الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوصايا العشرلإفساد الثقافة الكردية

ابراهيم محمود

2005 / 12 / 24
القضية الكردية


الملاحظ للحراك اليومي والحدثي، لما يُسمى بالثقافة الكردية، تلك التي يتحرك في مضمارها، من يعتبر نفسه الأكثر قرباً منها والأكثر تمثيلاً لها، انطلاقاً من المقولة المشهورة ، وهي أن الكتاب يتنفسون برئات مجتمعاتهم، وأنهم لحظة التعبير عن المجتمعات هاته، لا بد أنهم ساعون إلى تمثيلها، دون التوقف عند حدود مفهوم التمثيل، وما يخص جدية الدعوى القائمة، ومصداقية التاريخ الشخصي للكاتب، كما قلتُ، الملاحظ لما تقدم، يتلمس ذلك التغييراللامتغير في قوم، يريدون تغيير ما بأنفس الآخرين، دون أن يتغيروا، لأن ثمة مبادىء ثابتة، ثبات الدوغمائيات والبراغماتيكيات الطائفة والمتنامية في أذهانهم وفي جمهرة علاقات النسب الاحترازية والاحتوائية والاجتمائية والتدبيرية، تلك التي يرعونها/ يراعونها فيما بينهم، بصفتهم أكثر قدرة على النفاذ في صميم العلاقات الاجتماعية، ورسم ما يسمى بالمقابل، بـ( السياسات الثقافية)، وتشكيل الضمير المجتمعي الثقافي: الكردي ، من جهتهم، اعتماداً على أنساق ورموز قوى صائتة موزعة في الجهات الأربع كردياً، تضفي على كل خطوة ممهورة بما هو ثقافي، يخطونها قيمةً امتيازية، تعلي من المقدار المحلّق لكرديتهم، ليكونوا بالتالي الصوت الثقافي لشعب بكامله هنا.
لا أريد أن أطيل في تبيان انطلاقة ومسار هذا التوربيد الثقافي الكردي الجمعي: التضامني والتكافلي، من نوع خاص، لارتياد عوالم الآخرين، عبرأنشطة متعددة اليافطات، متنوعة الشافطات، ودائماً باسم الدفاع عن حقوق الانسان الكردي، وهم الأَولى بالمواجهة والمساءلة فيما هم ماضون فيه، وفيما يتحفظون عليه تاريخاً، وباسم الإعلاء من شأن الثقافة الكردية، وهم الأولى بالمواجهة لماضيهم وممارساتهم، وطبيعة المبادىء السيَّارى العبَّارة التي تقلُّهم وتجلهم، ومن خلال مؤتمرات: مؤامرات من جهة جل الذين يُستدعون رسمياً وبنوع من التعظيم والتفخيم، لأن خدماتهم الثقافية الكردية( أي خدمات؟)، تبررلهم شكل الخطاب ذاك، ومن خلال ندوات، ولقاءات وملتقيات، يمكن التوقف عند الأغلبية فيهم، وكيف يضربون طوقاً من الفولاذ الكردي الذي يعدم رؤية الداخل من قبل الخارج، وكيف تتحرك لعبة العلاقات بين هؤلاء، والحمولة الثقافية التي تميزهم هنا وهناك، وذلك في ظل الحلحلة المشهود لها، على أكثر من صعيد كردستاني، تحت تأثير متغيرات دولية، وتاريخية كذلك، تسمح ، بسهولة، لهؤلاء، وانطلاقاً من عترسة وفهلوة مخضرمتين مطعمتين، على التواصل معاً، ومن الجهات الأربع( إذا تمادى أحدهم بالرد، أحد هؤلاء الذين أعرفهم، وما أكثرهم، وباسم الثقافة الحقة، والكردية: المستدقة هنا، وهو في مستوى ما ينسبه إلى نفسه، فسوف أكون بانتظاره انتظار الأخ لأخيه الذي يريد قتل الأب الثقافي فيه بدعوى شبوبيته عن الطوق، وقابليته أكثر لوضع الأخوة كافة تحت إمرته رمزياً، ولأنه يجد في نفسه الأكثر كفاءة، من منظور التبدل الجلدي واللوني)، ومحاولة إبعاد من بوسعه التحدث داخل التاريخ الحي، وبالقرائن التاريخية عما يجري.
الحديث عن الفساد: العالمي، الإقليمي، المحلي، الكردي، الكردي- الكردي، الكردي بالوكالة، أو بأصالة مدعَّمة ملغمة مع تقاسم المزايا والنتائج الرمزية المحققة، المحسوبة مسبقاً، والكردي المعلوم باسمه ولو حنق وكره عارفوه في طبقاته الجلدية وأنواعها، يمكن تعقُّب أدواره، ووجوهه كردياً حليق الوجه، طليق اللحية، معمم الرأس سافره، متوضئاً، على جنابة معينة قصداً، وفي هذا الوقت بالذات، وفي ظل التشديد الثقافي الكردي على ضرورة مواجهة الفاسدين والمفسدين المحتمين بأسماء آبائهم اللاآباء بجدارة، وأسلافهم متمرسي التسليف القيمي والثقافي الكردي في قديمه وجديده ونيوحداثته، وحفظة الملاذات الآمنة: العشائرية المنبت أو المستنبت، والتمذهبية المقلب والمركب، والشللية المسار والمدار، الأمر الذي يعني المزيد من اليقظة والتيقظ، والتدقيق في الفساد بصوره وأصواته المتفاوتة المراتب أو الإيقاعات، ومواجهة رموز الفساد هؤلاء: قريبين كانوا أم بعيدين، كباراً أم صغاراً، بأسمائهم الصريحة، أم بألقابهم( ألقى بهم) في القبيحة، بكل دلالات اللقب، بذكورتهم الفعلية والذكورة المنزوعة الرجولة فيهم، أو بذكورتهم الاسمية الملغزة المذعورة خوف نفاس اسم مرعوب من تاريخه، أو مواجهة يقين الاسم الفعلي، أو بأنوثتهم المستعارة، تهرباً من وطأة ذكورة ، غير قادرين على تحمل وطأتها القيمية، أو بخنوثة في برزخ الجمع بين الجنسين في عدمية الانتماء، استجداء لمكان / موقع، يشار إليه، منافسة مع الصرحاء في أسمائهم، حيث لا جنس قيمة، يتقبلهم في النهاية من خلال تزييف ذات هم سدنته، وبالتالي التركيز على مدارك الفساد الثقافي بصورة خاصة.
ولأنني أريد صراحة( من يستفز من هذه العبارة، ليتفضل لي باسمه الصريح وتاريخه الصريح وسلوكه العملي الصريح، لأعترف له، بتمام وكمال الصريح تالياً) لذا، ومن خلال المتابعة لي في ورشات الفاسدين والمفسدين والداعمين للفساد كردياً، وفي أوساط مختلفة، توصلت حتى الآن إلى ما أعتبره الحقيقة المعتبرة، والتي تتجلى فيما عنونته بـ( الوصايا العشر لإفساد الثقافة الكردية)، رغم حداثة السن الفعلية للثقافة المذكورة، وفي تعددية اللغات الناطقة باسمها، هذه الوصايا هي:
1- لا تتخل عن عشيرة تظللك، أو تعتقد أنها تظللك، في مسعاك الثقافي، من جهة تأمين الحماية لك، ضد من يريد نسف الذات العشائرية التي لما تزل تشكل رصيداً قيمياً نافذ المفعول في صميم العلاقات الاجتماعية كردياً. استثمر قيمها حيث تريد الكتابة، بحسب شطارة موهوبة أو مسحوبة، وحيث تريد الوصول إلى ما تريد، طالما أنك تريد الإعلاء من اسم العشيرة أو ما يعادلها، ذات المضاء الرمزي الأثير ماضياً، والتي هي أيضاً نِعم إرث من خير سلف لخير خلف، ولتكن الخليفة العشائري المنصور باسمها.
2- لا تخرج عن حوزة مذهب أو تمذهب ديني، أنت أولى بتمثل مناقبه، وجمع مكاسبه، خصوصاً حين تجد في نفسك ذلك الوازع الديني المؤازر لك على التصريح بحقيقتك ذات القيمة المحمية، لتكون هذه أكثر من قناة اتصال بذوي النفوذ الديني التديني المتاريسي، والدفع بك نحو المزيد من تسنم المراتب، أكثر من غيرك.
3- لا تنزع عنك ذاكرة الجمع بين الشيء ونقيضه، لأنك موجود في مجتمع، يسيّره النقيض الكردي، أكثر من سواه، وليس كمثلك من يمكنه التحرك على عجلة النقائض في المجتمع الذي ينسى ما كنتَه في الأمس، وأنت تقول وتعمل نقيضه اليوم أو اللحظة تماماً.
4- إذا كنت متنقلاً بين الأحزاب، وكنت تجد في كل حزب، ما تعتبره جوهرة مرادك، احذر من الثبات المشبوه داخل الحزب الواحد، حيث التغير يداهمه، كما تلاحظ، وأنت أولى بالاستفادة من هذا التحول، عندما تجد جديداً، مهما كان اتجاهه، طالما يؤمن لك الكتف الأكثر دسامة واكتنازاً، وأنت الأكثر قدرة على تفعيل( من أين تؤكل الكتف)، كما علمتك الكتب الخاصة في السلوك اليومي، مذ رأت عيناك دنياك الكردية وغيرها.
5- حذار من البقاء داخل دور واحد، كن كالمسرحي في تعددية أدواره، مع فارق التمثيل والتشخيص، فليس كمثلك من يحسن تجويد الدور، والإيقاع السحري بالكردي القريب منك والبعيد عنك، فتكون في الوقت نفسه المحبب إلى نفس خصمك، عدوك، مثلما تكون وستكون الأثير إلى أشباهك وهم كثر في محيطك: مستنقعك الكردي، كن أنت دائماً وليس أنت، سترَ ما ليس يُرى تعظيماً لك في الورى.
6- احذر من السقوط في العد التنازلي في تنوع أدوارك ذات الأصول الوصولية، وأنت ترى كم همو أكرادك، أو كردك موسعي دنياهم لمداهمات خصومهم لهم، مضيّقي آفاقهم المعرفية، وبوسعك أن توسع أفقك المعرفي الخاص المساهم في احتياز المزيد من الأصوات التي تعلنك المثقف الأثير، وأنت تؤاخي بين تناقضات صارخة فيهم.
7- لا تخف من ماضيك، فكلما كان متنوعاً في تحولاته وحربائياته، أكسبك هيبة أكثر. لا تخف إن قيل فيك أنك كنت العلماني والمشيخي والسني والشيعي والصوفي والكردي واللاكردي والمموه والملغز....الخ، فليس من ماض يكسبك ثواباً كردياً، ويخيف المحيطين منك مثله بالمقابل، إذ ليس يقدر على الجمع بين هاتيك التعارضات سوى من أوتي قوة لا تقاوَم، كما هو أنت اليوم هنا وهناك.
8- إياك والشعور بالخجل أو إبداء الأسف، لأنك نجحت في الجامعة مثلاً بالغش، أو كنت ترشي حجاب الجامعة أو المستخدمين فيها، أو المعنيين بالتعليم فيها مباشرة، أو تزيف شخصيتك العلمية المزعومة، ببهلوانيات أنساب واستقلابات انتماءات لافتة، لترقى في أعين القيمين على الجامعة، ولتتسنم مناصب أكثر وأكثر، حتى لو كان ذلك ضد الذين تدعي أنك منهم : من الكرد، فالتمثيل حليفك في النجاح حيثما كنت.
9- حذار من الاضطراب والخشية، فيما لو تقدم منك أحدهم، وواجهك بما كنت تفعله وأنت الجامعي، خارج كل اعتبار كردي: الممثل الفاسد لقومك، والناطق المزيف باسم الكردي فيك، وعراب تسويات في نجاحات الطلاب، والبعثي مثلاً( ها) وأنت اليوم تصرح بكردية، أين منها كردية المخضرم، وأنت تظهر أمام الملأ البشري هنا وهناك، سيداً أو ما يعادل، ملتفاً على كل الذين حاولوا النيل منك، لتكون أنت مقرر مصير الكردية فيك( وما أبأسها) ، وفيهم ( وما أتعسها).
10- كلما تقدمت في تحقيق مكسب شخصي، زد تقدماً من أي معني، وليَّ أمر كردي مشهود له بحسب ونسب معلومين: حزبياً أو غيره، عشائرياً أو سواه، واعرض عليه خدماتك، وبوسعك أن تعترف له بكل ماضيك الغرائبي العجائبي الضرائبي الخرائبي مصادفة،، لتكون مكانتك أسمى، ولأنك تخاطب فيه، ما يريده سماعاً منك في الغالب، واحذر من أن ينافسك أو يسد عليك الطريق من تعتبره الممثل الأكثر صدقية في التعامل مع واقعه وحس الكردية، لأنك ستصبح في عداد خبر ( كان)، واسترسل في مقالك المدرَّب عليه دون تلجلج، وثبت عينيك في عيني المسؤول: السياسي والثقافي الرسمي، وكل من يوصلك إلى حيث تروم هدفاً، ليكون متفرساً في وجهك، ويرى فيك ما يبحث عنه، حيث أنت فارس الميدان الكردي، متحدثاً باسم الثقافة الكردية، في أي محفل أو ملتقى أو مؤتمر ثقافي كردي محض أو كردي عربي أو سواه، حيث يتحلق حولك من استطعت أن تختارهم في الغالب، أومن يضاهونك في حفظ وتطبيق الوصايا العشر لإفساد الثقافة الكردية، ولأنك بالطريقة هذه، تعامل الثقافة كما تستحق، وطوبى لثقافة حراسها فاسدوها مفسدوها باضطراد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين