الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آية من القرآن تثير الحيرة

مستخدم العقل

2016 / 10 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نصحنا فقهاء الإسلام أننا حين تضيق بنا الدنيا وتتوق نفوسنا إلى السلام فعلينا بالقرآن فإنه خير دواء. وبالتالي فقد أمسكت بالمصحف الشريف بالأمس لكي تطمئن نفسي بالقرآن ... ولكن ... بدلاً مِن السلام وجدت العديد من الآيات التي تحضّ على العنف وعدم احترام الآخرين وعدم احترام الزوجة بل والحث على كراهية الآباء إذا كانوا لايؤمنون بما تؤمن به. في الحقيقة فإنني شعرت بالانزعاج فإن مثل تلك الأفكار تتنافى تماماً مع السلام الذي كنت أتوق اليه مِن خلال قراءتي للقرآن الكريم. وحسبك في ذلك قِراءة آيات مثل الآية 22 من سورة المجادلة التي تقول (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) التي تأمر بكراهية الآباء والأبناء إذا كانوا لايؤمنون بإله الإسلام , أو الآية 28 من سورة الروم التي تقول (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ) والتي لاتجد بأساً مِن الاسترقاق الذي كان شائعاً في أرض الإسلام حتى ستينيات القرن العشرين , والآية 24 من سورة النساء التي تقول (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) والتي لاتجد بأساً مِن اغتصاب نساء الأعداء.

إلا أن الآية التي وقفت أمامها بكثيرٍ مِن الحيرة فهي الآية 22 من سورة الصافات والتي تقول (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ) , ففي الحقيقة فإن هذه الآية بالذات أثارت لديّ العديد مِن التساؤلات , وأول هذه التساؤلات هو السبب في إصرار القرآن على أن تُعذّب المرأة بذنب زوجها. بالطبع فإن حواة التفسير لم يعدموا الحيلة في التلاعب بالألفاظ فادّعوا بأن المقصود بكلمة (أزواجهم) هو (أشباههم).

فهل هناك آيات أخرى في القرآن استخدمت كلمة (أزواجهم) للدلالة على(أشباههم)؟
وهل توجد قاعدة معيّنة لنعرف ماإذا كان المقصود بكلمة(أزواجهم) هو "أزواجهم" أو "أشباههم"؟

للإجابة على هذه الأسئلة فقد قمت ببحثٍ سريعٍ في القرآن الكريم فوجدت أن كلمة(أزواجهم) ومشتقاتها قد وردت 25 مرة في القرأن الكريم مِنها مرتان اثنتين فقط التي التي يفسّرها حواة التفسير بأنها تعني "أشباههم" وهي الآية 22 من سورة الصافات (المذكورة عاليه) والآية العكسية لها وهي الآية 70 من سورة الزخرف والتي تقول (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ). أما في 23 آية أخرى مِن القرآن فقد فسّر العلماء أن كلمة (أزواجهم) تعني ببساطة (أزواجهم).

وهنا فإنني لم أستطع أن أمنع نفسي مِن التساؤل عن السبب في قول الله (سبحانه وتعالى) مرّة بأنه سيُدخل الكفار النار مع أزواجهم، ثم يقول مرة ثانية إنه سيُدخل المؤمنين الجنة مع أزواجهم ، ثم بعد ذلك يأتي المفسرون فيجدوا أن الآيتين لاتتوافقان مع أبسط مباديء العدل فيقرّرون أن كلمة (أزواجهم) يقصد بها (أشباههم).

فإذا كانت كلمة (أزواجهم) تعني (أشباههم) فلماذا لاتعني الشيء ذاته في هذه الآية أيضاً (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ). فهذه الآية قد وردت مرتين في القرآن الكريم ، المرة الأولى في سورة المعارج (30) والمرة الثانية في سورة المؤمنون (6). فلماذا لايكون أزواجهم هنا مقصود بها(أشباههم) أيضاً وبالتالي تكون ممارسة الجنس حلالاً طالما أن المؤمن يُمارسه مع (شبيهه) المؤمن؟
في الحقيقة فإنني في بحثي عن السلام والراحة مِن خلال قراءتي لتلك الآية فإن تساؤلاتي لم تتوقف عند هذا الحدّ , فقد تساءلت مع نفسي عن السبب الذي يجعل الله (سبحانه وتعالى) يعذّب شخصاً (بل وزوجته معه) لأنه آمن بعبادة شيء غير الله؟

إذا كان ذلك الشخص يعبد شيئاً ما فإن ذلك يدل على أن ذلك الشخص مقتنع بما يفعله، فهو لايعبد شيئاً آخر لكي يعاند الله مثلا، بل لأنه يؤمن بذلك الشيء، فإذا لم يستطع ذلك الشخص أن يُقنع نفسه بعبادة الله - لسببٍ أو لآخر- ورأىَ أن عبادة صنم أو نجم أو قمر هي أكثر نفعاً له فهو لم يفعل ذلك إلا لأنه مقتنع بذلك ، فلماذا يعذّبه الله على أنه لم يستطع أن يقنع نفسه بعبادته؟

وهل كان الله سيسامح ذلك الشخص إن كان قد أجبر نفسه على عبادة الله عن دون اقتناع؟

للإجابة على هذا التساؤل فقد وجدت الآيات من 8 الى 10 في سورة البقرة تقول ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10))). فمِن تلك الآيات الكريمة نجد أن الله (سبحانه وتعالى) سيعاقب مَن يكفر به وكذلك سيعاقب مَن يؤمن به بغير اقتناع. فهل توجد حلولٍ أخرى أمام ذلك الشخص؟

في الحقيقة فإن تسؤلاتي لم تتوقف أمام هذه الآية الكريمة ، فإنني مازلت لاأفهم المقصود بقوله تعالى (وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ) , فهل سيعذّب الله القمر أو النجوم أو النار أو الشمس لأن بعض الناس كانوا يعبدونهم؟

كمثالٍ آخر فإذا أُعجب شخصٌ ما بداعيةٍ مثل عمرو خالد مثلاً وشيئاً فشيئاً وقع ذلك الشخص في حبائل كاريزما ذلك الداعية حتى وجد نفسه يعبده في النهاية، فلماذا يعذّب الله ذلك الداعية؟

يبدو أن رحلة بحثي عن السلام في القرآن ستطول بعض الشيء!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دليل على ما كان في العقل الباطن
سلام صادق بلو ( 2016 / 10 / 9 - 06:57 )
احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ …آية مكية (الصافات،22). أرجو أن تلاحظ أيضا أن الآية التي تليها ... مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (الصافات/23) تكمل هذا المعنى.
أن هذه الآية تحمل دليلا واضحا على بقايا من شرك محمد في الفترة المكية: احشروا ما كانوا يعبدون من دون الله! هل يعني هذا حشر التماثيل والإصنام؟ هل من المعقول أن يفكر الكاتب أن يحشر حجارة لا تضر ولا تنفع لتعذيبها؟ الأصح أن المؤلف ، أي نفس صاحب الغرانيق العلا ، كان يعني الآلهة الأخرى التي هي دون الله وأن هذه الآلهة الموجودة والعاقلة والحية ستحشر في النار لتذوق وتعاني من آلام العذاب .اي ان محمد كان ما يزال لديه بقايا من ديانته القديمة وفي قرارة نفسه وفي عقله الباطن كان لا يزال يؤمن بالات والعزى ومناة وهبل ويعتقد انها آلهه حقيقية وليست كما يدعي. وهذا الايمان يظهر في شكل اشارات خفية لا يلاحظها سوي عقل تحليلي مثل عقل زميلنا ابولهب الخالد الذكر...ويا حبذا لو شارك الزميل حيران محتار في المنتدى!!انها عشرة أسئلة في آية واحدة!! ..مع تحيات shosh.


2 - اسالة لن تجد جوابا لها
علي عدنان ( 2016 / 10 / 9 - 17:03 )
وهي اسالة ذكية تدل على عقل انساني نير لايستطيع وعاظ السلاطين ومفسري الدين التجار ان يجيبوا عليها لانها ابعد من تصورات عقولهم الصغيرة
شكرا لهذا الموضوع القيم

اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان