الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا -الإحتلال العثماني المُعاصر -

ابراهيم مراد

2016 / 9 / 4
القضية الكردية



معركة دابق عام ١٥١٦ كانت حاسمة لإحتلال العثمانيين وقتها سوريا بعد معارك مع المماليك الذين كسروا مع إنسحاب أمراءهم و مواليهم و إنضمامهم للعثمانيين بقيادة سليم الأول الذي اتجه عقب إنتصاره على المماليك إلى حلب و تسلم المدينة من محافظها معيناً أحمد باشا والياً عليها .ثم اتجه إلى حُمُّص و دخلها دون قتال ،ليصل دمشق و يقيم فيها اثنى عشر يوماً حيث تمكن من إحتلالها .
كان قد تمكن العثمانيون من دخول سوريا و إعلان حـلب أول ولاية عثمانية وقتها بسبب إنسحاب أهم أمراء و موالين المماليك و منهم جان بردي الغزالي نائب دمشق وجمال الدين اليمن شيخ تنوخ والأمير منصور الشهابي أمير الشهابيين في حوران وحاصبيا وفخر الدين أمير الشوف وعساف التركماني أمير كسروان و غيرهم الكثيرون الذين باتوا يشعروا بالهزيمة "مراجع ".
و أستمر الإحتلال العثماني لسوريا قرون من الزمن كان من المقرر أن ينتهي نهائياً في أكتوبر ١٩١٨ إلا أنه فعلياً أستمر و تمددت لسنوات أخرى دفع لواء إسكندرون ضريبته عام ١٩٣٩ عقب أنسحاب الفرنسيين من سوريا مما جعل الأتراك الجدد(العثمانيين )إستغلال وضع الاّراء و دخوله و بسط السيطرة عليه و إعلانه ضمن ولاية هتاي مما جعل العلاقات التركية_السورية من ذلك الوقت تسود أكثر فأكثر إلى حين وصول بشار الأسد إلى سدة الحكم .
توالت الأحداث على مر عقود من الزمن و تمكنت سوريا من إعلان إستقلالها و بسط نفوذها و ديكتورياتها عبر حكامها إلا أن الإحتلال العثماني لم يقتصر على لواء إسكندرون .فمع إنطلاق الثورة السورية سقطت الكثير من الأقنعة لاسيما دور تركيا خلال الأعوام الخُمس التي جاءت الدمار بالبلاد.

دور تركيا في الأزمة السورية

إن كان علينا تحليل الوضع الحالي و الإحتلال التركي لشـمال سوريا علينا الرجوع قليلاً بالأحداث للوراء و إعادتها وذكر اللاعبين و دورهم فـ كان لتركيا متمثّلةً بحكومة حزب العدالة و التنمية منذ إنطلاقة شرارة الثورة السـورية الدور الأقذر في تحويل مسارها إلى أزمة من كافة النواحي الإقتصادية و العسكرية و السياسية .و هنا أكرر مرة أخرى حيث ذكرت في عدة مقالات سابقة بأن تركيا هي إحدى أقوى أسباب إطالة عُمر الأزمة و تدخلها في الشأن السـوري مكن النظام السوري من البقاء حتى يومنا هذا بحجة نظام شرعي يحارب الإرهاب الذي خلقت تركيا مناخه لنشأة عشرات المجموعات المتطرفة وذو نزعات تحمل في عمقها الإرهاب إستخدم إسم الجيش الحر لتبرير وجودها ,في الحين التي سخرت به تركيا أرضية متينة لتقوية التنظيمات الإرهاب التي باتت فعلاً تهدد العالم أجمعه كـ داعش و النصرة.
كـانت قد سعت تركيا جاهدةً على مر الأعوام الخمس التي مضت أن تفرض نفسها على الشأن السـوري مما يسخر لها المناخ لإحتلال البلاد عبر وكلاء و إقتصادياً على مر الزمان إلا أن فشلها عسكرياً من خلال المجموعات المُسلحة التي ما تزال تدعمهم جعلها تستخدم قضية اللاجئين الســوريين كـ سلاح ضد الإتحاد الأوربي و الأميركان , كما كانت تستخدم الإسلام والمحور السـني في كسب و تعاطف الجمهور الشـرقي ,إلا أن معارضة الغرب للمنطقة العازلة التي لطالما حلم بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان جاءت بالهستيرية السياسية للبلاد و خاصةً بعد تفاقم العلاقات مؤخراً بين تركيا و الغرب نسبةً لفشـل السلطان إردوغان من تلبية متطلبات الغرب في السعي نحو دمقرطة الإسلام السياسي أو حله إن صح التعبير في المنطقة .

سوريا"التدخل التركي إحتلال أم إنقاذ "

هل فعلاً التدخل العسكري التركي في الشمال السوري إحتلالاً ؟!سؤال يطرح نفسه منذ عدة أيام لا يلقى جواباً يوازي تطورات المنطقة .طبعاَ ترى أطراف المعارضة السـورية المحسوبة على تركيا و التي تتلقى دعمها بأن التدخل التركي إنقاذاً لســوريا بينما أبعاد هذا التدخل أخطر بكثير مما يتصور المرء ولذلك بدأت مقالتي بالتطرق إلى معركة دابق وتواطئ أمراء المماليك وقتها مع العثمانيين .فالتاريخ يعيد نفسه أحياناً كما يقال .

فعلياً باتت طرُق الإحتلال مختلفة في يومنا هذا ،فالإحتلال الإقتصادي أصبح يوازي في مخاطره العسكري بكونه يقضي على القرار الداخلي و الإرادة الشعبية و هذا ما تسعى إليه تركيا فعلاً .
إن أدرنا التطرق إلى الإحتلال التركي لسوريا فبدايته كانت مع إنطلاق الحراك الشعبي و بسط سيطرتها على خيرات و معامل مدينة حلب و إدلب و غيرها من المُدُن السورية و تقلها إلى تركيا عبر فصائل مسلحة كانت تدعمها إنصهرت مع الزمن و بايعت جبهة النصرة أو تنظيم داعش .

غاية الإحتلال التركي

قبل التطرق إلى أهداف الدول التركية من إحتلال مدينة جرابلس هناك سؤال يطرح نفسه بإستمرار .لماذا جرابلس ؟! جغرافياً للمنطقة أهمية كبيرة بحيث تقع على بعد 125 كم شمال شرق مدينة حلب أقصى شمال سوريا على الضفة الغربية لنهر الفرات و تعتبر نقطة هامط لوصل مدينة كوباني بـعفرين و هذا ما يقلق الدولة التركية و التي أصبحت واضحة جداً فتصرفاتها تدل على غايتها. في الوقت ذاته الذي أكدت به مجريات الأحداث خلال الأعوام الثلاثة السابقة بأن حجة تركيا لمحاربة داعش باتت مستحيلة التصديق ,بكون العلاقات بينهما من الممكن وصفها بالإستراتيجية هذا من جهة و أما منجهة أخرى فالتركيا أهداف أخرى و أهمها .....

_إيقاف تمدد الكُرد و حلفائهم من العرب و السريان في الشمال السوري المحاذي للحدود التركية خوفاً من تمكنهم إيصال المناطق الكُردية ببعضها.

_إقناع الرأي العام العالمي بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي بعد كشفت العلاقات المشتركة بينهما لتكون خطوة أولية في بناء علاقات ثنائية جديدة مع روسيا .

_فرض المنطقة العازلة كـ أمر واقع لطالما لقى المشروع رفضاً غربي و أميركي

_تزايد العلاقات الكُردية _الغربية و سوء العلاقات التركية الغربية جاء بالهستيرية للحكومة التركية مما جعلها تحاول تفرض نفسها بديلاً في محاربة داعش .

_محاولةً لفرض هيمنة الدولة التركية على المنطقة مستقبلاً من خلال المجموعات المُسلحة التي فرضت بالتوغل الأخير و التي ستكون ضامنة لتركيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين


.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع




.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين