الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدايمو : تنضيد إجتماعي في اليابان

أيوب الرويفي

2016 / 10 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


القرنان 14 و 15 حقبة غموض سياسي و تفكك مستمر في السلطة المركزية ، هذي الفوضى نجمت عن زيادة في عدد الفرسان جعلت من المستحيل المحافظة على روابط الولاء الشخصي ، حتى أن تعزيز الوحدة القومية أصبح يتطلب ظهور بنى سياسية جديدة ، الأمر سيكون بطيئاً بالضرورة حيث كانت أول مراحله خلق وحدات إقطاعية مستقلة عن عصبة كاماكورا الأصيلة ، هكذا أصبحنا نرى بعض الشوغونات و أرستقراطيي الريف مرتبطين بأتباع محليين أصبحوا سادة أقوياء في حكم مقاطعاتهم ، و قد أظهرت الحروب في السنوات الأخيرة من نظام كاماكورا أن سطوته على باقي الطبقة المحاربة كانت أقوى من سطوة الهوجو و الشوغون .
لم ينقطع نفوذ هؤلاء الأسياد المحليين عن تقوية نفسه خلال القرنين 14 و 15 ، و لم يكونوا يحصلون على سلطتهم إلاّ بموافقة إجتماعية أو بتعيين من نظراءهم ، ثم ما لبثوا حتى أصبحوا حكاماً محليين حقيقيين يتمتعون بسيطرة على مناطق بكاملها.
و في القرن 16 اتخذوا إسم "دايمو" الذي سيلعبون تحت ظله دورا من المكانة حتى عصر الإقطاع ، و كان لصعودهم السياسي نتيجة معاكسة هي الإنحسار الإجتماعي للفرسان المستقلين ، و الواقع أن معظم الممتلكات القديمة تجمعت في المناطق التي يشرف عليها الدايمو ، وغدت وظيفة القيم على الأعمال لقبا فارغا قبل أن تختفي بشكل نهائي ، نفس الوقت تطور الفن العسكري و صاروا يلجؤون أكثر فأكثر إلى المشاة للخدمة في مناورات المعارك ، و بما أن الفرسان لم يعد لهم مسوغ للوجود ، و بما أنهم أضاعوا صفتهم القتالية ووضيفتهم الإجتماعية ، فإنهم بدوا قوة في كامل إنحسارها ، نجح بعضهم في الوصول إلى مركز الدايمو ، لكن أكثرهم هان أمرهم ، و أصبحوا يعرضون خدماتهم على الدايمو و أن يمارسوا تحت رايتهم وظائف عسكرية و إدارية ثانوية ، و كانوا يعيشون من وراء استثمارات الدايمو في الأراضي التي خصصها لهم من ممتلكاته الخاصة ، أو أنهم اكتفوا بأجور من الخزينة الأميرية ، وهكذا اقتربت حالتهم بطبقة الفلاحين الذين تحولوا إلى مشاة مدربين ، و قد اتخذت فرقة الأرض الطاهرة من ذلك حجة لتفرض سيادة الإقطاعيين ، و كان الفلاحون ينقلبون إلى جنود ، و ينقلب الفرسان إلى فلاحين بعد خوض معركة فاشلة ، و هكذا وقعت في القرنين 15 و 16 قابلية انتقال إجتماعي بين الطبقات الشعبية و الأرستقراطية المتوسطة .
العائلة الإمبراطورية و أمراء البلاط أول من تحملوا صدمة في هذه التحولات ، المداخيل تضاءلت أكثر فأكثر ، و انتهى بها الأمر أن تلاشت تماما في نهاية القرن 15 ، و في القرن التالي أصبحت العائلة الإمبراطورية و الفيجيوارا و مختلف عائلات البلاط تعاني من حياة ضعف و بؤس ( حتى أن إمبراطورا كان ينسخ القصائد مقابل مبلغ ) ، و من أجل الإستمرار في البقاء وجب عليها ترأس شركات تجارية و نقابات حرفية في كيوتو ، ولولا الإحترام لما نجوا من هذه الشدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي