الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسباب توجه الشباب النسلم نحو لتنظيمات السلفية الجهادية التكفيرية

حسن نبو

2016 / 10 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ ظهور تنظيم القاعدة في اواخر ثمانينيات القرن الماضي على يد عبدالله يوسف عزام ، وخاصة بعد قيام التنظيم المذكور بتفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك واستهداف مبنى وزارة الدفاع في واشنطن عام 2001 يجري الحديث عن اسباب توجه عدد غير قليل من الشباب المسلم نحو التنظيم المذكور الذي يتبنى الجهاد ضد الحمومات الكافرة وتحرير بلاد المسلمين من الوجود الاحنبي .
وبعد تراجع هيبة تنظيم القاعدة عالميا بسبب محاربته من قبل المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومقتل زعيمه اسامة بن لادن في باكستان سنة 2011 وظهور تنظيمات اخرى تجاوزت بعضها - كتنظيم داعش - تنظيم القاعدة من حيث البربرية والهمجية والوحشية ، اتسع نطاق الحديث عن الموضوع المذكور الذي هو اسباب تحول عدد غير قليل من الشباب المسلم نحو التنظيمات التي تتبنى الفكر السلفي الجهادي التكفيري .
ومن خلال الاطلاع على كتابات الذين كتبوا عن هذا الموضوع نجد أن اكثرهم اعتبروا ان الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة كالفقر والبطالة . ووجود الصراعات السياسية الحادة في المجتمعات الاسلامية التي تفتقر الى السلطة المنبثقة عن الشعب من خلال الانتخابات الحرة النزيهة والممارسة لصلاحياتها وفقا للستور والقانون . والجهل بمبادئ ومقاصد الدين الاسلامي الذي ينبذ الكراهية والعنف وكل اشكال الارهاب .
وهناك من رأى ان وجود اسرائيل في قلب العالم الاسلامي وعدم قيام الدولة الفلسطينية واحتلال اسرائيل وتهاون الانظمة الحاكمة في البلدان الاسلامية مع الممارسات الاسرائيلية يساهم ايضا في توجه الشباب نحو التنظيمات الجهادية التي تصور لهم ان تحرير فلسطين لن يتم الا باعلان الجهاد الديني ضد كل من يساند اسرائيل ويقدم لها الدعم .
يمكن القول ان جميع العوامل التي وردت ذكرها ربما تلعب دورا ما في توجه الكثير من الشباب المسلم نحو التنظيمات الجهادية التي تصور لهم ان الحكم وفق الشريعة الاسلامية هو الكفيل بالقضاء عل الفقر والبطالة وتحرير فلسطين واقامة الحكم العادل .لكنها قطعا ليست اسبابا رئيسية بل هي اسباب ثانوية . فبالنسبة للظروف الاجتماعية الصعبة كالفقر والبطالة نجد ان الكثيرين من المنتمين الى التنظيمات المذكورة ومن الذين يشغلون مواقع قيادية فيها لم يكونوا من بيئة فقيرة فابن لادن مثلا كان يمتلك ثروة طائلة . وبالنسبة للجهل ، يمكن القول ان الكثيرين من قيادات التنظينات المذكورة حصلوا على شهادات جامعية ، فايمن الظواهري الذي خلف بن لادن في قيادة القاعدة يحمل اجازة طب اختصاص جراحة من جامعة القاهرة . وبالنسبة للصراعات السياسية وعدم وجود انظمة عادلة منبثقة عن اراداة الشعب ، فأن التنظيمات والجماعات المذكورة بعيدة كل البعد عن عن مفهوم السلطة القائمة على الانتخابات والممارسة لصلاحياتها وفقا للدستور والقانون ، بل انها تعتبر ان الديمقراطية والانتخاب والدستور والقوانين الوضعية كفر والحاد خروج عن ملة الاسلام .
واما بالنسبة لتحرير فلسطين فأن الجماعات والتنظيمات المذكورة قلما استهدفت اسرائيل او مصالحها في الخارج .
اعتقد ان السبب الرئيسي هو وجود بعض النصوص التي يعترف جميع المسلمين بقداستها واهميتها في الموروث الاسلامي والتي تحث المسلمين على قتال كل من لايعترف بالاسلام دينا سماويا او يؤمن بالاسلام لكنه يتقاعس في تنفيذ كل متطلباته. وكذلك كل من لايحكم بما انزل الله . وهذا مااشار اليه عدد قليل جدا ممن كتبوا في هذا الموضوع .
من هذه النصوص : (قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولاباليوم الاخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) التوبة/29 . (افغير دين الله يبغون وله اسلم مافي السموات والارض طوعا وكرها وايه يرجعون ) ال عمران 83 . ( قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ) التوبة /14 . اضافة الى ايات واحاديث اخرى تسلك نفس المنحى .
ربما كان كل نص من النصوص المذكورة وغيرها مما لها علاقة بالحث على قتال غير المسلم يعكس ظرفا معينا او حادثة محددة . لكن الاصرار على جعلها نصوصا قابلة للتطبيق في كل الازمنة والمجتمعات لن يؤدي الا الى مثل هذه النتائج الكارثية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah