انصب على وجوب فصل الأنثى عن الذكر..تفكيرهم في معظمه كان الجنسُ مهيمنَا عليه أكثر، أكثر..ما إن تفتح الحديث مع الإسلامي عن المرأة حتى يحل الجنس ضيفا عليكما..هو من يدعوه طبعا..
ما يشغل بال الشخص ، ما يفكر فيه بشكل مستمر يكون عادة محور حديثه.. ما يرغب فيه ويعجز عن تحقيقه لسبب أو لآخر يكون هاجسه المركزي الذي يدور حوله حديثه ..قد يتحول ذلك العجز إلى حقد عميق على الآخرين الذين يحققونه ( إمتاعهم الجنسي)..
الإسلامي في بلادنا يرغب في الجنس، لكن معتقده يحرم عليه إشباعه خارج إطار الزواج، ويهدده بالعقاب في دنياه وفي آخرتع..في الزواج قد لايجد ضالته التي يريد..قد يعجز أصلا عن الزواج لفقدانه السكن أو العمل أو المال..إلخ..كثيرا ما يصير الجنس عقدته الأساسية..لكل ذلك لا نعجب إن رأيناه يكثر الحديث عن الجنس مبخسا له وحاقدا على الأنثى غير المحجبة التي يعتقد أنها في تحررها من الحجاب هي أيضا متحررة جنسيا..إنه يغار منها ، ويتحسر على نفسه أساسا..هو بذلك مسكين فعلا..يثير الشفقة عليه والتألم لحاله..
الإسلامي هذا عندما تتاح له الفرصة لممارسة الجنس يمارسه بعنف كبير..وبالعنف ذاك يعوض كل سنواته التي حرم فيها من ممارسته، حدثتني شابة زوَّجها أهلها بإسلامي ملتح، قالت: كان يتفرج على الأفلام الإباحية ويفرض علي تطبيق ما يراه..كرهت قالت، طلبت الطلاق، لكنه رفض..رفض أهلي تطليقي منه أيضا..لم أجد سوى طريق الانتحار وسيلة للنجاة منه..هددت بالانتحار وحاولت تنفيذه..ونجحت في الطلاق منه أخيرا..هذا ما يفعله الدواعش وما تفعله الداعشيات..تبدو تلك العقدة أيضا في تصوره للجنة وحورياتها، وفي لجوئه إلى ما يعتبره جهادا من خلال العمليات الانتحارية التي يعتقد أنها ستوصله بسرعة إلى تحقيق إشباع رغبته الجنسية المكبوتة..
الفنون بمختلف أنواعها( موسيقى، رقص وغناء) يهملها الإسلاميون بشكل كبير، هي مكروهة عندهم..يخافون منها، يحاربونها حتى..بعضهم يحرمونها جميعا.. بعضهم يحرَّم الرسم والتمثيل ، فقط..يعمل بعضهم على أسلمة الغناء( الأناشيد الدينية)، وأسلمة الأدب( الأدب الإسلامي)..يضيقون على الحياة إلى أقصى الحدود..يعملون على تغطية الجمال الأنثوي.. حتى وجوههم يجعلوتها متجهمة لا ترى الحياة إلا آخرة..لم يعد هناك غناء في أعراسهم..لا رقص أيضا..
الإسلامي ضد حرية التفكير..هو لا فكر له..يكره الفنون..لافن له..
الإسلامي ،بكل ذلك ، ضد اتساع الحياة..ضد جمالها.. ضد فرحها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل متميز
عبد القادر أنيس ( 2016 / 8 / 28 - 21:41 )
شكرا لك أيها الطيب على إمتاعنا بهذا التحليل المتميز. أحب أن اضيف أن الانغلاق الأيديولوجي الذي يتعرض له الإسلامي (شأنه شأن اي انغلاق أيديولوجي آخر) يكوّن عنده ما يشبه الغريزة القطيعية. لا مكان للفردية عند هذه الطائفة من الناس (مثال ذلك تحريمهم لترشح العضو منهم للانتخابات مثلا، بحيث يوكل الأمر للجماعة فقط). لا مكان للألوان والأذواق والأحاسيس المختلفة بله التعبير عن الاختلاف والاعتراض والرغبات. الخوف من الخروج عن القطيع يرعبهم. لهذا يشدد رجال الدين على قدسية الجماعة الإسلامية. كثير ما أقرأ عندهم أن قتل المرتد في الإسلام يعود إلى ارتكابه الخيانة العظمى. هكذا صار الخروج عن الجماعة الدينية خيانة عظمى، لهذا، أيضا، لا يؤمنون بالوطن والمواطنة. الدين وطنهم، والخروج عنه خيانة عظمى.
تحياتي


2 - مقال رائع
ألأسود العنسي ( 2016 / 8 / 28 - 22:29 )
شكرا علي هذا التحليل القيم لشخصية الإسلامي. التدبن المفرط يُخصي العقل و يدور القيم الإنسانية.


3 - فعلا انهم فخار
نور الحرية ( 2016 / 8 / 31 - 20:18 )
انهم فعلا اشبه بالفخار ولا يطيقون أي تصادم مع الغير ومع ذلك فهم عدوانيون لكل مخالف وشديدي الحذر مع أنفسم ومع جماعتهم يحسبون لهم الانفس وخلجات أفئدتهم كيلا يخرجوا ن القطيع.شكرا أستاذ طهوري على هذه المقالة الدسمة كما عودنا دائما

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah