الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيلتك الاسكتلندي وفتيان العكازات

عطا مناع

2016 / 9 / 2
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية




قبل أيام تجمع العشرات من أطفال مخيم الدهيشه للاجئين في فلسطين المحتلة وتبرعوا بمصروفهم الشخصي الذي لا يتجاوز بضعه دولارات لنادي سيلتك الاسكتلندي الذي فرضت عليه غرامه ماليه بسبب تضامن جمهوره مع الشعب الفلسطيني خلال مباراة له مع هبوعيل بئر السبع الإسرائيلي.

بصرف النظر عن القيمة المالية لتبرع أطفال الدهيشه فقد حملت تلك أللفتة معاني تضامنية وتعبير عن الشكر لجمهور النادي لدرجة أن وسائل الإعلام العربية أعطت أهميه كبيره لمبادرة أطفال الدهيشه الذين يستعين العشرات منهم بالعكازات جراء استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي أرجلهم خلال عمليات الاقتحام المتكررة للمخيم المنكوب.

حتى أللحظه أتناول خبر ليس بالجديد على المتابعين، غير أنني أريد أن أسلط الضوء على "عش الدبابير" كمل يحلو للإعلام الإسرائيلي وبعض الإعلاميين الفلسطينيين تسميته ألا وهو مخيم الدهيشه الذي يعاني سياسة الطحن والسحق المركب.

لا يمر أسبوع إلا ويصحوا سكان المخيم على أصوات الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز لدرجة أن المخيم المنكوب تأقلم مع هذا الوضع الكارثي، وقبل يومين وكالعاده انطلقت أول رصاصه مع آذان الفجر جراء اقتحام قوات الاحتلال الخاصه ليلحق بها العشرات من جنود الاحتلال، كان الهدف منزل المواطن عمر الصيفي.

هذه المرة كانت مختلفة عن سابقاتها، لم يكن الهدف اعتقال نبأ الصيفي فقط، وإنما العبث في منزل عائله جل أبنائها إما جرحى أو معتقلين، وبالعادة يعبث جنود الاحتلال بالبيوت المستهدفه غير أنهم استخدموا هذه المره أدوات الهدم للجدران والأبواب والأثاث ليتركوا خلفهم أكوام من الدمار.

قد ينظر المتابع عن بعد بعادية لهذا السلوك الهمجي وخاصة أن دولة الاحتلال فجرت العشرات من منازل المقاومين في الضفة الغربية المحتله التي هبت للدفاع عن كرامتها ولتذكير العالم أننا شعب لا زال تحت الاحتلال.

العائلات المستهدف عائلات فقيره وخاصة في المخيمات، حيث الواحد منا يحتاج لسنوات لبناء بيته المتواضع ويضطر بعضنا لتحمل الديون وخاصة الأزواج الشابة.

أمام هذا المشهد الكارثي وفي ظل سياسة العصا والجزره التي أطلقها وزير حرب الاحتلال ليبرمان نجد أن الرد الوحيد هو التضامن، فالتضامن وده كفيل بإفشال خطة" العصا والجزره".

إذن: ولتكتمل الصورة المشرقة لتبرعات الأطفال لنادي سيلتك الاسكتلندي علينا أن نعلن تضامننا مع أصحاب البيوت المنكوبة وفتيان العكازات، والتضامن في هذه الحالة ليس نظرياً ولا معنوياً وإنما تضامن بكل ما للكلمة من معنى وهذه مهمة مؤسسات المجتمع المدني التي تشغل مساحة واسعة عندنا.

قد يقول قائل أن وكالة الغوث والسلطة تقدم المساعدة!!!! أرى أن هذا الكلام يدفع العديد منا للضحك وهو بمثابة هروب من الاستحقاقات والوجبات وهي حق لهذه الشريحة المطحونة والمستهدفة من الاحتلال الإسرائيلي.

في عام 1881 هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة منازل في مدينة بيت ساحور جراء مقاومة الاحتلال، وتعود هذه المنازل للإخوة وليد قمصيه وأيمن أبو عيطه وياسم العسليني، وقتها تدافعت محافظة بيت لحم للمساهمة في إعادة البناء حيث لبى المئات من الشباب نداء التضامن بالمشاركة في العمل التطوعي الذي حمل رسائل واضحه لدولة الاحتلال، وقد تكرر هذا المشهد حيث جمع التبرعات لإعادة البيوت التي تدمرها الاحتلال عقاباً لأصحابها.

حتى اللحظه الصوره غير مكتمله، ولن تكتمل إلا بنشر ثقافة التضامن التي تشكل الرد الأنجع على سياسة العصا والجزره، نفرح للتبرعات البسيطة التي قدمت لنادي سليتك، ولكننا نفرح أكثر عندما تقف مؤسسات المجتمع المدني "التي يفترض أن تكون خط دفاع أول عن مجتمعها "إلى جانب المستهدفين من أبناء شعبنا، تكتمل فرحتنا واعتزازنا عندما نقف لجانب أب وأم يجدون صعوبة في زيارة ابنهم الجريح في الجمعية العربية لان بعضهم يعجز عن توفير المواصلات التي تكلف ثمانية دولارات للزيارة الواحده ؟؟؟فما بالكم بالالتزامات الأخرى!!! وتكتمل فرحتنا عندما تحتضن مؤسسات المجتمع المدني عشرات الشبان التي يتكئون على العكازات لأنهم بكل بساطه عنوان كرامتنا وكنزنا وسفرائنا للعالم لأنهم الأجدر في حمل راية حكايتنا التي تفضح سياسة الاحتلال وعصا وجزرة ليبرمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم


.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.




.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا


.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية




.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت