الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام التعليمي في العراق ... واقع مؤلم

حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)

2016 / 9 / 3
التربية والتعليم والبحث العلمي


النظام التعليمي في العراق ... واقع مؤلم
د.حبيب مال الله ابراهيم
يعد النظام التعليمي في اي بلد كان اهم الانظمة الاخرى، لانه يمد الدولة برجال السياسة والقضاء والاعلام وبمهنيين واطباء ومهندسين وفنانين، اذ ان وظيفة هذا النظام تتمثل في تاهيل الطلبة ليكونوا في الغد رجال يديرون البلد. العراق لديه نظام تعليمي يعد تقليدي مقارنة بانظمة التعليم في دول العالم المتقدمة، فقي تعليم الطلبة وتاهيلهم يتم الاعتماد على اسلوب التلقين والحفظ، اذ يطلب من الطلب بحفظ الموضوعات ليتم اختبارهم في مدى حفظهم لها -لا استيعابها- في الامتحان، في الوقت الذي تم اهمال اساليب اخرى لا تقل اهمية عن اسلوب التلقين، كالعصف الذهني والتجربة واخرى يُعتمد عليها في تاهيل الطلبة وجعلهم يخترعون ويكتشفون ويجربون في الوقت الذي يتخرج الطالب العراقي وهو محمل بكم هائل من المعلومات التي طلب منه حفظها دون ان يقدر توظيفها في مجالات الاختراع والاكتشاف والتجربة.
اما بالنسبة للفترة التي يقضيها الطلبة في المدوسة فتعد قليلة مقارنة بدول العالم المتقدم نتيجة لتعدد الدوام في المدارس بسبب قلة عدد المداري فضلا عن العطل الكثيرة سواء الدينية او المذهبية او القومية او الوطنية، فلو عددنا الايام التي يقضيها الطلبة في المدارس لوجدنا انها لا تتعدى نصف الايام التي يقضيها الطلبة في دول العالم المتقدم.
كما ان المؤسسات التعليمية في العراق واقصد بها كليات التربية في الجامعات العراقية باتت تخرج اساتذة غير مؤهلين للعمل كتدريسيين في المدارس العراقية، فضلا عن القسوة التي يستخدمها التدريسيين ضد الطلبة، اذ ادت في بعض الحالات الى ترك الطالب لمدرسته او كرهه لها او الاعتداء على مدرسه او الانتقال الى مدرسة اخرى، ففي المانيا على سبيل المثال، يتم في اليوم الاول من الدراسة بالاحتفال ببدء السنة الدراسية وفي الاسبوع الاول يكون مدة الدوام لساعتين فقط ثم تزداد تدريجيا حتى يصل الدوام الى 6 او 7 ساعات في اليوم، كي يتاقلم الطلبة مع اجواء الدراسة. كذلك فان طلبة الصفوف الاولى الابتدائي لا يتسلمون الكتب والدفاتر الا بعد اسبوعين ريثما يستطيع الطالب التاقلم مع اجواء الدراسة، فضلا عن ان هنالك عدد قليل جدا لا يتجاوز ال 10 طلاب في كل صف دراسي، ويتم تقسيمهم الى مجاميع تسمى كل مجموعة باسم احد الحيوانات، فهنالك مجموعة الفيل والقرد والزرافة.
اما بالنسبة لمدارس العراق فهي لا تشبه مدارس الدول المتقدمة، فالابنية قديمة كذلك الرحلات وتنتشر بين ارجاء المدارس رائحة دورات المياه، اما في مدارس المانيا فان اول ما يوقف الزائر هو البناية الحديثة والقاعات النظيفة ورائحة العطور ودورات المياه النظيفة فضلا عن الهدوء التام، اذ يخيل للزائر من الوهلة لاولى بان المدرسة خالية من الطلبة، بسبب اساتذتها الكفوئين الذين يعتمدون اساليب متطورة في التعليم تجعلهم يسيطرون على سلوك الطلبة.
واذا ما قارنا النتيجة او المخرجات، فاننا نعرف بان الطالب العراقي حين ينتقل الى مرحلة الجامعة لا يستطيع التحدث باي لغة ثانوية، حتى لغته الام فمعظم الطلبة لا يتقنونها مع انهم درسوها ل 13 سنة قبل انتقالهم الى الجامعة. اما في المانيا، فالطلبة يتقنون لغتهم الام فضلا عن اللغة الانكليزية التي يستطيعون التحدث بها بطلاقة، اما في المجال العملي، نجد ان الطالب العراق يمتلك كما هائلا من المعلومات دون ان يمتلك الاسلوب الذي يساعدة لتوظيفها في الجانب العملي لان ما حصل معه ان اساتذه طلبوا منه حفظ الموضوعات فحسب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهم متابعي برنامج -ماذا لو- بتطوّره؟ • فرانس 24 / FRAN


.. رومانسية خيالية، غرام مأجور... اليابان، مختبر أشكال الحب الج




.. العنف الجنسي ضد القاصرات: -ظاهرة متجذرة- في الـمجتمع الـمصري


.. فوضى ونهب وعنف في كالدونيا الجديدة.. هل استقر الوضع الأمني؟




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. غاية أم وسيلة؟