الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر: ثلاث سنوات سجنا بسبب منشورات على فايسبوك

ماجيد صراح

2016 / 9 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أصدرت اليوم، الثلاثاء 6 سبتمبر، محكمة الاستئناف بسطيف حكم ثلاثة سنوات سجنا نافذا بحق المدعو بوحفص سليمان و ذلك بدعوى إساءته للرسول و للدين الإسلامي في منشوراته على الفايسبوك. الحكم السابق محل الطعن حكم على بوحفص ب 5سنوات سجنا نافذا مع غرامة مالية قدرها 100000 دج كأقصى عقوبة حسب المادة 144 مكرر من قانون العقوبات الجزائري.

بوحفص سليمان شرطي سابق زاول الخدمة أثناء العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر و التي راح ضحيتها أكثر من 200000 جزائري بعد توقيف المسار الانتخابي و منع الإسلاميين من الوصول للحكم. حسب بوحفص، ما عاشه و ما رآه من فضائع أثناء تلك المرحلة و التي ارتكبت باسم الدين الإسلامي جعله يخرج عن الإسلام ليصبح مسيحيا.

حوكم و سجن بوحفص سليمان بسبب كلمات نشرها و شاركها على حائطه مع أصدقاءه في فايسبوك، فيها إساءة للإسلام، و سواء كان قصده من ذلك انتقاد الإسلام عامة أو خص به الإسلام الراديكالي، فماذا عن أئمتنا الذين عبر وساءل الإعلام و من على منابرهم بالمساجد يستمتعون بوصف من خالفهم في الدين، بل أحيانا من شاركهم الدين و فقط خالفهم المذهب، مسيحيين كانوا أم يهودا بالقردة و الخنازير و الجهلة و أقبح الأوصاف و يدعون عليهم و على نسائهم بالدمار و الخراب، أو ليس هذا أيضا إساءة للأديان و إساءة للمقدسات و إساءة لمواطنين جزائريين، منهم بوحفص سليمان، الذين اختاروا أن يكونوا مسيحيين أو يهودا؟ أم أن الدولة الجزائرية تهتم فقط بمواطنيها المسلمين فحسب؟

حسب عائلة و محامي بوحفص سليمان، فان هذا الأخير يعاني من مشاكل نفسية جراء ما عاشه و ما رآه أثناء سنوات خدمته زمن العشرية السوداء، فهل الحري بنا إذن هو توفير المتابعة النفسية له أم الزج به في السجن؟

المتجول في شوارع مدن الجزائر كثيرا ما سيسمع أناسا يسبون الذات الإلهية في الفضاء العام، فهل يجب سجن كل هؤلاء أم أنه و في نظر العدالة الجزائرية الله أقل قداسة من الإسلام و رسوله؟

لن نتحدث عن "حرية التعبير" التي يكفلها الدستور الجزائري، فعادة هي ليست سوى مجرد شعارات، لكن سنكتفي بالتساؤل عن الخطر الذي يشكله بوحفص سليمان على الدولة و على المجتمع بنشره و مشاركته لأفكاره على حائطه بفايسبوك، فسواء كان ما كتبه نقدا موضوعيا أم مجرد رأي حتى لو كان تافها، لكن ما دام لا ينادي للعنف و لا يحرض على الكراهية، هلي شكل رأيه الذي عبر عنه بكلمات خطرا لذلك وجب سجنه و ذلك لحماية الوطن و المواطنين من خطره؟

انه لمن المؤسف و الخطير هذه الأزمة في الحوار التي نعيشها اليوم، فوكأننا لم نتعلم بعد الاختلاف و تقبل الأخر. فسواء كان النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام و سواء تعلق الموضوع بالسياسة أو الدين أو العلم، فقد أصبح كل منا يرى نفسه صاحب الحقيقة المطلقة، و أصبحنا لا ندافع عن أرائنا بالدليل و الحجة في ظل الاحترام المتبادل، لكن بالتهجم على شخص ذلك الذي يخالفنا الرأي، بالعنف اللفظي و حتى الجسدي و حينما يكون ذلك ممكنا، منعناه من التعبير عن رأيه أصلا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انه الكيل بمكيالين
سلام ( 2016 / 9 / 7 - 20:01 )
في زمن العهر الديني كل شيئ اصبح جائزا بينما يصيح رجال الدين قذفا وسبا وتحريضا على القتل لكل من خالفهم من المسيحيين واليهود والطوائف الاخركما ذكرت بل حتى تعدى الامر الى المتصوفة والاباضيين والقلة من الشيعة وهم من نفس الدين لم نرى من الدولة تحركا كهذا

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في