الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية الجبهة لاتحمل سوى اسمها

مصعب محمد عيسى

2016 / 9 / 28
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


تسمى الاشياء باضدادها ...هكذا قالت العرب قديما وفي الفلسفة قال شوبنهاور ان الصفة تحمل في طياتها الصفة المناقضة لها تماما ..هاتان قاعدتان لهما نفس المغزى تقريبا مع وجود شواذ دائما لكل قاعدة على مر التاريخ ,اذا اسقطنا هاتان القاعدتان على احد معالم السياسة الفلسطينية وهي الجبهة الديمقراطية وادرجنا لغة الصفة وحالاتها في تبعيتها للموصوف فنكتشف ان هذا الاسقاط ربما يعطيني نتيجة صحيحة ومنطقية وعقلانية ستفاجئنا عملية في نهاية التحليل
تعرف الجبهة الديمقراطية نفسها انها تنظيم يساري ماركسي ديمقراطي وتعريف الماركسية حسب منظرها الاول هي الغاء الطبقية والفروقات كافة بين افراد المجتمع وتطبيق مبدا المساواة والعدالة على الجميع ولكن هذه الصفة هي مناقضة تماما للجزء الاول من تعريف الجبهة لنفسها, فمنذ عقود نمت داخل صفوف الجبهة (الديمقراطية ) طبقات مافيوية واخرى شبيهة بال VIPنشات وتغلغلت تحت تاثير عدة عوامل اهمها :
1-بعد اتفاق اوسلوبفترة دخلت الجبهة في خندق اليمين الفلسطيني الراسمالي التابع اصلا للاحتلال بكل ماتعنيه كلمة تابع وشاركت في حكومات السلطة وحصلت كمكرمة من اليمين على منصب وزارة العمل هذا التغيير خلق العديد من رجال الاعمال ذوي المصالح المرتبطة مع مصالح حكومة اوسلو وتبعاتها الامر الذي صنع طبقة رجال اعمال في صفوف التنظيم الماركسي
2-بعد انتهاء تجربة الكفاح المسلح مع ولادة اوسلو واخواتها نشات داخل الجبهة طبقة موظفين ومافيات ادارية من خلال نمو ظاهرة التفرغ والعمل البيروقراطي مقابل راتب شهري فنتج عن ذلك تشعب طبقتين في اروقة التنظيم طبقة مدراء وموظفين ذو مناصب وطبقة عبيد تتمثل في باقي اعضاء وكوادر التنظيم البعيدين عن مراكز قيادة التنظيم ووظائفه الادارية وهذه الطبقة تتمثل في ابناء المخيمات البعيدة والقرى النائية وتلك الاخيرة تحتاج الى عشرات الوساطات واجراء هواتف من هنا وهناك وتقديم عشرات الطلبات فقط من اجل مقابلة عضو مكتب سياسي اعطته ظاهرة التفرغ حجم وزير عربي فقط لانه كان محارب قديم مع العلم ان اغلب اعضاء المكتب السياسي غير اكاديمين بالمطلق ويحملون شهادات مزورة الكل يعرف كيفية الحصول عليها
...اما عن الجزء الثاني من تعريف الجبهة لنفسها انها تنظيم ديمقراطي ..فديمقراطية الجبهة لاتحمل سوى اسمها تلك الديمقراطية التي اثقلت كاهل الجبهة واورثتها عجزا وشيخوخة شبيهة بقائدها المفدى نايف حواتمة فالدولة تاخذ شكلها من افرادها هكذا تكلم ابن خلدون في مقدمته والتنظيم صورة مصغرة عن الدولة ..هذا الحزب الذي يقوده رجل تجاوز الثمانين من عمره ولازال يعتقد ان بامكانه التغيير ودمقرطة المجتمع منظرا في كتاباته عن ضرورة احداث التغيير الديمقراطي في المجتمعات والاستفادة من تجارب الشعوب الاخرى يكتب في مجلده الشهير اليسار العربي والنهوض الكبير عن تجارب الديمقراطيات في اوروبا واسيا وامريكا اللاتينية ويستشهد في احد اجزاء الكتاب باية قرآنية (:ان الله لايغير مابقوم حتى يغبروا مابانفسهم ...)مستثنيا نفسه وزمرته من هذا التغيير الامر الذي جعل من التنظيم نظاما ديكتاتوريا يفرض قيودا ويضع حدودا تحول بين القاعدة وهرم القمة وراحت الاذرع الخفية لهذا القائد واعوانه تمتد هنا وهناك مستخدمة كل انواع التشبيح ضد الراي الاخر المنطلق من داخل اروقة الجبهة واقبيتها والمطالبة بضرورة الاصلاح واحداث تغيير جذري شامل في بنية وتركيبة وقيادة الجبهة ,والاحداث الاخيرة الماساوية التي اصابت سورية جراء الطغيان والاجرام كشفت كثير من خفايا واسرار تشبيحية رهيبة قامت بها قيادة الجبهة الديمقراطية ضد كثير من عناصرها الذين طالبوا بضرورة التغيير الداخلي من جهة وضرورة التزام مواقف اكثر مسؤولية تليق بنضال الفلسطيني وتاريخه اليساري ازاء مايحدث في مخيمات الفلسطينين في سورية التي تباد من قوات الطغيان والشمولية تحت اسباب لاترقى لمستوى العقل والتفكير المنطقي فاصبحت الجبهة ذات التنظير الديمقراطي للمجتمعات وكانها صورة طبق الاصل عن الانظمة التي تحاربها ,في ادبياتها فكان اسقاط كلام شوبنهاور في مكانه وان الصفة تحمل في طياتها الصفة المناقضة لها تماما,فعلى الجبهة وقيادتها الهرمة ان تبحث عن اسما وصفة اخرى تليق بهذا الخلل الفكري والبنيوي الذي اصابها فلقد تربينا في اللغة ان الصفة تتبع الموصوف في جميع حالاتها واذ بالجبهة لاتحمل من الديمقراطية الا اسمها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله