الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصلحة

مصطفى محمد مهران

2016 / 10 / 14
المجتمع المدني


المصلحة
تعبير مهذب ماً لإنعدام الاخلاق ، نظراً لاندثار المعاملات الإنسانية الخالصة التي كانت في الماضي ، حتى أصبحت جميع علاقة بين شخصين يشوبها ذلك الخبث من النفاق ، وإن كان كلا الطرفين يعلم تمام العلم بما في داخليهما إلا أن دوافعهما لإنجاح العلاقة أكبر من تلك المباديء والأخلاق التي تعلمناها في الصغر.
وإذا ذكرت المصلحة ذكر زواج المصلحة ، وهي شراكة قصيرة المدى مآلها الفشل ، فترى فتاة تبيع نفسها من أجل المال أو السلطة ، حتى لا ترى اثنين من ذوي النفوذ تزاوجا عن حبٍ أو مودة ، وإنما هي دوافع الوجاهة الاجتماعية ، أما العشق فهو قصيدة الفقراء ، يتغنون بها لينفسوا بها عن أرواحهم.
ولعلك ترى بعض الأهالي من أولاء الفقراء أنفسهم يتعففون ويترفعون عن تزويج بناتهم لذوي سنهم ، ويبيعونهم لمن هم اكبر منهم سناً ، بغض النظر عن فارق العمر والعقل والثقافة ولكنه المال الذي يشتري الارواح ويرفع النفوس ، ولأجله تباع الضمائر وتُكسر القلوب ، وفي ذلك المقام يستحضرني كلام أحد الآباء علي لسان صديق لي عندما زاره ليخطب ابنته "يابني احنا كلنا حبينا وكلنا كنا زيك ، الحب حاجة والجواز حاجة تانية خالص".
ولم يتوقف زواج المصلحة عند هذا الحد بل هناك من يبيع جسده من أجل الهجرة ، فترى شاب في العشرينيات يتزوج من سيدة في الستينات مقابل الخروج من البلاد لأجل فرصة حياة ومعيشة أفضل ، مما دفع بعض الدول الأجنبية مثل السويد توقيع عقوبة السجن على من يثبت تورطه في هذا النوع من الزواج نظراً لاستغلال القوانين بغرض الحصول على الجنسية.
أما عن الصداقة فنادراً ما نجد هذا الصديق الذي يشبه طباعنا وميولنا ومبادئنا ، من يحفزنا ويدفعنا للأمام ، من يسعد لنجاحاتنا ويدعمنا عند اخفاقنا.
فعندما تصل إلى منصب أو كرسي يتكالب عليك باغيه ، يتقربون ويتوددون ، فيدقون الهواتف ويغدقونك بالدعوات ، وتقام لك الولائم ليل نهار ، وإن تغير حالك لن تجد تلك العواطف الجياشة والأحاديث العذبة التى تطرب لها الأسماع ، وكأنه سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ، حتى إذا أتاه لم يجده شيئا.
ومن الغريب إننا لا ندري أصدقاء المصالح غير بعد فوات الأوان ، فليس هناك مصداقية تقبع خلف كل وجه مبتسم ، كما هو الحال في أرقى قطعة من الفضة أو الذهب ، فسيكون من العسير جدا معرفة ما إذا كانت أصلية أو مزيفة.
على كلٍ فلا يمكن لأي علاقة مهما كانت أن تنجح إلا بعد اتفاق الضمائر ، اتفاقها على المحبة والمودة والاحترام والوفاء ، ومن يبتغون غير ذلك فيولون الأدبار ثم لا ينصرون.
د.مصطفى مهران








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يذهب إلى رفح رغم تصاعد المظاهرات المطالبة بصفقة الأس


.. شاهد:-حان الوقت للإطاحة بالديكتاتور!-.. عائلات الأسرى الإسرا




.. كلمة أخيرة - الأونروا: 24 ساعة وبعدها سيكون العالم أمام حقيق


.. كلمة أخيرة - التهجير من الشرق والوسط... متحدث الأونروا يكشف




.. كلمة أخيرة -رفح تضم 65% من سكان القطاع ومنطقة المواصي بها 45