الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشكاليات مجتمعيه اسلاميه/ بين الدين والأخلاق

سمير كساب

2016 / 9 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول النبي محمد (ص) في نص الحديث
من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ..... الى اخر نص الحديث
في هذا النص الديني النبوي اشاره واضحه انّا هنالك فصل تام بين الدين ولاخلاق
وانّا الدين ليس منتجا للاخلاق بل هنالك اشاره واضحه انّا الاخلاق منتجا انسانيا
وليس دينيا , ويبرز الوضوح التام بأنه لو كانت الاخلاق منتجا دينيا لأكتفى النبي (ص)
بذكر الدين كشرط وحيد للزواج بأعتباره حتما منتجا للاخلاق وفي مضمونه .
هذا النص او هذا الاستنتاج تؤكده ملايين الشواهد حيث انّا الكثير من شعوب العالم
تمكنت من انتاج حالات اخلاقيه اجتماعيه وتربويه وفرديه وعامه على الرغم من انها
مجتمعات وشعوب غير اسلاميه لا في نظام حياتها ولا في دستورها .
تجدر الاهميه لهذه الاشاره وضرورتها للتأكيد على وضع الدين على المستوى الانساني
وتحديد دوره واهميته .
أنّا المحاولات العديده والتي تعمل على حصر الاخلاق على المستوى الانساني بأعتباره
(اي الاخلاق) منتجا اسلاميا وضعت الاسلام كدين والمسلم كفرد والمسلمين كمجتمع
أمام تحديات لا طائل منها واهم هذه التحديات
لماذا لا تعير ولا تقيم المجتمعات التي ينتشر فيها الاسلام وزنا للاخلاق وأهميتها كأحترام الاداب
العامه واحترام اداب الطريق والنظافه العامه ناهيك عن انتشار ظواهر مثل الغش في المتاجره والبيوع
وانتشار الفساد المجتمعي والاقتصادي والتجاري والسياسي ؟!! وفي الوقت نفسه تنتشر الظواهر
الاخلاقيه كما اسلفت في مجتمعات ودول لا يعتبر الاسلام منهجها في الحياه كاليابان مثلا
لقد اصبح في حكم الضروره الماسه أن نعيد قرائة الدين الاسلامي عربيا (وليس فقط الخطاب الديني)
وتحديد دوره وقدرته على اعادة انتاج المجتمعات العربيه علميا وأخلاقيا وذلك من خلال
1) أنتاج واحياء مفكرين أسلاميين حقيقين قادرين على ربط مفاتيح الدين ومخارج ألفاظه وتفسير مضامينه
ليصبح قادرا على مواكبة ما تشهده شعوب العالم من تطور ملحوظ على كل المستويات الانسانيه من علوم وتنميه وأخلاق
2) الضروره الماسه لأزالة القداسه عن الموروث الديني واعادة طرحه للدارسه والتحليل النقدي والبحث
العلمي والمهني الجاد وتحديد ما يصلح منه لمواكبة عصرا جديدا قدم ألينا ونحن في حالة تيه عن كل معطيات التقدم والأزدها
فلم يعد من الممكن او من المناسب اطلاقا ان ننتظر أبن تيميه و أحمد بن حنبل وغيرهم ومن يتبنى منهجهم
أن يفتوى ويشرعوا لنا كأفراد ومجتمعات مسالك حياتنا اليوميه من لحظة صحوتنا من النوم
الى لحظة دخولنا الى الحمام
الى جواز من عدم جواز استخدام الكلينكس في الحمام
الى جواز من عدم جواز معاشرة الزوجه في الحيض
الى جواز من عدم جواز الزواج المبكر
الى جواز من عدم جواز أشراف طبيب رجل على امراءه مريضه
الى جواز من عدم جواز اختلائي بزميلتي بالعمل
فأنا لست جزء من قطيع حيواني لا أرى الانثى ألا من خلال غرائزي وبحاجه الى رضعه لتصنع
مني كائن انساني سوي فانا انسان سوي الخلق والتربيه بدون فتوى ولست لا انا ولا غيري بحاجتها
علينا جميعا فعل ذلك وعلينا جميعا نزع المساحه الممنوحه والقدره والسلطه والسطوه
المعطاه لرجال الدين في السيطره على حياة الفرد في كل ناحيه من نواحي حياته والسماح
للفرد العربي بأطلاق نوازعه الأنسانيه والعفليه بعيدا عن انتظار تسيرها من خلال رجل
او شيخ دين فمثلا بالسويد لم يكونوا بحاجه لرجل دين لكي يتعلموا ما معنى واهمية النظافه العامه
وبالتالي اهمية ومعنى نظافة وطنهم
بأختصار نحن لسنا بحاجه لرجال دين يحددوا لنا كيف نكون خلوقين
بأختصار نحن لسنا بحاجه الى مشايخ دين يحددوا لنا كيف نتوضئ
او كيف نصلي
فهذه جميعها مفردات دينيه ليست بحاجه الى موسوعات من المؤلفات
ولا لعبقريات لأستيعابها
هذه جميعها مفردات دينيه بسيطه كل ما تحتاجه ربع ساعه لأستيعابها وتعلمها
بأختصار نحن بحاجه الى مفكرين وليس الى مشايخ دين .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه