الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيحية اهتمت بثقافة الحياة وليس الموت

جهاد علاونه

2016 / 9 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن ما يميز الدين المسيحي عن باقي الديانات هو أنه يهتم بالأحياء أكثر من اهتمامه بالأموات, فالأموات علمهم عند الله عز وجل وكلنا مؤمنون بالله وبالتوحيد سواء أكنا مسلمين أم مسيحيين ولكن ما هو مميز بالدين المسيحي هو أنه اهتم بثقافة الإحياء وليس الأموات,المسيح مثلا لم يمسك سيفا ليقطع به رأس رجل أو يرجم زانية بالحجارة, بل أحيا الأموات وسامح الزانيات مقابل الاعتراف والتوقف عن ارتكاب الخطيئة, المسيح لم يتسبب بعاهة مستدامة لأحد لم يقطع يدا أو رجلا بل كان يشفي الأعمى والأبرص والأعرج, كان بحق مركزا للعلاج الطبيعي وكان بحق ملجئا للأرامل والأيتام وثقيلي الأحمال لم يكن مقبرة للموتى بل جنة لإحياء الموتى, هذا ما يميز طبيعة الديانة المسيحية أنها اهتمت بإحياء الناس روحيا وجسديا ومعنويا.
لم يعطِ الدين المسيحي جانبا كبيرا ومهما من ثقافة ما بعد الموت ولم يُرهب الناس بعذاب القبر أو عذاب الآخر كان المسيح يبشر ببشارة الخلاص, وكان هو الذي يحمل عن الناس, حمل عن الناس آثامهم وفقرهم وجوعهم ولم يكن محتاجا لأن يحمل عنه أحد أو يتصدق عليه أحد.
ولم يجعل من الموت أو الانتحار طريقة حياة لبلوغ الجنة, واهتم الدين المسيحي بالتسامح مع الذين يسيئون إلينا بل وفوق كل ذلك الإحسان للمسيء قبل الإحسان لغير المسيء, ومن الملاحظ جدا أن ثقافة الحياة في الديانة المسيحية تعني بأمور الدنيا وبالتنزه عن الأحقاد ولغة الانتقام, فماذا سينفعنا لو طبقنا سياسة العين بالعين والسن بالسن؟ لو طبقنا مثل هذه السياسات لأصبحنا ونحن نمشي في الشارع لا نرى فيه إلا العميان والعرجان, لو طبقنا سياسة العين بالعين لامتلأت السجون بالرجال وبالنساء , ولتشرد الأطفال ولرُملت النساء.

واليوم إتباع المسيح في كل مكان, كنائسهم معابدهم جمعياتهم مؤسساتهم مستشفياتهم عياداتهم كلها مهتمة بثقافة الحياة وبإحياء الناس وليس بتوجيه العقاب إليهم, كل مؤسسات المجتمع المدني المسيحية معنية بطهارة الحياة وبخدمة الإنسان وتوجيه كافة الطاقات من أجل مد يد المساعدة للناس, إذا أمسكت بسارق تطعمه ولا تقطع يده وإن عثرت على جائع تطعمه دونما أي مقابل على المبدأ الإنجيلي القائل ( بالمجان أخذتم بالمجان أعطوا) , تهتم بضرورة الإيمان بالتنوع بالحياة سياسيا وفكريا واقتصاديا, تهتم بالمشاريع التنموية على تخدم البشرية وبحماية النظام البيئي, لا تهتم بقتل الناس أو جرحهم أو إطعامهم مقابل استغلالهم بل بدون مقابل, تسامح من يسيء إليها, آلاف الكُتّاب في العالم كله أحيانا يسيئون إلى شخصية المسيح ولم نسمع عن كنيسة أو رجل دين مسيحي رفع قضية على كاتب أو رسام, تهتم المسيحية بالتعايش الديني فمسألة الإحسان إلى المختلفين عنهم دينيا وعقائديا هي جوهر عملية التعايش الديني وقبول الآخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كيف ؟ والمسيحي المثالي هو الراهب الذي لايتزوج
عبد الله اغونان ( 2016 / 9 / 2 - 20:27 )

المسيحية اهتمت بالاخرة الى درجة التطرف والرهبنة والعزلة الى أن تم اقصاؤها عن سياسة المجتمع وانحصر دورها في الوعظ وحفلات الميلاد ومباركة الزواج
ورهبانية ابتدعوها ماكتبناها عليهم الاابتغاء رضوان الله
فمارعوها حق رعايتها فاتينا الذين امنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون


2 - اغونان
على سالم ( 2016 / 9 / 2 - 22:42 )
اغونان انت اكيد حاله مرضيه مستعصيه , انت كتله من الاكاذيب والتدليس والاحتيال , انت مريض بمرض الكذب , انت تكذب فى كل تعليق يا اغونان , لاتكذب يا اغونان , هذا جرم كبير , الكذب هو طريق ابليس الرجيم , هل تعبد ابليس يا هذا ؟


3 - دعوا الموتى يدفنون موتاهم
مروان سعيد ( 2016 / 9 / 2 - 23:53 )
تحية للاستاذ جهاد علاونة وتحيتي للجميع
كلامك جواهر وهذا ما فعله السيد المسيح احب الاحياء وساعد الموتى على الرجوع للحياة ولكن يوجد بشر يحبون الموت وخاصة اخوتنا المسلمين المتعصبين منهم وليس جميعهم وهذا لتعمقهم بقراءة القران لاانه يشجع على القتل وافناء الحياة
تصور حتى يشجع قتل الاطفال ويعلم قطع رؤسهم وهذه موجودة بقصة التقاء موسى بنبي الله عندا قتل طفل يلعب مع الاطفال
https://www.youtube.com/watch?v=K6_I-v391Bc
هذا الفيديوا مهم واي مسلم متعصب يجب رؤيته لكي يعرف الحقيقة كاملة
ومودتي للجميع


4 - جاء من اجل ان تكون للإنسان حياة
سناء ( 2016 / 9 / 3 - 19:37 )
شكرا على المقال الذي هم بمثابة النور والأمل في عالم سيطرت عليه الظلامية وفكر الموت. نعم يسوع هوالذي قال عن نفسه:
أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف
وأما الذي هو أجير، وليس راعيا، الذي ليست الخراف له، فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب، فيخطف الذئب الخراف ويبددها
السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك، وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل. تحياتي