الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد سعيد: ذبيح ينحر ذبيح

عطا مناع

2016 / 9 / 9
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بقلم : عطا مناع

في العيد السعيد يطغى الاستنفار على المشهد الشعبي الفلسطيني، بعضنا يستقبل العيد على مضض لقلة الحيله وصعوبة توفير الحد الأدنى من الاحتياجات، فالعيد عندنا كما عند كل العرب والمسلمين باستثناء سوريا الذبيحه واليمن التي تكالبت عليه العرب العاربه حيث عمليات الذبح اليوميه على يد الإرهابيين.

وبما أن مجتمعنا العربي والفلسطيني تنخره الطبقية المشوه تصبح الطبقات الفقيرة كالخرفان في حظيرة من سطوا على مقدرات الأوطان وبالتالي وكما كانت تقول جدتي" الله ما بيقطع حدا"، لكن الأمور ليست بهذا التبسيط، فالطبقة الفقيره في مجتمعنا هي الأوسع، والملفت أنها الطبقة الأكثر متعة عند نحر الذبيح.

في العيد السعيد حيث الطبقات الفقيره مجرد خرفان في حظيرة سادة البلاد الذين يطوفون الأحياء الفقيرة لإطعام الأفواه الجائعة التي تدعوا لهم بالمزيد، وفي العيد في بلادنا يسرق الفقراء الفرحة المشوهه من فم الأسد ويتناسون للحظه الاضحيات والضحايا في سوريا واليمن والعراق حبث الذبح"الحلال".

الغريب في المشهد أن التذمر يسود مجتمعنا عندما يأتي العيد السعيد، نذهب إلى السوق متذمرين، نزور المقابر متذمرين، نقيم الصلاة ونصافح بعضنا متذمرين، ننحر الاضحيات ندفع قيمتها بالشيكات ألمؤجله متذمرين، نتقبل التهاني من الزعيم متذمرين لقد أصبح التذمر عندنا عاده، نتذمر لنخفي ضعفنا واستسلامنا لحقيقة الذبيح التي احتلت عقولنا.

هو العيد السعيد، ننتشر للمقابر بزهور فقدت لونها، ذبيح يعانق ذبيح، وذبيح يقرأ ما تيسر على ذبيح، وهنا حيث الشهيد الذبيح نصطف لاستقبال الأكاليل والتبريكات في العيد السعيد، نبذل جهدنا في رسم الابتسامة على الوجوه التعبه لصالح جمال ألصوره على مواقع التواصل الاجتماعي ، نتمتم لبعضنا بكلمات غير مفهومه، نغادر فرحين بالعيد السعيد الذي يجمع الذبيح بالذبيح.

هي أبجدية الذبح الحلال، نشكر سيد البلاد الذي منً علينا بالذبح الحلال، الديمقراطية عندنا ذبح حلال، والانتخابات في بلادنا ذبح حلال، وإلغاء الانتخابات بالطبع ذبح حلال، موت الفقراء على المعابر ذبح حلال، والرشوة والجوع ذبح حلال، شكراً لأسياد البلاد، شكراً للعمم وربطات العنق، أوغلوا فينا الذبح وشرطنا الحلال.

كل أيامنا عيد، مسلسل الذبح الحلال لا يتوقف، تحسدنا الخرفان، تذبح مرة ونذبح مرات، نحمد الله على تعايشنا مع الذبح الحلال، نحمد الله على نعمة الانقسام، ونحمدك يا رب على فقرنا لان الفقراء وحدهم يدخلون الجنه، ونحمدك يا سيد البلاد على بؤس مستشفياتنا التي تسرع بوصولنا للجنه، نحمدك يا رب وأسياد البلاد على أمراض القلب والسكري والضغط والاغتراب فهي طريقنا الأسرع إليك، ونحمدك على نعمة الجهل التي تفضلتم بها علينا لصالح عدم إرهاق عقولنا في التفكير فانتم تفكرون عندنا، وانتم تخططون عنا.

في العيد السعيد كنا نقول عيدنا يوم عودتنا، واليوم بتنا على يقين أن عيدنا يوم نسد رمق أطفالنا، أطفالنا الذين نسمنهم كقرابين في حظيرة أسياد البلاد، وفي العيد السعيد سأصوم عن الكلام وأشيح بوجهي عنكم واثبت نظري على الذبيح الذي عملني حرفاً فكانت الفكره التي أعطت مضموناً للخيمة، فسلام عليكم يا من أعطيتم بدمائكم لحياتنا معنى، سلام للذبيح العربي السوري واليمني والعراقي والفلسطيني، سلام لكم في العيد الغير سعيد.




























التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم


.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.




.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا


.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية




.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت