الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف العلماء المسلمين من الصِّرَاع السُّنِّي الشِّيعِي

علجية عيش
(aldjia aiche)

2016 / 9 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


موقف العلماء المسلمين من الصِّرَاع السُّنِّي الشِّيعِي
( ظاهرة التشيع في الميزان )


جل الكتابات تجمع على أن الذين يتجادلون في مسألة " الشيعة و السنة" هم أصحاب النظر القصير و الرؤية المحدودة، و بدلا من أن يلتفوا وراء قضية واحدة و هي نصرة الإسلام و محاربة أعدائه، من صليبي و هندوسي و صهيوني و وثني، و الإبادة الوحشية للمسلمين في فلسطين و كشمير و بورما، هم يعملون على زرع الفتنة بين المسلمين و التفرقة بينهم، و هم بذلك يحققون حلم اليهود، و لكن المسلمين مازالوا في نوم عميق كما قال الإمام محمد الغزالي

الصراع السني الشيعي قضية فصل فيها علماء مسلمون، فحسن البنّا مؤسس حركة الإخوان المسلمين نهى عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة التي لا يليق بالمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بها لأنها تزيد من توسيع الهُوَّةِ بينهم، و هو كسائر أهل "السنة" يهمّه أن يتقارب المسلمون و ينبذوا ما بينهم من خلاف، و تجنب البنّا الحديث عن الشيعة راجع إلى انقسام هذه الفرقة إلى فرق أخرى، بعضها ذهب بها التعصب إلى حد الانحراف الفكري، و قد تحدث العديد من الباحثين عن تاريخ نشأة فرق الشيعة ، و منهم الدكتورة عواطف العربي شنقارو، في كتابها "فتنة السلطة .. الصراع و دوره في نشأة بعض غلاة الفرق الإسلامية" عن دار الكتاب بنغازي ليبيا، و قالت أن العراق كانت الأرضية التي نبتت فيها أكثر الفرق الإسلامية خصوصا فرق الشيعة التي بلغ عددهم 27 فرقة، فمنهم : العلويون ، عندما أنذر النبي (صلعم) عليا من عشيرته الأقربين، فكان هو الخليفة المختار، و فرقة "الكيسانية" و هم من الشيعة الغلاة الذين يقولون أن روح الله صارت في النبي، و أن روح النبيّ صارت في علي، و روح علي صارت في الحسن ثم الحسين و هكذا..، ثم تفرعت فرق أخرى، بحيث نجد فرقة الخناقون، الرافضة، الجناحية ، البشيرية، الزيدية، المفضلية، المعمرية، الإسماعيلية، نسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، و يطلق عليهم اسم " الواقفة" كما يسمون بـ: "السبعية"، و لهم ألقاب أخرى مثل العقل الحجاب، القرامطة، المزدكية و التعليمية، الخطابية و البزيغية و هم أصحاب بزيغ بن موسى ، ثم الإمامية و هم الإثنى عشرية، فيما يقول آخرون الثمانية عشرية، كما نقرأ عن البيانية ، الحربية ، المنصورية و الفريدية و غيرها..، ثم تأتي "السبئية"، التي يرى أصحابها أن عليا رضي الله عنه إلهًا ( و العياذ بالله)، و كل الفرق الشيعية تتبرأ من هذه الأخيرة .
و لتعدد الفرق الإسلامية وقف الإمام محمد الغزالي رحمه الله، إلى جانب حسن البنا، حيث أكد في إحدى تصريحاته، أنه لو كان يستطيع إرسال فرقة من السُّنَّة لمناصرة "الشيعة" في حربهم مع بعث العراق لفعل و لكنه لا يستطيع، و موقف محمد الغزالي واضح عندما قال : " إن كثير من أهل العلم لديهم صورة عن الشيعة نسجتها الإشاعات و الفروض المدخولة، و يذهب بالقول "أن الصراع الشيعي السني هو صراع سياسي أكثر منه ديني"، و قد تكلم الإمام محمد الغزالي عن الإمام حسن البنا مطولا في كتابه " في موكب الدعوة" عن دار الهناء للطباعة و النشر و التوزيع الجزائر، عندما قال في الصفحة 215 و هو الذي تعلم في مدرسة حسن البنا : " لقد كان حسن البنا واحد من علماء كثيرين ظهروا في العصر الأخير، علماء لهم فقه جيد و دروس رائعة في الإسلام"، و هذا ما يؤكد ان علماء السنة دعوا إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية ، لأن الأمة الإسلامية كما قال الغزالي في وضع يفرض عليها سرعة اليقظة، لأن الذئاب تتعاوى من كل ناحية كي تنهشها، و يعود دفاع الغزالي عن حسن البنا لانتمائه في بداية حياته إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1938 م ، و تم اعتقاله في جبل طور عام 1949 مباشرة بعد اغتيال حسن البنا.
و يجمع أغلب المختصين في الفكر الشيعي أن "الإمامية" هي الفرقة الأكثر اعتدالا، لأنها تؤمن بالله ربا و بمحمد نبيا و رسولا و بكل ما جاء به من عند الله، و هو ما أشار إليه الدكتور محمد سليم العوّا في دراسة له وقف على العلاقة بين السنة و الشيعة و هي دراسة نشرها في كتيب يحتوي على 61 صفة عن بيت الحكمة بمصر ، و استشهد صاحب الدراسة بفتوى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، عندما قال: " و يجمع بيننا و بين إخواننا الشيعة الإمامية الإيمان بالقرآن كتابا منزلا من عند الله"، و هذه شهادة تأييد للإمام حسن البنا و الإمام محمد الغزالي، و هؤلاء الثلاثة معروف عنهم بالحكمة و التعقل في إصدار الفتاوي، فيما ذهب البعض بالقول أن الإمام حسن البنا كان متقاربا مع الشيعة عن جهل، و من الذين انتقدوا الإمام حسن البنا الدكتور عبد الله بن عبد الله الموصلي في كتابه " حقيقة الشيعة" صدر بالقاهرة، و بحسب صاحب الكتاب، فإن الإمام حسن البنا، لم يقم بالبحث و التنقيب في كتب الشيعة القديمة التي عليها مدار مذهبهم، و لم يكتف الدكتور عبد الله بن عبد الله الموصلي من انتقاد البنا، بل سلط قلمه النقدي على الإمام محمد الغزالي عندما قال انه لم يكن فطنا و لا حكيما فيما أقدم عليه، لأنه لم يفرق إذا ما كانت إمامة الإثنى عشر المعصومين من أصول الدين أو من فروعه عند الشيعة، و يعتقد هذا الكاتب أن الإمام محمد الغزالي كان ضحية "خدعة"، لأنه كانت تربطه علاقة صداقة مع شيخ شيعي اسمه محمد جواد مغنية ، و كان الغزالي لا يعلم أن هذا الأخير ( مغنية) يتعامل معه بالتقية للحصول على مكاسب مذهبية.
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا