الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهادتي حول اختفاء رضا هلال

طارق المهدوي

2016 / 9 / 1
المجتمع المدني


شهادتي حول اختفاء رضا هلال
طارق المهدوي
رغم أن الود الشخصي لم يكن حميماً بيني وبين رضا هلال زميل دفعتي الدراسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة خلال سبعينيات القرن العشرين وزميل مجالات العمل السياسي والإعلامي والثقافي المرتبك خلال الثمانينيات والتسعينيات، إلا أنه عند تعرضه للاختفاء القسري في مثل هذه الأيام قبل ثلاثة عشر عاماً كنت أنا عضواً بمجلس إدارة جمعية خريجي كليات الاقتصاد والعلوم السياسية في مصر مسئولاً عن الإعلام والعلاقات الخارجية، وهي الجمعية التي كان يرأسها وكيل المخابرات العامة طه خليل مع عدد من الوزراء وكبار مسئولي الأجهزة السيادية آنذاك كما كانت تضم رضا هلال بين أعضائها، فدعوتُ إلى انعقاد اجتماع طارئ لأعضاء مجلس إدارة الجمعية الذين غادروا مصايفهم على مضض من أجل حضور الاجتماع وهم كارهين لي ولرضا هلال، حيث اقترحتُ عليهم عدة بدائل للتحرك دفاعاً عن زميلنا المختفي فرفضوها كلها مما اضطرني لاحقاً إلى الاستقالة من عضوية مجلس الإدارة وكان ترتيب مقترحاتي من الأعلى إلى الأدنى كالتالي:-
1 – التدخل الشخصي للوزراء وكبار المسئولين من أعضاء مجلس الإدارة لإنقاذه.
2 – معرفة وكشف حقيقة ما تعرض له أمام أعضاء الجمعية والرأي العام.
3 – تفويضي شخصياً للتعامل مع ملف اختفائه باسم الجمعية.
4 – إصدار بيان إعلامي يستنكر ما تعرض له كنوع من إبراء ذمتنا أمام الأعضاء.
ورغم استغراق الاجتماع عدة ساعات إلا أن أهم ما يستحق الشهادة فيه كان اعترافين لمن يعلمون الحقيقة بهدف إثنائي عن مقترحاتي تضمن أولهما سؤالاً استنكارياً ساخراً هو: "إذا كان زميل دفعته وصديقه الحميم وناشر كتبه خالد زغلول قد باعه فلماذا نشتريه نحن؟"، أما الاعتراف الثاني فقد تضمن تحذيري بأن اسمي مازال مدوناً في ذات الكشف الذي كان مدوناً فيه اسم رضا هلال، وذلك عبر مقولة: "لولا تدخلنا لحمايتك شخصياً لكنتم أنتم السابقون وهم اللاحقون فقد اقترب رضا هلال من نفس الموضوع الذي يشغلك حول المساعي السرية المبذولة لإبرام تحالف بين المؤسسة العسكرية والإخوان المسلمين"، وهنا ثار عضو مجلس الإدارة علي سالم وهو أحد مصابي البطولات الوطنية للمخابرات العامة قائلاً: "أنتم تحمون أنفسكم من غضب أولئك الجبابرة منكم على مظنة أنكم أنتم الذين كشفتم حقيقة ما فعلوه بزميلنا رضا هلال وكشفتم قبل ذلك حقيقة مساعيهم تجاه الإخوان المسلمين"، فرد عليه طه خليل بقوله: " نعم نحن لسنا على استعداد لإثارة غضب أولئك الجبابرة سواء من أجل رضا هلال أو من أجل طارق المهدوي أو حتى من أجل الجمعية كلها لأنهم ببساطة جبابرة"!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد