الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة الإلهية والحرية الفكرية والسعادة الإنسانية

انور سلطان

2016 / 9 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تغيرت كثير من قناعاتي بشكل جذري ولم تعد توافق السائد.
لا اتحدث عن قناعتي الجديدة, ناهيك أن ادعو لها, حتى لا أصدم أمي بالدرجة الأولى (حاولت أن أغير بعض القناعات البسيطة فلم أستطع, وما تزال مصدومة بما أظهرته, وتدعو لي بالهداية),على عكس الأيدلوجية الدينية التي تلقنك ألا قيمة لمشاعر أمك وأبيك.

اشعر بسعادة لم أشعر بها من قبل.
اشعر بطمأنينة أكثر, وبرضى أكثر.
وعاد لي الشعور بطعم الحياة الذي قتلته الايدلوجية الدينية.
اشعر بتعاطف أكثر وأكثر.
لم أخسر ضميري, بل ازداد صحوة.

حينها عرفت الكذبة الكبرى التي كنت مقتنعا بها فيما مضى وهي القول إن الدين أصل الأخلاق وبدونه لا أخلاق. واعتقد ان العكس هو الصحيح, فالإنسان من حرصة على القيم دعمها بالدين وجعلها أمرا مقدسا.

كأني ولدت من جديد, فاتحسر على سنوات مضت في غياهب أيدلوجية مظلمة, أول ما تجني تجني على فطرة الإنسان وطبيعته كإنسان حتى تُريه أبيه وأمه أعداء لله إن خالفوا حتى قليلا تلك الأيدلوجية, كما تجني على عقله ومنطقه وتعطله تماما وتضعه بيد أقطاب تلك الأيدلوجية فيتصرفون به أسوأ من تصرف السبع بفريسته.

الحرية الفكرية مفتاح السعادة وشرطها الأول.
ولن يكون الإنسان سعيدا بلا عقل, وبنفس يملؤها الرعب إن حاولت أن تتساءل وتفكر.

اسوأ عبودية هي عبودية العقل, تدمر كل شئ جميل, وتقتل كل إحساس بالجمال والقيمة. وأخلاق تقوم على هذ العبودية هي أخلاق سطحية كاذبة وزائفة.

كونوا أحرارا, فلا إله عادل رحيم يعاقب على حرية الفكر, ولا نتيجته, حتى لو كانت الكفر بوجود إله. فالجريمة الكبرى هي في مصادرة حرية التفكير, فهي أم الجرائم الأخرى. والإله العادل الرحيم المفترض أن يعاقب من يجرمون بحق غيرهم لا من يفكرون لمعرفة الحقيقة مهما كانت نتيجة تفكيرهم.

ويمكن أن نفهم الإسلام هذا الفهم, فكل تهديد ووعيد للكفار ليس للكفر في ذاته بل للإجرام المصاحب له الذي تمثل في العدوان على حرية الفكر والدين.

فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر.

والكفر في ذاته ليس بالشئ القبيح طالما كان عن قناعة ونتيجة بحث حر, لأنه في النهاية رأي لا يوجد فيه أي عدوان على إنسان ولا تحريض على العدوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24