الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قافلتكم تسير ونحن نعوي

عطا مناع

2016 / 8 / 31
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


عطا مناع

كنا أيام الشباب نتلقف ما تيسر لنا من ثقافة باهتمام شديد بالرغم من بذل الجهود المضنية لتفسير بعض المصطلحات، لكننا وبالمجمل كنا نوازن بين النظرية والممارسة وذلك يعود لسبب واحد وحيد يتمثل في البعد المجتمعي المنسجم.

وحتي يكون للمفردات قيمه كان للفقر دور أساسي في بناء شخصية الفرد في مجتمعنا الصغير، وبتفسير أدق، كان مجتمعنا الصغير مسحوقاً ومنسجم طبقياً وكانت سيارة الدجاج العتاقي" الدجاج البياض الذي يتجاوز عمره السنتين" إذا دخلت مجتمعنا الصغير يعني أن كل المخيم تناول الدجاج العتاقي، وهذا ينسحب على الملوخية والسمك الرديء الذي يأتينا من غزه.

كانت شوارعنا محفره، وقاماتنا ترتفع عن بيوتنا المتواضعه، وكانت قنوات المياه العادمة مكشوفة، وكنا نأكل لنعيش. بالمجمل كان أن جد الجد نقف في وجه الدخلاء وقفة رجل واحد وكأننا بذلك ندافع عن جنسنا.

كنا كذلك، نناقش الكمبرادور على سبيل المثال من الناحية النظرية، وكنا نتناول النرجسيين باستخفاف شديد، وكان بعضنا يردد مقولة جيفارا اعرف رفاقي من رائحتهم الوسخه، كان هذا حالنا لأننا كنا شريحة مهمشه ومستهدفه وكانا مبسوطين أننا حطب لتحقيق أحلام الجماعه.

كنا في الأعمال التطوعية التي نفتقدها ألان نردد يا راية العمال والفلاح فلتخفقي في موطن الجراح، وكانت تلك الأهازيج بلسم يداوي فقرنا وجوعنا، وكنا نتسابق على ترميم شوارع المخيم حتى تصبح صالحه للاستخدام المدني، وكان العمل التطوعي جزء أصيل من ثقافتنا التي فرضت على المتطوع أن يأتي بساندويشه ومعول لتكتمل ألصوره.

ألصوره لم تكن مكتملة تماماً آنذاك فلا بد الخروج عن النص حيث صديقي صاحب الحذاء الأبيض الذي كان يحتقر العمل الجماعي غير أن قافلتنا كانت تمشي باعتداد للنهوض بمجتمعنا الصغير الذي كنا نعتبره أيقونتا المقدس.

كنا صاحب الحذاء الأبيض يمثل حفنه من الذين يدعون التروتسكيه وأكاد ادعي أن تلك الحفنه الصغيره كانت غارقه في نرجسيتها مما دفع أصحاب المجتمع الصغبر إشاحة الوجه عنها سراً واحتضانها علنا لتتوسع ولتجتاح مجتمعنا بعد عقود من الزمن.

استحضر تلك المرحله التي يفتقدها الكثير من " الهبل" بالنسبة للثقافة التي تسود مجتمعنا الذي لم يعد صغيراً، وأفكر كيف نسفنا القيم التي كافحنا لأجلها لتحل محلها ثقافة وسخه ضربت جذورنا وقيمنا وأحلامنا، فالعمل التطوعي اندثر ليحل محله العمل المأجور" البكت مني" لكن شوارعنا بقيت على حالها تجوبها الشقراوات تلتقط الصور لأطفالنا وبالتحديد الفقراء منهم.

أفكر أحيانا بأهمية الحديث عن الجميل في عالمنا الصغير، ما قيمة ذلك سوى أنني وآخرون نمارس لغة العواء ولسان الحال قافلتهم تسير ونحن نعوي، ولكن أليس للعواء فوائد؟؟؟ نعم، لا بأس من المحافظة على لغة العواء في ظل أن صاحب الحذاء الأبيض تكاثر لمئات الأحذية التي احتلت مجتمعنا الصغير باسم الواقعية الكذابة، سنتمسك بعوائنا إلى أن تستقيم الأمور ولو بعد حين، وسيعلو عوائنا مبشراً الناس بالانبعاث الأكيد للذين ضخوا الدماء في عمود الخيمة التي ستكتسي باللحم.
مخطئ من يعتقد أن العواء لا يفيد، انه يمشي بعكس التيار، انظروا كيف يعلو العواء في وطننا، دققوا وشاهدوا التفاعلات المناهضة لأصحاب الكنادر البيضاء الذي سطوا على مجتمعنا الصغير ولكن إلى حين.

ملاحظه: لا اكتب لأصحاب الأحذية البيضاء الذين توحدوا مع أحذيتهم ليصعب التفريق بينهما، اكتب لمن يعشق لغة العواء التي ستعلو وستعلو لتتحول إلى ضجيج يقض مضاجعهم لتظهر تباشر عالمنا الصغير من جديد، عالمنا الذي لا ينهض بالدولارات الوسخه وشيوخ التطبيع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتطرف في فرنسا يعتزم منع مزدوجي الجنسية من شغل مناص


.. تركيا تدعو سوريا -لاستغلال الهدوء- للتقارب مع المعارضة والتح




.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال


.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي




.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين