الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعائر الحج ، وعبث التاريخ

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2016 / 9 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شعائر الحج ، وعبث التاريخ
فى كل عام يضغط علينا الحج بأسئلته الكثيرة ، ومن أى مدخل ، مدخل ذى العلم ، أو مدخل العقل البسيط، نصل دائماً إلى نفس الجواب؟ فالحج فى الوثنية كان ، تلبية ، وإحرام ، وسوق الهدى ، والوقوف بعرفة ، والدفع إلى مزدلفة، والتوجه إلى منى لرمى الجمرات ونحر الهدى ، والطواف حول الكعبة سبعة مرات ، وتقبيل الحجر الأسود ، والسعى بين الصفا والمروة، وفى الإسلام هو نفس الشئ ، فكيف يعقل هذا؟ كيف يمكن لحج الشرك ، أن يصبح هو نفسه حج التوحيد؟
كيف أصبحت الكعبة ، معبد الأصنام بيت للإله الواحد ، وكيف أصبح إبراهيم هو من بناها ، ولماذا لم يبنى مثلها فى موطنه فلسطين ، وكيف أصبح العرب من نسل إبنه إسماعيل ، دون أن يحفظ التاريخ من هذا النسب شيئاً يذكر ، وحتى لو كان إبراهيم وإبنه هما من بناها ، فما قيمة هذين الشخصين فى تاريخ البشر اللامحدود ، وكيف يمكن للإله أن يكون عنصرياً يبنى لنفسه بيتاً فى مكة ويترك باقى العالم ، ومافائدة كل هذا الإيمان للعالم الإسلامى الذى يحتل المركز الأول فى نسبة المشاكل ، وماضرورة كل هذه النفقات لنفس هذا العالم ، الذى يموت الناس فيه مرضاً وجوعاً ؟
أسئلة لانهاية لها ، سوف تتداعى تلقائياً ، فى كل موسم حج ، على ذى العلم ، وذى العقل البسيط ، بشرط أن يكون لهما ضميراً ، الضمير فى النهاية هو العنصر الحاسم فى كشف الحقيقة . أسئلة سوف تتداعى تلقائياً وتصل بنا إلى جواب وحيد ، وهو أن العالم الإسلامى ، يعيش فى وادى، وباقى العالم فى وادى آخر ، إنه يعيش فى مستشفى مجانين كبيرة ، مكتوب على بابها الرئيسى (عبث التاريخ).
عبث التاريخ هو أساطير الأولين التى قالت بها قريش ، هو طفولة البشرية التى عاشت بداخلنا حتى بعد أن بلغنا سن الرشد ، هو هذا المقدس الرهيب الذى لانستطيع أن نعيش بدونه ، فنقبل فى سبيله كل التخاريف ، أنبياء تطير إلى السماء ، وأخرى يأكلها الحوت ، وأخرى تضرب البحر تطلع بطيخ ، عبث التاريخ هو العقل البشرى فى حالته البدائية ، عندما كان يلجأ إلى الأسطورة لتفسير ظواهر الحياة والطبيعة ، عندما كانت تجربته محدودة ، ومعارفه محدودة ، وفرص حفاظه على وجوده أيضاً محدودة ، هو هذه الشعائر والطقوس البدائية ، التى أفرزتها جغرافية كل بيئة ، وثبت وجودها مرور التاريخ ، هو الوهم الذى تخلصت منه شعوب كثيرة ، وظلت شعوب الإسلام تعيش فى ظلاله ، ظلال عمر وعلى وأبوبكر الصديق ، الإخوة الأعداء الذين تقاتلوا على الدنيا وليس على الدين ، هو ذلك الدين السياسى اللئيم ، الذى غلف أطماع القادة والشعوب ، بغطاء من الإيمان الزائف والوهم اللذيذ ، هو الحاجز الرهيب بين البربرية والحضارة ، بين النظام والفوضى ، بين الشقاء والسعادة ، هو ذلك القيد صعب الإنكسار، القيد الذى يجعلنا عاجزين عن إدراك الفارق العظيم بين إله العصور القديمة ، الذى كان يمكن إرضائه بذبح خروف أو معزة ، وإله العصور الحديثة الذى لايقبل بأقل من مراعاة مواثيق حقوق الإنسان، هو ذلك القيد صعب الإنكسار ، الذى يجعلنا نقبل فى كل عام ، أن يكون حج الوثنية ، هو نفس حج التوحيد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السياحة الدينية لا تمحي الذنوب
شاكر شكور ( 2016 / 9 / 16 - 01:19 )
المشكلة حين يسأل السائل كيف يصح ان يكون حج الوثنية هو نفس حج التوحيد ، يقوم المدافعون بإتهام السائل بتهمة إزدراء الأديان في حين هم اول من ازدرى الدين بتقليدهم لعادات وثنية في الحج ، ايعقل ان يقطع إبراهيم وإبنه مسافة صحراوية تزيد عن الف كيلومتر من فلسطين الى مدينة مكة التي لم تكن مكة مشيدة اصلا في زمن إبراهيم ثم لمن بني إبراهيم الكعبة والمكان كان صحراوي غير مأهول في ذلك الزمان ؟ وإن افترضنا ان المكان كان مأهول لماذا لم يقدس القرشيون الكعبة بالتواتر من اجل زيارة ابراهيم بل قدسوها لأجل اصنامهم ؟ هذا بعد مجيئ الإسلام وتكسير الأصنام اصبحت مكة وكعبتها بدون قيمة تجارية لذلك اخترع الإسلام قصة رفع قواعدها من قبل ابراهيم وإبنه مع ابقاء العادات الوثنية لترضية اهل قريش ثم الإستفادة من تجارتهم ، والسؤال المهم هو إن كانت قصة زيارة إبراهيم لمكة صحيحة لماذا لم يحج احد انبياء بني اسرائيل للمكان ولماذا اهملت التوراة ذكر المكان في حين ذكرت خط رحلة إبراهيم كلهإ ؟ الا يدل ذلك بأن قصة إبراهيم هي حيلة تجارية ادخلت في القرآن كركن الحج للنصب وأبتزاز البسطاء؟ تحياتي استاذ عبد الجواد


2 - الرد على الأستاذ شاكر تعليق رقم1
عبدالجواد سيد ( 2016 / 9 / 16 - 03:22 )
أكملت كثيراً مما فاتنى قوله أو التنويه إليه فى مقالى المختصر السريع. شكراً على الإضافة المفيدة تحياتى وتقديرى


3 - مقال في الصميم
شيخ صفوك ( 2016 / 9 / 16 - 04:42 )
تحياتي لجهودك


4 - الرد على شيخ صفوك تعليق رم 2
عبدالجواد سيد ( 2016 / 9 / 16 - 07:54 )
شكراً شيخ صفوك ، تحياتى وتقديرى


5 - ثورة قرمطية جديدة
حميد فكري ( 2016 / 9 / 16 - 16:55 )
في الحقيقة تلزمنا ثورة قرمطية جديدة ،في عصرنا الحالي هذا ، تحررنا من عبث التاريخ ،الذي مازال يخنقنا وبشدة. شكرا للكاتب على تحريكه للمياه الراكدة.


6 - الرد على الأستاذ حميد فكرى تعليق رقم 5
عبدالجواد سيد ( 2016 / 9 / 16 - 18:50 )
تلزمنا ثورة عقلية إنسانية. بلاش القرامطة ، مشاكلهم كثير ياصديقى ههههههههههه تحياتى وتقديرى


7 - حتى الثورة القرمطية كانت انسانية
حميد فكري ( 2016 / 9 / 16 - 22:31 )
ياستاذ عبد الجواد ، حتى الثورة القرمطية ،كانت انسانية في عمقها ،لانها انحازت الى الانسان ،بانحيازها الى الفلاحين والعمال الفقراء المظطهدين ،اجتماعيا وسياسيا وحتي دينيا .وكسرها للمقدسات ،تعبيرا عن رغبتهم في الانعتاق من اغلال الخرافات والاوهام التي كبلتهم وبررت عبوديتهم ، وهو نفس الامر الذي نعانيه الان ،ونحاول تحطيمه .وما مقالك هذا سوى واحد من الخطوات للسير في هذا الاتجاه. وكما تعرضت ثورة القرامطة لابشع حملة تشويه ممنهجة ،من طرف اعدائها ، تتعرض الحركة التنويرية الان لنفس الحملة .اليس الامر كذلك??


8 - الرد على الأستاذ حميد فكرى تعليق رقم 7
عبدالجواد سيد ( 2016 / 9 / 17 - 01:26 )
فى حدود معلوماتى المتواضعة الحركة القرمطية لاعلاقة لها بالتنوير ، ممكن تكون ثورة طبقية ، ممكن تكون تعرضت فعلاً لتشويه أو مبالغة ، لكن تنوير لا؟ التنوير شئ مختلف ماماً ، تنويرنا ومنهجنا يتبع نموذج أوربا القرن الثامن عشر. تحياتى وتقديرى


9 - ولكن ما الحل
نور الحرية ( 2016 / 9 / 17 - 13:46 )
مشاكلنا أصبح القاصي والداني يعرفها كارثي في جميع المجالات. أصبح لدي اعتقاد راسخ أن الغالبية من المسلمين مشمئزة من الدين ولكنها لا تبوح بذلك والدليل ردة الفعل السلبية جدا لتصرفات داعش ومشروعها والكل يعرف أنها جاءت لتطبيق الدين الاسلاميي الحقيقي دون روتشات أو تزويق .انه النفاق والجبن والبراغماتية بعينها


10 - الرد على نور الحرية تعليق رقم 9
عبدالجواد سيد ( 2016 / 9 / 17 - 15:28 )
الحل هو أن نتجاوز عصر الدين كما تجاوزته معظم شعوب العالم وننتقل إلى عصر المعرفة المسألة مسألة وقت ولكنا مازلنا فى حاجة إلى مزيد من العمل والجهد الموروثات الدينية مثل المرض المزمن من الصعب أن تغادر الجسم ولكن ليس من المستحيل. تحياتى وتقديرى

اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah