الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن للبلدان الإسلامية أن تكون كيانا دوليا أو قوة جديدة توازي في عناصرها التكوينية القوى الدولية الموجودة حاليا؟

ديما الطرابلسي

2016 / 9 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ربما يبدو السؤال غير واقعي، ويطرح في سياق واقع يخلو ظاهريا من عناصر القوة الضرورية التي ينبغي على العالم الإسلامي أن يمتلكها لكي يشكل هذا التكتل الدولي القوي المفترض، ويجيء توقيته في لحظة تاريخية تبدو فيها الدول الإسلامية رازحة تحت سلسلة من الضغوط والإشكاليات الداخلية التي لا يمكن إيجاد حلول لها في الأمد المنظور..
و من هنا تطرح الأشكالية الجوهرية .. لمذا العالم الأسلامي مكتأب و فاشل ؟
هى قضية مطروحة لكن بطريقة غير مباشرة و أستغرب و بشدة من بيان الحل و أعراض الناس عنه
" أتفق العرب على ان لا يتفقوا " .. هذا المعتاد كذالك المسلمون على حد السواء من المستحيل أن يتفقوا ..
أختلاف المذاهب و الطوائف و غظ البصر عن لغة الحوار و تغييبها كليا ، نعلم جميعا ان كل مذهب فيه المهتدي و الخارج عن المعتاد و لنأخذ مثالين يمكن ان نصادفهم في حياتنا اليومية كثيرا .. الملحد الوجودي و داعشي متشدد .. تجد بالملحد قيمة انسانية و حب للحياة و التعايش كبيران فيمتنع عن كل ما يضر بالأخر بينما الداعشي اللذي يدعى انه على دين حق تجد بداخله حب للخراب شئ كي لا أشبهه بنفس بشرية عاشق للدماء و الرعب و العكس صحيح ..
بنسبة لأن الملحدين عادة لا تجد بهم تلك الصفاة .. لأنها نصت في الديانات
لاكن ما وصل العالم الأسلامي لهذه الدرجة إلا و هناك شئ مغيب هنالك عنصر منقوص و هو لغة الحوار ..
الحكومات قامت بكبت الشعوب على المستوى الثقافي حتى وصلت إلى هذه الدرجة من التخلف و التعصب اللذي جعل من العالم الأسلامي لا شئ غير مضحكة لدى الشعوب الأخرى ..
الطائفيين إن وجدوا بين العرب و في حدود العالم الأسلامي تجد فيما بينهم حروب و خلافات و مثال سوريا و ما يحدث بها الأن ،و التاريخ سيعيد نفسه الكيان الطائفي في جماعة الدين الواحد ينشأ عندما يعتنق مجموعة منها مذهبا يختلف ولا يتآلف مع ما هو سائد في تلك الجماعة، ويكون لهذه المجموعة طقوسها ومبادؤها المميزة لها بحيث يتشكل من ذلك انتماء عاطفي يربط أفراد المجموعة – أي انتماء طائفي.
وعلى قدر التعصب لهذا الكيان وطموح من يتزعمه يصبح الانتماء الطائفي هو المحرك لنشاطه ومنهجه وعلاقاته، فيسعى إلى إثبات وجوده وضمان بقائه من خلال التوسع والصراع مع الطوائف الأخرى التى تسعى لنفس الهدف.
وعلى مدار التاريخ الإسلامي كله – ابتداء من أواخر عصر الخلافة الراشدة وحتى اليومء فإن معظم الصراعات بين المسلمين كانت طائفية، ونشأت في لجتها دول وغربت دول.
وهكذا فإن الشعور بالانتماء لدين واحد لم يمنع تسلط الانتماء الطائفي باسم الدين. ومن الشواهد التاريخية على هذا الصراع نشوء دولة إيران.
فعندما كانت الدولة العثمانية – في أوج عزتها وقوتها – منشغلة بالتوسع في اتجاه أوروبا، وكانت قبائل التركمان الحاكمة في إيران منهمكة في الصراع والاقتتال فيما بينها، تمكن القائد الشيعي إسماعيل الصفوي من دحر التركمان السنة وتأسيس الدولة الصفوية عام 1502م، وعمل على نشر المذهب الشيعي في إيران بمساعدة علماء من الشيعة استقدمهم من لبنان.
لكن الصراع مع العثمانيين السنة من جهة الغرب ومع الأزبك (السنة أيضا) من جهة الشرق استمر.
وبعد زوال الدولة الصفوية عام 1722م توالت على حكم إيران سلالات أخرى آخرهاسلالة بهلوي التى أسقطتها الثورة الإسلامية عام 1979م.
فصار هناك دولتان إسلاميتان متجاورتان لمدة تزيد عن الأربعمائة عامء أي حتى زوال الدولة العثمانية عام 1924م – ولكنهما لم يتصالحا ويوحدا قواهما لنصرة الدين الواحد لأن نظم الحكم (مؤدلجة) بالانتماء الطائفي.
وعلى الرغم من تغير أنظمة الحكم في إيران فإن إيران بقيت دولة إسلامية شيعية.
بل وأصلت مذهبها الشيعي بشكل أبدي في دستورها المعتمد منذ ولاية الخميني.

ان وجد تيارين متضادين في الغرب يمكن ان يتفاهمو ..والعالم الأسلامي فلا.. لما ؟ لأن ضاهرة كبت الحريات و الأنغلاق معدومة لدى " الغرب الكافر "
لأنهم امنو بالأختلاف و الحوار هناك متاح فغييب الجانب الجنائي اما عن العالم الأسلامي فالقوانين الضابطة خاضعة للفكر الطائفي و الفكر الغالب و المعروف ان وجد فكر مهيمن في حدود العالم الأسلامي يشرع لنفسه ما يضرب به الفكر الأخر لا يمكن لفكر طائفي معين ان يتعايش بداخل مجتمع دموي محب للخراب كهذا بدون فكر مضاد ، لأن كل طائفي يحتاج إلى طائفة أخرى كي يوفر له اكسجين الوجود .. و هو الصراعات و الخلافات
التناقض المدوي بين اصحاب الكتاب هو شعورهم بالخوصصة الدائمة و المسؤولية تقع في الدرجة الأولى على حد ضني من الحكومات و تسييرها للأمور و التفاهم و تكثيف الحوارات الأجتماعية و الوطنية و إن صح التمثيل الشعبي ينقص الشعوب المراجع الجادة و الصادقة و المفترض البدأ من الثوابت الدينية الحقة .. ليس الثوابت المذهبية و انا امقت الأثنين ف الحقيقة فكل منهم يرفض و " يكفر بالأخر " و امقت مصطلح الثوابت الطائفية لأنني اجد بها نوع من الأحباط عندما ينعدم المنفذ و العالم الأسلامي بتياراته و مذاهبه يسألون عن الحل او المخرج من هذا الصراع او المأزق على المستوى الفكرى و المادي .. لاكنه واضح و صريح في التعاليم الأولى لما لكل منكم تصنيفه الخاص للأمور و ترتيبه المعين و تمسكه بالفكرة المضادة ألستما على نفس الدين و كتابكم موحد ؟ فمثلا هناك من له قصة اهل البيت و هناك من وعتمد قصة الحكومة الأسلامية اي دولة الخلافة لاكنها تفاصيل فعلا انتم في غنى عنها .. دعونا نتطرق إلى ماهو أسمى و انبل من هذا ..
أين الصدق و العدل ؟ أين التعايش السلمي بين الطرفين الا يعتبر الدين الأسلامي دين محبة و سلمية بمذاهبه ؟ .. في نهاية الأمر و إن ركزنا في الجوهر .. كلاكما من جنس بشري .. له عقل و لكى عقل لنتحاور و نلغى تماما مصطلح فتنة و ليس بالضرورة ان نتفق الأن أبدي وجهة نضرك و انت كذالك فاليبنى منهج نعظم ما عظم نهول ما هول و نهمل ما اهمل ثم ننظر في التفاصيل و نسأل عن البداية و سبب تصنيف الأمور فبذلك ينقص الخلاف و التعصب . فأنه اصبح امر كارثي وجود طائفيين مختلفين على أرض واحدة ...
هل إذا بوجود الطائفية يمكن للعالم الأسلامي ان يصبح قوة مهيمنة او كيان ؟
بل على العكس تأجيج الطائفية يدفع إلى «تقسيم» العالم الإسلامي و من المنتضر حدوث ذالك في القريب العاجل
من الضروري أن تعي الأطراف التي تغذي هذا الاحتقان خطورة هذا التوجه، وأن تغلب صوت العقل وتبتعد عن وضع الرؤى والمصالح الطائفية والعرقية فوق اعتبارات المصالح المصيرية والعامة، انطلاقاً من الوعي بالمسؤولية السياسية ودورها في خدمة القضايا الإنسانية ، مادامت رياح الوهم بإنشاء الدولة الإسلامية العظمى التى تكتسح الدول الوطنيه قادرة على إثارة موجات أخرى. وقد يوحي التعاون الظاهر على السطح بين إيران و المسلمين في مصر وغزة والحكومة التركية وتبنى إيران لبعض الحركات المتطرفة، بأن الإسلام السياسي تيار واحد ليس له إلا هدف واحد، هو عزة الإسلام.
هو في الواقع تعاون ظرفي يحاول فيه كل طرف أن يتقوى بالآخر ليحقق أهدافه المرحلية. أما الحقيقة المدفونة فهي أنكم لستم أمام إسلام واحد، بل إسلامات طائفية متعددة المذاهب؛ أي أن الهدف النهائي هو عزة الطائفة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فركه كعب
emad.emad ( 2016 / 9 / 6 - 13:30 )
فركه كعب كلمها قالها السيسى فى وجود ملك المهلكه السعوديه اثناء زيارته لمصر
طبعا الكل عارف استحاله تحقيق ما يسمى بالوحده العربيه الاسلاميه
لسبب واحد ان جميع الدول المساه عربيه ليست عربيه
مثلا شمال افريقا كله امازيغى
تم احتلاله من العرب الحفاه الاوباش
وسرقوا ونهبوا ثروات البلد
هكذا الحال فى مصر الفرعونيه
فى سوريا ولبنان والعراق وحتى بلاد فارس
ايران كل هذه البلاد كانت لها حضارات وثقافات
لكن حين دخلها العربى المحتل الاجحف
سرق ثرواتها

اخر الافلام

.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah


.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ




.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا