الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الحب..عن القبائل الأمازيغ في الجزائر

الطيب طهوري

2016 / 9 / 11
المجتمع المدني


1- قبلة مسروقة في فصل الجفاف

حدث هذا منذ يومين..على الرصيف الجنوبي للطريق المزدوج الفاصل بين حديقة التسلية ، من جهة، والمستشفى المركزي ومقر بلدية سطيف، من جهة أخرى، كنت أتمشى..الوقت عشية كان..الحديقة ورشة تهديم كبيرة، لم تبق منها إلا بعض الكراسي الإسمنتية وبنايات أقصى الشمال( محل بيع الأزهار ومطعم مارينا)..
على بعد أمتار رأيتهما يجلسان خلف السور الحديدي على أحد تلك الكراسي..الفتى عاري الساقين.. الفتاة متحجبة..ذراع الفتى اليسرى على كتف الفتاة..يمناه كانت تتكلم..حين اقتربت منهما أدارت الفتاة وجهها للفتى وراحا يغيبان في قبلة ساخنة شهية..توقفت..أفرحتني اللحظة..سرت بعدها والفتى ما يزال يمصمص شفتي فتاته..
ماران بجانبي قال أحدهما للآخر: شوف وين وصلنا، شوف..ونظرا إلي..ابتسمت لهما وواصلت سيري..
ياااااااااه، ما تزال الجزائر بخير، ماتزال بخير..ثم..تذكرت أن لا وجود لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلادنا..ماذا لو كانت موجودة؟ تساءلت..وأجبت:حتما، كان الفتى والفتاة قد ارتكبا منكرا يحاسبان عليه..
لا وجود لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية في بلادي..لا وجود لشرطة الأخلاق الشكلية..سعيد جدا جدا بذلك..
لكن..واأسقاه، توجد تلك النظرة المتحفزة للانقضاض حين تجد الفرصة سانحة لفعل ذلك..

2- عن نضال الأمازيغ القبائل ..عن نسائهم..
المجتمع القبائلي أكثر تنظيما ونضالا.. الأحزاب الديمقراطية /العلمانية وقوى اليسار والتقابات المستقلة أكثر تواجدا فيه.. القوى والأحزاب الدينية أقل تواجدا..المرأة فيه مقارنة بكل مناطق الجزائر الأخرى أكثر حضورا في الحياة الاجتماعية والثقافية،وأكثر حرية أيضا ..
حيث تهيمن الأحزاب الإسلامية والقوى الدينية عموما تُغيَّب المرأة وتُحرم من المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية وتقل حريتها، كما يختفي النضال الاجتماعي الحياتي، وفي المقابل يزداد التنظيم والنضال من أجل ما يتعلق بعالم الآخرة ،حيث تكثر الجمعيات الدينية التي تهتم ببناء المساجد وجمع الأموال لها..
القبائل قدموا عددا من الشهداء أكبر مما قدمته مختلف المناطق الأخرى..
معظم النواب الذين استقالوا مما يسمى بالمجلس الشعبي الوطني بعد أن تيقنوا بأنه مجلس السلطة ولا علاقة له البتة بالشعب كانوا قبائل( أيت العربي، بوشاشي .. )..
القبائل وحدهم من طالبوا بأن يكون الوالي ورئيس الدائرة منتخبين لا معينين بمرسوم رئاسي..لم تطالب أية منطقة أخرى من خارج منطقة القبائل بذلك..
وحدهم من ناضل من أجل المواطنة وأنشأ لذلك ما عرف باسم حركة المواطنة..
للأسف، من القبائل من لا يشرف القبائل كبعض الشخصيات التي تسمى شخصيات وطنية ( تعرفون تلك الشخصيات حتما..)....
حيث تتواجد قوى الحياة يكون وضع المرأة أفضل وحريتها أحسن، ويكون المجتمع عموما أكثر قدرة على التنظيم والنضال من أجل تحسين أوضاعه..
حيث تهيمن قوى الآخرة تكون المرأة أقل حرية،وأكثر خضوعا لمجتمع هيمنة الذكورية،وأكثر اندماجا في القطيع ، ووضعها أكثر سوء،وصمتها على ما تعانيه أشد، ويكون المجتمع عموما أقل قدرة على التنظيم والنضال من أجل ما هو من أمور الحياة..تكون الآخرة أكثر هيمنة على النفوس، والنضال من أجل عالمها هو ما يتحكم في الناس..
تقاس إنسانية المجتمعات بمدى احترامها للمرأة..بمدى إيمانها بحريتها ..بمدى إشراكها كفاعلة في شتى مجالات الحياة..و..في تيزيوز أو بجاية المرأة أكثر تحررا..أكثر مشاركة في شتى مجالات الحياة..هي محترمة أكثر من أختها في معظم المناطق الجزائرية الأخرى..
لتكسير وإفشال نضال مجتمع القبائل استعملت السلطة في الجزائر الكثير من الحيل: فرق تسد..تسويف تحقيق مطالب النضال..تكسير تنظيمات النضال بشراء ذمم بعض المناضلين الذين يتميزون بالتردد والانتهازية، أو إدخال بعض عناصرها ودفعهم إلى خلق الصراعات فيها..اتباع سياسة رفض الحوار مع تلك التنظيمات لمدد طويلة تؤدي إلى التيئيس الذي يؤدي بدوره إلى التفتيت..
بالتأكيد، نجحت السلطة في تحقيق الكثير من مآربها..نجحت أساسا في إخماد نضال القبائل ..نجحت في منع امتداده إلى مناطق الجزائر الأخرى..
السؤال أخيرا: إلى متى تبقى السلطة محافظة على نجاحها ذاك وريع البترول الذي كانت توظفه لخدمتها قد شح كثيرا كثيرا؟..

3- ذكور وأنوثة
- صيفا:يرتدي الشاب الجزائري التبان ويسير في الشوارع عاري الساقين..الأمر عادٍ جدا ، جدا..الشابة الجزائرية ليس من حقها ارتداء التبان..
يذهب الشاب الجزائري إلى البحر ..يعوم مرتديا التبان وحده..ساقاه عاريتان ..من نهاية التبان العلوية حتى أعلى رأسه عارٍ..لا يحق للشابة أن تقف أمام البحر أو تعوم فيه بلباس البحر الأنثوي المعروف عالميا..
تسأل: لماذا هذا التمييز بينهما ( الشاب والشابة)؟..
تأتيك الإجابة: أن تظهر الأنثى ساقيها أو ترتدي ثياب العوم المعروفة عالميا ، فذاك مظهر يثيرغريزة الذكر الجنسية..
لابأس، ألا يثير لباس الذكرالذي تحدثنا عنه غريزة الأنثى أيضا؟..لماذا إذن لا يُفرض على الذكر ارتداء ما لا يثير غريزة الأنثى؟..أم تراكم ترون أن الأنثى كائن لا غريزة له؟..
- في كل فصول السنة: يسعى الشاب إلى تكوين علاقات عاطفية مع الفتيات..يمكنه أن يشبع حاجته الجنسية في الفنادق ،أو في الشقق الخاصة إن كان غنيا أو متنفذا ..يخرج من البيت في الوقت الذي يشاء..يلعب مع رفاقه كيفما يشاء ..إذا رأى أخته تحادث شابا ما ،أو تسير بجانبه. يا ويلها..
الشابة ليس من حقها الخروج ( غالبا)..ليس من حقها اللعب خارج المنزل..ليس من حقها إشباع حاجتها الجنسية..عليها أن تبقى محرومة إلى الأبد إذا لم تجد من يتزوجها..
يختار الشاب من يتزوجها..يطلب يدها..هي، لا تختار( غالبا)، لا تطلب يد من ترغب الزواج منه..عليها أن تنتظر ( غالبا).. وقد تبقى تنتظر حتى يتزوجها الموت..
هكذا هو مجتمعنا ( الذكوري بامتياز)..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وماذا عن سلطة الشيوخ؟
سناء نعيم ( 2016 / 9 / 11 - 18:54 )
لماذا تحمّل السلطة وحدها ردّة المجتمع وانكاساته ؟
أليست السلطة الدينية وعقلية الجزائري -باستثناء منطقة القبائل- هما سبب هذه الحالة التي نعيشها؟شعبنا لديه قابلية غريبة لتصديق رجل الدين على حساب العقل الذي أصبح أسير الخطاب الديني .
من يجرؤ اليوم على نقد أكذوبة الإعجاز العلمي؟
من يجرؤ على نقد فتاوى الشيوخ او يدعو إلى اعمال العقل بدل هذا الإنجراف وراء كل ماهو إسلامي؟
وزيرة التربية تتعرض لهجمة شرسة وحملة ممنهجة بغية ثنيها عن مشروعها الإصلاحي .فالكل ينعق ويرميها بكل ماهوقبيح .وعندما تخرج المعلّمة الشاوية بخرجتها الاخيرة المخالفة للقوانين المدرسية يهيج الشارع ضد الوزيرة ويتضامن مع معلمة غاوية شهرة فهي كارثة.
لم أسمع بقبائلي هاج ضدّ الوزيرة بينما أبناء الأوراس والجنوب -نددوا - بقرار الوزيرة المتفرنسة وساندوا المعلمة التي تدافع عن لغة اهل الجنة!!
مجتمعنا متجّه للإنغلاق والتطرف والسبب المراة اولا ،لانها ارتضت صفة العورة والفتنة فتمكن الشوخ من تدجينها وتحريكها بخيط الدين.
فتاة مكفّنة بالسواد وشاب عاري الساقين في يوم صيفي حار!!
منتهى التكريم للمراة!!
سلامي لك ولأصحاب العقول


2 - شكر وتوضيح
الطيب طهوري ( 2016 / 9 / 16 - 12:49 )
شكرا جزيلا لك سناء نعيم
ردة المجتمع أسبابها عديدة بالتأكيد.. النظام المستبد الذي يحكم بلادنا سبب أساس..رجال الدين سبب أساس آخر..الاستبداد ورجال الدين حليفان طبيعيان، كل طرف منهما يخدم الآخر ويستفيد منه..نتذكر جيدا ما عمله النظام في بلادنا في بداية الثمانينات عندما فتح المجال واسعا للقوى الدينية ورجالها ليعملوا أكثر على تهيئة نفسيات الناس وعقولهم للدخول فيما سمي بالانفتاح الاقتصادي..تلك المرحلة فتحت المجال واسعا لتغلغل الفكر الديني المتخلف في عقول أفراد مجتمعنا، وفي مختلف مؤسساته، خاصة مؤسساته التعليمية، وفي الإكثار من بناء المساجد، لقد أدى كل ذلك إلى محاصرة العقا الحداثي وتغييب وجوده بشكل كبير ، في مقابل العقل الخرافي الذي صار المهيمن أكثر وأدى من ثمة إلى قتل العقل الناقد وقتل الضمير الحي وجعل من الجزائري إنسانا لا مباليا، لا شعور له بالمسؤولية الاجتماعية ولا قدرة له على التنظيم والنظام.. في واقع كهذا كانت المرأة هي ضحيته الأولى حيث فرض عليها مجتمع الذكور الخضوع له بشكل كبير من خلال فرض الحجاب عليها وتحميلها مسؤوليات ما سماه الفساد الأخلاقي..إلخ..

اخر الافلام

.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - ‏الأمم المتحدة تدين العدوان الإسر


.. بتوقيت مصر يناقش رفض مصر للتصعيد في المنطقة أمام الأمم المتح




.. تفاقم معاناة النازحين في لبنان


.. عشرات النازحين يفترشون الأرض في الحدائق ببيروت بعد أن فروا م




.. متطوعون يوزعون الحساء على النازحين في العاصمة اللبنانية بيرو