الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام والخديعة التاريخية الكبرى 1

عمر سلام
(Omar Sallam)

2016 / 9 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من كتاب (الإسلام والخديعة التاريخية الكبرى )
ان بدايات تاريخ الدولة العربية الواصلة الينا في كتب التاريخ هي نشوء الدولة العربية بقيادة معاوية، فكتب التاريخ لا تذكر شيئا عما قبله، وكل ما نعرفه هو انه كانت هناك بدايات لتشكيل دولة عربية قام بها عدة أطراف الا انها لم تتوحد بسبب خلافات معينة.
وهذه البدايات كانت بدايات جزئية وضعيفة امام القوى الكبرى في تلك الفترة لذلك تم القضاء عليها مثل مملكة الانباط ومملكة تدمر.
اما الممالك التي استمرت ثم اختفى ذكرها فجأة من قبل كتبة التاريخ الإسلامي وهي دولة الغساسنة والمناذرة في الشام الحميريين في اليمن. ودولة كندة في نجد.
واجمعت الدراسات في تلك الفترة ان ديانة هذه الدول هي المسيحية الاريوسية. والتي تعترف بالطبيعة الواحدة للمسيح. وان المسيح هو انسان ابن انسانة وهو مجرد رسول، وليس باله او ابن إله. وديانة الحميريين الغالبة هي اليهودية مع المسيحية .
هذا ما جعل هذه الدول في خلاف مع راعية المسيحية وهي الإمبراطورية البيزنطية. واخذت تنحو منحى الاستقلال عنها.
وهذا كان عامل توحيد مهم بالإضافة الى عروبة هذه الدول وهي الدين الواحد الذي ساهم بتوحيدها وإقامة اول دولة عربية وعاصمتها دمشق ولم تأخذ دمشق هذه المكانة الا بعد فترة، فكانت العاصمة هي الجابية (او جابية الجولان) وهي العاصمة السياسية لدولة الغساسنة وهي قريبة من العاصمة الروحية وهي بصرى.
وبنيت الدولة على هذا الأساس وانضم الى الدولة كل اتباع الديانة المسيحية الاريوسية وشمل ذلك بلاد الشام والعراق واليمن وجزء كبير من الجزيرة العربية ومصر. وهذه الدول هي من اجمع كتبة التاريخ الإسلامي بانها فتحت صلحا. أي بدون معارك. وهذا ما يدل على ان ديانة الطبيعة الواحدة للمسيح هي من ساهم بتقبل الدولة الجديدة التي تبنت المعتقدات نفسها التي يتبناها مواطنو هذه المناطق. فعبرت عنهم وعن معتقداتهم. مع الضغط على أصحاب المعتقد الاخر ومن ثم التسامح معه. والضغط على اليهود الذين رفضوا فكرة المسيح من أساسها.
اما طائفة اليهود الذين اعتقدوا بالمسيح ورفضوا الوهيته فهم انضموا الى الدعوة الاريوسية وبدأوا يترجمون أجزاء من الكتاب المقدس الى اللغة العربية وشمل قصة ادم وبداية الخلق وقصص الأنبياء. وهذا شكل نواة القران.
ثم أضيفت اليه القصص المسيحية مثل قصة مريم والمسيح وقصة أبناء الكهف. وهذه هي المرحلة الثانية من تأسيس القران.
وهذا كان نواة الكتاب المقدس للدولة الناشئة. مع التركيز على الطبيعة الواحدة للمسيح. وان الله لا يمكن ان يتزوج وان يلد وهو أحد لا يلد ولا يولد وهو موجود في السماء ويرسل الرسل فقط الى الأرض ويمدهم بالتعليمات وكل هذا كان ردا على المعتقدات المسيحية التقليدية التي تقول ان المسيح هو إله او ابن إله والتي كانت معتقدات دولة الروم. والتي أدت الى استقلال الدولة العربية والابتعاد نهائيا عن الدولة الرومانية.
ومع تأسيس الدولة الجديدة بقيت الصراعات القديمة لها أثرها والتي أدت لاحقا الى القضاء على دولة الغساسنة في دمشق (الذين يسميهم كتبة التاريخ الإسلامي امويون) وعودة المناذرة (الذين يسميهم كتبة التاريخ الإسلامي العباسيون) وهدم ومحو تراث ما قبلهم المدني والعمراني والثقافي. حتى انهم دمروا الجابية عن بكرة ابيها واسسوا مدينة البصرة ليمحوا إثر بصرى المدينة الروحية والمركز التجاري والثقافي عند العرب وتحديدا عن الغساسنة.
ومن ثم استمالوا الاعراب بإدخال الطقس الوثني الى الدين وهو الحج. والاعراب هم من كانوا على خلاف دائم مع الدولة الناشئة ولم يهدأوا الا بعد ان ثبتت فريضة الحج الى الدين الجديد. واضيفت الى الكتاب المقدس (القران)
وتوحدوا مع الزارادشتيين بإدخال معتقداتهم الى الدين الجديد (النبي والوحي والصراط المستقيم وعذاب الاخرة وإدخال الاسراء والمعراج الى اساطير الدين الجديد) وتمت اضافتها الى القران. واضافة الصلوات الخمس حسب الطقس الزرادشتي بعد ان كانت صلاتين كما كانت عن اليهود والمسيحيين.
وبالتالي ضمنوا التوسع شرقا.
واخذت بعض اساطير الزرادشتية المغيبة تظهر بعض الاختلاف مما أدى لحدوث الخلاف وظهور طائفة الشيعة.
ثم تم البدء بكتابة الدين الجديد بالطريقة الزرادشتية مع الاحتفاظ بقصص التوراة والانجيل.
وهو ما وصل الينا الان باسم الدين الاسلامي.
وبدأ الكتاب يعيدون صياغة التاريخ وفق رؤيتهم الخاصة ووضعوا نقطة البداية وانطلقوا بخيالاتهم ويربطون أي حدث او اسطورة او رمز بالدين الجديد. واوجدوا له نبي وقبيلة واخذوا يؤولون الأحاديث بما بتناسب مع طبيعة الراوي وطبيعة من يرمي لهم صرر النقود. وللأسف مسحوا كل ما سبق وجيروا قسم منه للتاريخ الجديد.
وجعلوا كل ما كان قبل نقطة البداية فترة ظلام وجهل وتخلف. وان هم الناس كان عبادة الاصنام والاوثان وان تفكيرهم منحصر في عبادة هذه الاصنام.
ومع طمس الحقائق ومحوها على الفترة الأولى وتدمير الاثار الدالة عليها وحرق الكتب التي تدل على تلك المرحلة. والبدء بكتابة قصص واساطير وخرافات لتدل على بداية الاسلام بعيدة عن العقل وعن العلمية وعن الحقائق التاريخية.
كل ذلك ربما لنزوة الحكام الجدد بالإحساس بالتفوق وان الذين قبلهم لم يأتوا بشيء يذكر. وكانوا مجرد سراب حكموا عشرات السنين عبثا وهي مجرد سنوات عابرة في التاريخ.
وهو ما يعتبر جريمة تاريخية . الا ان كل جريمة لا تكون كاملة و تترك بعض الاثار الدالة على الجرم . لتكون طرف خيط يوصلنا الى الحقيقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تاريخنا يبدأ مع الوحي
عبد الله اغونان ( 2016 / 9 / 7 - 16:14 )

باسم الله بدأنااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
والاعتراف بمحمد رسولاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
ذلك تاريخنا
ولاأحد يمكنه أن يغسل أدمغتنا بهذه الترهاااااااااااااااااااااااااااات
لنا تاريخنا ولكم تاريخكم

اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه