الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة اليوم العالمي لمحو الامية

عبد جاسم الساعدي

2016 / 9 / 15
التربية والتعليم والبحث العلمي


لمناسبة اليوم العالمي لمحو الامية: نظمت جمعية الثقافة للجميع بدعم ومبادرة منظمة اليونسكو احتفالية في مدرسة الاهلة في الباوية.ترافقك منذ اللحظات الاولى للحركة نحوالباوية في اطراف شرقي بغداد من نواحي قاطع 9 نيسان مشاهد الخراب والبؤس بكل صوره الفردية والجماعية وظاهرة العربات التي تجرها (الحمير) المنهكة. تشكل احيانا مسيرة منظمة تلتحق بها عربات منطقة العبيدي والفضيلية وكأنها تتجه نحو المنطقة الخضراء وبخاصة عندمجلس النواب ومجلس الوزراء واللجان المتعددة الاشكال بين لجنة الخدمات ولجنة المرأة والاطفال ولجنة الصحة ولجنة التعليم ولجنة الفساد والانحطاط واللجان الامنية .يقود عربات الخشب المنحدرة من تلك الاحياء التي لاتجد فيها غيراللافتات السوداء والحزن والكابة,اطفال في عمر الزهور والشباب والحيوية ينتظرون مستقبلهم الداكن, تراوح اعمارهم بين الثانية عشرة والسادسة عشرة من المؤكد انهم حصلوا على وثائقهم الاربع التي تثبت هويتهم وانتماءهم لهذا العراق.تركوا الدراسة وانسحبوا منها ليبحثوا عن لقمة عيش لعوائلهم المنكسرة في غمار الجوع والمرض والخوف,يتسابقون نحو المدينة المكتظة بالاعلام العراقية والشعارات الاسلامية وصور القيادات الدينية التي تكاثرت هذه الايام, وشغلت الزوايا ومقدمات المباني الحكومية وكأنها تحذر من مغبة الخروج على التقليد والمألوف وطاعة ولي الامر, وتكبح الغاضبين والمتمردين والذين يفكرون في الخروج والتظاهر لاحتلال الشوارع يوما ما للدفاع عن حقوقهم.التقينا بعدد كبير من عوائل الاطفال ( الدايحين) والمشردين والمنسحبين من الصف والمدرسة والحياة والوزارات والمؤسسات التي تدعي كذبا انها ترعاهم وتأخذ بايديهم وتنظم مشروعات لتأهيلهم واعادتهم الى الحياة.اطلقت تلك النساء صيحات غضب حادة,ارتجت لها قاعات مدرسة الاهلة الابتدائية في مركز محو الامية برعاية منظمة اليونسكوفي العراق.حاولنا ضبط الحال والميل نحو التهدئة لاستيعاب دوافع الغضب واسبابه:اين وعود وزارة التربية,نحن غير قادرين على مواصلة الدراسة لماذا لا تقدم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مشروعات تأهيل وتدريب انها وزارة ساكنة خاملة.لماذا لا تلتفت الوزارة الى اطفالنا نحن مناطق محرومة لم تصلها الدولة لم نشاهدهم الا قبل ايام من دعاياتهم الانتخابية,لماذ لا تقوم وزارة التربية بانشاء رياض للاطفال؟
انسحب عدد من المسؤولين المحليين من جهة الباب الخلفي للاحتفالية.
تراكمت الاسئلة بطريقتها الصادقة المؤثرة واللوم على وزارة التربية وعلى اللجنة العليا لمحو الامية.
حاول مدراء مراكز محو الامية في مدارس الاخوة والاهلة واسماء بنت عميس في الباوية والعماري وحي النصر والرشاد ان يعيدوا الثقة بمراكزهم بعد ان بلغ الكذب والافتراء والمواعيد حدا لايطاق.
ابتداء من بدء حملة محو الامية في 6-11-2012 وحتى الان لم تف الوزارة بالتزاماتها,انها لم تزود الدارسين بغير دفترين,اما الدعوة باطلاق مساعدات مالية منتظمة الى الدارسين بمعدل اربعين الف دينار كل شهر وصرف مئتي الف دينار الى المحاضرين فانها ذهبت ادراج الرياح كالعادة وانفق مدراء المراكز مليون دينار لكل مدرسة للاعداد والتحضير ولم يصلهم شيء.
الاسئلة كثيرة ومثيرة عن دور ما سميت الرقابة المالية ولجان التعليم في مجلس النواب ومجالس المحافظات الذين يتسابقون للظهور امام شاشات التلفاز.لا بد وحال البؤس والكذب والتظاهر بالعلم والتربية والمسؤولية من انتفاضة علمية سلمية تقلع من دون هوادة كل الغش والفساد والامية الوظيفية الهاطلة نحو الاسفل.اننا بحاجة الى خطة عمل تشدد على خلق بيئة مدرسية نقية جاذبة لا طاردة تستأصل كل اشكال الفساد والغش والدونية لان العراق لا ينهض من دون تعليم وثقافة لا يدرك اهميتها الا الحقيقيون والغيارى وان نوقف هولاء الذين لا يفهمون من التعليم سوى الفصل والمراقبة والاستهانة بكرامة الانسان وحريته
د.عبد جاسم كاظم الساعدي
16 سبتمبر 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24