الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهض يا ناهض

عطا مناع

2016 / 9 / 27
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بقلم : عطا مناع

بالموت تصفعنا الحقيقة التي لا تجامل أحدا، والحقيقة هذه المره جاءت بطعم العلقم، قتل ناهض حتر في ساحة العداله، ناهض ليس نهاية المطاف، فالموت يشهر سيفه في منطقتنا، والموت نتيجة لسبب، وأحيانا ليس بحاجة لسبب، فالأسباب ورثناها وتوارثناها، ولذلك من العبث وضع اليد على الجرح، فالجرح ينزف من فجر تاريخنا، كيف لا ونحن من جز رقاب مفكرينا ونبشنا قبورهم.

لا أجد من المفيد استحضار التاريخ سواء القديم أو الحديث، لأننا بكل بساطه لا نتعض، وبتعبير أدق لا نفكر، فالفكر لا تتناقله الشعوب بالوراثة، الفكر هو نقيض الواقع وخاصة عندما تسود الظلامية، والفكر والظلاميه متناقضان لا يلتقيان.

علينا أن نعترف أننا نعيش في منطقة لا تتقبل الأخر، وهذا يعود لثقافة جذورها ضربت في أعماق عقلونا وقلوبنا السوداء، والملفت أن المضطهدين منا من يحمل راية نشر الموت، وهذا منطقي، فنحن لا نعرف ولا نفكر ومن الطبيعي أن تأتي أفعالنا كمن يطلق الرصاصة على قدمه.

القضية لا تختصر انك مع ناهض أو ضده، ومن متابعتي لفصول الجريمة وجدت أن الرجل أعاد نشر كاريكاتير على موقعه وأعاد سحبه واعتذر لجميع الأردنيين والعرب، هذا الكلام موثق، وبالرغم من ذلك قتل.

قتل ناهض لينضم لبلعيد وفرج فوده وغيرهم كثر كانوا ضحية التعبئة الظلاميه، فقاتل حتر يقول في التحقيق أنا لا اعرفه وهذا بالضبط ما قاله قاتل فرج فوده ، وهذا كلام صحيح ولكن غير دقيق، وقد نكون أنا وأنت لم نعرف حتر قبل أن يقتل وهذا أيضا صحيح، لكن هناك من يعرفه جيداً.

يفترض عدم التكرار، فالمعروف أن موقف ناهض حتر وكغيره من ملايين العرب والمسلمين ضد الجرائم التي ترتكب بحق الضعفاء من أبناء الشعب السوري واليمني والعراقي، لكن موقف حتر متقدم خطوه عنا بملاحقة المجرمين وفضح جرائمهم بالقلم، لم يشهر سلاحاً في وجوههم سوى القلم.

البعض يصف ناهض حتر بأب للفكر التقدمي، وهناك من يقول انه عراب الحركة الوطنية الاردنيه، وانه قريب من سوريا وحزب الله، وتتحدث التقارير عن تعرضه لمحاولات قتل سابقه، وانه يعمل ليل نهار على فضح الفكر الوهابي المرتبط بالامبريالية والصهيونيه، وان حتر وقف في وجه المجلة الفرنسية التي أساءت للرسول الكريم لكن ذلك لم ينصفه وهذا طبيعي.

إن الحكم بالإعدام على حتر كان في جوارير الجماعات التكفيرية التي انتظرت ألفرصه لالتقاطها، وبالفعل التقطتها عندما كبى الرجل بإعادة نشر الكاريكاتير حيث كانت ألفرصه مواتيه، والمعلوم أن قاتل حتر كان خارج البلاد والتقارير تتحدث انه كان يؤدي فريضة الحج.

إن قضية اغتيال ناهض لن تكون الأولى ولا الأخيرة، فالتكفيريون سيعمقون ظاهرة الاغتيالات للمعارضين والمنتقدين لهم، ولا اعتقد أنهم سيواجهون معارضه شعبيه لجرائمهم، انظروا للإبادة التي يرتكبونها ويعرضونها بالصوت والصورة وكأنهم يقولون لنا هذا هو مستقبلكم، انظروا كيف يتفننوا بعمليات الإعدام بالنحر والحرق وتقطيع الأوصال بالمنشار الكهربائي وأخيرا باستخدام ماكينة لحام الأكسجين، إننا أيها الاخوه بصدد مرضى.
هذا المرض الوباء الذي تفشى على يد داعش وأخواتها ينذرنا بعقود من الموت والظلام، ولذلك كل الوسائل مشروعه في مواجهتهم وخاصة بعد أن عرفنا جميعاً صنيعة من هم، الم تستمعوا لتصريحات هيلاري كلينتون؟؟؟

الحلقة المركزية في أداءنا بمنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص تتمثل باحترام معتقد الآخر بصرف النظر عن ديانته، علينا أن نقف في كل وجه من يسيء للمقدسات إسلاميه كانت أو مسيحيه، علينا احترام الأقليات في الوطن العربي وليس عرض نسائها في أسواق النخاسة، علينا الوقوف في وجه الفاشية الداعشيه ، وعلينا أن نحافظ على نسيجنا الوطني بعدم التعرض للمقدسات ، وعلينا أيضا رفع صوتنا ودون خوف في وجه ألقتله الذين يدورون في فلك الوهابين صنيعة أمريكا وبريطانيا من قبلها، هؤلاء الذين لديهم القابلية بالتضحية بالمنطقة بأسرها في سبيل الحفاظ على فسفهم وبذخهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا




.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية


.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت




.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام