الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصل المقال فيما بين العقل المنغلق والمنفتح من اتصال

الاعرج بوجمعة

2016 / 9 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"مهما اختلفت معك سأدافع عنك حتى تعبر عن رأيك بكل حرية" فولتير.
إن فكرة الكونية التي يتبناها الإسلام على مستوى مبادئه تخلق لنا شرخ على مستوى الهوية، التي تؤسس شخصانية الفرد المسلم، هذا الأخير في تكوينه ينهل من مرجعيتين مرجعية تراثية تقليدية تقول بحرفية النص تدعو الى عودة مبادئ الإسلام من جهاد وعنف وقتل للمرتد ورجم الزانية والزاني حتى الموت ومرجعية حقوقية مدنية.. هذا المنطق التراثي أنتج لنا عقل منغلق على ذاته يؤمن بالحقيقة الواحدة والفهم الواحد والنص الحقيقي الواحد يرفض القول بتاريخية النص أو القول بأنه نص أدبي له تناص مع نصوص وأساطير لشعوب أخرى، هذا العقل المنغلق هو الغالب على كل متدين بدين الإسلام، ففرخ لنا فهم سالب على غرار ما نجده لذا الفكر الداعشي الذي يدمر كل ما هو جميل ولا يهمه الإنسان بقدر ما يهمه هو أن يستمر النص. السؤال المطروح أين دعائم هذا العقل المنغلق؟
كإجابة على السؤال المطروح نجد للمدرسة والاعلام دور كبير في ولادة عقلية داعشية دون وعي منا وهنا أتذكر وأنا طالب في المستوى الاعدادي والثانوي كنا نقرأ نصوص من الكتاب والسنة تدعو للجهاد وقتل المرتد ويمنع الزواج من آمة مشركة حتى لو أعجبتنا ! فقلت لنفسي كيف لنص يدعو للكونية وللتسامح يمنعني من الزواج من امرأة أحببتها تدين بدين مخالف عما أدين به؟ لذا أقول إن كل من تتلمذة في المدرسة المغربية في جوهره مشروع كائن داعشي ما لم يتم غسل دالك الفكر السالب، وهذه المهمة لن تتحقق ما لم ننفتح على عقل منفتح ينهل من منظومة حقوق الإنسان ومن فكر الحداثة والفكر العلمي من ناحية نسبية القوانين والإنصات للطبيعة ومحبة الجمال على اعتبار أن الله جميل يحب الجمال ويحي الحياة من قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا، لكن الدواعش يقتلون قتلوا كل الأرواح المتنورة من بيئتنا (قتل فرج فودا وناهض حتر وشكري بلعيد وو). كما نجد أيضا الاعلام يساهم في انتاج كائن داعشي يفتقر الى الانسانية وذلك من خلال القنوات الفضائية التي تمولها راعية الفكر الداعشي "السعودية"، نصبت لها شيوخ همهم الأول والأخير نشر فكر ابن تيمية ، وشرح الكتاب والسنة وكأنه يعيش في القرون الماضية وليس اليوم، يشرعن الجهاد في قنواته الفضائية ويبيح دم المرتد. لذا نحن مطالبون اليوم بالتأكيد على أهمية التربية الدينية ودورها في إنتاج صورة المسلم المتسامح الذي ينهل من القيم الكونية لحقوق الإنسان، فعملت العديد من الدول على مراجعة مقررات التربية الإسلامية، مثلا في المغرب نلاحظ اهتمام من طرف وزارة الأوقاف بمراجعة مقررات التربية الإسلامية وخاصة النصوص الذي تدعو إلى العنف ورفض الآخر.
إن نهضتنا لن تتحقق ما لم نقطع مع ذلك العقل المنغلق الذي ينفخ في الذات باسم نحن خير أمة أخرجت للناس، ونحن من نزل الإسلام لدينا وينبغي للجميع أن يؤمن بهذا الدين، هذا المنطق ساهم في تقوقعنا ورسم صور نمطية عن الأخر المخالف الذي نجعله في قطبية الصراع. وفي مقابل هذا ندعو إلى عقل منفتح يؤمن بالاختلاف والتعدد وقبول الأخر فكرا وجسدا، عقل منفتح يراجع الدين الإسلامي ويجعل منه نصا تاريخيا كتب في مرحلة معينة وينبغي أن يقرأ وفق علوم العصر من سوسيولوجيا وأنثروبولوجي ولسانيات والتاريخ .. كما نشير إلى أن هذا العقل المنفتح مطالب بالإبقاء على الجانب القيمي في الإسلام لقول الرسول جئت لأتمم مكارم الأخلاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي