الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معتقدات طفولية مع القلم الاحمر

حسام جاسم

2016 / 10 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قطة بيضاء مستلقيه فوق سطح البيت المجاور .
الساعة الآن السادسه صباحا جميع من في الشارع امامي يذهبون إلى أماكن عملهم
رايات الثورة الحسينية تلوح قريبا و بعيدا دون جدوى و دون أمل في تغيير الحاكم الإمام
الحاكم أصبح الإمام و الذي استشهد سرقوا مبادئ ثورته و نسبوها لهم أصبحت بيدهم التي تعلو عاليا أثناء العزاء و تلطم صدورهم
مرت 13 عاما و لا زالوا يلطموننا أثناء النوم و حتى أثناء الحب يكبتوننا بإسمه و يلطمون وجهنا بإسمه استغلوا الحمص و العدس و السكر دون شاي
أصبحنا نستورد حتى ملابسنا الداخليه و لم يتصالحوا فيما بينهم لحد الحين
حتى في داخل السجن الواحد يتصالح القاتل مع الزاني ولكن في الحزب الحاكم يتقاتل الفاجر مع السارق لا لأجل الوطن بل لكرامة الفساد و رفعته بين المنح البرلمانيه
ثلاث كلمات لا استطيع تصديقها من لسان حاكم :
الله و الوطن و الشرف !!!
جميع خطب الرئيس و رئيس الوزراء خالية من جمل الوطن الواحد لم ارى وجههم و لسانهم ينطق بجملة : يا أبناء الوطن الواحد .
لم ارى تعاطفهم الحسي سوى أثناء الحمل الانتخابي أو الإجهاض الحزبي .
قسموا وطني إلى ولايات حزبية و انتماءات أصبحت مدن العاصمه تتميز بحسب من تتبع و لمن تابعه لأي شخصيه سرقدينيه
سرقوا حتى صلاة امي و ابتهالاتها لم تعد الصلاة مقبولة إلا باتباع المرجع الفلاني العلاني بالتقليد و التقيد
صورهم تتصدر الشوارع الكبرى مليشياتهم تسرق امنياتنا لم يبقى شيء حتى ساحة التحرير أصبحت صحافة صفراء و تفريغ الفيض المغناطيسي لقوة الغضب
دكتورة جامعيه تغطي رأسها و يديها لا تسلم على أحد تعتبر اليد رجس من عمل الشيطان
سوداء و سوداء لم ارى ملابس ملونه في مدينتي المدارس الابتدائية تفرض السواد على أطفال بعمر السادسه ببرقع و حجاب
أصبحت الطفلة غير ملونه سرقوا البراءة بوجه وقح و ألفاظ خادشة للحياء العام
أراها تسب و تلعن بشتى الشتائم و تحلف باغلظ الإيمان
علموا حتى الاطفال النفاق السياسي في بداية تفتحهم للحياة .

حجابي قيمتي .... انا الصحيحة و غيري المريضه هكذا المناهج تدمر الفطرة السليمة و بوسترات الطائفية تنتشر على طول الطريق تلعنها الملائكة
حجابك و نقابك باءوا بمقعد من النار
يخوفوننا من النار ليغتصبوننا بالسرقات لتصبح سرقاتهم مقدسه !!!

يجتمعون في عيد ميلاد لطالب في قاعة أو مطعم داخل الجامعه و لم يدعوا حسام
أرى طلاب قاعتي الدراسيه جميعهم في أعياد الميلاد إلا أنا أراها بالصدفه
في التقاط الصور الجماعيه يعملون فتوشوب على صورتي لتختفي ملامح وجهي
أثناء العزاء و العرس لم يبلغني أحد ههههه اقتبس بعض الكلام من هنا و هناك
لا أريد شيء من أعياد ميلادهم و لا حتى صورهم
النفاق تطور و أصبح يشمل جميع فئات المجتمع
حتى طبقة الطلاب الجامعية تقسم نفسها مجاميع متناحره لا لشيء فقط للظهور في الواجهه و خطف الأنظار لم أعرف لما يتحاربون بالملابس و المكياج و السيارات و الحب لخطف الأنظار
حتى الحب أصبح قيمه حقيقية لخطف الأنظار لقد وقعت فلانه في حبي إذن انت في قمة الظهور !!!
لا أجيد تلك اللعبه
و لم يعني لي خطف الأنظار إلا تفاهة النظر .

عندما كنت طفلا كنت أعتقد بأن الحرية هي ملابس قصيرة و مايوه بحري و شعر يتطاير و رجل يخرج من علاقة حب ليدخل علاقه ثانيه اسمه دنجوان و سنيور
لم اتصور أن الحرية تحتاج إلى كفاح ندفع ثمنه كل ساعه و نحن في طريقنا إليه
كنت أعتقد بأن الحرية مجرد بعد مكاني و عندما سانتقل لغير دولة ساتحرر من قيودي
اغاني بصوت عالي و رقص هذة الحرية في منظور طفولتي
لم أدرك بفشل التفكير هذا إلا بعد رؤية التناقضات الواضحة
كنت العب في طفولتي مع بنات الجيران و بعد كم سنه ابعدونا عن بعض بحجة البلوغ كسروا المساواة في داخلي لم أعرف معنى البلوغ
لم ألاحظ اثداء صديقتي أو جسدها كنا نلعب بالفطرة و السلام كنت انظر لعقلها أثناء اللعب و كيف ساهزمها بلعبة (ورق اليوغي ) .
لكنهم كسروها بعقولهم المكبوتة
أصبت بالاكتئاب العميق كنت أعتقد أننا شخص واحد بأن صديقتي هي تماما انا و انا هي لم أعرف تلك الفوارق التي يضعونها بالغصب على مسامعنا
أنثى و ذكر .... ولد .... بنت
لم أحس بتلك الفوارق لم أراها في عقلي اعتقدت أننا شخص واحد بعقل واحد بنفس الصفات و ليس اختلاف جسدي بيولوجي جاء من الطبيعه الخلقية سيفرق و يضع سور عميق داخل نفسي المرهفه .
تعالجت عند عدة أطباء يقولون أنها هلوسة حمى و ستزول لكنني لا أصدقهم !!!
انا اصدق احلامي في الحلم أرى نفسي ارقص و اركض في أرض واسعه دون فوارق جنسية أو سياسيه أو دينيه معي كل أحبائي يمرحون
اجهض هذا الحلم كما أجهضت ساحة التحرير و أجهضت ثورة الحسين عن مبادئ الرفض و المقاومة
لم اعبر عن نفسي سوى في الإنشاء أثناء الامتحانات رفضت معلمتي الإنشاء و أعطتني صفر عندما قلت لها داخل النص الإنشائي ( لماذا لا يحجب الرجل ؟؟؟
و انتي محجبه )
صرخت في وجهي انت شيوعي لم أعرف معنى تلك الكلمه و لم أسمع بها من قبل
سألت امي :
- من هم الشيوعيه ؟؟؟
- لا أعرف ولكن الذي أعرفه عنهم انهم يكتبون بقلم احمر اللون و كانت الدولة السابقة تحاربهم لأنهم يكتبون بالقلم الأحمر فتم سجنهم و منع القلم الأحمر !!!!

ذهبت لمحل الأقلام و اشتريت قلم احمر و كتبت به
اعتقدت أنني حققت المساواة بقلم احمر !!!!
لكنني أخطأت تماما
الذي حقق المساواة هو كلماتي على الورق و ليس القلم الأحمر .
كم من معتقد خاطئ أدركته بحقيقة
وكم من اعتقاد صادق طمسوه بأكذوبة .
لم تنضج لدي معالم الحرية لانها لم تتحقق في واقعي
لكنني متفائل لدرجة الموت بأنها ستتحقق
ربما بعالم آخر و دنيا أخرى من يعلم ؟!!!
و حينها سأرى حلم الطفولة كواقع سليم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah