الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سُنّةُ إبراهيم الخليل في تحطيم الأصنام

مالك بارودي

2016 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سُنّةُ إبراهيم الخليل في تحطيم الأصنام
.
من تناقضات المسلمين أنّهم يفتخرُون بإبراهيم الذي ينعتُونه بالخليل، خليل الله، ويفتخِرُون بأنّه حطّم أصنام قومه... وفي حقيقة الأمر، قصّة إبراهيم ككلّ ليست إلّا قصّة بلهاء لا منطق فيها ولا يحتاج الإنسان إلى تفكير طويل وعميق حتّى يرى أنّ إبراهيم هذا شخصٌ مجنُونٌ ومعتوهٌ إلى أبعد الحدود، لكنّني لن أتحدّث عنه هو شخصيّا، على الأقلّ في هذا المقال، بل عن هالة التّقديس التي أحاطهُ بها القرآن وكتب التّراث الإسلامي والمسلمون. وسأسُوق ملاحظاتي على هذه القصّة في ثلاث نقاط.
.
أوّلًا، إبراهيم خطّم الأصنام، وهي مقدّساتُ قومِه، وبالتّالي فالمسلمون يتّخذونه قُدوة ويعتبرُون ما فعلهُ سُنّة (وهي سُنّة مضاعفة، بما أنّ محمّدا بن آمنة نفسه سخِرَ من آلهة قريش منذ بداية إدّعائه النّبوّة وإنتهى بتحطيم أصنامها عندما إحتلّ مكّة بقوّة السّيف، لا بالإقناع والحجّة) ويقلّدونه مُعْتَدِين على مقدّسات الآخرين. لا يهُمّني إن كان ما فعله صوابًا أو معلَّلًا بأسبابٍ، ولا تهمّني أيضا معرفة إن كانت تلك الأسباب منطقيّة أم لا، ففي نهاية الأمر، حتّى الذي يُؤمنُ بأنّ الذّبابة هي التي خلقت الكونَ وبأنّها هي التي تتحكّم فيه سيستنبطُ تعلّات لجعل مُعتقده حقًّا لا يُعلَى عليه... فما يهمّني هو الفعل في حدّ ذاته، على أرض الواقع، ودون خرافات وخُزعبلات. فإذا كان ما فعلهُ إبراهيم عملًا صالحًا ومشكُورا، فلماذا يغضبُ المسلمون عندما يقوم غير المسلمين بنفس الفعل مع المقدّسات الإسلاميّة؟ ألَا يُمكن إعتبارُ ما يفعله القس الأمريكي تيري جُونس في أمريكَا من حرْقٍ للقرآن تطبيقًا لسُنّةِ إبراهيم الممجّدة في القُرآن والتُّراث الإسلامي؟ الأصنام كانت مقدّسة عند أهلها والقرآنُ مقدّسٌ عند المسلمين، والمنطق يقُولُ أنّ من يقبلُ كسر المقدّسات في الحالة الأولى يجب عليه أن يقبل حرق المقدّسات الإسلاميّة، وإلا وقع في التّناقض والنّفاق. فالمُسلمُ الذي يُقدّسُ إبراهيم وما فعله بأصنام قومه هُو مُنافقٌ ولا يُوجد لفظٌ أحسنُ من هذا لنعته به.
.
ثانيا، دعونا نتفحّصُ الأُمُور من النّاحية القانونيّة. قانونيًّا، الإنسانُ حُرٌّ في أن يتصرّف في ما يملك كما يُريد، طالما هذا التّصرُّف لا يضرّ بالآخرين. فالإنسانُ الذي يمتلكُ هاتفًا جوّالًا، على سبيل المثال، لن يهتمّ أحدٌ إن قرّرَ أن يضرِبَهُ على الحائط أو يرميه في البحر أو في النّار... فهو يملكُ هذا الشّيء ويحقُّ له أن يتصرَّفَ فيه كما يحلُو لهُ. كذلك الأمرُ بالنّسبة للقسّ جُونس، فهو يملك نُسخة من القرآن إشتراها بماله الخاص وقرّر إحراقها، فهو حُرٌّ في فعل ذلك، وهذا أمرٌ لا يهُمُّ أحدًا ولا يضرُّ أيّ شخصٍ. (سيعترضُ أحدُ مغسولي العقول الآن ويقول: ولكنّهُ بحرقه للقرآن سبّب ضررًا نفسيًّا للمسلمين، ولكن، بنفس المنطق، أهلُ إبراهيم أيضا نستطيعُ أن نقول أنّ ما فعله إبنهم قد سبّب لهم ضررًا نفسيّا... وقريشُ أيضا أُصيبت بضرر نفسي جرّاء تحطيم محمّد لمقدّساتهم... إذن، إذا كان الفعلُ مُضرٌّا فيجبُ تعميم الحكم على كلّ المرّات التي وقع فيها... وفي هذه الحالة يتساوى إبراهيم ومحمّد وتيري جونس في الجريمة ويجب التّنديد بها في كلّ الحالات ويتساوى أهل إبراهيم وقريش والمسلمون في الضّرر...) أمَّا إبراهيم (ومن بعده محمّد)، فقد حطّم أصنامًا لا يمتلكها. فهذه الأصنامُ على ملكِ أشخاصٍ آخرين. لذلك فما فعلهُ حين حطّمها هو إعتداءٌ على ممتلكات الغير، وهو في كلّ القوانين فعلٌ مُجَرَّمٌ ويُعاقب عليه فاعله. فتمجيد المسلمين لإبراهيم على فعله ذاك هو تمجيدٌ للإعتداءِ على ممتلكات الغير وإستباحتها، أي تمجيدٌ لمُجرمٍ أتى فعلًا إجراميًّا...
.
إذن، بجمع النّقطتين الأولى والثّانية، نرى أنّ المسلمين الذين يُمجّدُون فِعلَ إبراهيم ومُحمّد منافقُون ومُجرمُون أو على الأقلّ محرّضُون على الإجرام ومساهمُون فيه. فهل هذه قيمٌ يُمكن أن يتحلّى بها إنسانٌ ويَعتبرَ نفسهُ على خُلُقٍ؟ أم هي قيمٌ مكروهةٌ منبوذة نجسة يتبرّأ منها كلّ ذي عقلٍ؟ ثمّ أليست هذه السّنّة الإجراميّة هي التي إتّبعها أتباع الدّولة الإسلاميّة "داعش" حين خرّبوا الآثار والتّماثيل في متاحف العراق وسوريا؟ فإذا حكمتم على إرهابيّي داعش بأنّهم ضالّون ومتطرّفون، فحُكمكم ينسحبُ أيضا على إبراهيم ومحمّد، فهما رأسَا الضّلال والتّطرّف. وإذا كان ما فعلهُ رسُولُكم وجدّه المزعوم عملًا صالحًا، فالمنطق يقول أنّ هذا الحكم يجب أن ينسحب على ما يفعله إرهابيّو داعش أيضا، فما يفعلونه عملٌ صالحٌ وسُنّةٌ. أم أنّ لديكُم رأيًا آخر في الموضُوع؟
.
-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وابقى على الصنم الاكبر
سمير ( 2016 / 9 / 21 - 13:35 )
ولماذا أبقى محمد على الصنم الأكبر، الحجر الاسود والكعبة وهما اصل الشرك؟ لا بل تعبد محمد ويتعبد المسلمون للصنمين اساف وناءلة. ام ان المسالة ليس لها علاقة بالأصنام او الله وإنما بزنس، فالكعبة تجارة مربحة، وكذا التاجر الكبير ابي سفيان،لم يسلم، وجعل من بيته مساوٍ للكعبة. احترامي


2 - تكسير الأصنام ووضع اخرى بدلا عنها
شاكر شكور ( 2016 / 9 / 21 - 21:34 )
لحقيقة ان اصنام المشركين في مكة قبل الأسلام لم تكن كبديل لعبادة الله بل كانت بمثابة واسطة لهم للشفاعة عند الله ولم يفرض اهل قريش اصنامهم فرضا على الناس لأنه كانت هناك حرية دينية في التعبد ، الذي فعله محمد بعد حيلة انه ليس سوى بشر ونذير هو انه ابدل تلك الأصنام ووضع نفسه بدلها ليكون هو الشفيع عند الله وساوى نفسه بنفس ميزان الله وفي كل الأحكام بعبارة (الله ورسوله) وطلب المقام المحمود ليجلس مع الله على العرش ، فمحمد بعد الهجرة صنع من نفسه كشريك لله وليس فقط كشفيع ويظهر ذلك جليا في سورة التوبة 74 التي تصفه بأنه هو ايضا الرازق يغني الناس كالله (مَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُه مِنْ فَضْلِهِ) ، وبهذا يتضح أن محمد كان اأشد شركا بالله من اهل قريش لأنه لم يكتفي بجعل نفسه شفيعا بل شريكا لله وعليه فمن يتبع تعاليم محمد يعتبر مشرك تنطبق عليه الآية التوبة 5 التي نقول فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ...فهذه الآية لا تنطبق على اهل قريش لأنهم لم يساووا اصنامهم بمرتبة الله كما فعل محمد بجعل نفسه مساويا لله. تحياتي للجميع


3 - القدوة الحسنة؟
خالد جمال الدين ( 2016 / 9 / 22 - 01:21 )
قد يكون لإبراهيم أسبابه ولمحمد أيضا أسبابه... المشكلة تكمن في من يعتبرون أن هذا الشخص أو ذاك قدوة لهم ويجب تقليدهم في كل شيء، حتى في جرائمهم.
شكرا للكاتب على ما يتحفنا به من مقالات.
تحياتي


4 - ابراهيم شصية خيالية لاوجود له
يحيى طالب ( 2016 / 11 / 1 - 15:56 )
قصة ابراهيم اسطورة اما بابلية او غيرها من اساطير حضارات قديمة شخصية وهمية انتشرت كقصة ثم وصلت الى صلعم فعمل لها اية وسيناريو جديد ووضعها في قرانه على اساس انها حقيقة ونزلت من ربه بواسطة ساعي البريد جبريل ابو الريش ! هاهاهاها والمصيبة ناس تصدق هذا و-- اينما وجد الاهابل وجد النصابين - صدقت انا العظيم