الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علامات الوقف في زمن أطروحة جاك دريدا

المهدي لحمامد
(Mehdi Lohmemad)

2016 / 10 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


التفكيكية التي تحدث عنها فلاسفة كثيرون، لم يقترن إسمها إلا بالفيلسوف الفرنسي الكبير جاك دريدا Jacques Derrida الذي كان صورة عنها، تغمره غزارته اللغوية في نصوصه ومحاضراته، فهو يكتب بالفرنسية، لكنه يفكر بالألمانية، ويتكلم بالانجليزية، ويستشهد باللاتينية والإغريقية، ويقتبس من العبرية ويهوى العربية. أجاد لعبة الجدلية، جدلية الحضور والغياب، درس الفلسفة التي استهوته منذ بداية تشكله الفكري، فجاء مشروعه الفلسفي في منتصف الستينات بعد أن هضم الفكر الفلسفي الأوربي قديمه وحديثه، وكانت بذلك فلسفته الاختلافية قراءة خطرة تبحث في الأغوار عن كل دفين، لا تبتغي المعنى تطارده دوماً دونما أي رغبة مضمرة في الامساك به، تدخل متاهات حيث المخرج هو مدخل لمتاهات أخرى في سيرورة تفكيكٍ للفكر الميتافيزيقي الغربي القائم على تمركز عرقي مدعم من طرف تمركزات صوتية وعقلية وقضيبية... إن قارئ دريدا يعلم أنه سيبقى رهين الإرجاء على أمل الوصول، لكن الوصول إلى أين!! عندما يتعلق الأمر بفلسفة ليست بتحليلٍ، ولا نقد لا بالمعنى العام ولا بالمعنى الكانطي، وليست بمنهج على حد تعبير صاحبها !
إن الدخول إلى النص الدريدي علامة تدل على التفكيك Déconstruction، أي على صاحبها (دريدا)، وأول ما قد يواجهه الباحث هو المدخل الممكن لقراءة التفكيك أي قراءة دريدا، والحقيقة أن قراءتي هذه تأتي في هذا الإتجاه أي توجيه القارئ لبعض المداخل الممكنة لقراءة دريدا
والنص الذي نحن بصدد قراءته هو من المداخل الممكنة لفلسفة دريدا فهو عرض ألقي أثناء مناقشه دريدا لأطروحة الدولة التي طال انتظارها بالسوربون في 2 حزيران/ يونيو، سنة 1980 أمام لجنة مكونة من دوغاندياك M. de Gandillac (رئيسا) وديزانتي (Desanti) (مقرراً) وأوبنك (Aubenque) وجولي ولاسكو وليفيناس (أعضاء) وقد صدر نصّها أولا بالإنجليزية سنة 1983، ثم صدر بالإسبانية سنة 1989، واستطعنا والقارئ العربي معنا سنة 2010 أن نحصل على ترجمة قيّمة لهذا النص بفضل الدكتور عز الدين الخطابي الباحث في قضايا الفلسفة والترجمة والإثنولوجيا وعلم الإجتماع بالمدرسة العليا للأساتذة بمكناس/ المغرب، والذي صدر ضمن ترجمتِه لكتاب "عن الحق في الفلسفة" لصاحبه جاك دريدا (جاك دريدا، عن الحق في الفلسفة، ترجمة عز الدين الخطابي، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 2010) النص معنون بـ "علامات الوقف زمن الأطروحة" ويبدأ من الصفحة 479.
ولعل أول ما يثير انتباه القارئ هو هذا التوجس والارتباك المرافق لحضور قوي لمفهوم الزمن، فدريدا فعل أول ما فعله أن تساءل بخصوص تاريخ الأطروحة قائلا "هل من اللازم علينا الحديث عن تاريخ للأطروحة؟" ولعل الإجابة عن هذا السؤال حسب دريدا يختزنها ما سمّاه خلطاً ذاتيا للتواريخ جعل هويته تضطرب بين الشيخوخة والفتوة، المتعة والخصوبة، اضطراب يقول دريدا أنه ليس بالغريب ولم يكن يوماً مدعاة للشكوة.
وفي معرض حديثه عن الأطروحة يعود دريدا ما حصل قبل 25 سنة آنذاك، حيث إلتزم بتهيئة أطروحة كان يعتبرها نتاج طبيعي وكلاسيكي لأي خريج مدرسة عليا بعد حصوله على التزام التبريز غير أن مجريات الأحداث فيما بعد أثنته عن ذلك، هذه المجريات التي لا ينسبها إلى مسيرته الشخصية، وإنما إلى حقبة وصفها بالمتميزة جداً داخل تاريخ الفلسفة والمؤسسة الفلسفية الفرنسية.
يحدو بنا المقام في معرض حديثنا عن علامات الوقف: زمن الأطروحة" « Ponctuation, le temps de la thèse »، إلى التساؤل حول ما يقصده دريدا بـ "علامات الوقف وزمن الأطروحة" أو بصيغة أخرى ما الغرض من عرضه لهذه النقطة؟ والمعلوم أن أي أطروحة لها زمنها الخاص تعمل وفقه، ولربما لم يسبق لأحد المفكرين أو الفلاسفة أن خصص في أعماله عنوانا لأطروحته. فما سر هذا التميّز والاستثناء الدريدي؟ أو ما هي خصائص ومميزات الأطروحة الدريدية؟ وما أهم القضايا والمشكلات المتضمنة فيها؟ وما الأسباب الدافعة إلى تأجيل مناقشتها أكثر من مرة؟ ألا تخضع بدورها لضبط زماني محدد داخل الجامعة؟ ولنطرح السؤال بشيء من العمومية بالقول: كيف كانت الأوضاع الجامعية أنذاك؟
تمثلت الأطروحة في علامات وقف يمكن حصرها في ثلاث وقفات متلاحقة تدريجيا على مسار خمسة وعشرون سنة، كل وقفة أخذت شوطا من الزمن اتسمت بعلامات في مجملها تُبرز اهتمامات دريدا بالتفكير والبحث الفلسفيين على اعتبار أن الكتاب بمجمله يعرض ويُفصل في توجهاته الفكرية الفلسفية.
إذن ما هي الإشكالات والقضايا المتناولة في كل وقفة؟ كيف ساهمت هذه علامات الوقف في بناء ما يسمى ب "زمن الأطروحة"؟ أيمكن القول أن الأطروحة الدريدية تُلخص بشكل عام مجال أبحاثه وأعماله الفلسفية؟ لننحو إلى التساؤل الأعم؛ إلى أي حد ساهم التفكير والانجاز الدريدي في إضفاء ميزة خاصة للفلسفة المعاصرة ؟
سنستهل حديثنا بالوقفة الأولى كعلامة من علامات مسار الأطروحة، وبالضبط سنرجع إلى حوالي سنة 1957، حيث كان مُقررا أي يهيأ دريدا أطروحته بأول موضوع يتعلق الأمور بوضعية اجتماعية وقع اختياره فيها على متخرج من المدرسة العليا للأساتذة وحاصل على شهادة التبريز لكنه فيما بعد سيغير اشتغاله لصالح موضوع آخر وهو "مثالية الموضوع الأدبي" « Lidèalité de l’objet littéraire » تحت إشراف جان هيبوليت، ويرجع سبب تأجيله لموضوعه السابق إلى أن الفترة آنذاك لم تكن مؤهلة لتحليل المسألة، وكذا الظرفية المكانية لم تكن ملائمة (ويقصد هنا فرنسا).
وعليه لماذا تم اختيار موضوع "مثالية الموضوع الأدبي" الذي يبدو بعيدا كل البعد عن المجال الفلسفي؟ وعلى ماذا اعتمد في تناوله لهذا الموضوع؟
يصرح دريدا في كتابه "عن الحق في الفلسفة" بأن اشتغاله جاء تحت تأثير الفكر الهوسرلي خاصة في مسألة الفينومينولوجيا المتعالية. –ينبغي الإشارة أن الفينومينولوجيا تُشكل تيارا فلسفيا قام بقطيعة ابستيمولوجية عن الفكر السائد في القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى أنها منهجا لوصف ما هو مُعطى مباشرة، وتبتعد ابتعادا حاسما عن الاتجاهات التي كانت تبدو سائدة آنذاك. فكان موضوعها هو الماهية Essence، أي المضمون العقلي المثالي للظواهر الذي يُدرك في إدراك مباشر "وهو الماهيات"، وفي تعارضها مع الفلسفة التي لم تكن تعترف بوجود ماهيات ولا بإمكانية معرفتها، والتي عبّر عنها كانط في موقفه من "الشيء في ذاته" "Le chose en soi"، على أنه موجود ولكن لا يمكن معرفته "Inconnaissable".
يقول دريدا بان هذه الفينومينولوجيا الهوسرلية ساعدته كثيرا في تدقيق بعض الأمور والتي لها صلة بالكتابة وبالأدب الذي يختلف عن الأكسيوماتيك (كنسق ذو صيغة رمزية رياضية) مما سيدفعنا للتساؤل لماذا الاهتمام بالأدب وبالكتابة خاصة في السياق الفلسفي؟ أية علاقة بين الأدب والفلسفة؟ كيف يتحول ممارس للفكر الفلسفي إلى كاتب في الأدب؛ أو العكس؟
يعرض دريدا الإجابة عن هذه المواقف بجهله عن سبب تناوله لهاته المسألة التي قد تبدو بعيدة كل البعد، غير أن ما يعرفه هو أن اهتماماته الأدبية كانت سابقة عن اهتماماته الفلسفية.
ويضيف أيضا أن قراءاته للنظرية الهيغلية في نقدها للكتابة واهتماماته بالفلسفة الهوسرلية، إذ أنجز بحثا حول "مشكلة التكوين في فلسفة هوسرل" بالإضافة إلى الترجمة التي قام بها لهذا الأخير في كتاب "أصل الهندسة" مكنته من مقاربة الأكسيوماتيك ومن الكتابة الأكسيوماتيكية المكوّنة لموضوعات رياضية بخلاف اللغة الطبيعية. أن يُؤسس إجراء استراتيجي مُحكم من خلاله استطاع أن يكتشف الانحطاط والتحقير الذي تعاني منه الكتابة، إذ هي بمثابة تشويه وقلب للمعنى، ليس فقط على المتون الفلسفية بل حتى الكتابات ما بعد الفلسفية (كالتحليل النفسي، الأنثروبولوجيا، اللسانيات...) حيث أن غرضها القائم منذ زمن طويل يشير إلى تناقضات ومراسيم دوغمائية – حسب دريدا – بدل من أن تتموقع داخل الثقافة والموسوعة والأنطولوجيا. لذلك اقترح دريدا تحليل النسق من خلال نزعة التمركز العقلي ونزعة التمركز الصوتي.
وعليه فإن الاستراتيجية التفكيكية (والتفكيك ها هنا ليس بمعنى الهدم إنما بهدف التأسيس) ستدفعه إلى إعادة النظر من جديد لمجموعة من الأمور من بينها تفكيك للمبدأ الأنطوثيولوجي الذي يحيل إلى الأصل والأساس، وما لحقه من تمركز لمفاهيم ميتافيزيقية التي سيعاد نقدها مثل (الأثر، النص، الهوية...) تحت لواء ما يسمى بالاختلاف Différance (هذه الكلمة التي يحتاط منها دريدا كثيرا نظرا لصعوبة ترجمتها).
كل هذه النقاط إذن تُفسر رفضه إتباع للتقليد الكلاسيكي وموقفه اتجاه الهيمنة الفرنسية للمجال الأكاديمي لذلك سيقرر الانعزال بفكره الخاص، فهل انعزاله مبرر على حساسية اتجاه الواقع الذي يُخالف انتظاراته؟ أم يرجع السبب إلى علاقته المباشرة بأولئك المنعزلين أمثال هايدغر، ليفيناس...
إذن فالأطروحة الدريدية لم تشهد ثباتاً ولا استقراراً، وهذا ما نعته دريدا ب "التشتت" لأن العمل الدريدي في آخر المطاف كان يتدحرج بين اتجاهين؛ اتجاه يُحتم عليه أن يظل تابعا (محافظا) للتنظيم الجامعي والمقررات الجامعية، واتجاه يروم من خلاله إحداث موقف خاضع للمساءلة التفكيكية.
الأكيد أن دريدا لا ينكر غرابة الموقف الذي قاده إلى الفينومينولوجيا الهوسرلية المتعالية في الخمسينات، هذه المادة ذات الصرامة غير القابلة للمقارنة بوصفه هو، والحقيقة أن دريدا لا يخفي أن قراءته للفينومينولوجيا مختلفة عن سارتر أو ميرلوبونتي. فهذه الأخيرة كانت مأخوذة بعدد من الرهانات السياسية والفلسفية التي جسدتها عدد من المحاولات، الأولى مثلتها قراءة تراث دوك تاو للفينومينولوجيا المتعالية على ضوء المادية الجدلية من خلال مؤلفه الفينومينولوجيا والمادية الجدلية، أما الثانية فتتعلق بمحاولات كافاييه.
وفي معرض حديثه عن علاقته بالفينومينولوجيا دائما يعود دريدا لمؤلف "أصل الهندسة لهوسرل" الذي وضع مقدمة سمحت له بمقاربة الأكسيوماتيك اللامفكر فيه للفينومينولوجيا الهوسرلية حيث أنه عالج من خلال ذلك مجموعة من المشاكل واجتهته في بحوث لاحقة حول المتون الفلسفية والأدبية.
في السنوات اللاحقة أي ما بين سنوات 1963 و 1968 والتي نشر خلالها دريدا مؤلفاته "حول الكراماتولوجيا" و "الكتابة والاختلاف" عمل على إجراء استراتيجي مكنه من تقييم للكتابة، أو على الأصح احتقار لها، وذلك بالاعتماد على تحليل نزعة التمركز العقلي (Logocentrisme) في شكلها الفلسفي الغربي، ونزعة التمركز الصوتي (Phonocentrisme). كما اتسمت هذه الفترة بتعدد انشغالات دريدا إلا أم ما ميزها عموماً هي تلك العلاقة التي سماها بالعلاقة المائلة والمنحرفة وأحيانا النقدية بشكل صادم لكل الإنتاج النظري الفرنسي المهيمن (الانثربولوجيا والتاريخ والنقد الأدبي واللسانيات والتحليل النفسي...). وقد كان لدريدا أيضا ما يكفي من مقتضياته الميتافيزيقية في الدخول لعزلة خاصة، ويعيد الفضل كله لمن سماهم "المفكرين الأحياء" أمثال هايدغر، ليفيناس وبلانشو وغيرهم الذين كانوا قريبين له أكثر من أي مدرسة أو جماعة.
وبالعودة للأطروحة نجد أن دريدا لا يخفي أنه (لم يعد بإمكانه) في مرحلة من المراحل جمع ما يكتبه في مجلد وبالصيغة المطلوبة للأطروحة، ذلك أن الوجهة التي اتخذها وتعدد المتون والمسالك التي جذبته نحو أماكن أكاديمية عدة جعلته يقتنع بأنه لم يعد هناك وقت لها. ولعل فكرة عرض الأطروحة ومنطق التموقع والمعارضة وفكرة اتخاذ الموقف والتموضع، وما يسميه بزمن الأطروحة كل ذلك شكّل أحد العناصر الأساسية للنسق الخاضع للمساءلة التفكيكية والذي عالجه في عمله بعنوان "التشتت" الذي اعتمد فيه على أنماط غير موضوعاتية وغير ملتزمة بقواعد الأطروحة، ولم يتطلب منه آنذاك نقداً مؤسساتيا جذريا للأطروحة.
إلا أنه في معرض مناقشته للأطروحة سرعان ما عاد للحديث عن بنيتها التي يعتبرها نموذجا قويا لإجراء الشرعنة توفرها على رباط أساسي بالأنطولوجيا والأنطو-أنسكلوبيديا المتمركزة حول العقل الذي جعله يستشعر ضرورة القيام بأعمال هذا الموضوع، وهو ما ظهر في دروس وأبحاث من قبيل صراع الكليات Le conflit des facultés لكنت (والمقصود هنا كانط Kant وسيلاحظ قارئ الكتاب أن المترجم اختار كتابة "كَنْتْ" لأنها أقرب لاسم الفيلسوف وهو تجديد في تقليد الترجمة لاسم هذا الفيلسوف) حيث أوضح كَنْتْ أحقية كلية الفلسفة في السيادة على العقل بدل كلية اللاهوت، ظهر أيضا اهتمام دريدا هذا الموضوع في أبحاثه حول هيغل ونيتشه وهايدغر وتحديداً حول فلسفتهم السياسية المتعلقة بالجامعة. وابتداء من خريف 1968 ساهمت مجموع هذه المجريات وغيرها في ابتعاده عن نموذج الكتابة الباحثة على اعتراف السلطات الأكاديمية.
وبالموازاة مع وفاة أستاذه جان هيبوليت في نفس السنة والذي خلف حزنا كبيرا في الأوساط الفلسفية، ظل السؤال الذي يراود دريدا في بحثه عن أصح علاقة ممكنة بالمؤسسة الجامعية هو: كيف تكون الفلسفة مدرجة بدل أن تدرج ذاتها بذاتها داخل فضاء تريده لكن لا يمكنها التحكم فيه، فضاء يجعلها منفتحة على آخر ليس هو آخرها ؟ وكيف يمكن تسمية بنية هذا الفضاء ؟ موضوع الجامعة مما لا شك فيه أنه ظل يشغل دريدا في نصوص ومحاضرات عدة (الجماعة بدون شرط/ عين الجامعة/ مبدأ العلية وفكرة الجامعة...) ولعل المجال هنا لا يسع كثيراً للحديث عن التناول الدريدي للجامعة وبنيتها خصوصا وأنه سيكون موضوع عروض قادمة.
استراتيجية التفكيك القائمة أساساً على مفاهيم من قبيل الأثر، الاختلاف، التشتت، الإطار... برزت أكثر من خلال مؤلفات دريدا المنشورة سنة 1972، "التشتت La dissémination" وكتابه "Marges de la philosophie". ويستطرد دريدا حديثه عن الفترة 1974 التي ميزها نضاله رفقة عدد من تلاميذه وطلبته وزملائه في إطار ما عرف بــ GREPH اختصار Groupe de recherche sur l’enseignement supérieure philosophique ضد قانون هابي، والذي اعتبره دريدا من الخطورة بمكان الأمر الذي استدعاه لتحمل مسؤولية الدفاع عن مجال التدريس والبحث الفلسفيين، وهو نضال يعتبره دريدا غير منفصل عن السياسة.
وليس غريبا أن يختم الفيلسوف المتبحر والمتواضع دريدا مداخلته بالقول أن كل مبررات موقفه السابق المرتبط بالأطروحة قد تفقد قوتها وقيمتها في السنوات المقبلة، واصفاً في الآن نفسه استراتيجيته بالاحتمالية من حيث أن من يستعملها يعترف بجهله للوجهة التي يقصدها، وهو بالتالي لا يريدها عملية حربية ولا خطاباً حربياً وإنما رغبة ذاتية تستمتع بكونها دون حماية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح