الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما في حدا بنام بِهَم عتيق ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 9 / 15
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ما في حدا بنام بِهَم عتيق ..!!
يبدو بأن أمثالنا الشعبية ،تُعبر بصدق عن واقعنا الحياتي ،عبر مئات السنين .. فهذا المثل يُصور حالة نفسية مستدامة عندنا . فالهموم تتراكم وتتجدد يوميا بحيث لا تترك للإنسان فسحة من الراحة . فالحياة بالنسبة لشعوبنا هي أشبه بالحرب ، لكن دون استراحة المحارب المشهورة ..
توقُّع المصائب والكوارث على الصعيدين الشخصي والعام ،يُلازمنا حتى في ساعات الضحك والفرفشة ، فكلما ضحك واحد منّا ، دعا ربه أن "يُنجيه" من تبعات وعواقب هذا الضحك .. أللهم إجعله خير .. يا رب..!! أو ، الله يجيرنا من الجايات (الآتيات القادمات ).
حتى الإبتسامة نستكثرها على أنفسنا ، ونراها تحمل بُشرى بنذير شؤم ..!!
هذا المزاج العام السوداوي ، لم يأتِ من فراغ ، على ما يبدو .. فالمصائب التي كانت تنهمر على رؤوس الفقراء وبسطاء الناس لم تتوقف للحظة ..
وقائمة الهموم طويلة طويلة ، بدءاً بتوفير الحاجات الأساسية للفرد والعائلة ، من غذاء ، ملبس ، تعليم ومسكن .. مرورا بالفواتير والضرائب التي تُثقل الكاهل ، وانتهاءً بالشعور بالأمن والأمان ... وأنّى يكون ذلك ؟!
متى أمِن الإنسان في "أوطاننا" على نفسه وعائلته ؟؟ ثمّ متى ضمن الإنسان فيها وجبته التالية ؟!
حياة الإنسان "العربي" عامةً والفلسطيني خاصة ، مشوشة وضبابية ، ليس فيها شيءٌ مضمون سوى الموت .. لا إستقرار ولا سلامة نفسية ..
وكما تقول جداتنا ، وفي أبلغ تعبير عن الواقع الغارق بالهموم ، " اللي خِلِق عِلِق" ، يعني من يأتي الى الحياة فقد وقع في ورطة كبيرة ..
لكن متى يا تُرى ، ستكون الضحكة رفيقة "شعوبنا" ، دون خوف أو تشاؤم من قادم الأيام ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أتمنى لك السلام و الصفاء
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 15 - 16:50 )
تحية طيبة يا صديقي،

أتمنى أن تكون بخير، و أن تبات َ بلا هموم!

من حقِّنا كما نظن بعد العمر ِ و التعب و بناء المستقبل لأبنائنا أن يكون َ نصيبنا من الراحة ِو السعادة ِ قريبا ً،

لكن َّ الحياة َ لها إيقاع ٌ آخر لا استحقاق َ فيه لأحد، و يبقى حُسن تدبير ِ الأمور، و القدرة ُ على التعامل ِ مع الأحداث، و صلابة ُ الإنسان في وجه الطبيعة،

دمت َ بودٍّ!


2 - الجهل
عبد القادر أنيس ( 2016 / 9 / 15 - 17:36 )
أهم ما يميّز مجتمعاتنا هو الجهل. الجهل هنا بمعنى سيادة الفكر المتخلف في علاقات الناس فيما بينهم (حتى بين من حصلوا شهادات تعليمية عليا). سيادة الجهل في مجتمع لا بد أن تنعكس في مستوى إدارة شؤونه من أدناها (الأسرة) إلى أعلاها (إدارة شؤون الدولة). الحماقة الأولى التي ترتكبها الأسرة الجاهلة هي آفة التكاثر. الأسرة عندنا تنجب عددا من الأطفال يفوق بكثير مستوى دخلها، ويا ليت الأمر اقتصر على الدخل. أتذكر كيف أن أبي اغتنى ذات مرة من صفقة تجارية. فكان أول شيء فكر فيه أن يتخذ لنفسه زوجة ثانية. زوجة ثانية على أمي التي قضت معه (يومئذ) أكثر من عشر سنوات وأنجبت خمسة أبناء (وصل العدد فيما بعد إلى 14، عاش منهم 7). الزواج لم يتم لأن أمي رفضت وغادرت المنزل ولجأت إلى خالي وكثرت التدخلات والاحتجاجات وبطل مشروع الزواج الهمجي.
يكفي هنا أن نشيد بقول القائل: يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه.
يبدو لي أن الجاهل مضطر إلى دفع ضريبة جهله من لحمه وعظمه ودمه، قبل راحته واطمئنانه. ولا داعي للحديث عن استمرار اربتاطنا ببنى فكرية واجتماعية ودينية غاية في السوء والعنصرية والعدوانية تجاه بعضنا وتجاه الآخر.
تحيات


3 - يا هلا يا نضال
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 9 / 16 - 07:22 )
صباح الخير وطولت الغيبة ..
وشكرا على هالطلة


4 - الاستاذ عبد القادر انيس المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 9 / 16 - 07:26 )
صباح الخير
دائرة الفقر السحرية لم تتمكن الجماهير من اختراقها ..الفقر يعني جهل ويعني تخلف ..
وللعلم فقط فكلما كان الانسان فقيرا ، كان صاحب عائلة كبيرة ، لا يعرف كيف ينظم الاسرة.
كان يعاني من السمنة لأنه غير قادر على شراء الغذاء الصحي (مرتفع الثمن)، كان مدخنا شرها وهكذا ..
القضية هي التجهيل المتعمد الذي يخلق جهلا متوارثا ..
لك مودتي


5 - الاستاذ قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 9 / 16 - 14:23 )
تحية طيبة
اللغة بحر لا يستطيع التأثير به او عليه اي كائن حي او كائن خرافي
اللغة بحروفها المكتوبة او المنطوقة تاريخ عميق بدأ من اول نَفَسْ لأول من شكل موسيقاها...مهما كانت تلك اللغة حتى ولو تكلم بها بضع عشرات من البشر..انها عمق ذلك الناطق بها الذي لا يمكن له من تحديد مدى ذلك العمق...لا احد يعرف اول حرف لأي لغة حية متى نُطقْ او كُتِبْ وحتى ما يُقال انها منقرضة فهي غير ذلك انما كاي مادة تحولت... لا توجد لغة منقرضة انما لغة انتجت اخرى او تشعبت او تحررت من بعض ما فيها فانتجت غير المعروف عنها.
من يسئ الى لغة يسئ للحياة و تراكماتها و يسئ لنفسه اولاً و هو لا يستحق حتى امكانية النطق التي امتلكها.
اللغة من كيمياء حياة المجموعة البشرية التي تتعامل بها و تغيرت كما تتغير الكيمياء المحيطة بها و بناطقيها...اللغة صوت و نغمة و موجات اي مادة لا تفنى
شكراً لتفردك بالانتباه الى الموضوع و لهذا الرد
اكرر التحية


6 - العزيز عبد الرضا الورد
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 9 / 16 - 17:52 )
تحيات حارات
اشكرك على هذا الوصف الشاعري للغة ..
وعلى الإضافة النوعية
ايامك سعيدة

اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص