الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدليل القاطع لصحة الكتاب المقدس

صباح ابراهيم

2016 / 9 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



المقالة مقتبسة بتصرف من موعضة للقمص زكريا بطرس .
كثيرة جدا الادلة القاطعة و الثابتة التي تدل على صحة الأنجيل المقدس ، و سنأخذ في هذا المقال كلمة واحدة فقط لنثبت ذلك .
كلمة واحدة تكفي لتكون هي الدليل القاطع لاثبات صحة الكتاب المقدس وهي (اسرائيل) .
تاريخ اسرائيل اثبت صحة النبؤات التي قالها الانبياء السابقون عن السيد المسيح في مجيئه الاول الذي اسس للتاريخ الميلادي ، و عودته الثانية لعالمنا الارضي .: و تحققت كلمة السيد المسيح تماما في زمننا الحالي عندما قال :
" فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا (اخضرا) وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ." إنجيل متى 24

حكى السيد المسيح هذا المثل ليعطى درسا بليغا للمستقبل فقال :
" كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ، فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَرًا وَلَمْ يَجِدْ. فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَرًا فِي هذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضًا؟
فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً.
فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَرًا، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا».

مدلول شجرة التين في قول السيد المسيح :
شجرة التين تنطبق على امة اسرائيل اليهودية الرافضة لشريعة الله الحقيقة ، ثلاث سنين يجول السيد المسيح في ارض اسرائيل شمالا وجنوبا يفلح تربتها ويصلح الناس خلقا ودينا ، ولكنهم امة لا تعطي ثمراً . اراد الرب الاله ان يقطعها من تربتها ، الكرام السيد المسيح طلب من الله ان يمنحه مهلة لسنة اخرى لأصلاح الناس وان لم تثمر جهوده و لم تعطي شجرة التين ( امة اسرائيل) ثمرا فاقطعها .
بعد ثلاث سنين و نصف تقريبا من الاصلاح و الموعظة بقت شجرة التين عقيمة لا تثمر ، وكان مقابلة اليهود للاحسان هي الاساءة للكرام المصلح. رجال الكهنوت اليهودي المتعنتين رفضوا السيد المسيح و تعاليمه السامية ، لأن مصالحهم الدينية والدنيوية ستصبح في خطر لأنهم فاسدون و يعملون لمصالحهم الشخصية و ضد شريعة الله الحقيقية ،و لكونهم تجار دين . وشى حاخات اليهود المسيح عند الحاكم الروماني زورا بعد ان فضح ريائهم ، مدعين انه يضلل الشعب و يثير فتنة ضد القيصر ، و طالبوا بصلبه و قتله .
بذلك اثبت الاسرائيلون انهم امة تستحق الهلاك والقلع من تربتها لأنها امة لا تثمرصلاحا ، المسيح شفيع البشرية يطلب من الله مهلة لأصلاح الخطاة . الرب و المعلم يقرع على قلوب الناس ثلاث سنين ونصف لأصلاحهم وهم يرفضون بعناد . انهم فعلا اولاد الحيات و الافاعي الذين غمرهم المسيح بحبه وحنانه ورعاهم و غفر خطاياهم و شفى مرضاهم واقام موتاهم ، فصلبوه على عود الصليب . اذا شجرة التين تمثل أمة اسرائيل الضالة التي تستوجب القطع .
المسيح لعن التينة (امة اسرائيل) من انجيل مرقس الاصحاح 11- 13
و في الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع ، فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا لانه لم يكن وقت التين
فاجاب يسوع و قال : لها لا ياكل احد منك ثمرا بعد الى الابد .
(و في الصباح اذ كانوا مجتازين راوا التينة قد يبست من الاصول ) 11 - 20
المعنى الرمزي : المسيح يريد ان يجني من شجرة التين ثمارا روحية و ليست مادية ، فلم يجد في أمة اسرائيل الثمار المرجوة فلعنها .
شجرة التين اول ما تخرج اوراقا خضراء تظهر باكورة الثمار معها . لكن شجرة التين الاسرائيلة مورقة ولكنها بلا ثمار .
مظاهر اليهود الخارجية هي التقوى و البر الذي يغطي نفسه به ، لكنه من الداخل فارغ من التقوى الروحية . شجرة التين المورقة تدل على البِر الذاتي التي يتستر بها من يدعي التديّن ، يريد بورقة التين ان يستر بها عورته .
اليهودي الفريسي يقول انا اصوم لك ( يا الله) يومين بالاسبوع، وهذه ورقتين يريد ان يستر بها عورته ، ويقول : اعشّر لك من اموالي ( يدفع العشورمن مدخوله ) ، وهذه اوراق تين ساقطة .
لا يوجد ثمر حقيقي ، لا حياة التعفف و لاحياة الصلاح و لا بر ولا تقوى ، لا صلاة حقيقية ، وهذه كلها اوراق بلا ثمار . انهم شعب بلا بِر حقيقي ، يريدون خداع ربنا بصلاة و صوم كاذب و رياء و تمثيل ، ولكن ربنا يعرف الرائي من البار الحقيقي .
تحقق نبوءة المسيح
دولة اسرائيل القوية في عهد داؤد النبي و سليمان الحكيم و في عهد ملوك كثيرين يبست هذه الدولة و انهارت في سنة 70 ميلادية عندما هاجمها الرومان بقيادة القائد تيطس ، و قطع اسم ( يهودي) من دولة اسرائيل و هدم هيكل سليمان و طرد اليهود من بلادهم الى بلاد غريبة عنهم .
هكذا تحققت نبوءة يسوع المسيح عن أمة اسرائيل فاصبحت مثل شجرة التين اليابسة ، فتشتت شعبُها مثل اوراق الخريف المتناثرة تذروها الرياح ، الى بلدان الشتات في كل دول العالم ، هذا ما حصل لأمة اسرائيل لعدم سماعها لصوت التوبة
قد تنبأ السيد المسيح بخراب الهيكل و هلاك أمة اسرائيل و يباس شجرة التين .
قال السيد المسيح: " من شجرة التين تعلّموا المثل ، متى صار غصنها رخصا و اخرجت اوراقها اعلموا ان الصيف قريب " .
كل من لا يقبل المسيح يجف و ييبس و يموت روحيا . كما تجف الاشجار في الخريف و تتساقط اوراقه الى الهاوية . من لا ثمار له لا تنفعه الاوراق المؤقتة لأنها ستتساقط في يوم ما . الثمر في الشجر خير من الاوراق لأنه يدل على استمرار الانتاج و الحياة النافعة .
عودة الصيف وانتعاش الامة اليهودية بعد موتها
بعد عام 1917 كتب رجل يهودي اسمه هرتزل رواية اسمها احلام اسرائيل من 1900 سنة . اثرت تلك الرواية في بعض السياسيين و الاغنياء اليهود و تقربوا الى الساسة البريطانيين و حصلوا على وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا لأعادة احياء دولة اسرائيل المنقرضة مجددا بدعم بريطاني .
بعد انتصار بريطانيا والحلفاء على الدولة العثمانية و المانيا و هزيمتها عسكريا، فرضت انكلترا حمايتها الادارية والعسكرية على فلسطين ودول عربية اخرى . وبعد ان احتلت قواتها فلسطين نفذت وعد بلفور ، ساعدت اليهود على الهجرة من دول الشتات الى فلسطين ، و سال لعاب العرب على اموال اليهود فباعوا قسرا او رغبة او بالقوة مايملكون من عقارات لليهود العائدين . وبعد قويت عصابات شتيرن و الهاجاناه و اتسل العسكرية الصهيونية انشئوا دولة اسرائيل بدعم من بريطانيا وفرنسا ، واعترفت بها الامم المتحدة وقسمت ارض فلسطين مناصفة بين العرب و اليهود ، الا ان العرب رفظوا التقسيم ، فاحتلت اسرائيل معظم اراض فلسطين بالحروب المتتالية .
اقام اليهود دولتهم القوية على ارض اجدادهم العبرانيين القادمين من مصر بعد رحلة اربعين سنة عبر صحراء سيناء بقيادة النبي موسى و يشوع بن نون.
وبعد عام 1948 عاد اليهود المشتتون الى ارض اسرائيل القديمة ارض الميعاد مجددا ليس بوعد الله هذه المرة بل بوعد بلفور وزير خارجية بريطانيا .
واصبحت اسرائيل رغم صغر مساحتها و قلة نفوس شعبها اقوى دولة في الشرق الاوسط ، عسكريا و اقتصاديا و علميا ، ولديها اقوى استخبارات في العالم ، دولة حديثة مسلحة باسلحة نووية و قنابل هيدروجينية تخيف العرب المحيطين بها من كل الجوانب ، و انتصرت عليهم بكل الحروب التي خاضوها ضدها سنة 1948 1967، و 1973 ،رغم عدم التكافوء العددي بين الطرفين . لا يجروء العرب اليوم ان يفكروا بمهاجمتها ابدا ، بل يمدون الجسور سرا لكسب ودها واقامة العلاقات التجارية السرية معها و يسترضونها ، المغرب و قطر والسعودية و غيرها ..
اسرائيل هي من تتحكم بسياسة العالم اليوم عن طريق سيطرتهاعلى الكونغرس الامريكي ويؤيدها زعماء السياسة والمال والاقتصاد فيها و في دول اخرى بشكل اعمى . فقد اورقت شجرة التين ثانية عندما اقترب الصيف كما تنبأ السيد المسيح.
و تحققت نبؤءة المسيح الاخرى عندما قال : " فمن شجرة التين تعلموا المثل: متى صار غصنها رخصا ( اخضرا) وأخرجت أوراقها، تعلمون أن الصيف قريب " .
والتفسيرهو ان الشعب اليهودي الذي صار كشجرة التينة التي سقطت تحت اللعنة بسبب جحودهم. ستعود إليه الحياة خلال عودته للإيمان مرة أخرى بالمسيح الذي ينتظره اليهود في أواخر الدهور وبهذا نعرف أن زمان عودة المسيح قد اقترب . سيعود اليهود في نهاية الأزمنة إلى قبول السيد المسيح ربا و مخلصا بعد أن يكتشفوا خطأهم بصلبه ورفضهم إياه .
هكذا كانت كلمة اسرائيل و شجرة التين هي احدى الادلة لصحة الانجيل المقدس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ سامي سيمو من الفيس بوك
صباح ابراهيم ( 2016 / 9 / 14 - 22:10 )
شكرا لتعليقاتك و اضافاتك الرائعة و معلوماتك القيمة
لابد من تكاتف الجهود لبيان دين الاله الحقيقي وفضح دين الشيطان الذي يريد ان ينتشر بين العالم بقوة السيف و تعاليم الشيطان و وبدجل النبي الكذاب .
ان لم يبن الرب البيت فباطل يتعب البناؤون .
تحققت نبؤات السيد رب المجد مسيحنا المبارك ، فقد يبست امة اسرائيل عندما لعنها رب المجد ، و قال ان شجرة التين ( امة اسرائيل اليهودية ) ستورق مرة ثانية فيعرف الناس ان الصيف قادم .
اندثرت دولة النبي داؤود القوية و تشتت ابنائها في ربوع العالم المختلفة بعد دمار هيكل سليمان حسب نيؤءة السيد المسيح ، وها ان الشجرة اورقت من جديد بعون و دعم امريكي بريطاني فرنسي و نشاط اليهود انفسهم الذين حصدوا جوائز نوبل للعلوم اكثر من اي امة اخرى . و انشؤا دولتهم وسط 28 دولة عربية اسلامية لا تجرؤ اي واحدة منهم ان تطلق رصاصة واحدة باتجاه حدودها ، رغم انهم يعدون بمئات الملايين مقابل خمسة ملايين يهودي مدججين بالاسلحة الذرية والهيدروجينية و الصواريخ و الاقمار الصناعية و قوة اقتصادية و مالية هائلة ومخابرات متغلغلة في كل شبر من ارض العالم و بداخل قصور الملوك والرؤساء العرب .



2 - اين المرجعية
محمد البدري ( 2016 / 9 / 15 - 21:11 )
عزيزي الفاضل صباح ابراهيم، لا يمكن التاكد من صحة اي نص الا بمضاهاته بما لا يقبل الكذب او الزيف. فاين هو الاصل الذي يمكننا ان نعتبره مرجعية لقياس مصداقية الكتاب المقدس بقسميه القديم والجديد وكذلك القرآن الذي يدعي اصحابه انه اصدق كتاب علي وجه الارض؟؟

فطبقا لاقوال من يطلقون علي انفسهم علماء الاسلام فالخرافة تملأ صفحاته وهو امر ينطبق كذلك علي الانجيل والتوراه. تحياتي وكامل احترامي وتقديري


3 - الاستاذ محمد البدري
صباح ابراهيم ( 2016 / 9 / 15 - 22:40 )

تحية طيبة
الكتاب المقدس مرجعيته في صدق ما كتب فيه من نبؤات تحققت كلها ، اعد قراءة ما قيل عن صفات و حياة السيد المسيح من نبؤات الا نبياء و قارنها بما حدث للسيد المسيح شخصيا وما ينطبق عليه ستجدها كلها قد تحققت بصدق ، المصداقية هي المرجعية .
سمو رسالة الانجيل و تعاليم السد المسيح هي المرجعية لكل البشر . و العهد القديم هو اول كتاب كتب على يد موسى و الانبياء ، فاي مرجعية تؤيد اول كتاب في التاريخ ؟
خلق الكون ايده العلم ونظرية الانفجار الكبير .
قال النبي اشعيا : لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا أَبًا أَبَدِيًّا رَئِيسَ السَّلاَمِ وهذه صفات المسيح .
وتنبأ ايضا : ( وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ)
- ( ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)
هذه هي المرجعية

اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا