الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات العيد في عين مريسة

منتصر الحسناوي

2016 / 9 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تأملات العيد في #عين_مريسة
لمن لا يعرفها هي الكورنيش / جادة البحر في العاصمة اللبنانية بيروت ....
هي وجهتي المفضلة عند زيارتي لبيروت ...
لكنها اليوم تحكي قصصآ للمتأمل فيها عن كثب ...
هي دائمآ زاخرة بزوارها وعلى مدار 24 ساعة فما يلبث ان يغادر عاشقوا السهر حتى يظهر محبي النشاط والرياضة قبل بزوغ الشمس لتسمع اصواتهم وكأنهم يقولون قد بدأ يوم جديد وهذا الحال لكل ايام السنة
لكن في العيد لها حكاية اخرى !
فكل زائر لها قصة يرويها بشكل عفوي او مقصود في هذه الجادة ...
لعل اول ما لفت نظري الثقافة المتدنية (لبعض) زوار المكان الذين يرمون فضلاتهم اين ما حلو ، في الوقت الذي ارى رجلآ كبيرآ في السن يلبس بدلة العمل وبيده عصا تلتقط ما رمت تلك الايادي الجاهلة دون كللآ او ملل ، وكان لسان حاله يقول ان للعيد اهله وليس لطالب لقمة العيش عيد.
ولا اعرف لم تبادر في ذهني ان مجهود هذا الرجل المسن سيذهب شكره وتقديره لمسؤول يستمتع مع عائلته (إن حسن الظن ) في احد الضيع في الجبال !
ومن جانب اخر نجد المتناقضات فهناك من جاء لينسى مشاكل الدنيا بكأس من الخمر او البيرة على الاغلب مفترشآ صخور البحر ، ونجد قربهم من اكتفى برأس الاركيلة ليتنفس الدخان بنكهاته المختلفة التي تمتزج مع رطوبة البحر، في الوقت الذي نجد فيه من يمارس الرياضة مشيآ او ركضآ او بركوب دراجة هوائية او حركات ورقصات تلفت الانظار ، ولا سيما الشباب مفتولي العضلات الذين يجدون في نظرات الصبايا من حولهم حافزآ يزيد من قدراتهم البدنية ليظهروا افضل ما لديهم ، ولعل ذلك أخذ أيضا بالتطرف كحال كل شئ من حولنا ليزداد تفاخر البعض منهم ممن يقفز من جدار الجادة الى البحر رغم منع السلطات ووجود العلامات المانعة والأسلاك الشائكة فكلها لا تقف عائقآ أمام نظرة وإبتسامة لفتاة جميلة ...
وايضا نجد مختلف المستويات المعيشية فنجد من يتفاخر بما انعم الله عليه بقصد تارة وبدون قصد تارة اخرى ، فهم يمارسون رياضاتهم وحولهم خدمهم ممن يرعون اطفالهم او حيواناتهم من كلاب او قطط ، في الوقت الذي نجد عوائل كثيرة وجدت في هذا المكان متنفس لهم لينسوا ضنك العيش وقساوته ولعل مظهرهم وملبسهم ونظراتهم تدل على ذلك من غير ان ينطقوا به ، لكنهم يصنعون الفرحة لنفسهم بلقطة سيلفي بموبايل او اكل قطعة من الذرة او ما جادت به مائدتهم التي يفترشوها ....
وفي الوقت الذي تدق فيه الطبول فرحا ورقصآ بزفاف اختار اصحابه ان تكون صورة العروسين على شاطئ البحر مع تجمع الكثير من حولهم من الاهل والاصدقاء و المارة الذين يأخذهم الفضول او الرغبه برسم ابتسامة لفرح الاخرين ، هناك فتاة خلعت حذائها و تسلقت جدار الكورنيش لتنزل بعدها حافية القدمين على صخور الشاطئ وسط امواج البحر لتفترش حذائها وتجلس تحاكي البحر بعيدا عن الكل ...

الصغار يلعبون ويركضون لفرط طاقتهم و الشباب بعنفوانهم و كبار السن يمارسون رياضاتهم وتأملاتهم وعين مريسة تجمعهم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور