الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الجهل المقدس والجهاد المقدس

باهر عادل نادى

2016 / 9 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ سنوات لفتت إنتباهى ظاهرة غريبة عجيبة ،هى تشنج الكثيرين وتعصبهم لأفكارهم ومعتقداتهم " الدينية على وجه الخصوص" ، وليس ذلك فحسب، بل اللافت للنظر ويحتاج إلى وقفة للتحليل والتفهم هو أن أغلب هؤلاء المتشنجين ليسوا ملتزمين دينياً !
فكنت أسال نفسى طالما أن هذا الشخص لديه هذه الغيرة على الدين هكذا فلماذا لا يطبق تعاليم الدين على نفسه !
والأمثلة الأكثر وضوحاً فى الواقع المصرى :أنك تجد أكثر المدافعين عن "الحجاب" فى الإعلام مثلاً مذيعات غير محجبات ! وهجومهم غير المبرر وغير المنطقى على الدعوة "بحرية خلع الحجاب أو أرتدائه "
وعلى الجانب الآخر تجد أكثرهم بُعداً عن تعاليم الكتاب المقدس هو المدافع الأول والشرس عن "عدم السماح بالزواج المدنى " وعن الشعار" لاطلاق إلا لعلة الزنا" والذى تحول إلى شعار سياسى تعبوى على شاكلة شعارات الجماعات الأصولية "الإسلام هو الحل"!
تنقسم هذه الظاهرة إلى شقين :
الشق الأول :وهو الهجوم والرغبة العارمة فى الشتيمة والجهاد فى سبيل الله .
الشق الثانى :وهو أنه أغلب الشتامين والمدافعين عن نصوص وطقوس الدين ليسوا مُتبعين على طول الخط لتعاليم الدين فى حياتهم الشخصية ! .
وتفسيرى للشق الأول لهذه الظاهرة :
أولا: الجهل المقدس : وهو أن الانسان ينشأ فى بيئة دينية ويتم تلقينه بعض الجُمل الإنشائية البسيطة ،وتحفيظه لبعض النصوص الدينية دون فهم أو وعى ، ولا يفكر فى صحة أو خطأ هذه التعاليم ! ( سواء كان السؤال : هل هذه التعاليم دينية بالأساس؟ هل يمكن أن تكون هذه تعاليم الله ؟..أو هل هذا الكلام أو هذا الفهم يتفق مع الدين ؟ ) لا يمكن لهؤلاء المتشنجين التفكير ولو لحظة فيما سمعوا وحفظوا ورددوا كالببغاوات وهم أطفال ! فهؤلاء الدين لديهم بمثابة "هروب نفسى "من الواقع حسب القاعدة الشهيرة : "كلما ضاقت الأرض ،تطلع الانسان إلى السماء" فالدين –عندهم- محاولة للهروب من الواقع المرير بالإلتجاء إلى السماء ، والوجود تحت مظلة جماعة "هم أبناء الله فقط " وباقى العالم من الأشرار الذين يحاربون الله!

ثانياً: الجهاد المقدس :وهذا نتيجة طبيعية لما سبق فالجهل لا يستطيع أن يصمد أمام الحوار العقلانى ، ولا يستطيع أن يصمد أمام النقاش العلمى ، ولا يستطيع أعظم المناطقة (دارسى علم المنطق ) إقناع شخص واحد من هؤلاء "أصحاب الجهل المقدس" حتى وإن حشد مئة دليل منطقى على فكرته ! فالمتعصب لا يفهم لغة المنطق، فهو لا يفهم إلا لغة السب والشتيمة والبحث فى النوايا –فى أحسن الاحوال – أو الضرب والقتل والتفجير إن لزم الأمر !
فيبدأ الجهاد على صفحات الفيس بوك بشتيمة وتكفير وسب أعراض المخالفين فى الرأى ،وينتهى بالجهاد فى جماعات مسلحة ،والجهاد المفضل لديهم جهاد النكاح!

أما عن الشق الثانى من الظاهرة :فالأمر يعود من وجهة نظرى إلى"هلعهم النفسى " وشعورهم بالتقصير الدينى فيحاولون أن يكفروا عن أخطائهم وخطاياهم –تقرباً لله – بالدفاع عن دينه !..فهذا الهجوم العنيف الذى يشنه الرعاع /أعداء الحرية هو نتيجة لعدم رغبتهم أوعدم قدرتهم على ممارسة تعاليم الدين على حياتهم الشخصية فيلجأون إلى محاولة فرض تعاليم الدين بالقوة على باقى البشر !

فالمؤمن الحقيقى يا سادة لا يحتاج إلى قوانين لكى تحثه على تنفيذ وصايا الله ، بل يتجه هو بكل كيانه لتنفيذ وصايا الله – بإرادته- ولا يطالب بقوانين لمنع الآخرين عن مخالفة التعاليم التى يظن هو أنها كلام الله ! بل يطبق هو تعاليمه على نفسه ، ويصلى للآخرين ويعلن ما يراه حقا بالمحبة والموعظة الحسنة!..فمن أنتم ؟

الحق يحرركم
و سلام على الصادقين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا