الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (Q):

بشاراه أحمد

2016 / 9 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة:

نواصل فيما يلي ردنا على إتهامات سامي لبيب للقرآن الكريم, حيث نراه يسعى بكل جهده إلى إخراجه من قدسيته وذلك بمحاولة تحوير معاني ومعطيات مفرداته وآياته البينات وتوجهاتها ومقاصدها وذلك بالتشكيك فيها بالقول بما لا يعرف أو بما "يُحَرِّف", ومحاولته فرض شبهات مختلقة دون مبرر ولا دليل, وقد إتضح للقاريء الكريم إشكاليته في فهم دقائق لغة الضاد, التي – بدلاً من أن يعترف بها ويصححا لديه – قال بوصم القرآن بها. وقد تولينا تصحيح قدر كبير من تلك المفاهيم الخاطئة المفجعة التي ينطلق منها, وأثبتنا تحيزه العنصري ضد الحق والحقيقة ليجبر بسطاء الناس على التعاطف معه ورفع رصيده بكم هائل من السذج والجهلاء والمغرضين.

وأود هنا أن لا ينسى القراء الكرام أن الكاتب سامي لبيب - مستفذاً متحدياً جميع المسلمين - بنرجسيته المعهودة وثقته في نفسه وكتاباته بأكثر من الواقع الذي يريد أن يسوق به نفسه, حيث قال: (((... سأعتبر أى إسلامى يمر على بحثى هذا ولا يدلو بدلوه أنه متهرب من تحريف القرآن. أأمل ان يتم تناول كل جزئية من مقالى بلا قفز أو إهمال فسأعتبر الإسلامى الذى لا يتناولها أنه يقر بصحتها...))). ظناً منه بأنه لن يجد من بين المسلمين من يقوم بذلك. وقد رددنا عليه عملياً بمواضيع شهد لها الناس بالتركيز على (... كل جزئية من مقاله ...) فلم نهمل شيئاً منها بل نفذنا له ما طلبه في تحديه,, ونذكره بقوله (... بلا قفز أو إهمال ...), وعليه أن لا ينسى أو يتناسى انه قال: (... فسأعتبر الإسلامى الذى لا يتناولها أنه يقر بصحتها ...), لذا فأنا أقول له: ليس من بينها صحيح إطلاقاً,, وقد أثبتنا ذلك عملياً بأكثر من خمسة عشر موضوعاً كبيراً, ولا نزال في تحسس طريقه للرد على إفتراءاته,, ولكنه ألجم بلجام من نار.

ونذكر القراء الكرام والقارءات بأننا قد قبلنا ذلك التحدي برحابة صدر, وبالفعل قد رددنا على عدد لا بأس به من مفاهيمه المغلوطة وكان إثر ذلك حراكاً فكرياً مقدراً بين كتاب الحوار المتمدن من جهة, وبين القراء الكرام من جهة أخرى لما أدلونا بدلونا فيه, وكنا نتوقع أن يكون لبيب بقدر التحدي الذي إنطلق منه, ويكتفي بالرد أو التعليق على تحليلاتها العلمية البحثية التي توخينا فيها كل المعايير العلمية والموضوعية وقدمنا في ذلك مئات الأدلة والبراهين والأمثلة الفكرية حتى ننقل الموضوع من دائرة العنصرية الجامدة, والتحيز البغيض العاجز إلى براح الحركية, والتفاعل والتبادل المعرفي والإقتراب أكثر فأكثر من الحقيقة التي هي ضالة الناس المعتدلين العاقلين.

وقد أكدنا من قبل,, بل ونؤكد هنا أيضاً أننا (لن نقبل من أحد تعليقاً بدون تفصيل ولا إدعاء بدون برهان). ولكن للأسف كانت سلبية لبيب مفاجأة لنا, فقد خيب ظننا فيه, بأن أثبت وأكد عكس ما كنا نتوقع, فلجأ للإنفعال وشخصنة الموضوع وأظهر قدراً من الإضطراب والتشتت فبدلاً من أن يرد علينا بالمعايير العلمية والمباديء البحثية لدأ إلى مواضيعه السابقة التي ليس فيها أي جديد أو تجديد لطريقة تناوله للأسئلة (النمطية) المملة – رغم أهمية تلك الأسئلة لنا من جهة, وللقراء الكرام من جهة أخرى – وكان وارداً أن يحقق بها فائدة عظيمة لهم, إن إلتزم المنطق والموضوعية والأمانة العلمية والشفافية ... والأهم من كل ذلك إن إلتزم (الحياد) وتجرد من الشنآن والمكائد والعدوانية التي جعلت عمله منفراً للعقلاء والمعتدلين.

ولا زلنا نأمل أن يعود إلى الجادة (إن كان يتحلى بها), ويحاول بلوغ مستوى التحدي الذي أعلنه وأدخل نفسه فيه بأن ينظر إلى ما كتبناه من ردود ويحاول "نقدها" علمياً ونأمل أن يحاول بقدر المستطاع أن يناقش تحليلنا بهدوء وتبصر لما يرى أو يظن أننا لم نوفيه حقه أو لنا فيه مبالغات أو تدليس أو أكاذيب أو هوى وأجندة شخصية ... الخ بدلاً من الإدعاء بذلك مع عجزه التام من ملاحقتنا في أسلوب ومنهجية الطرح والتحليل والتأكيد وإقامة الأدلة والبراهين. ولكنه بذلا ًعن ذلك قد سمح ورضي بتشويهات بعض الرهط الجهلاء العالة, والمحسوبين عليه من مؤيديه الذي يسيئون إليه كثيراً (إن قبلهم عوناً وسنداً له), لأنه يسكت عنهم ويقبل ويبارك قولهم عنه وبلسانه مما يدل على قبوله لأدائهم المعيب كبديل يتستر خلفه, وهذا لن يعفيه من الإتهام بالعجز والجهل والإستسلام.

الآن,, فلنواصل - فيما يلي - دراستنا وتحليلاتنا لتخرصات سامي لبيب حتى يستفيد القاري من المادة الكثيفة التي وضعها أصحابها ومبتدعيها في شكل إتهامات وإبهاتات كاذبة (من طرف واحد). ولا أظنه يختلف إثنان في أنها بهذا الوضع (الأعرج) لا يمكن أن يطلق عليه حواراً ما لم يتناولها طرف آخر بالتشريح والتجريح والتصحيح فتصبح بذلك مصدراً ثراً – متسق الأركان - للمعرفة المتكاملة التي يستطيع القاريء والمراقب والمتابع أن يكوِّن فكرة كاملة مكتملة عن الحوار الجاري فيصبح أكثر قدرة على المشاركة فيه وإثرائه وهذا هو الذي نسعى إليه.

القسم الخامس عشر:

(أ),, وتحت عنوان: (يتساءلون أم لا يتساءلون), جاء سامي لبيب, بمجموعة آيات يستشهد بها على ما يدعيه من تناقض بينها وهي كما يلي:

أولاً,, قال:
1. (... يقول القرآن في وصفه ليوم القيامة (فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون ...),
2. وقال: (... كما يأتى فى سرد المشهد الرهيب ليوم القيامة بقوله ( يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه) ليتضح أن الموقف المهول لن يسمح لإلتفات المرء فيه لأخيه ولا لأمه وأبيه فضلاً عن أن ينشغل بباقي الناس مما يؤكد " لا يتساءلون ".

ثانياً قال: (... ولكننا نجد القرآن في آية أخرى يقول:
1. ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ...)!!
2. (... ويقول أيضاً ( فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ) مما يدل على أن الكفار يتساءلون ويتلاومون...),
وأخيراً,, يسأل لبيب فيقول: (... فهل يتساءل الكفار يوم القيامة أم لا؟!...)؟؟؟

نقول في ذلك وبالله التوفيق وعليه السداد:
واضح أن لبيب – كما قلنا سابقاً – مغبون في فهم لغة الضاد وكيفية العلم بها وهذه كارثة بالنسبة لمدعي المنهجية الأكاديمية, وهو في الواقع محدود المدارك أو لعله (تصنع ذلك) ليصل إلى غايته في التشويه المتعمد تأسياً بأسلافه الذين مقتهم الله ولعنهم على لسان داؤد وعيسى بن مريم. بل وإستيعاب, والتمييز ما بين معطيات مفرداتها, وبيان وتبيان إنشائها وتراكيبها وتنسم عبق حبكتها,,, وسنوضح ذلك جلياً في تحليلنا لتعليقاته التي تكشف ذلك بوضوح عنه فمثلاً:

1. هل - كون الكفار يوم القيامة عندما (يفر المرء من أخيه, وأمه وأبيه, وصاحبته وبنين) - بالضرورة أن يتضمن أي قرينة تدل على أنهم (لا يتساءلون)؟؟؟, مما يجعل لبيب يدعي بأن هذا يعبر دليل على أن هناك تناقض بين الآيات التي إستشهد بها؟؟؟

2. على أي قرينة - في الآية الكريمة – إستند لبيب في قوله: (... ليتضح أن الموقف المهول لن يسمح لإلتفات المرء فيه لأخيه ولا لأمه وأبيه فضلاً عن أن ينشغل بباقي الناس مما يؤكد " لا يتساءلون " ...), من أين أتيت بهذا التأكيد يا لبيب؟؟؟.

3. وما علاقة قول الله تعالى عن الكفار يوم القيامة: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ), بقوله تعالى (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ 34), (وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ 35), (وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ 36)؟؟؟ ... فهل الفرار هذا فيه ما يدل – فضلاً عن "يؤكد" - على عدم التساؤل بينهم والتلاوم والتعاتب؟, وكل منهم يرى أمامه من أغواه وأغراه فأورده هذه المهالك؟؟؟

4. ثم ما هي القرينة التي جعلت الأمر يلتبس عليك يا لبيب, لدرجة أنك تخلط الأوراق فتظن سفها أن قوله تعالى: (... فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ...), يقصد بها الكفار يوم القيامة إبتداءاً؟؟؟, هل تريد أن تصنع قرآناً مفترىً على الله من عندك ... أم هو الجهل ؟؟؟

إذاً لبيب قد خلط الأوراق والمفاهيم وأغلقت دونه المدارك فأدخل المتباينات في بعضها البعض تحت وطأة ضعف ملكاته وقدراته الفكرية المتدنية,, فظن أن هناك تناقض بين الآيات,, وسنفند هذا الجهل المزمن لنبين مرة أخرى ومرات عديدة أنه متهافت لغويا وفكرياً وبياناً فيما يلي:

أولاً: في سورة المؤمنون, كأنما قال تعالى عن الكفار كيف يعاندون ويكذبون حتى بعد أن عرفوا أنه الحق من ربهم, فلا يستحضرون الموت ولا يتعظون بالأموات من بينهم وحولهم, ولكن ما أن يأتي أحدهم الموت فيعرف أنه لا مفر له منه, يندم ويطلب أن يرجعوه للحياة مرة أخرى فيعمل بما أُمِر به وهو على قيد الحياة, ولكن هيهات,

قال تعالى في ذلك: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ « رَبِّ ارْجِعُونِ » 99), على أمل أن يعمل صالحاً في الأعمال التي تركها معانداً,, فيبرر طلبه الرجوع للحياة مرة أخرى بقوله: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ...). ولكن إن أرجعوه لن يعمل ما قاله ووعد به, وسيعاود سيرته الأولى.

ولكن الله تعالى يصدمه بالواقع الذي ينتظره, بعد أن أضاع كل فرصة سنحت له بالعند والكبر والمكابرة,, فيقول الله له: (... كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا - «« وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ »» إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 100). فلا عودة ولا رجعة « إنَّ أجل الله إذا جاء لا يؤخر ». فهناك حياة وسط في القبر وهي حياة "البرزخ التي ستكون إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار. فسيستمر ذلك الحال فيها إلى يوم البعث,, وما أدراك ما يوم البعث!!!

فالله تعالى - واصفا ذلك اليوم الرهيب والذي يبدأ بالنفخ في الصور- قال: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ ...), يقوم الناس لرب العالمين, كل فرد بشخصه لا أب ولا أم ولا أخ ولا ولد ولا صاحبة ولا صديق ولا شفيع,,, إذ أن كل من هؤلاء له ما يشغله عن غيره. بل ستكون هناك خصومات بينهم إن كان هناك ظالم منهم ومظلوم, أو كان مُضَلَّلٌ ومُضَلِّلٌ, أو تابع ومتبوع أو غاوياً ومغوي ... (الأخلاء يومئذ الأعداء).

لذا بين تعالى (حال الناس كلهم جميعاً) دون تمييز ما بين كافر ومؤمن, قال: (... فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ 101), ففي ساعة البعث لأ أحد يسأل أحد أو ينطق بكلمة مع أحد, فالكل صامت في إنتظار الحكم له أو عليه, والكفار (خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة). هنا لأحظ أن قوله تعالى: (فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ) المقصود به كل البشر وليس الكافرون فقط. بدليل قوله في الآية التالية لها مباشرة,, واصفاً حال الخلق في ذلك اليوم وتلك اللحظة, بقوله:

1. (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 102),
2. (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ 103).

فلا أمل لأحد في قريب أو صديق فالكل يقول نفسي نفسي حتى الأنبياء ما عدا الشفيع محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يؤذن له بالشفاعة فيشفع في الناس.

ثانياً: أما في سورة عبس, أخبر الله تعالى نبيه الكريم عن أحداث يوم القيامة منذ بدئها, قال: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ 33), بأهوالها يوم يخرج الناس من الأجداث سراعاً كأنهم إلى نصب يوفضون,, وهو: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ 34), حتى لا ينشغل به, (وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ 35) كذلك, (وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ 36), حتى إن لاقوه لن يعبأ بهم أو يلتفت إليهم بل يبتعد عنهم "فاراً" حتى لا ينشغلوه أو يعطلوه.

فالموقف عصيب, وكل فرد يريد أن يعرف مصيره المحتوم (وتمر كل أفعاله في الدنيا – بخيرها وشرها – كأنها تسجيل سينمائي,,, وقد وصف الله ذلك بقوله: (لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ 37). وهذه تتفق تماماً في المعنى والمضمون مع قوله تعالى («« فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ »» وَلَا يَتَسَاءَلُونَ), ولكن هنا يوجد مزيد من التفصيل للأنساب التي أسقطها الله تعالى بقوله: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) .... الخ. فلا تناقض بين الآيتين بل توافق منقطع النظير, فهناك إجمال للأنساب, وهنا تفصيل لها,, وهناك (.. وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ..), وهنا (.. لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ..) وبالتالي من البديهي ألَّا يستاءلون.

يمكن مثلاً أن تتصور حريقاً ضخماً في مبنى من عدة طوابق, واللهب أحاط بالناس, ففي ذلك الموقف الحرج المرعب لن يشغل الفرد شيئاً آخر - مهما عظم شأنه وغلا ثمنه وسما قدره,,, - عن النجاة بنفسه والفرار من اللهب والفناء حرقاً وشيَّاً, فإن سأله أحدهم عن شيء فلن يرد عليه أو يلتفت إليه أو يعبأ به.

وصف الله حال الناس في ذلك اليوم وتناول تعابير وجوههم, فصنفهم إلى صنفين, قال فيهم:
1. (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ 38), (ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ 39), وهذه وجوه مضيئة فرحة مبسوطة, تلك هي وجوه ألمؤمنين الناجين,

2. (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ 40), كالحة مظلمة, (تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ 41) وجفاف وخشونة, فأصاحب هذه الوجوه التعسة: (أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ 42).

ثالثاً: وفي سورة الصافات, يقول الله تعالى للملائكة يوم القيامة: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ 22), (مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ 23), (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ 24). فتسألهم الملائكة عن عدم إستعانة بعضهم ببعض, ويأسهم وغياب أملهم فيما بينهم, فيقال لهم "تبكيتاً": (مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ 25)؟؟؟, فلا يحرون جواباً على هذه الأسئلة التي تحكي حالهم ومآلهم, فيقال عنهم: (بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ 26), لا مجال للجدال أو المماحكة أو التهرب من جرائمهم, لذا ليس لديهم ما يقولونه, وقد إفتضح أمرهم وكشفت أسرارهم.

قال تعالى (عن الكفار فقط هذه المرة): (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ 27), فكل منهم يحاول أن يلقي باللآئمة على غيره من الذين كانوا أصحابه وبطانته في الحياة الدنيا, ويتهم بعضهم بعضاً, قال تعالى,, واصفاً أحوالهم المتردية هذه, وأن المغويين يتهمون ألغاوين: (قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ 28), فيرد عليهم الغاوون مكذبين لهم: (قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ 29), أنتم الذين جنيتم على أنفسكم وقال لديكم الإستعداد للفساد والأيلولة للسقوط.

إذاً أنتم لستم خيراً منا, إنكم في الأساس لم تكونوا على هدى ولم يكن لدينا سلطاناً عليكم,: (وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ 30), فوقعتم في العذاب ونحن أيضاً معكم فيه: (فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ 31) مثلكم, لذا لم نكن نحن في الأساس سبب إضلالكم لأنكم كنتم كذلك سلفاً فلم نجد معارضة منكم: (فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ 32), هذا هو دورنا لا أكثر.
فيقال عنهم بأن تساؤلهم هذا لن يغير من الواقع شيء: (فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ 33).

وهذا التساؤل والتخاصم والكراهية بين أهل النار هو جزء أصيل من العقاب والمهانة والحسرة التي كتبت عليهم, قال تعالى في سورة ص: (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ 64). ونجد في سورة الأعراف تفصيل أكثر وأدق لهذا التساؤل والتخاصم, قال تعالى في ذلك: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ «« كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا »» حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ « قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ » وَلَكِن لَّا تَعْلَمُونَ 38), (وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ 39).

رابعاً: وفي سورة القلم, قال الله تعالى مشبهاً إبتلاءه كفار قريش بإبتلائه بأصحاب الجنة, أولئك الطمَّاعين الذين خالفوا سنة والدهم الذي أورثهم جنته, وكان قد خصص - في حياته - نصيباً من ثمرها للمساكين يخرجه أولاً ويعطيه لهم قبل أن يتصرف في باقي الثمر, ولكن أبناءه من بعده طمعوا في نصيب هؤلاء المساكين وإستكثرون عليهم, ورأوا أنهم هم أحق به منهم وقرروا عدم إعطاءهم ما كان يعطيه لهم والدهم, قال تعالى,, واصفا حال هؤلاء الظالمين لأنفسهم:

1. إتفق أصحاب الجنة على صرم ثمر جنتهم دون أن يشعر بهم أحد حتى لا يعطوا المساكين نصيبهم, فبين هنا أنه إبتلى كفار قريش كما إبتلى أصحاب هذه الجنة, قال: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ 17), وقد إتفقوا أن لا يتركوا شيئاً من الثمر وأن يكون الصرم كاملاً, لقوله تعالى: (وَلَا يَسْتَثْنُونَ 18), هذا مكرهم, وقد أمنوا مكر الله فمكر بهم.

2. أراد الله أن يذيقهم وبال أمرهم, بحرمانهم من كل ثمرهم جزاءاً وفاقاً لنيتهم السيئة وعزمهم على حرمان المساكين من نصيبهم, فأرسل إليها طائفاً منه قضى على كل الثمر وهم نائمون حالمون بصرم وفير, قال تعالى: (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ 19), فقضى على ثمرها بالكامل: (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ 20) ليس فيها شيء من ثمر. وهم غافلون يغطون في نومهم.

3. إستيقظوا في الصباح الباكر يتخافتيون فيما بينهم, قال: (فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ 21), وإتفقوا على أن يتجهوا للحرث غداةً, ولا يضيعوا الوقت فيشعر بهم الفقراء, وقالوا لبعضهم: (أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ 22), فكانوا يتهامسون ويخفتون أصواتهم حتى لا يشعر بهم أحد من الفقرا. فالله تعالى - مصوراً هذا الإصرار على الظلم - قال: (فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ 23), وإتفقوا على أن لا يتركوا أي فرصة أو ثغرة يدخل منها مسكين عليهم, فقالوا لبعضهم: (أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ 24), وصور الله إصرارهم على ذلك, فقال: (وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ 25).

4. ولكن, لما رأوا جنتهم بهذا الحال المتدهور ظنوا أنهم قد دخلوا "بالخطأ" جنية غيرها, قال تعالى مصوراً خيبتهم ودهشتهم: (فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ 26), هذه ليست جنتنا وقد ضللنا طريقنا إليها!!! ولكن لما تعرفوا عليها وأدركوا الحقيقة رجعوا إلى أنفسهم فقالوا, لا, إنها هي!!!: (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ 27), وعلموا أن الله قد عاقبهم على مكرهم بمكره والله خير الماكرين, فأذاقهم الحرمان الذي إرتضوه للمساكين, فصار كل واحد منهم يحاول تبرأة نفسه من هذا الذنب.

5. ولعل أحدهم لم يكن موافقاً على هذا السلوك والجشع منهم, لذا: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ 28)؟, فإعترفوا بذنبهم وظلمهم لأنفسهم ولغيرهم: (قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ 29), فندموا على فعلتهم تلك, قال تعالى في ذلك: (((فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ 30))), (قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ 31).
ولعل هذا التلاوم قد حرك وجدانهم نحو الإستغفار والتوبة, فقالوا – راجين آملين: (عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ 32).

هنا, قال الله تعالى لنبيه الكريم إن أصحاب الجنة قد إبتلاهم ليشهدهم على أنفسهم إن كانوا سيتبعون الحق الذي كان عليه أبوهم, أم سيتبعون هوى النفس والطمع وإيحاءات الشيطان,, فظهر أنهم – في البدء - أخفقوا في الإبتلاء, وطمعوا في حق المساكين فعاقبهم الله في الدنيا, فأذاقهم مرارة الحرمان, ولكنهم رجعوا إلى صوابهم وإستغفروا ربهم ورجوا رحمته بأن يبدلهم خير مما كان عندهم.
ولكن!!!... كيف سيكون حال كفار قريش الذين إبتلاهم كما إبتلى أصحاب هذه الجنة إن لم يستغفروا ربهم قبل فوات الأوان حيث لا رجعة ولا توبة تقبل ممَّن غرغر في إحتضاره, فبلغت روحه التراقي؟؟؟ قال محذراً لهم: (كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ 33).

من هذا التفصيل نقول في أستفسار لبيب عن الكفار يوم القيامة, وخلطه ما بين (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون), وبين (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون), التي قيلت في أصحاب الجنة في الدنيا فنقول:
1. الكفار يوم القيامة سيقبل بعضهم على بعض "يتساءلون", فكل منهم يحاول إلقاء اللآئمة على الآخر في (تخاصم) وعدوان شديد بعد "خِلَّةٌ" خلت بينهم.

2. أما التلاوم قد حدث في الدنيا, "تحديداً" بين أصحاب الجنة الذين قال الله عنهم (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون), ولكنهم كانوا قريبين للهدى, فعندما رأوا ما حل بجنتهم, وأدركوا أنهم كانوا ظالمين, لذا فقد إعترفوا بذنبهم, رجعوا إلى ربهم وإستغفروه وتابوا إليه ورجوه أن يعوضهم عنها خيراً. علماً بأن كفار قريش بقوا على كفرهم ولم يرجعوا عنه إلَّا من رحم ربي.

فلا تناقض يا لبيب ولا تضارب ولا إختلاف,, فأنت أدخلت نفسك في شأن ليس لك مقومات التعامل معه وفيه,, لذا كان نتاج سعيك سراباً وخراباً وعذاباً وعليك وعلى زمرتك. وخلاصة القول:

(أ): بالنسبة للناس جميعاً – عند البعث:
فالموقف عصيب, وكل فرد يريد أن يعرف مصيره المحتوم (وتمر كل أفعاله في الدنيا – بخيرها وشرها أمامه فيدركها ويعرف حقيقتها – وقد وصف الله ذلك بقوله: (لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ 37). وهذه تتفق تماماً في المعنى والمضمون مع قوله تعالى («« فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ »» وَلَا يَتَسَاءَلُونَ).

ولكن هناك مزيد من التفصيل لتلك (ألأنساب) التي أسقطها الله تعالى ولغاها بين الناس يوم القيامة, بقوله: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) .... الخ.
فلا تناقض بين الآيتين بل توافق منقطع النظير, فهناك إجمال للأنساب في قوله: (.. وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ..),, وهنا تفصيل لها,, في قوله: (.. لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ..). ففي الحالتين (لا يتساءلون).

(ب): بالنسبة للكافرين فقط:
فإن التساؤل بينهم حتمي, لأنه جزء من العذاب والمهانة, لذا قال عنهم: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ 27), وقد بينا ذلك فيما سبق بإسهاب وتفصيل وتحليل. وأكدنا ذلك من قوله تعالى في سورة ص: (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ 64). وكذلك في سورة الأعراف قوله تعالى: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ «« كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا »» حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ « قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ » وَلَكِن لَّا تَعْلَمُونَ 38), (وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ 39).

أرأيت كيف الترابط والتكامل بين آيات الله البينات في كل القرآن؟؟؟, فلا مجال للتناقض ولا التضاربب الذي أوهمتم أنفسكم - ومطبليكم ذوي المكاء والتصدية من نافخي الكير - بها وحاولتم إضلال الآيلين للسقوط أصلاً من المنافقين الضالين, وذلك لضعف بيانكم وغياب حجتكم وسذاجة طرحكم,, وإستعدادهم الفطري للضلال.

القسم السادس عشر:

(ب): وتحت عنوان (... هل طرد إبليس من الجنّة أم لا ,,,), قال لبيب ما يلي:

1. (... الله طرد إبليس من الجنه (فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) وقال لآدم: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ.) ثم نجد فى موضع آخر أن إبليس عاد إلى الجنّة بعد طرده منها وأغوى آدم (فأزلَّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه).
2. ثم تساءل قائلاً: (... فهل تم طُرد إبليس من الجنه وإذا كان طرد فكيف رجع وأغوى ...)؟!

نقول في ذلك وبالله التوفيق, نعم, إبليس طرد من الجنة ولم يعُد إليها مرة أخرى أبداً. فسنستمر هنا في كشف مشكلة لبيب وأمثاله التي أدخلوا أنفسهم فيها, فإختلط عليهم الأمر وأغلقت دونهم المدارك والمسالك الموصلة للحق والحقيقة لعلتين اثنين, هما:
1. ضيق الأفق, وتزاحم نواقص المعايير العلمية واللملكات اللغوية والإنشائية اللازمة للتحليل والتدبر والتفكر,
2. شح الأمانة العلمية والضوابط الأخلاقية, وكالحياد, والتجرد, والتحرر من سلطان الهوى والتربص... الخ
ولتأكيد ذلك سنتدبر معاً الآيات التي توضح هذا الأمر بجلاء ووضوح خاصة تلك التي أغلقت من دون لبيب وزمرته.

الم يستطع لبيب أن يرى نور هذه الآيات الساطع المبين, لدرجة أنه لم يلحظ الفرق الشاسع ما بين ما جاء في سورة البقرة,, الذي يحكي بكل وضوح (بداية وقوع الحدث - "قبل, وبعد, وأثناء حدوثه - وحتى نهايته), "إجمالاً" لا تفصيل فيه, وما بين ما جاء بسورة الأعراف الذي يحكي تفاصيل الحدث (للعبرة والتذكير بعدوه وعدوهم ويحذرهم منه),, فشتان بين وصف الحدث عند حدوثه,, وبين الحديث عنه فيما بعد للإستفادة منه لمن يعتبر. فلنتابع تفصيل ذلك معاً فيما يلي:

أولاً: في سورة البقرة:
حكى الله لرسوله الكريم (إجمالاً) المراحل التي حدثت: من الأمر بالسجود لآدم وحتى هبوط الجميع من الجنة والإنتقال إلى الأرض حيث الشقاء والبلاء. فكانت هكذا:

(أ),,, الأمر بالسجود لآدم:
بين الله سبب عداء الشيطان للبشر منذ خلق آدم حيث قال لنبيه الكريم في ذلك: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا - « إِلَّا إِبْلِيسَ » - أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ 34), لم يدخل في أي تفاصيل أو أي حوار مع إبليس ليستجوبه عن سبب رفضه للسجود, فهذا ليس وقته حتى لا يضعف قوة البيان الذي يريد الله تعالى أن يؤكده في هذه المرحلة بالذات,

(ب),,, بين توجيهه لآدم وزوجه للسكن بالجنية محدداً له الضابط اللازمة والمحاذير:
بقوله: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ 35), إجمالاً, دون أي تفصيل أو إشارة لما حدث بعد ذلك من آدم عليه السلام أو من إبليس,

(ج),,, إزلال الشيطان لآدم وزوجه ثم خروج الجميع من الجنة:
قال تعالى:
1. (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ...), لم يبين الله هنا أو يشير إلى نوع أو كيفية أو زمن هذا الإزلال, ولم ترد كلمة (غواية) في هذا المقام,

2. ثم قال: (... وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 36), وهذا بيان وتأكيد للعداوة التي ستكون بينهم سواءاً أكانت بين الناس بعضهم بعضاً أو بينهم وبين عدوهم اللدود إبليس لعنه الله,

(د),,, التوبة على آدم,, (دون مغفرة أو عودة إلى الجنة):
قال تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ «« فَتَابَ عَلَيْهِ »» إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 37), لاحظ أنه لم يقل ما هي تلك الكلمات التي تلقاها آدم من ربه, ولا الكيفية التي تاب بها عليه, ولم يقل بأنه غفر له ذلك الذنب,

(هـ),,, وأخيرا أكد سبحانه وتعالى هبوط الجميع من الجنة, قال مؤكداً ذلك: (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ 38).
هذا كل شيء ,,, أجمله الله تعالى في هذه المراحل الخمس للحدث, ولم يسهب أو يفصل أي نقطة منها, والتي إنتهت بهبوط الجميع من الجنة والإنتقال إلى مرحلة الشقاء والفتن والغواية في الأرض.

ثانياً,,, أما في سورة الأعراف, حيث تذكير الناس بما حدث, وسبب عداوة إبليس لهم, وما الذي فعله وسيفعله إنتقاماً لنفسه من عدوه آدم وذريته, وتفصيل الحوار الذي حدث في رده على إستجواب الله له, وسبب لعنه وجعله من المنظرين,,, كل ذلك ستبينه الآيات التالية تفصيلاً:

(أ),,, الله تعالى,, مذكراً الناس بيوم القيامة , وليعلم لبيب وذمرته المغبونين, (وليستحضر القراء أن كلمة (إذ), تشير إلى الماضي,, ومعناها (عندما, حينما, في ذلك الوقت... الخ):
1. قال تعالى للناس: (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ...):
- (... فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 8),
- (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ 9),

(ب),,, ومذكراً لهم بأنعمه عليهم:
1. فبين نعمه عليهم وما فعله لهم في الأرض من معايش تستحق الشكر عليها, وقال: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ 10),

2. ثم كيف بين لهم سبب عداوة إبليس لأبيهم ولهم, وأن من نعمه عليهم طرده من الجنة ورحمته لأنه تكبَّر عليهم ورأى نفسه أكرم من أبيهم ومنهم, قال: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ 11),

(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ 12), لذا طرده الله وغضب عليه: (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ 13). ففي سورة البقرة كان (هبوط إبليس من الجنة مع الجميع), وهنا تفصيل الهبوط وبيان أسبابه وملابساته وتداعياته, فلا تضارب ولا تناقض, بل تكامل مذهل معجز.

(ج),,, نية إبليس وسعيه للإنتقام من آدم وذريته, حتى لو كان السبب شقاءه في الآخرة ولعنته في الدنيا,, صور الله تعالى ذلك فيما يلي:
1. طلب إبليس من الله تعالى أن لا يقتص منه فيهلكه الآن, بل فليتركه إلى يوم القيامة:
- رجى إبليس ربه: (قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 14),
- إستجاب له ربه: (قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ 15),
- أعلن إبليس لربه نيته وإستراتيجيته في الإنتقام من آدم وذريته, وهو أعلم به وبمقصده: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ 16), (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ 17),

(د),,, طرد إبليس من الجنة إلى غير رجعة, وتوعده بسوء العاقبة هو ومن إستطاع أن يغويه إبليس ويضمه إليه: (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ 18).
هكذا كان تفصيل أمر إبليس منذ البداية حيث منعه كبره وتعاليه على آدم أن يسجد له... إلى آخر مآله وهو الطرد من الجنة وتوعده بسوء العاقبة.

الآن جاء دور تفصيل هبوط أدم من الجنة الذي أجمله الله تعالى في سورة البقرة, منذ أن أمره بالسكنى وزوجه في الجنة .... إلى أن هبط منها,, فقال في ذلك:
(أ),,, أمر أدم بالسكنى في الجنة, قال: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ 19) .....

لاحظ هنا حرف العطف في عبارة (وَيَا آدَمُ ...), والتي تدل على (عطف تفاصيل قصة آدم وما حدث له), على (قصة إبليس وما حدث له) .... هكذا قال لإبليس: (فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ), و قال لآدم: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ ...). أرأيت كيف يكون إحكام آيات الله؟؟؟

(ب),,, ثم قال:
1. (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا...),
2. (... وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ 20),
3. (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ 21),
4. (فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ ...),
- (... بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا...),
- (... وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ...),
- (... وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ 21)؟؟؟,

(ج),,, أردكا أنهما تورطا في الغواية, ووقعا في الذنب, وشاهدا بأنفسهما عداوة إبليس لهما ولذريتهما, فتحريا التوبة وإلتمسا الغفران بعد الندم: (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ 22),

(د),,, ولكن – مع التوبة التي تحصلوا عليها من الله تعالى, إلَّا أن الذنب بهذا الحجم لن يبقيهم في الجنة بعد الآن, ولن يدخلوها إلَّا بالعمل الصالح - في الدنيا - الذي يقبله الله منهما: (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 23), (قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ 24).

لدينا ملاحظة هامة هنا,,, أرجوا من القراء الكرام (بما فيهم لبيب) أن يقفوا عندها طويلاً ألا وهي:
أولاً: في سورة البقرة: حكى الله لرسوله الكريم (إجمالاً في خمس مراحل) كل ما حدثت لآدم وإبليس, من مرحلة الأمر بالسجود لآدم وحتى مرحلة هبوطهم جميعًا من الجنة والإنتقال إلى الأرض حيث الشقاء والبلاء.

ثانياً: في سورة الأعراف, - مع تذكير ألناس بما حدث, وسبب عداوة إبليس لهم, وما الذي فعله وسيفعله إنتقاماً لنفسه من عدوه آدم وذريته, - تضمنت تفصيلاً للنقطاط التي حدثت وما دار فيها من إستجواب وعتاب وطرد من الجنة,,, في تجانس وتكامل مزهل معجز.

ثالثاً,, الغريب في الأمر أن نهاية الأحداث جاءت - في كل من السورتين- بالآيتين التاليتين:
(‌أ) ففي سورة البقرة ختم الله الأحداث بقوله: (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ 38).
(‌ب) وفي سورة الأعراف ختم الأحداث نفسها بقوله: (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 23).

وهذا التوافق الغريب ما بين آيات وسور القرآن إعجازاً بكل المقاييس شاء من شاء وأبى من أبى.

ولا يزال للموضوع من بقية باقية

تحية كريمة للقراء (حجاً مبروراً – وكل عام وجميع المؤمنين بخير).

بشاراه أحمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حق القارئ في الاتفاق مع مايقراء
حميد فكري ( 2016 / 9 / 24 - 20:03 )
تحية لكاتب المقال ، واعتبر رده هذا فيه اثراء للنقاش ،اكثر منه ،اجابة شافية منتهية. فالنص كيفما كان ،تتعدد قرائته ،وتتجدد . وعليه فهو في حركة اختلاف دائمة . والنص الديني ،تحديدا ،بحكم طبيعته المثالية ،قابل للتاويلات المتعددة بل وحتى المتضاربة .يشهد على هذا تاريخ التفسيرات اللامتناهية . مرة اخرى اسجل على الكاتب ،مصادرته لحق بعض القراء في قناعتهم الفلسفية ،اذ يعتبر تعليقاتهم المتوافقة مع كاتب اخر ،كسامي لبيب، مثلا مجرد خضوع وتاثير لهذا الاخير، وليس تعبيرا عن قناعات اكتسبوها سابقا. اما بخصوص مواضيع المقال ،قيد المناقشة ،اكتفي هنا بموضوع واحد ،وهو قصة ابليس . بداية لايعنيني كثيرا ،هل هناك تناقض في االنص من حيث السرد ،بمعى اوضح ،لايمكنني الحكم ،فيما اذا كان هناك تناقض او لا ،اقصد(خروج وعودة ابليس الى الجنة) لاني اعترف ،كوني غير حافظ للسورة باكملها ،حتى يتسنى لي ذلك الحكم ،ثم لان البناء النصي في القران ،لايتبع خط متتابع ،بل هو مشتت ان صح القول.لهذا يمكن لاي كان ان يعيد بناء النصوص بحسب مايراه وينشده .لا بحسب ما يمليه النص في حد ذاته ،ولهذا السبب بالذات تختلف القراءات. رجاء يتبع


2 - القصة من اساسها باطلة
حميد فكري ( 2016 / 9 / 24 - 21:03 )
القصة في حد ذاتها ،غير قابلة للتصديق ،ان كان معيار الحكم هو العقل وليس النص لانه نص مقدس. وهنا مكمن ضعفها وتهافتها ،وليس بامكان اي كان اثبات صدقها ،مهما حاول .ثم انها تتضمن تغرات .مثال ذلك الاية -وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين- السؤال متى حذرالله ادم وحواء، من الشيطان ???!!!! انه حذرهم فقط من الاقتراب من الشجرة . فهل يعني هذا ان الشجرة هي ابليس ? ام ان عدم الامتثال لامره هو بحد ذاته الشيطان ?? ليس هناك من اشارة لهذا الامر. نقطة اخرى بغاية الاهمية،وهي في اعتقادي ،نقطة الضعف التي تنسف هذه القصة من اساسها .والتي يمكن صياغتها في السؤال التالي ،لماذا يصر ابليس على عصيان الله ،وهو يعلم يقينا انه خالقه??!!! اليس هذا ابشع تناقض تقوله هذه القصة الاسطورية.فالانسان يعصي -الله-لانه بكل بساطة لايؤمن بوجوده ،فكيف بابليس الذي يؤمن بوجوده.?? هذا يعني شيء واحد ،-الله-خلق ابليس عاصيا منذ البداية ،فهو اراده كذلك . ثم كيف لادم وحواء ان يتبعا الشيطان وادم يعرف انه رفض السجود له وبذلك عصا خالقه،اما حواء فهي لم تعرفه مطلقا??!!! رجاء يتبع


3 - الله وفعل العداوة
حميد فكري ( 2016 / 9 / 24 - 21:52 )
واخيرا ،،تقول الاية في سورة الاعراف-قال اهبطوا ،بعضكم لبعض عدو - يبدو ان الله مصر على فعل العداوة مرة اخرى، فهو جعل ابليس يعادي ادم برفضه السجود له ،فيكون ذلك عصيانا له ،هذا بالرغم من يقين ابليس ان الذي يعصيه هو خالقه .وجعل العداوة ايضا بين بني البشر،قبل ان يوجدوا ،وكل هذا لاجل تبرير ، الاستغلال والاظطهاد على وجه الارض ،ملغيا بذلك اي رغبة للانسانية ،في ايجاد السلام على هذا الكوكب .انه القدر الملازم حتى النهاية ،فطوبا للراسمالية واستغلالها ،ولكل الطبقات المستغلة بكسر الغين،عبر التاريخ لانها تستثمر هذا اىقدر لمصلحتها.


4 - إنتبه,,, فالتحليل تم في إطار علمي وليس قدسي:
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 24 - 23:49 )
أعتقد انك جاوبت عن نفسك بنفسك وهذا يكفي ... لا تعليق.
فقط هناك ملاحظة هامة:
لو قرأت الموضوع جيداً (وكان معيارك هو العقل) حقيقةً, لأدركت أننا حللنا الآيات في إطاره النصي فقط ولم نتطرق للقدسية, عد مرة أخرى وتأكد من ذلك حتى لا تبتعد عن الموضوعية. أما الجانب القدسي (للتدبر), فهو محسوس عند المعنيين به أساساً وبالتالي لن يحتاجوا إلى مزيد.

أما سؤالك وما جاء بعده فهو بعيد عن روح الموضوع إبتداءاً.
دعنا من سؤالك عن إبليس وعدم إمتثاله لأمر خالقه,,, فلنطرح عليك السؤال لعلك تتشجع وتجيب عليه على الأقل بينك وبين نفسك,

من الذي خلقك, وماذا يريد منك؟
ولماذا خلقك إبتداء؟
وما هي الغاية من وجودك في الحياة (ضعف, وقوة, فضعف وشيبة) ثم هرم وفناء؟
ولماذا تستسلم للمرض والهرم, والتغير, والموت, ولا تقاوم ذلك ولو مجرد محاولة؟
بالمناسبة,, هذه الأشياء علاقتها مباشرة بالعقل, فهل عدم الوصول إلى إجابة منطقية يعتبر تهافت فكري؟

سؤال مباشر لك,, أرجوك الإجابة عليه (بالعقل, والمنطق, والموضوعية),, لماذا يرتكب المجرم جريمته مع علمه ويقينه بأن هناك قانون رادع سيحاسبه ويقتص منه إن عاجلاً أم آجلاً,, وقد تصل العقوبة حد الإعدام؟


5 - الصداقة والعداوة والخير والشر نتيجة حرية الإختيار
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 25 - 00:20 )
دع السورة لأهلها وناقش معنا بالمنطق فهو الأقرب لك, فإن كنت من أهله بلغت المراد من الآية.
أنت في بلدك -حر- في إختيارك لنفسك, إذ لم يجبرك أحد أن تشتري سيارة, أو تقود شاحنة في الطريق العام, وهذا يعني تمتعك بالحرية المكفولة لك, ولكنك متى ما خالفت القانون العام, بأن قطعت إشارة أو وقفت في الممنوع تدخل القانون ليحاسبك على هذه المخالفات لانك بها خرجت من حدود حريتك ودخلت في حدود حرية الآخرين.
المخلوقات كلها مسيرة, لذا لا ولن تخرج عن مسارها الذي رسم لها, بينما هناك نوعان من المخلوقات أعطاهما خالقهما حرية الإختيار ولكنه بين لهما ما هو مسموح وما هو غير مسموح, وبين أن المخالفات عليها تبعة, والمسموحات ليست كذلك, وأن هناك أعمال تطوعية تخدم الآخرين إن فعلتها عليها ثواب (في يوم أعده الخالق للحساب), هذان المخلوقان هما الجن والإنس.
فإبليس دخل من باب الحسد والكبر والتعالي على آدم فلم يستطع مقاومة ذلك فلما وعى لما فعله من خسران حقد على من كان السبب وهو آدم.
أنظر إلى العداوة بين البشر ستجدها في أغلبها إما حسد أو كبر أو طمع... الخ, ولا بد أنك قابلت من ناصبك العداء وأنت لم تفعل معه ما يبرر ذلك العدوان.


6 - التساؤل في الاخرة
muslim aziz ( 2016 / 9 / 25 - 02:49 )

السيد الكاتب تحية ومشكور على جهودك الجبارة وجزاك الله عن الاسلام كل خير
سيدي الكريم انت قد نبهتنا وانرت عقولنا عندما رجعت الى سور القران ووضحت لنا ان اية(يتلاومون) كانت في الدنيا بين اصحاب الجنة(البستان) وليس في الاخرة كما دلس ذالك المذكور. اما (يتساءلون) نعم ففي الاخرة. ولكن من قبيل التذكير أنه في الاخرة عندنا العديد والعديد من مشاهد يوم الاخرة. النفخة الاولى موت الاحياء. النفخة الثانية القيام من القبور. الحشر. تطاير الصحف او الكتب(اعمال البشر) الميزان الحساب واخير اما الجنة واما النار.
فكما تفضلت سيد بشارة ساعة الحريق او ساعة القيامة وقبل ان يعرف كل انسان مصيره(لا يتساءلون) أما بعد دخول اهل النار النار ودخول اهل الجنة الجنة نعم هناك تساؤل وحوارات وسورة الاعراف توضح ذالك تماما.


7 - أهي جنة الخلد أم غيرها؟
muslim aziz ( 2016 / 9 / 25 - 02:50 )

أما قصة خلق ادم في القران الكريم فمعلوم لكل نبيه ان الله سبحانه وتعالى عندما اخبر الملائكة بخلق ادم انما كان خلقه ليسكن الارض وليس الجنة(إني جاعلٌ في الارض خليفة) ولما تم خلقه امر الملائكة بالسجود له. ولما كان ابليس يسكن مع الملائكة مع انه ليس منهم بل من الجن كما جاء في سورة الكهف(الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه) فتم لعنه وطرده من رحمة الله وهنا أقسم ابليس على غواية ادم وذريته وكانت اول ووسوسة لأدم في الجنة. ولكن اي جنة؟ اهي جنة الخلد ام جنة من جنات الله التي لا نعلم مقرها؟الله اعلم.
على كل خُلقنا لنعمر الارض ولنعود الى الجنة باعمالنا وايماننا ولنمتحن في حياتنا من ابليس اللعين واعوانه من الجن والانس امثال ذالك المتفلسف المفلس وشكرا.


8 - الأخ حميد فكري 1:
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 25 - 08:14 )
هذا رأيك ولن أجادلك فيه, ولكن هناك مغالطات سأفندها فيما يلي:

معلوم أن القول بالتعويم والتعميم يعتبر أسلوب جدلي لا ولن يقدم أو يؤخر في صلب الموضوع وقوة الحجة والبيان بالأدلة والبراهين, وذلك للآتي:

أولاً: القول بأن الرد فيه إثراء للنقاش هذا غير دقيق (في حالة هذا الموضوع بالذات), لسبب بسيط ألا هو أن الموضوع برمته عبارة عن (إدعاءات مبهتة ومغرضة مقطوع بها -قصداً- من كاتبها ومروجها), ثم (تفنيد لها وتصحيح لمفاهيمها), لذا فهو أكثر من إجابة شافية ومنتهية, ما لم تتقدم بتحديد النقطة أو النقاط التي تراها غير شافية وغير منتهية مع إقامة الدليل الثبوتي عليها, فبدون ذلك يكون الكلام مرسلاً لا أكثر.

ثانياً: القول بأن نص الآيات (تتعدد قراءته وتتجدد), هذا إدعاء غير موفق, وذلك لعدم تقديمكم صورة أو أكثر (كنموذج لهذه القراءات المتعددة أو المتجددة) التي قول عنها.
فإن عجزت عن تقديم هذا النموذج ولم تستطع إثبات قولك بأن القرآن الكريم (في حالة حركة وإختلاف دائمة) يكون القول غير معتبر لأنه مرسل ولا يحتج به, ويبقى رأي شخصي محدود القيمة والأثر فالذي لا تعرفه (على ما يبدوا) أن القرآن (أحكمت آياته) ثم فصلت.
يتبع


9 - الأخ حميد فكري 2:
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 25 - 08:26 )
تكملة

ثالثاً: أما قولك بأن النص الديني « تقصد به القرآن » تحديداً ((بحكم طبيعته المثالية قابل للتأويلات المتعددة أو المتضاربة)), هذا القول هو التناقض والتضارب عينه في القول والفعل والمفهوم,, إذ كيف تريد أن تجمع بين النقيضين في آن معاً؟؟؟

فكيف يكون النص ذا طبيعة مثالية وفي نفس الوقت يقبل التأويلات المتعددة والمتضاربة؟؟؟ ..... أليس الموضوعية أن تدعم فكرتك هذه بصورة أو نموذج - من الموضوع أو الآيات أو من المنطق - يؤكد ذلك عملياً حتى تخرجها من التعويم المخل, لأن النص الذي يقبل ما وصفته به لا يمكن, بل يستحيل وصفه بالمثالية.

أما إستشهادكم دائماً بالتفسيرات, فهي خواطر لأصحابها وليست جزء أصيل من القرآن نفسه الذي قال الله تعالى عنه (وفصلناه تفصيلاً), وقد شاهدتم كيف كان هذا التفصيل المعجز.

رابعاً: الأمانة العلمية تقتضي الموضوعية والحياد والشفافية,, فكلمة (مصادرة حق في قناعاتهم الفلسفية) غير صحيح, فإذا كان القرآن قد أكد عشرات المرات بأن (النبي نفسه), ليس له سيطرة ولا سلطان ولا توكيل على خيارات وقناعات الناس العقدية, لأن الله ارادهم -مختارين-, فكيف يكون ذلك السلطان والسيطرة لغيره؟؟؟

يتبع


10 - الأخ حميد فكري 3:
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 25 - 08:47 )
... تكملة ...

كان يتحتم عليك التفريق ما بين (حق القناعات الفلسفية), وبين (العمل على هدم قناعات الآخرين العقدية), كالذي يفعله سامي لبيب وأمثاله,,, فهل المنطق والعدل هو تجريم مَنْ يدافع عن نفسه وقيمه ومعتقداته بالحجة والكلمة والبرهان, ويصحح المفاهيم ويبطل الإدعاءات ... الخ, أم العدل والموضوعية أن يكون التجريم لذلك المعتدي ألذي جند نفسه وسخر قلمه وفكره ووجدانه وفلسفته ضد الآخرين لهدم قناعاتهم والخوض في مقدساتهم ومثلهم العليا؟؟؟؟ ....... مالكم كيف تحكمون؟؟؟

ولا تنسى أن لبيب قصد إيصال معلومة مفبركة محرفة مغشوشة وفق وفي إطار (حكم مسبق) ليوهم بها ألقراء الكرام, وقد إعترف بذلك صراحةً,, ونحن من جانبنا نعمل -بصبر وثقة- على تفنيد هذه المعلومة وكشف عورها وخداعها وغاياتها,,, ثم عرضها كما هي للقراء أيضاً, أليس المنطق والموضوعية والأمانة العلمية هي أن يقوم لبيب نفسه بالتعقيب على ما كتبناه بنفس القدر والروح بدلاً من أن يعتمد على تعليقات الغير (المغرضة) وتشويشاتهم التي ستخلق نوع من الفوضى غير المحببة أو المفيدة للحوار؟؟؟

فهل تعتقد أن سامي لبيب ساذج لدرجة أنه لم يستوعب ما كتبناه ونكتبه ؟؟؟

يبتع


11 - الأخ حميد فكري 4:
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 25 - 08:56 )
تكملة

فأنت مثلاً,, أدليت بدلوك, وقلت ما تريد, فلم نتجاهلك, بل تناولنا ما كتبته بالتفنيد الموضوعي, ما عدا الجانب الأيديولوجي لم نتعرض له أو نناقشه لأنه شأن خاص بك,,, المهم أن يستمع القراء الكرام للطرفين بشرط أن تقدم المعلومة الصحيحة المؤكدة المبرهنة, ثم يترك الحكم لكل منهم لأن هذا شأنه ولا يجوز مشاركته فيه إلَّا بإختياره الحر.

خامساً: أما قولك بأن البناء النصي في القرآن (لا يتبع خط متتابع بل هو مشتت), هذا قول غير صحيح البتة, بل على النقيض تماماً من الواقع حقيقةً, ولك الآن أمام القراء الكرام أن تؤكد هذا الإدعاء بالبرهان ولا أظنه سيكلفك الكثير,,,

فإذا كنت قد لاحظت أي شيء من ذلك (بنفسك -ظناً-, أو سمعته من غيرك) فما عليك سوى الإشارة إلى هذا التشتت ولو حالة واحدة فقط حتى يكون الحديث ذا شجون, هات برهانك (بأن تعيد لنا -عملياً- بناء نص من القرآن كما حاول الكثيرون قبلك), وسنرى إن كان ذلك حق وصدق أم مجرد مفاهيم خاطئة لا أكثر.

على أية حال نحن ليس لنا خصومة شخصية مع لبيب وغيره, بل نعتقد بأن لبيب أتاح للقراء فرصة لدرء الظن باليقين والإدعاء بالبرهان حتى إن لم يقصد ذلك حقيقةً

تحية للقراء الكرام


12 - تحية للكاتب
حميد فكري ( 2016 / 9 / 25 - 20:44 )
تحية مجددة للكاتب ، وشكرا على استئنافه للحوار اود ان اذكرك ،بانني قرات مقالك ،جيدا ،وكان ردي واضحا ،فانا لم اخرج عن الموضوع قليلا الا قصدا ،وليس بسبب عدم انتباهي. وقد ذكرت هذا في التعليق الاول ، لما قلت انني لن اناقش مسائلة ما اذا كان هناك تناقض في قصة خروج وعودة ابليس الى الجنة،لسببين اشرت لهما في نفس التعليق . فاذن كان عليك الانتباه انت الى ماكتبته انا ،وليس انتباهي الى ماكتبته انت. لكنني ناقشت القصة في مجملها ،فتبين لي وجود نوع اخر من التناقضات ، يتعلق الامر بالنسيج الداخلي للقصة ،وترابط عناصرها . وهذا مايعنيني اساسا ،وعليه ابني قناعتي .من تلك التناقضات التي لم تجد لها حل على مايبدو، تحذير الله لادم وحواء من الشيطان ،في الوقت الذي كان فيه التحذير يقتصر على الشجرة فقط.فهل من اية تنقد ماء الوجه?? اما بالنسبة الى ردودك عن الاسئلة ،التي طرحتها ،( اصرار ابليس على العصيان، و العداوة بين بني البشر ) فهي ابعد ماتكون عن الاقناع . فنصوص القران بخصوص ارادة الانسان ،متضاربة فمرة هي تعطيه الحرية ،و اخرى تسلبها منه . واكبر دليل على هذا ،هو وجود مذاهب فكرية.يتبع


13 - متابعة
حميد فكري ( 2016 / 9 / 25 - 21:25 )
واكبر دليل على ذلك هو ماعرفه تاريخ الفكر الاسلامي ، بتعدد المذاهب الفكرية حتى التناقض ،من معتزلة ،القائلين بحرية الانسان الى الجبرية القائلين بتسيره ،مرورا بالاشعرية القائلة بهما معا . واعادة انتاج هذا الاختلاف لذا الفلاسفة . اما بخصوص اعتراضك على قولي بان القران ،بحكم طبيعته الميثالية فهو قابل للتاويلات المتعددة والمتضاربة .وانك تجده متناقض . ثم تطلب مني دعم هذا القول ،بامثلة او بدليل موضوعي . اقول الامثلة لاتعد ولاتحصى فتاريخ التفاسير لانهاية له ،وان كنت تعتبر هذه التفاسير مجرد افكار شخصية لاصحابها، فحتى تفسيراتك سيعدها الاخرون بمتابة افكار شخصية . وكمثال لنقرائ لمطظفى راشد في الحوار المتمدن ،سنجد قرائة جديدة مختلفة عما هو سائد، موضوع الخمر، او موضوع شرك وكفر اهل الكتاب. هل هم فعلا كفار ومشركين ام لا. مثال اخر وهذه المرة يتعلق الامر بالاية ـوزوجناهم بحور العينـ فمنهم من يراها ،نساء حسناوات ،لاشباع الرغبات الجنسية للمؤمنين،ومنهم من يراها ،تعني العنب الابيض،حسب القرائة الارامية للقران ،ومنهم من يرى فيها مجرد فاكهة متجددة ،يتبع


14 - يتبع
حميد فكري ( 2016 / 9 / 25 - 22:02 )
مقال على هذا الموقع لصباح ابراهيم ، اكتفي بهذه الامثلة ،وهي كثيرة . ان مثالية اللاديان عموما ،لا تنفي عنها تناقضاتها ، فالتناقض ليس في المادي وحده بل حتى في ماهو فكري ،بل وحتى فيما بين الفكري والمادي باعتبارهما وحدة اضداد،لاتنسى ان ديالكتيك هيجل ، يجري في الفكر تحديدا .وكونك ترفض هذا التناقض ،لا يعني خلوه منه. انت تستشهد بالاية (احكمت اياته) و(فصلت تفصيلا)،لكنك تتناسى عن عمد ،الاية (هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات ....ومايعلم تاويله الا الله ،والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا) هذه الاية اظافة الى الاية القائلة (وماننسخ من اية اوننسها حتى ناتي بخير منها او بمثلها) الاية الاولى ،تشهد بنفسها ،على ان النص القراني ،قابل لتفسيرات لامتناهية ،فهي اعتراف لاشعوري ،على انه نص مطاطي زئبقي ،وانت تعلم يقينا ان فقهاء المسلمين ،فشلوا فشلا ذريعا حتى في كيفية فك رموزها ،فتناقضوا كعادتم وما اوضحوا شيئا ،بل زادوه غموضا على غموض، وتيها على تيه . وحتى ان تحايلوا كعادتهم ،على ايجاد ،معنى لهذا النص بالذات ،فسرعان ما يعودن الى يتبع


15 - تحية للأخ حمدي فكرى 1:
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 25 - 22:31 )
أولاً: قولنا لك (إنتبه) مبررة بما تبعها وهي قولنا (فالتحليل تم في إطار علمي وليس قدسي), وهذه حقيقة لفتنا النظر إليها فقط لا أكثر,

ثانياً: تكرارك لعبارة (... خروج وعودة ابليس الى الجنة ...), هو من الملاحظات التي دعتنا إلى طلب تفضلكم بمراجعة الموضوع مرة أخرى,, لأن هذه العبارة إدعاها لبيب رغم أنها لم ترد في أي من الآيات المعنية ولا حتى في القرآن الكريم كله ولا في تحليلنا.

أما بالنسبة لتحليلنا للآيات فقد أكدنا وأقمنا الدليل على أن إبليس لم يعد إلى الجنة بعد قوله تعالى له (أخرج!), ولا ينبغي له ولا يكون.

1. (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ),

2. (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰ-;-ذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ),

3. (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ),

يتبع


16 - تحية للأخ حمدي فكرى 2:
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 25 - 22:41 )
تكملة

كما هو واضح, ليست هناك أي عودة لإبليس, وليكن معلوماً أن هذه الآيات لا تحكي القصة وإنما ركزت على المحاور الأساسية دون أي تفصيل. وهذا ما اكدنا عليه في صلب الموضوع,, وركزنا كثيراً على إبرازه بوضوح.

وفي سورة الأعراف جاء تفصيل لتلك ألمحاور بقدر مختصر, فعن الشيطان قال:
1. (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ 11),

2. (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ 12),
3. (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ 13).

وعن أدم وزوجه قال:
1. (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ 19),

... ينبع ...


17 - تحية للأخ حمدي فكرى 3:
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 25 - 22:49 )

2. (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ 20),
3. (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ 21),
4. (فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ 22),
5. (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ 23),
6. (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 24),
7. (قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ 25).
لا عودة لآدم وزوجه للجنة. ولا تناقضات لا في النسيج الداخلي ولا الخارجي, بل الترابط بين عناصرها متين, أما قناعاتك فهي ملكك لك.


18 - متابعة
حميد فكري ( 2016 / 9 / 25 - 23:03 )
فسرعان ما يتناقضون .ولا اخفيك سرا اذا اعترفت لك بانني اشعر بالغثيان والدوخة كلما قرئت تفسيرهم لهذه الاية، فالمحكم له معاني ودلالات متعددة ،رغم الادعاء بانه محكم ،اما المتشابه فحدث ولا حرج ،واذا وصلت ،الى ،ومايعلم تاويله الا الله، فالاية بل القران باكمله يصبح ،مجرد كلام لامعنى له.


19 - للاستفادة لمن يحب العلم
muslim aziz ( 2016 / 9 / 25 - 23:28 )

مقال رائع لمن اراد الاطلاع على قصة ادم وابليس في القران وهل طُرد ابليس من الجنة ثم عاد اليها؟ وهل هي جنة الخلد أم جنة مؤقتة الاقامة؟ ومن الذي وسوس لأدم وحواء في الجنة؟ إبليس أم الشيطان؟ وما الفرق بينهما؟ القران الكريم يحدثنا بصراحة في ذالك وهذا هو رابط المقال لمن يحب القراءة وتفهم الامور وشكرا
http://www.dr-rasheed.com/2013/11/blog-post_26.html


20 - حميد فكرى
وليد عطعوط ( 2016 / 9 / 26 - 00:39 )
تحذير الله تعالى لسيدنا ادم وزوجه الذى تريد ان تجعله حجة على مقال الاستاذ بشاراة

وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ-;- آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ-;- (116) ((((فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰ-;-ذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ-;- ))))(117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ-;- (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ-;- (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ-;- شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ-;- (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ-;- وَعَصَىٰ-;- آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ-;- (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ-;- (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ-;- بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ
---
اليس هذا تحذير لادم عليه السلام فى سورة طه


21 - حميد فكرى
وليد عطعوط ( 2016 / 9 / 26 - 01:25 )
كمثال لنقرائ لمطظفى راشد في الحوار المتمدن ،سنجد قرائة جديدة مختلفة عما هو سائد موضوع الخمر او موضوع شرك وكفر اهل الكتاب. هل هم فعلا كفار ومشركين ام لا مثال اخر وهذه المرة يتعلق الامر بالاية ـوزوجناهم بحور العينـ فمنهم من يراها ،نساء حسناوات ،لاشباع الرغبات الجنسية للمؤمنين،ومنهم من يراها ،تعني العنب الابيض،حسب القرائة الارامية للقران ،ومنهم من يرى فيها مجرد فاكهة متجددة
--
بالنسبة لمصطفى راشد فهو لاينتسب الى الاسلام ولو دخلت على مواقع له او اليوتيوب وسمعته لعرفت انه مزور لشهاداته ولا يعرف يقرأ اية قرآنية واحدة صحيحة وما هو الا مشكك للدين الاسلامى لانه متنصر وهذا معروف عنه من قبل كل المصريين وانا لا اقول بدون علم ولكن هات اى يوتيوب له واسمعه وانت تعرف من هو
اما عن الحور العين فيكفى بالقرآن شاهدا على حقيقتهم وما تأتى به انت من عندك او من عند ما لايعرف القرآن
قال تعالى
ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون
كذلك وزوجناهم بحورعين
فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأي آلاء ربكما تكذبان. كأنهن الياقوت والمرجان
إنا أنشأناهن إنشاءً فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً لأصحاب اليمين


22 - الأخ حمدي فكري (أ):
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 26 - 08:17 )
أسمح لي بأن أقول لك لقد خرجت من الموضوع تماماً ودخلت في متاهة المغالطات وخلط الأوراق وتشتيتها,, كنت آمل أن تستمر في الحوار -خالياً- وبعيداً عن (التعميم والتعويم) وتفادي اللجوء إلى الأدلة والبراهين التي هي الفصل في القول.

أولاً: يا عزيزي الحديث هنا يدور حول المنهج وهو (القرآن الكريم وسنة رسوله), وهذا ليس -فكراً- كما تقول عنه بل هو دين كامل مكتمل, وليس في الموضوع الذي كتبناه أي إشارة إلى (التطبيق) - بإيجابياته وسلبياته وشطحاته - الذي تتحدث عنه أنت.

واضح أنك تركت النقطة التي كنت تسأل عنها وأجبناك عليها ثم إنتقلت إلى دهاليز أخرى ليس لها أي علاقة بالموضوع, فنحن لا نتحدث الآن عن المنتمين للإسلام إدعاءاً وهم الد الخصام, فالمذاهب الفكرية التي تتحدث عنها لم يصنعها الإسلام, ولم ينادي بها أو يؤسس لها أو يقرها (لا قرآن ولا سنة), والكل يعرف هذه الحقيقة تماماً.

ثانياً: معلوم ان المنهج لا يصحح بالأداء والتصرفات الشخصية أو الجماعية في التطبيق وإنما العكس هو الصحيح, فالذي يتفق أداؤه وهواه وتطبيقه وفقاَ للمنهج ينسب إليه والذي يخالفه فهو رد. هذه قاعدة عامة وليس فيها جدال أو تمحك أو مماراة.

. يتبع .


23 - الأخ حمدي فكري (ب):
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 26 - 08:38 )
تكملة

فالتعدد المبتدع (في الأصول) لا بد من أن يبرز تناقضاً في المفاهيم والسلوك. فالإسلام هو الدين الوحيد في العالم الذي لا ولن يقبل التناقض فهو (دين واحد, لرب واحد ونبي واحد ومنهجية واحدة ومصير واحد), فمن خرج عن هذه المنظومة المحكمة -غوى-, وكان منتسباً للإسلام إسماً بلا روح وبالتالي فهو -حقيقةً- ليس منه ولا من أهله وإن شهد له ظاهره بذلك.

فإن أردت أن تُقَيِّم أي من هذه المذاهب والطوائف الفكرية, فما عليك سوى معايرتها بالإسلام (كتاباً وسنة صحيحة) فقط, فإن وافقت المنهج فهي مسلمة وإن خالفته (في الأصول) إبتداعاً فهي ضالة والقرآن والسنة النبوية بريئان منهام, - أقرأ إن شئك ما جاء من تفاصيل عن طوائف المنافقين في سورة (براءة). - وكيف تبرأ منها, وأمرها إلى ربها يوم تلقاه.

ثالثاً: تعدد المذاهب يؤكد حرية الإختيار في ما خير فيه الإنسان, إذ أن هناك أمور كثيرة لا خيار له فيها, فالذين يقرأون الفلسفة عن جهل وجهالة يبلغ بهم الحال مباشرة إلى الإلحاد لأنهم يخرجون من دائرة علم الإنسان إلى دائرة الوهم والشطحات التي لا ولن يستطيع أي منهم إقامة دليل أو تقديم برهان عليها وهذا لا علاقة له بالإسلام.

يتبع


24 - الأخ حمدي فكري (ج):
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 26 - 08:46 )
تكملة
رابعاً: أما موضوع التخيير والتسيير فهو واضح المعالم, دقيق التفاصيل, كامل البيان في هذا الباب فلا تحملوا الأمور أكثر مما تحتمل, وسوف نتناول هذا الموضوع لاحقاً على الرغم من أننا تناولناه من قبل وأسهبنا فيه.

خامساً: أنا لم أعترض على قولك المثالية التي قلت عنها, وانما تعرضت للمفهوم المتناقض عنها, وأكرر مرة أخرى أن (المثالية تكون منعدمة في ما هو قابل للتأويلات المتعددة والمتضاربة) التي ذكرتها في تعليقك, ومع ذلك أيضاً لم تجب على طلبنا منك الإتيان بأمثلة أو بدليل موضوعي يدعم قولك هذا, والذي -حقيقةً- أشعرني بخيبة الأمل أنك فسرت لنا الماء من بعد جهد جهيد بالماء. فكيف بمن طلبت منه -إبرة- فأشار للطالب إلى كومة من تبن؟؟؟

هذه عودة مرة أخرى للتعميم والتعويم, دعنا مثلاً نقبل منك -جدلاً- عبارة (... الأمثلة لا تعد ولا تحصى ...), حسناً فليكن ذلك, ولكننا طلبنا منك -تحديداً- واحدة فقط, فإذا بك تحيلنا إلى وادٍ من تبن بقولك (... فتاريخ التفاسير لانهاية له ...), هذا هروب لا أرتضيه لك.
لا يزال طلبنا منك قائماً ومحدداً للغاية ولا يحتمل المواراة يقول تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).

يتبع ..


25 - الأخ حمدي فكري (د):
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 26 - 09:05 )
تكملة

سادساً: كن دقيقاً عندما تنسب لنا قولاً, فما أكتبه موثق أمام القراء الكرام, أنا بالنص (لم أقل إطلاقاً بأن التفاسير -أفكار- شخصية لأصحابها, وإنما قلت إنها -خواطر شخصية-, فهل الخواطر لديك هي أفكار؟؟؟).

فما دام أن الله تعالى يقول (أفلا يعقلون, أفلا يتفكرون, أفلا يتدبرون, أفلا ينظرون,,,), معنى هذا أن الحصيلة لا بد من أن تكون متفاوتة بتفاوت مستوى وقدرات وإستعدادات ودرجة إيمان وفكر المتعاملين مع القرآن.
فلو أخذنا الأخ لبيب كمثال,, فإنه لم يكن يملك أي من هذه الملكات لأنه كان (يخوص متربصاً). لذا إبتعد عن الموضوعية كثيراً.

أما قولك لنا: (... فحتى تفسيراتك سيعدها الاخرون بمتابة افكار شخصية ...), أولاً أنا لا ولم أفسر الآيات بل كنت -أتدبر- آيات الله تعالى التي -فصلها تفصيلاً-, ومن ثم لم ولن أدخل رأيي في كتاب الله تعالى, وانما قرأتها -بتدبر- أمام القراء الكرام هذا كل شثيء. ولست أنا المرجع النهائي, فالقرآن الكريم (عربي غير ذي عوج), و (عربي مبين), فالأمر يحتاج فقط إلى التفقه في لغة البيان, وصدق في التوجه بدرجة الشفافية.

أما الأمثلة التي سقتها فلا علاقة لها بالمطلوب. على أية حال شكراً


26 - الأخ حمدي فكري (هـ):
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 26 - 12:05 )
على الرغم من أن أمثلتك كانت تغريداً خارج السرب, وتهرب واضح عن النقطة الساخنة التي نعالجها فتركتنا عندها لغيرها, إلَّا أن عبارة لك في أحد تعليقاتك قد إستوقفتني, لأنها تكررت كثيراً من المعارضين للإسلام من علمانيين وملاحدة وأهل كتاب,, والتي يلوكونها بإعتبارها فكرة أساسية منهجية لهم ألا وهي (الخمر, والنساء).

فنجد أن هذين العنصرين هما همهم الأساسي, وهاجس بالنسبة لهم, وقد لاحظنا إتفاقهم جميعاً عليه. ولكن على أية حال,, ليست هذه هي المشكلة, بل المحنة, ولكن هناك ما هو أدهى وأمر.

فالملاحظ أن هؤلاء المدعين الحضارة وحقوق المرأة هم أنفسهم الذين يحقرونها ويأطرونها في حدود المتعة الجنسية لاغين بذلك إنسانيتها وقيمتها الحقيقة التي بلورها الله تعالى وصانها وفرضها على الرجل فرضاً ملزماً مربوطاً بماشرة بالتقوى.

إن عملية إختزال قيمة المرأة في (المتع الجنسية), وإشباع للغرائز الحيوانية للرجل أمر مرفوض ولا ينادي به إلَّا البغاة المعتدين. فأول خطاب لآدم من ربه عن المرأة قال له فيها (أسكن أنت وزوجك), وكلمة زوج تعني (المساواة) مع الإختلاف في المهام. وبالتالي يقال للمرأة (زوجُكِ), ويقال للرجل (زوْجُكَ).
يتبع


27 - الأخ حمدي فكري (و):
بشاراه أحمد ( 2016 / 9 / 26 - 12:27 )
تكملة

فالقرآن الكريم، - ومنذ بداية الخلق - ساوى بين الزوجين ونوَّع في أدوارهما ومهامهما المتكاملة. ولكن الإنسان بفلسفته العمياء وتأليهه لفكره المحدود وعقله المقود, وأنانيته الجوفاء وعنصريته المتأصلة جعلها وقفاً (للمتعة الجنسية) ولتلبية نزواته ورغباته الهمجية, وإستطاع (للأسف الشديد) إقناعها بهذا الدور المهين لها فأطاعته كما أطاع هو إبليس وخنع وخضع وسلم قياده له ببلاهة وهبل.

فعرَّاهَا لنفسه وهواه ومتعه, فتعرَّتْ له وخضعت دون تفكير أو تدبير, وإستخدمها في غير ما خلقت له فأسلمت قيادها طائعة مختارة منقادة لأوهامه وخداعه. فأنزلها من برجها العالي ليخضعها لذل وإنكسار الشهوة الحيوانية وأوهمها بأن إستعباده وإستغلاله لها هو (الحرية), فإستطاع - عبر تجهيلها - تهجينها, وسلبها كل شيء.

إن جهل كثير من النساء - حتى المثقفات والمتعلمات والعدليات منهن – لحقوقهن الأساسية التي كفلها لهن الإسلام لهو السبب وراء قبولهن بهذا الفتات الممنون من المستغلين لهن والمسيطرين عليهن وهذا شيء مؤسف حقيقةً.

فالمرأة في الإسلام أكبر من ذلك بكثير, قدراً ودوراً وصحبة وشراكة متوازنة (ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
تحية للقراء

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah